حاولنا في هذا البحث الأكاديمي تقليب صفحات التاريخ بحثاً عن شخصيات فكرية أدلت بدلوها في مجال الفلسفة والدين، وكان لها نصيب في طرح أدلة خاصة بموضوع إثبات وجود الله، مع محاولة التمييز بين الأدلة المبنية على الجانب العقلي من الأدلة المبنية على الجانب النقلي، وبيان النظرة المتواترة عن تلك الشخصيات في كتب الفلسفة واللاهوت بخصوص موضوع الأدلة، وصوبنا مرامي شباكنا تجاه أبرز الشخصيات الفلسفية في الفكر المسيحي خلال العصر الوسيط لما تتسم به هذه المرحلة من تمازج بين الفلسفة والدين، وخلط بين مجال فلسفة الدين ومجال اللاهوت، والشخصيات هي: أوغسطين، أنسلم، بونافنتورا، توما الأكويني، وكل واحد منهم يُعد علماً بارزاً في الفلسفة الوسيطة، فضلاً عن الفكر المسيحي برمته، وحاولنا تبيان وجهة نظرنا الشخصية تجاه الأدلة المطروحة من خلال فقرة النقد والتعقيب متفقين في بعضها مع بعض ما ورد في كتب الفلسفة، ومختلفين مع البعض الآخر، وهذه ميزة الفلسفة، إذ تكمن في فسح المجال للآخر للتعبير عن وجهة نظره تجاه الموضوع المطروح مع إبقاء الباب مفتوحاً لآراء أخرى متجددة، وعدم غلقه عن طريق فرض الرأي على الآخر؛ لذا كان لزاماً علينا إبداء رؤيتنا البسيطة تجاه موضوع البحث قيد الدرس على وفق ما توصلنا إليه من استنتاج.