كلية التربية الرياضية

قسم علوم الصحة الرياضية

       ثانية ماجستير

 

النشــــــــــــر العلمـــــــــــــي

Scientific Publishing

 

 

اعداد

بسنت محمود السيــد عبـدالرحيم

مقيدة بقسم علوم الصحة الرياضية

كلية التربية الرياضية

جامعة أسيوط

 

ضمن متطلبات الحصول علي درجة اعمال السنة بمقرر حلقات بحث في المشكلات الصحية.

 

إشراف

الأستاذ الدكتور

عماد الدين شعبان علي

أستاذ ورئيس قسم علوم الصحة الرياضية

كلية التربية الرياضية جامعة أسيوط

1441 ه _ 2020 م

مقدمة:

مما لاشك فيه أن الحاجة إلى الدراسات والبحوث العلمية زادت اليوم اشد منها في أي وقت مضى، فالعلم والعالم في سباق للوصول إلى اكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الرفاهية للإنسان، وتضمن له التفوق على غيره، فإذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا للبحث العلمي فذلك يرجع إلى أنها أدركت أن عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية، ويظهر ذلك جلياً من خلال متابعتنا للاحداث الجارية حول فيروس كورونا المستجد حيث أنه قسم العالم إلي نصفين نصف لديه العلم الذي ساهم في الوصول إلي علاج لذلك الفيروس ونصف أخر يعاني من المرض وفقر العلم.

والبحث العلمي يعتبر ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطورها وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها الدولية؛ وقد أصبحت منهجية البحث العلمي وأساليب القيام بها من الأمور المسلم بها في المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث، بالإضافة إلى انتشار استخدامها في معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع بصفة عامة والفرد بصفة خاصة، حيث لم يعد البحث العلمي قاصرا على ميادين العلوم الطبيعية وحدها، بل تعتبر البحوث العلمية التي يقوم بها الباحثين والعلماء في أي مجال علمي عبارة عن دراسات تصب في فائدة البشرية جمعاء وما يتعلق بالحياة اليومية والمتغيرات التي أثرت على الحياة العادية.

وبذلك أضاف فؤاد عطية (2019) انه لايخفى على الباحث والاكاديمي ما أهمية الأنتاج المعرفي من أثر بالغ ليس فقط على المُنتج نفسه بل على المؤسسة العلمية التي ينتمي اليها وبالتالي المساهمة في دفع عجلة التقدم العلمي للبلد لدوره في خدمة البشرية ورقي المجتمع، والمقصود بالأنتاج المعرفي تأليف الكتب والبحوث العلمية وتسجيل براءات الاختراع والمشاركة في المؤتمرات الدولية وغيرها. (6: 1)

وأكد جمال علي (2020) أنه يُعد البحث العلمي أحد الركائز الأساسية في عمل الجامعات لتحقيق أهدافا؛ حيث تستند عليه العملية التعليمية في مجالات التدريس والتفكير الإبداعي والتواصل العلمي بالباحث ، كما يُعد أحد المؤشرات الأساسية الدالة على رقي وتطور الجامعات عند التنافس فيما بينهم بما يقاوم به أعضاء هيئة التدريس ومراكزها البحثية من نتاج علمي؛ ولأجل ذلك اعتمدت الجامعات علي الاستراتيجيات في تشجيع أعضاء هيئة التدريس بها علي التأليف والنشر العلمي بكل أشكاله وفي مختلف تخصصاته. (1: 4)

لذا فان ثمرة البحث العلمي هي النشر في المجلات العلمية، ويأتي الحصول على الثمرة الجيدة من خلال اختيار المجلة التي تتناسب والانجاز العلمي الذي قد تحقق. فكم من البحوث الاصيلة والقيمة ترتقي لان تكون ضمن براءات الاختراع او منشورة في كبرى المجلات الدولية المعروفة في الاختصاصات الطبية, الهندسية او العلمية الاخرى ولكن نجدها منشورة في مجلات واطئة القيمة العلمية وأغلب ماتكون هذه المجلات محلية ولا وجود لها على شبكة الانترنت وحتى لو كانت لها مواقع على الانترنت فلا يتم الاقتباس منها او اعتمادها كمراجع للبحوث التي تنشر في المجلات العلمية ذات المعايير المعتمدة دولياً. (6: 1)

يستاء الباحث العربي كثير من غياب الإنتاج البحثي المنشور باللغة العربية عن ساحة التصنيف

العالمي تماما ، فلا علم لدينا بحصول مجلة عربية الحرف واحدة على معامل تأثير عالمي ، فى ظل وجود احتكار واضح تفرضه تومسون رويترز على تصنيف المجلات والدوريات وقصرها على المنشور باللغة الانجليزية ، بشكل ادى الى حرمان المجلات العربية من هذا الحق.

النشر العلمي:

يوجد في السلك الأكاديمي مقولة معروفة publish or perish أي انشر أو مُت!، بمعنى آخر أنك إذا قمت بكتابة بحث في نقطة ما وتوصلت إلى بعض النتائج ولكنك لم تقم بنشره فلن يعرف أحدٌ بأمره، حتى لو فكرت أن تقوم بعمل صفحة ويب خاصة بك ونشرت بها فكرتك، ربما ستتلقى عبارات الإعجاب والتعليقات من بعض الأشخاص ولكن لن يثق أحد بتلك النتائج، لأن تلك النتائج لم تجد طريقها إلى مراجعين آخرين كي يُدلوا برأيهم فيها، فان قيامك بتجربة توصلك إلى نتائج معينة فقط لا يكفي في العصر العلمي الذي نعيشه، بل لابد من موافقة الآخرين؛ من الممكن أن يخطر ببالك أنه من المحتمل أن تكون فكرتك قوية جدًا لدرجة أن المراجعين لم يفهموها، في هذه الحالة يكون وصف الفكرة ب «قوية جدًا» ما هي إلا وجهة نظرك، وحتى إذا عجز المراجعون عن استيعاب فكرتك - وإن كانت قوية جدًا - فذلك يرجع إلى عدم قدرتك على شرحها جيدًا، لاحظ أنه في عام 1905 الذي يُعتر بمثابة السنة المعجزة ل «ألبرت أينشتاين» حيث قام خلالها بنشر خمس ورقات بحثية ثلاثة منها أثاروا جدلً كبرًا مثل النسبية الخاصة، وكان في ذلك الوقت لا يعمل بالجامعة وليس لديه مساعدون، بل كان يعمل بمكتب براءات اختراع في منصب إداري وكان هو من يكتب لنفسه ومع ذلك نجح في أن ينشر أفكاره، وهذا بدوره يعني أنه نجح في شرحها بطريقة جيدة. (9: 112)

