حاولنا في هذا البحث تسليط الضوء على موضوع ماهيّة الله في العصر المدرسي الذي شاع فيه التعليم في المدارس ثم في الجامعات، مُركّزين الضوء على أبرز الفلاسفة الذين تناولوا هذا الموضوع بالدراسة، وهم كل من: إريجينا، وبونافنتورا، وتوما الأكويني، إذ نجد إريجينا يجعل من الله كائناً محايثاً، ويجعل منه المبدأ الذي تنطلق منه الأشياء، والغاية التي تعود إليها الأشياء، أما بونافنتورا فنجده يتحدث عن الله بوصفه فعلاً محضاً، وخيراً مطلقاً، وبسيطاً خالياً من كل تركيب، وممثلاً للعلة الفاعلية والعلة الغائية، في حين نجد توما الأكويني يصف الماهيّة الإلهية عن طريقين: الأول عن طريق تجرده من صفات البشر لغرض تنزيهه، والثاني عن طريق نعته بصفات مشتركة مع البشر، لكن ذلك الاشتراك لا يوصف بكونه اشتراكاً لفظياً، ولا اشتراكاً معنوياً، بل هو منزلة بين المنزلتين، ويصف الأكويني الماهيّة الإلهية بذات الطبيعة الروحية الخالصة الخالية من كل تركيب، وهي مبدأ الحركة، وواجب وجودها، وماهيتها عين وجودها، وتوصف بكونها ذات مفارقة غير متحدة بالأشياء.