استمراراً للتعاون الأكاديمي والعلمي بين قسم الفلسفة بكلية الآداب بسوهاج وقسم الفلسفة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تم يوم الثلاثاء الموافق 3/3/2020م في تمام الساعة السادسة مساء بمقر الجامعة الأمريكية الرئيس بالقاهرة بميدان التحرير تم تنظيم لقاء فكرياً ضمن الورشة الربيعية لمبادرة "بالعربي فلسفة" التي يتبناها قسم الفلسفة بالجامعة الأمريكية اشتمل على ندوتين قام بإلقائهما ممثلين لقسم الفلسفة بكلية الآداب بسوهاج . جاءت الندوة الأولى بعنوان " لم َ الفلسفة ؟" والتي القاها رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بسوهاج الأستاذ الدكتور محمود مراد ، وقد هدفت إلي التعريف بالدور الذي تلعبه الفلسفة في عصرنا الحاضر الذي ضغطت عليه الرقمنة والحياة الافتراضية . من خلال الحديث عن نقطتين :  وظيفة الفلسفة في هذا العصر الرقمي  ،  أهمية الفلسفة في الحياة الإنسانية. وانتهت الندوة إلي أن الفلسفة هي عصرها معبر عنه بالأفكار، وأنه ينبغي على الإنسان في عصرنا الحاضر إما أن يتفلسف أو أن يودع الحياة ويمضي من هنا ، إذ يبدو أن كل ما عدا ذلك إنما هو ثرثرة حمقاء ولغو فارغ .

     في حين جاءت الندوة الثانية بعنوان " الأصول المصرية القديمة للفلسفة " والتي قام بإلقائها دكتور شرف الدين عبد الحميد امين الأستاذ المساعد بقسم الفلسفة بكلية الآداب بسوهاج والتي هدفت بدورها إلي إلقاء الضوء على الفضل الذي يدين به الفلسفة اليونانية إلي الحضارة المصرية القديمة في نشأة الفلسفة، واثبات تهافت النزعة التي ترد الفلسفة إلي العبقرية اليونانية التي جاءت على غير مثال سابق. وقد اعتمد الدكتور شرف في تدليله على الأصل المصري للفلسفة على التحليل الهرمنيوطيقي للنصوص لإثبات مدي التشابه الكبير بين نصوص الحكماء المصريين القدماء وفلاسفة اليونان من خلال سرد عدد كبير من هذه النصوص باللغتين اليونانية القديمة والمصرية القديمة وبيان تطابق معانيها في اللغتين مما يقطع بأخذ فلاسفة اليونان هذه المعاني وتلك الأفكار لا محالة من أسلافهم المصريين خاصة وان عددا كبيرا من فلاسفة اليونان قد زار مصر ومكث في معابدها يتلقى الحكمة من كنهتها عددا طويلا من السنين باعتراف اليونانيون أنفسهم . هذا بالإضافة إلي اعتماد د/ شرف على الأصل الاشتقاقي المصري القديم لكلمة " فلسفة " Sofia  نفسها ، وذلك بإقرار افلاطون نفسه بأن الكلمة ليست يونانية وأنها تبدو غريبة المصدر .  

  عقب ذلك تم فتح باب المناقشة والمدخلات للحضور فانبرى عدد كبير من الجمهور بطرح التساؤلات الهادفة حول موضوع الندوتين مما اثرى اللقاء وجعله يمتد أطول من الوقت المحدد له سلفا.  وانتهي اللقاء بتوجيه الشكر والعرفان إلي دكتور روبرت مكينتير المشرف على المبادرة وإلي فريق العمل معه على رأسه دكتوره روبين والأستاذة يسرا حموده والأستاذة خديجة جعفر على اتاحة هذه الفرصة المثمرة للتلاقي الفكري بين القسمين . واتفق الطرفان على استمرار التعاون بين مبادرة " بالعربي فلسفة " وبين قسم الفلسفة بسوهاج في مجالات أخرى على رأسها القيام بأعمال ترجمة مشتركة للأعمال الفلسفية من اللغة الإنجليزية إلي العربية ، وكذلك وضع برنامج لتبادل الزيارات العلمية للأساتذة بين القسمين .