أيضًا عندما يوافق المحرر »Editor« على ورقتك البحثية ويتم نشرها فهذا لا يعني بالضرورة أنها فكرة صحيحة تمامًا، ولكن هذا قد يعني أنها فكرة من الممكن أن تؤدي فيما بعد إلى توليد أفكار أخرى لدى غيرك، كأن تقترح أن أمرًا ما خاطئ رغم موافقة الجميع عليه وأن ترى أنهم على خطأ ويكون لك نظرتك في هذا الموضوع، تلك الطريقة قد تكون بوابتك للنشر، ولو ثبت بعد ذلك أن نظريتك خاطئة، فيوجد مُسمّى «فكرة خاطئة» بل يقوم الناس بمناقشتها، لهذا كله قبل أن تفكر في الاكتفاء بنشر فكرتك على صفحة ويب، يجب أن تحرص على أن تُراجَع بواسطة مجموعة من المحررين والمراجعين ليقرُّوا بأنها قد تكون فكرة نافعة، طبعًا هذا لا يمنع أنه يوجد الكثير من الأبحاث الي تم رفضها من مجلات علمية مرموقة منهم مجلة Nature وقد حصل بحث منهم على جائزة نوبل بعد ذلك رغم رفض نشره، وإذا قمت بالبحث على موقع جوجل على الورقات البحثية التي تم رفضها Famous Papers That Got Rejected ، ستجد منهم الكثير. ولكن لا تفكر بذلك المنطق عندما ترسل ورقتك البحثية وتتلقى رفضًا، فالرفض لا يعني أنك ستحصل على نوبل. هذا غير واقعي! (9: 112)

النشر العلمي هو عملية نشر المواد العلمية في شتى مجالات العلوم البحتة و التطبيقية والهدف العام منه هو عملية تبادل العلوم والمعرفة وجعلها متاحة عالمياً خاصة في عصر العولمة و الأنترنت حيث أصبح العالم بمثابة قرية صغيرة. وهذه الإتاحة للعلوم يؤدي إلى تكامل جهود العلماء و الباحثين في شتى المجالات العلمية متجاوزة المسافات البعيدة و إختلاف الأعراق و الأديان و سياسات الدول وصولاً إلى نهضة علمية سريعة. وتوجد بعض الأهداف الخاصة لعملية النشر العلمي كمثل القيام بنشر الأوراق العلمية الخاصة برسائل الباحثين للحصول على الدرجة العلمية أو الترقية الأكاديمية و هذا يعرف بالنشر الأكاديمي، ومن هنا توجد أنواع بعض المواد العلمية التي يمكن نشرها متمثلة فيما يلي:

  • الكتب و المراجع العلمية .
  • المقالات العلمية في الدورياتو المجلات العلمية
  • العروض المقدمة في المؤتمراتالعلمية و الأكاديمية. (10)

 

 

الفرق بين النشر العلمي والنشر المفتوح:

        النشر العلمي أعم وأشمل من النشر المفتوح، حيث أن النشر المفتوح الجزء بينما النشر العلمي الكل؛ وأضاف طلال شهوان(2019) النشر المفتوح والمقصود به اتاحة المنشورات العلمية بشكل رقمي، مباشر من خلال الانترنت، مجاني، وخال من معظم قيود حقوق النشر، كل محتوى يمكن رقمنته، وكل ما هو مرقمن يمكن اتاحته بشكل مفتوح من خلال الانترنت. (3: 4)

محطات هامة في تطور النشر المفتوح:

  • 1991 – اطلاق المستودع الرقمي org
  • 2000 - اطلاق برمجية Eprints ، ودوريات PLOS ، ودوريات Biomed متاحة الوصول.
  • 2002 - اطلاق برمجيات OJS و Dspace ، واطلاق SPARC .
  • 2003 - اطلاق كل من اعلان بودابست، برلين، بثسدا حول النشر المفتوح، واطلاق موقع DOAJ للدوريات متاحة الوصول.
  • 2006 - اطلاق موقع DOAR للمستودعات البحثية.
  • 2008 - تأسيس اتحاد الناشرين للدوريات متاحة الوصول.
  • اعلانات دولية هدفها وضع اطار لمفهوم النشر المفتوح وتحديد الاليات اللازمة للوصول اليه.

1) Budapest Open Access Initiative-2002

https://www.budapestopenaccessinitiative.org/read

2) Bethesda Statement on OA Publishing – 2003

http://legacy.earlham.edu/~peters/fos/bethesda.htm

3) Berlin Declaration - 2003

https://openaccess.mpg.de/Berlin-Declaration (3: 5)

تصنيف العاملين في المجال البحثي:

وأضاف خالد سيف (2017) أنه يمكن تصنيف بعض العاملين في المجال البحثي إلى ثلاثة أنواع:

  1. النوع الأول: غبي وقدراته العقلية ذات مستوى سيئ، وعددهم قليل وعادةً لا تقابلهم.
  2. النوع الثاني: شخص ذكي جدًا لكنه غبي فيما يتعلق بتنفيذ الأبحاث، وهؤلاء عددهم أكثر من النوع الأول.
  3. النوع الثالث: شخص ذكي جدًا ويقوم بعمل الأبحاث بطريقة عبقرية، لكنه غبي فيما يتعلق بالكتابة.

بالنسبة للعالم الخارجي سيظهر الثلاثة كأغبياء، لأنه في آخر الأمر لن يرى المنتج النهائي لأعمالهم النور ولن يظهر للناس، بمعنى أنك حتى إذا كنت نابغة وقمت بعمل عظيم ثم فشلت في الكتابة، سيخلط الناس بينك وبين النوع الأول والثاني. لهذا يرُجى أن تكون من «النوع الرابع »، ولا تقع في الخطأ الذي يرتكبه الكثر ممن يبدؤون رحلتهم البحثية بأن يظنوا أن فكرتهم رائعة ونتائجهم العملية رائعة، وأن طريقة الكتابة ليست مهمة والجهات الناشرة ستنبهر بالفكرة وتقوم بنشرها أيًا كانت طريقة الكتابة، لأن هذا الاعتقاد غير صحيح، والكتابة السيئة لن تُقبل ولن تُقرأ من الأساس حتى ولو كانت فكرتك رائعة بل أن أحدًا لن يستوعب فكرتك ويُقرّ بأنها رائعة.

ويَزن الكثير من الباحثين إذا ما رُفض بحثهم ويعتقدون أن فكرتهم رائعة وأن كل ما في الأمر أن هناك أخطاء إملائية وما إلى ذلك. دعنا هنا نوضح أمرًا ما، إذا كانت الورقة البحثية ستُنشر في مجلة علمية أو سيتم عرضها في مؤتمر، فإن المحرر »editor« الخاص بتلك الجهة والذي يكون بمثابة رئيس التحرير يقوم بإرسال الورقة البحثية لأشخاص آخرين معروفين بالكفاءة في هذا التخصص، ويُرسَل إلى هؤلاء أبحاثًا كثيرة جدًا في الشهر ليقوموا بالتحكيم فيها، وعندما يبدأ أحدهم بقراءة بحثك ويجد صعوبة في فهم ما قمت بكتابته مع وجود الكثير من الأخطاء الإملائية، مع استمرار الوضع في أجزاء كثيرة من البحث سيتوقف عن قراءته ويرسل طلبًا لإعادة كتابة ذلك البحث من البداية وسيرُفض الورقة البحثية بغض النظر عن الفكرة، مع العلم أن العكس يحدث وبكثرة، أوراق بحثية عديدة تكون أفكارها بسيطة للغاية ومع ذلك تُنشر في افضل المجلات لأنها كتبت بشكل جيد، هذا لا يعني بالطبع أن تقوم بنشر أي شيء بكتابة جيدة، لكن المراد من تلك الأمثلة هو الوصول إلى مبدأ أن الكتابة بنفس أهمية البحث نفسه، وأنك لن تتمكن من النشر دون أن تتمكن من الكتابة بشكل جيد. (9: 113)

لاحظ أن الكتابة العلمية تختلف عن الكتابة العادية، فقد تكون قادرًا على كتابة شعر باللغة الإنجليزية، لكنك لا تستطيع كتابة بحث علمي، فالكتابة العلمية تعبتر وسيلة، لانك من خلالها لا تقوم فقط بانتاج العلم فأنت تكتب العلم، لذلك فمتطلبات وشروط الكتابة العلمية لاتقل أهمية عن متطلبات وشروط ممارسة البحث العلمي نفسه.

لماذا ننشر؟

أوضحت كلير فيالا وآخرون (2019) ان واحدة من أكثر المعضلات التي نواجهها كمشرفين هي مكان تقديم ورقة أعدها المتدربون لدينا ، عادة ما نطلب من الطلاب إعداد قائمة بالمجلات المحتملة، بالإضافة إلى عوامل التأثير في كل مجلة (JIF). بعد تحرير العمل ، تجري مناقشة مع المتدرب حول مكان إرسال المخطوطة. من المتوقع أن غالبية الطلاب يرغبون في نشر أوراقهم إلى أعلى المجلات ذات التأثير المحتمل ، وفقًا لحكم JIF. نناقش هنا آثار محاولة النشر في مجلات النخبة ونتائج ذلك على حياة ورفاهية المحققين الشباب، يحتفظ العديد من الباحثين بالاشتراكات الشخصية في مجلات الطبيعة والعلوم. من وجهة نظرنا ، ترتبط قيمة هذه المجلات في الغالب بمحتواها التحريري عالي الجودة ، مع عدد قليل جدًا من الأوراق المنشورة في هذه المجلات متعددة التخصصات التي ترتبط مباشرة بعملنا (اكتشاف المؤشرات الحيوية للسرطان والتحقق منها). في الواقع ، لأغراض بحثنا ، نقوم باسترداد معظم الأوراق إما بالبحث في PubMed ، أو من خلال التنبيهات ، بناءً على الكلمات الرئيسية. نفترض أن معظم العلماء ، الصغار والكبار ، يتبعون استراتيجيات مماثلة. (8: 1)

قبل أن تتخذ قرارًا بنشر بحث ما، يجب أن تضع نصب عينيك السبب الذي جعلك تفكر في هذا القرار، بمعى أنه في حالة إذا كان من باب التفاخر أمام الناس بعملك، صحيح أنك ستستطيع القيام بعملية النشر، ولكن لن يكون الأمر بنفس قيمة إذا ما كان الذي دفعك للنشر هو إفادة الناس بما قمت باكتشافه أو ما تعلمته، لذلك من المهم أن تكون على علم بسبب رغبتك في النشر العلمي، وأرجو ألا يكون السبب هو التفاخر. على الصعيد الآخر يتجه بعض الأشخاص للنشر العلمي لأنه مطلوب من أجل الحصول على ترقية في الوظيفة، لا مانع من ذلك، ولكن إذا كان هذا هو السبب الوحيد، فإنك ستنشر غالبًا في أي مكان قد يوافق على نشر أي فكرة أياً كانت فقط من أجل أن تحصل على الترقية في العمل ومن أجل أن يظهر في سرتك الذاتية الكثر من الأبحاث المنشورة، وفي بعض الأحيان يعتر هذا نوعًا من الخداع، إذا وُجِد لديك ثلاثون أو أربعون بحث منشور وكان واحد أو اثنان منهم فقط ذي قيمة فهذا ليس بالأمر الجيد، لذلك كان من الأفضل أن تضع إفادة الناس بشيء اكتشفته سببًا لك، وهذا الأمر يظهر من خال طريقة العرض والكتابة الي قمت بها عندما يُنشر عملك للناس وتبدأ في تلقي الكثر من الأسئلة بخصوصه ويُطلب منك القيام بأعمال مشركة مع آخرين، فمن الأفضل أن تنوي هذه النية عند النشر. (9: 115- 116)

هكذا نكون قد وصلنا لإجابة سؤال لماذا نقوم بنشر الأبحاث وعرفنا أنه يُفضل أن يكون من أجل إفادة الآخرين حى لو كنت تريد التفاخر أو الترقية في العمل فا بأس بهذه الأهداف ولكن ضعها في ترتيب يأتي بعد نيتك لمساعدة المجتمع العلمي ومساعدة العاملن به بأفكارك تلك، ولاحظ أنك إذا قمت بنشر بحثٍما ولم تنل عليه جائزة كبرة ولكن هناك من انتفع منه وحصل على جائزة فإنه يكون لك نصيبٌ في ذلك، هذا إذا كنت تبحث عن الجزاء على عملك، وإن لم يكن في الدنيا سيكون في الآخرة بإذن الله، إلا إن كنت تبحث عن المقابل المادي والشهرة فهذا أمر آخر، ولكن عليك توخي الحذر منه لأنه عادة ما يأخذ الكثر من طاقتك والي من الأفضل أن يتم استخدامها في عمل البحث، فضع هذه الأمور نُصب عينيك عند البدء في البحث العلمي.

متى تباشر عملية النشر؟

دائمًا ما يكون البحث نفسه عبارة عن سؤال كبر وعليك إيجاد إجابة له، هذا السؤال الكبر عادةً ما يكون صعبًا وإلا فإنك لن تحتاج إلى أن تقوم ببحث كامل لأجله من الأساس. تلك الأسئلة الصعبة يجب أن تقوم أنت بتفصيلها إلى أسئلة أصغر sub problems وتلك تُفصل إلى أسئلة أصغر حى تصل لسؤال من الممكن أن تبي عليه ورقتك البحثية، ولكن يجب ألا يكون هذا السؤال سهلً جدًا وإلا لن يكون ذا قيمة كي يُنشر.

هو عادةً تكون منَ هذا بالطبع يختلف من مجال لمجال ويجب اللجوء لخرات السابقين في الأبحاث في المجال خصائص هذا السؤال ألا يقع نظر أحد عليه ويجيب عنه فورًا، بل يجب أن تكون هناك تجارب وأرقام حى تتم الإجابة عن هذا السؤال، دعنا نقول إن البحث الذي ستقوم بنشره يجيب عن سؤال صغر، الذي هو بدوره جزء من أسئلة أكر تتضمن السؤال الكبر الذي بدأت به مشروعك البحثي، ووصلت إلى إجابته.

ولا نعي بالإجابة هنا أي كلام عام توصلت إليه وأنت تشاهد التلفاز مثاً، أو أن تقول إنك قمت بتجربة كذا ونجحت، فكلمة إجابة هنا تعي شيئًا مدعومًا ببياناتbacked by data، أي أنك قمت بإجراء بعض التجارب وتوصلت إلى بعض الأرقام، وهذه الأرقام تدعم إجابتك، لأنك عندما تحاول الإجابة عن سؤال ما، تبدأ في البحث عن محاولات من سبقوك –إن كانوا قد حاولوا البحث عن إجابة– وتبحث عن أسباب عدم توصلهم إلى تلك الإجابة.

وإذا توصلت إلى إجابة ما دون أن تتوصل إلى أرقام، فإن هذه تسمى بالفرضية hypothesis، وتقوم بعدها بإجراء العديد من التجارب لكي تدعم هذه الفرضية، ثم تشرح خطوات هذه التجارب في البحث وتسرد النتائج موضحًا دعمها لصحة فكرتك. وعند الانتهاء من هذه الخطوة، يحن الوقت المناسب لإرسال ورقتك البحثية للنشر.

ولا يحدث هذا الأمر فجأة، أي أنك لا تتوصل إلى النتائج والبيانات في يوم ما ثم تبدأ النشر في اليوم التالي مباشرة، فخال رحلة الإجابة على هذا السؤال الصغر، يجب أن يكون لديك جدول زمي تحدد فيه أولً المجلة الي تريد أن تنشر فيها بحثك أو المؤتمر الذي سيُعرض فيه، وعادةً ما يكون للمؤتمر ميعاد محدد لاستلام الأبحاث تعرفه مسبقًا، فتقوم بحساب الوقت الذي سيلزمك للانتهاء من العمل على بحثك لترسله في الوقت المناسب. فمثاً، يكون عليك أن تنشر بعد 6 أشهر في هذا المؤتمر، فتستغرق شهرًا واحدًا في كتابة الورقة البحثية وتخصص شهرين قبل ذلك للقيام بكذا، وتبدأ في وضع خطة زمنية لتنفيذ المهام. أما إذا كنت ستنشر في مجلة علمية، فيجب أن تعرف الوقت الذي تستغرقه تلك المجلة في مراجعة الأبحاث، أو في بعض الأحيان يكون هناك عدد خاص من هذه المجلة، هذا العدد يكون مختصًا بمناقشة نقطة بحثية معينة ويكون لهذا العدد ميعاد محدد. في تلك الحالة إذا كان بحثك يناقش هذه النقطة، فإنك تراسلهم أولً وبعدها يمكنك وضع خطة العمل Road Mapالخاصة بك.

إما إذا كنت تدرس للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه وتعلم مى تريد الانتهاء منها فتستطيع حينها أن تضع لنفسك وقتًا للانتهاء من البحث.

من كل هذا نستنتج أن الإجابة على سؤال مى يكون النشر هي عندما يكون لديك إجابة تدعمها أرقام، لأنه إذا لم توجد أرقام فنحن هنا نكتب شعرًا أو قصة وليس بحثًا علميًا، ما لم يكن السؤال فلسفيًا فهذا أمر آخر. وإذا تعلق الأمر بفلسفة العلوم، فطالما ذكُرت العلوم يجب أن تكون هناك أرقام، وهذا هو ما نتحدث عنه في هذه الحالة.

ما الذي ستنشره؟

هذا سؤال في غاية الأهمية، لأنك بعد أن تجيب على سؤالك وتتوصل إلى أرقام كثرة جدًا، قد تفضل تجزئة هذه الأرقام إلى مجموعات صغرة ونشر كل مجموعة منها في مؤتمر أو مجلة ما، وبذلك تكون قد نجحت في نشر أكثر من بحث بدلً من نشر بحث واحد فقط، وهذه الحالة توصف في وسط البحث العلمي بمصطلح معروف يسمىLeast Publishable Unit وهو أصغر شيء يمكن نشره.

وهنا يثور سؤال: لقد قمت بحل مسألة معينة ولديّ البيانات الي تثبت ذلك، فهل أقوم بنشرها في بحث واحد ذي قيمة أم أنشرها على هيئة أربعة أو خمسة أبحاث بمستوى متوسط؟

إذا نشرت أربعة أو خمسة أبحاث سيظهر ذلك بالفعل في سرتك الذاتية وسينبهر غر المتخصصن في مجالك بالأمر لكثرة أبحاثك، لكن سيؤثر ذلك على سمعتك بن المتخصصن في مجالك، وسُعتك في وسط المجتمع العلمي في تخصصك مهمة للغاية، لأنها ما سيجعلك بعد ذلك مؤهاً لتكون مراجعًا لأبحاث غرك، وغيرها من الفرص الأخرى، وهذا بدوره سيساعدك في إيصال أفكارك للغر، لاحظ أن بحثك ليس السبيل الوحيد لتوصيل أفكارك، بل كونك مراجعًا للأبحاث أيضًا حيث تقوم بمساعدة المجتمع البحثي. وهناك العديد من الوسائل الي تمكنك من مساعدة المجتمع العلمي، ولكي تمتلك تلك الوسائل يجب أن يراك الآخرون باحثًا ذا قيمة، ولكي يتحقق ذلك عليك أن تتجنبLeast Publishable Unit  إذا كان من الممكن أن تنشر في ورقة بحثية واحدة قوية ترسلها إلى مؤتمر كبر أو مجلة علمية مرموقة، فهذا أفضل من أربع ورقات بحثية في مؤتمرات متوسطة، إذ أن العدد ليس المعيار الأساسي كما سنرى لاحقًا. فضع تلك النقطة نُصب عينيك، وابتعد عن ال !Least Publishable Unit

متى تبدأ في كتابة البحث للنشر؟

بعد أن تعلمنا لماذا نقوم بالنشر ومى وما الذي سنقوم بنشره يأتي السؤال: مى نبدأ الكتابة؟ يعتقد أغلب الناس أن البدء في الكتابة يكون بعد الانتهاء من العمل البحثي وجمع البيانات كلها واستخراج الأرقام والانتهاء من الرسوم البيانيةGraphs ، وهذا غر عملي في الواقع ولا يحدث في الحياة، حيث تنتهي عادةً من العمل على بحثك واستخراج الأرقام قبل المؤتمر أو موعد النشر في المجلة بأيام قليلة، مما يجعل البعض يدخل في حالة من الهلع ويُضطر إلى العجلة في الكتابة واتباع أي وسيلة محاولً اللحاق بموعد النشر، فيظهر البحث بصورة سيئة كما تحدثنا من قبل عن النوع الثالث من أنواع العاملن في مجال البحث العلمي، وهذا لا يصح.

أفضل موعد لبدء الكتابة عند بداية العمل على البحث. لكن انتبه! لا يعي بدء الكتابة هنا البدء في كتابة ورقةً علمية، بل تسجيل أفكارك وتجاربك، والرسوم البيانية، وحى نتائجك السيئة؛ فالحفاظ على ملف يتضمن كافة دون.

البيانات سيساعدك على التركيز، على عكس الكلام العابر، فعندما تسجل بنفسك ما تنجزه، فإن هذا سيساعدك في الحفاظ على تركيزك على البحث، ومع انتهاء البحث سيكون بحوزتك عشرات الصفحات الي يمكنك اختيار ما هو صالح للنشر منها بسهوله فيما بعد، فتكون إضافة التعدياتEditing هكذا أسهل بكثر منها إذا كنت قد انتهيت من البحث وباقي على زمن التسليم أسبوع مثاً، لكنك تجلس أمام صفحة بيضاء تنتظر أن تكتب فيها كل ما مررت به في البحث منذ البداية! لذا، احرص على الكتابة منذ بداية ظهور الفكرة لديك مرورًا بالمراحل الي يتم فيها تنفيذ البحث، فهذا أفضل بكثر.

وتمثل هذه الصفحات دفرك البحثي الخا Research Notebook الذي يُعد إحدى أهم الأدوات

الي يستخدمها أي باحث مرموق سواء على جهاز كمبيوتر أو على هيئة ورق ، وهو يحوي جميع أفكارك وتجاربك، حى الفاشل منها، فهي بدورها تعطيك معلومات وأفكارًا مهمة؛ مثل، هل كانت الأخطاء نتيجة للقياس، أم للفكرة نفسها؟ كيف تعمل على تحسينها إذًا؟ وهكذا.

احرص في جميع أيامك على الكتابة، ويفضل أن تنهي عملك مبكرًا نصف ساعة كل يوم كي تخصصها للكتابة، وبعد فرة سيكون لديك كتاب يحوي أفكارًا تستطيع أن تستخرج منها الأبحاث الي تريد نشرها.

معوقات المباشر في كتابة بحث علمي للنشر:

طريقة كتابتك للبحث قد تكون مختلفة عما حدث في الواقع، فعند قراءتك لأي بحث، قد تجد الموضوع بسيطًا، والمشكلة واضحةً وفكرة حلها منطقيةً ومدعّمة بالتجارب، وأن الأمر سهل للغاية! لكن هذا غير صحيح! إذ تكون المشكلة موجودة في الواقع، ويجرب الباحث العديد من الطرق، بعضها يفشل وبعضها يكون أقرب إلى الصواب لكنه يفتقر إلى بعض التعديات، ويستمر ذلك حى الوصول إلى أفضل طريقة، وهذه التفاصيل لا داعي لإزعاج قارئ البحث بها، لذا، يُكتفى بوضع السؤال، ثم تذكر إجابتك وما يؤيدها مما أجريته من تجارب ونتائجها بالتفصيل الممل، لتتحول إلى رواية دون إضافة تفاصيل غر ضرورية، فهذه التفاصيل يمكنك الاحتفاظ بها في دفرك البحثي الذي تكتب فيه يوميًا، لكن لا مكان لها في الورقة البحثية الي ستُنشر بعد ذلك، حيث تستخرج من دفرك البحثي هذا ما يمكنك كتابته في الورقة البحثية، وهذا سيسهل وصول فكرتك إلي جميع قراء البحث، ولا يعد خداعًا لأحد، بل مجرد انتقاء للأجزاء المهمة فقط للنشر.

وهكذا، تُباشِر كتابة الفكرة أو السؤال، ثم تكتب الحل، والتجارب الي قمت بها، وكيفية إتمامها. كما يمكن تحسن البحث بعدة خطوات مستقبلية، حيث تختلف طريقة الكتابة عن طريقة البحث. وهذه هي الطريقة المهم كذلك أن تبدأ في الكتابة منذ اليوم الأول في البحث، وليس من الضروري الاهتمام بقواعد الإنجليزية أثناء الكتابة في تلك الفرة، فهذا يمكنك الاعتناء به عند العمل على الورقة الي ستنشرها، لكن الهدف الأساسي الآن هو تسجيل جميع الأفكار الي قد تخطر ببالك، حى تَسهُل العودة إليها فيما بعد، لأنه من الصعب للغاية إبقاء جميع التفاصيل في الذاكرة.

سبل النشر:

في هذا الجزء سوف نخص بالاهتمام الجهات الي تُرسَل إليها الأبحاث بعد الانتهاء من كتابتها. فيمكنك أن ترسلها إلى مجلة أو مؤتمر علمي والنشر في كل منهما مختلف عن الآخر وفقًا للمجال الذي تعمل به. لكن إذا اخرت في النهاية أن تنشر بحثك في مجلة، فكيف تختار هذه المجلة وكيف تعلم أنها هي المناسبة لطبيعة ومستوى بحثك؟ ثم نتطرق إلى الأنواع المختلفة للنشر؛ فمنها ما يُعرف بالملخص المطول، أوراق ورش العمل، الأوراق التي تُنشر في المجلات والأخرى الي تُنشر في المؤتمرات، الخطة البحثية وأخرًا التقارير. أما عن أنواع الأوراق البحثية ذاتها فهناك أوراق المراجعة، التحسن التدريجي، المساهمة السلبية، فكرة جديدة، اكتشاف علمي وغيرها. ويمكن تصنيف الأوراق البحثية عن طريق مدى مساهمتها في التقدم العلمي في مجالها، فهناك أبحاث لا تسبق غيرها بأي خطوة، وأبحاث تسبق بخطوة واحدة وأبحاث تسبق بعشرة خطوات.

والآن بعد أن تم إرسال الورقة البحثية إلى المجلة العلمية للنظر فيها من حيث قابليتها للنشر أم لا، يتم اتباع أحد ثلاثة طرق. الطريقة الأولى ألا يعرف الباحثون والمراجعون أسماء بعضهم البعض. أما الطريقة الثانية فهي أن يعرف المراجعون فقط أسماء الباحثن والطريقة الأخرة هي أن الفريقن يعرف كل منهما الآخر. وفيما يلي نعيد تناول ما ذكرناه بمزيد من التفاصيل:

بعد انتهائك من البحث، وكتابة الورقة العلمية، إلي أين سترسلها؟

كما ذكرنا في البداية، ربما تكون قد حددت مؤتمرًا علميًا بالفعل أو مجلة، لكن ما المعاير الي ستقوم بالاختيار وفقًا لها؟ يفرض عادةً قبل البدء في البحث أن تكون قد قرأت في المجال المعيّ عدة أبحاث ومراجع، وهي خطوة أساسية قبل البدء في كتابة أي بحث.

ففي البداية تقرأ بعض الكتب Text Books للإلمام بأساسيات الموضوع، ثم تنتقل إلى قراءة الأبحاث الي تنقلك إلى مراجع وأبحاث أخرى وهكذا، ومع الوقت ستتكون لديك خرة في أفضل المجات والمؤتمرات في هذا المجال، وستعرف أيضًا ما هي المجات متوسطة المستوي، وما هي المجات الي لا يقرأها أحد Write-Only journal .

نود أن نشر إلى نقطة أخرى، وهي أنه في أغلب التخصصات العلمية تكون المجات أقوى من المؤتمرات، لكن في بعض التخصصات مثل «معمار الحاسوب »Computer Architecture تعد المؤتمرات أقوى بمراحل من المجات، ويرجع هذا إلى أنه في أغلب المجالات الي تكون فيها المجات أقوى من المؤتمرات، تطلب المؤتمرات أوراقًا علمية قصرة 4 – 8 صفحات لا تحوي جميع التفاصيل، بينما في مجال معمار الحاسوب تكون الأوراق العلمية في المؤتمرات بنفس الطول الذي يتم نشره في المجات، ونسبة القبول في المؤتمر أقل بكثر من المجات العلمية، مما يعكس العملية، فالباحثون في هذا المجال ينشرون في المجلة أولً ثم في المؤتمر، على عكس أغلب التخصصات العلمية.

لذا، عليك الانتباه جيدًا إلى النوع الذي ينتمي إليه مجالك وأي طرق النشر أفضل في مجالك، المؤتمرات أم المجلات، أحيانًا يكون لديك فكرة، وبعد القيام بعدة تجارب والتوصل إلى بيانات، لا تستطيع أن تحدد: هل توصلت إلى الجواب النهائي أم لا؟ يمكنك عندها أن ترسل نتائجك إلى مؤتمر أولً –إذا كان أضعف من المجلة– وإذا تم قبوله في المؤتمر، سيناقشك الناس فيما توصلت إليه، مما سيساعدك على معرفة هل كان لديك الجواب النهائي أم لا، وربما تستلهم أفكارًا أخرى كذلك من المناقشات، وقد يمكنك إضافتها بعد ذلك إلى ورقتك العلمية قبل إرسالها للمجلة.

الترجمة في النشر العلمي:

        أن ترسيخ سياسات التعريب للتعليم في العالم العربي دفع الدور إلي نشر المترجمات من دون أن تعالج مشاكل التوزيع التي تواجه السوق العربي للكتاب بشكل عام. فإن هذا الوقع يقلل من الاستفادة الاقتصادية المترقبة لقطاع الترجمة الذي يفترض أن جمهوره يتوسع عاماً بعد عام. وقد لجأ بعض دور النشر ألي النشر المشترك ويتمثل هذا النهج الحل الوحيد للتغلب علي حواجز سوق الكتاب وبالذات بين المشرق والمغرب. (5: 10)

يلاحظ أيضاً أن برامج الترجمة الحديثة العهد والمنبثقة من دول الخليج تنفذ من قبل دور النشر الخاصة في المشرق العربي، خلافاً لبرامج الترجمة في البلدان مثل مصر وسوريا والكويت، التي كانت تبقي علي عاتق القطاع العام. وتتزامن هذه الظاهرة مع بروز تعددية مراكز النشر في الوطن العربي وإضعاف سيطرة القاهرة وبيروت علي سوق الكتاب العربي. (5: 11)

هل يجوز أن أنشر نفس البحث في مجلة، ثم في مؤتمر؟

لا يمكنك نشر نفس البحث تمامًا مرتن! فبعد أن تنشر في الأضعف منهما ويتم قبوله، تستخدم ما تلقيته من ردود أفعال وتعليقات على بحثك كي تضيف تجارب وتفاصيل أخرى إلى ورقتك البحثية ثم ترسلها للجهة الأقوى، ويجب قبل إرسالك للجهة الثانية أن تذكر أنك نشرت البحث من قبل، وتوضح ما أضفت إليه في هذه المرة عادةً يجب أن يتعدى 30 % من البحث الأصلي، يعد إرسالك لنفس البحث دون أي إضافة لمكانن غشًا، وسيكتشف بعد قليل من الوقت لقلة عدد الأفراد في تخصصك، مما سيضر بسمعتك ويؤدي إلى رفض جميع أبحاثك في أي مكان لاحقًا!

كيف تختار هذه المجلة؟

من الممكن أن تجد أثناء قراءتك للأبحاث مجات معينة ينشر بها معظم الباحثن بنفس المجال، فهناك عدة عوامل يتم من خلالها تقييم المجات البحثية، حيث اصبح من الاهمية ضرورة وجود جهة علمية تتولى تصنيف ووضع معايير للحكم على الانتاج العلمى المنشور باللغة العربية اسوة بمعامل التاثير العلمى الذى يقتصر على اوعية النشر المنشورة باللغة الانجليزية دون العربية من خلال إنشاء وحدة ومركز لعدد من المؤش ا رت الاحصائية ودارسات تحليل الاستشهادات المرجعية Analysis Citation  للدوريات العلمية الصادرة باللغة العربية أسوة بقريناتها الأجنبية ونشر التقارير السنوية التي يمكن اعتمادها لمكافأة الباحثين وتقييم المؤسسات العلمية والتعليمية والبحثية وفق إنتاجية العاملين بها ونسبة الاستشهاد بأعمالهم المنشورة على المستويين العالمي والعربي، وهو ما عرف بمعامل التاثير العربى ، باعتباره منصة عالمية لتصنيف وتقييم المجلات المحكمة التى تنشر باللغة العربية.

عوامل اختيار المجلة العلمية للنشر:

العامل الأول: معامل التأثير :Impact Factor

يمثل قوة المجلة وكلما ازداد هذا الرقم كانت المجلة أقوى، ولا تعتمد قوة المجلة على أسماء الأشخاص الذين ينشرون بها، لكنها تُدد وفقًا لعدد قراء تلك المجلة، فعلى سبيل المثال: يتم حساب ال Impact Factor لمجلة ما في عام 2010  على النحو التالي:

كم كان عدد الأبحاث التي أشارت إلى أبحاث منشورة في هذه المجلة في عامي 2009 و 2008 ؟ إذا نشرت هذه المجلة مثاً 200 بحث أشر إليها في 2000 بحث في مجات أخرى، يكون 200/2000=Impact Factor = 10 ، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا الرقم يتغر من عام لآخر.

لذا يعتبر معامل التأثر معيارًا هامًا جدًا عند اختيار المجلة، ويمكن استعمال محركات البحث لإيجاد معامل ال تأثرImpact Factor  الخاص بالمجات، أو مراسلة أشهر الباحثن في مجال تخصصك والاستعانة بهم، وهذا أمر طبيعي للغاية.

وأضاف محمود عبدالعاطي وجمال علي (2018) وأخذا بالحكمة المستبشرة ) لا تلعن الظلام وأوقد شمعة ( نستصرخ مؤسساتنا بضرورة وضع معامل تأثير عربي يكون منارة لصناع القرار والمعنيين باستارتيجيات البحث العلمي في أوطاننا العربية عبر ما يوضحه من تقرير مهني دوري عن جودة المجلات الناطقة بالحرف العربي ، وتصنيف الباحثين في العلوم الإنسانية والاجتماعية ، ولا يساورنا أدنى شك في أن عددا من مؤسساتنا يترقب ميلاد هذا الحدث العلمي الهام، ويقف وراء الدعوة الى وجود معامل تاثير عربى للمجلات والبحوث المنشورة باللغة العربية مبرارت عديدة من ابرزها :

  1. كسر احتكار مؤسسات النشر العالمية واقتصارها على البحوث المنشورة باللغات غير العربية ، ووضع مجموع من الشروط المجحفة لأوعية النشر باللغة العربية ، والتى قد لا يكون لها علاقة بجودة النشر العلمى.
  2. افتقار المجلات التي تنشر باللغة العربية, وغالبيتها العظمى تنتمي للحقول الاجتماعية والتربوية والانسانيات, لجهة تصنيفية موحدة لتحديد معاملات تأثير لها, والذى يعد من أهم مشاكل المحتوى العربي المنشور.
  3. الحاجة الملحة إلى تعزز مكانة اللغة العربية ، والمساهمة في خدمة المؤسسات البحثية والمراكز، والمجالس، والهيئات العلمية والعربية، والدولية، التي تفتقد حاليا للآليات الم وضوعية اللازمة لتقويم الأبحاث والأو ا رق العلمية المنشورة باللغة العربية.
  4. تاكيد أهمية الإعتزاز بهويتنا العربية وتسجيل مجهود الباحثين في الوطن العربي في محتوى عربي يعود علي أمتنا العربية بالنفع، وحان الوقت ان ندعم النشر باللغة العربية إلى جانب النشر باللغة الإ نجليزية، فمعامل التاثير العربي منصة عربية بأدوات عالمية لنشر أبحاث علمية رصينة بلغة المنطقة.
  5. تشجيع العلماء والباحثين على خوض غمار البحوث ذات الصبغة المحلية والإقليمية، والتي ربما لا تروق للدوريات الإنجليزية عالية التأثير، بما أخرج كثي اً ر من العلماء عن خدمة القضايا العلمية الوطنية لبلادهم.
  6. ان وجود ذلك المعامل سينتج عنه امكانية تصنيف للدوريات، والمجلات العربية ، ذلك التصنيف الذي سيؤثر على اعتبارها في منح درجات لترقية أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العربية، بناء على نشر بحوثهم في الدوريات ذات التصنيفات المختلفة.
  7. الاستجابة لتطلعات الباحثين والمؤسسات الأكاديمية والبحثية عبر العالم ال ا رمية إلى وجود جهود علمية وتقنية تستهدف إدراج، وتصنيف الإنتاج العلمي المنشور باللغة العربية، لاسيما في ظل الفراغ الناشئ عن عدم وجود مبادرات عربية أو أجنبية في هذا المجال.
  8. الإسهام في دعم المحتوى العربي على الإنترنت، بما يستجيب للمبادرات الداعية لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، إلى جانب دور هذه المبادرة في دعم صناعة البرمجيات التي تدعم اللغة العربية .
  9. رفع كفاءة الأبحاث المكتوبة باللغة العربية، وما يتصل بهما من علوم، حيث سيعمل المشروع على تصنيف المجلات العلمية بناء على معاملات تأثيرها Impact Factors في الإنتاج العلمي في التخصص، إلى جانب تصنيف الباحثين بحسب تأثير إنتاجهم العلمي في الإنتاج العلمي للباحثين الآخرين .
  10. ان الباحثين العرب خاصة فى العلوم الاجتماعية والانسانية بغض النظر عن تخصصاتهم، يفضلون استخدام اللغة العربية كلغة للبحث اكثر من اللغات الاجنبية مجتمعة، واهمية ذلك تكمن في توجه الباحثين العرب الى جمهور الق ا رء العرب لبث افكارهم العلمية ونشر انتاجهم الفكري، على اعتبار ان المجتمع العربي وجمهور الق ا رء العرب ليسوا في حاجة الى بث افكارهم العلمية ونشر انتاجهم الفكري من المجتمعات الغربية، كما ان الموضوعات التي يعالجونها في بحوثهم تهم القارئ العربي وليس الأجنبي.

                وانطلاقا من كل ما سبق عن أهمية معامل التأثير فانه ولأسباب مختلفة، ومن عدم وجود للأسف اهتمام عالمي بحساب معاملات التأثير للمجلات العربية، وعدم وجود مؤش ا رت دقيقة ومنهجية على مدى جودة النشاط العلمي العربي؛ جاء الاهتمام بالسعي لتوفير "معامل التأثير العربي"، يكون معامل خاص بالمجلات العربية دون غيرها ، كرد فعل طبيعي للاحتكار الذي تفرضه تومسون رويترز على تصنيف المجلات والدوريات، وحرمان المجلات العربية من هذا الحق .(7: 2- 3)

ففي العام 2007 قام محمود عبد العاطي رئيس قسم الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات بمدينة زويل في إقامة معامل التأثير العربي للمجلات والأبحاث بذر الرجل نبات مشروعه في البحرين وأنبت ثمرته في القاهرة وشاركه الفكرة زملاء في السعودية والكويت، وايده العلماء من المحيط إلى الخليج وباركت الجامعة العربية المشروع ، و تصدت له مؤسسة دار نشر العلوم الطبيعية Natural Sciences Publishing NSP، تحت رعاية اتحاد الجامعات العربية؛ وبالتعاون مع بعض أبرز المؤسسات العلمية والبحثية الرصينة في العالم العربي وخارجه، ويهدف مشروع إعداد معامل التأثير العربى ، الى خدمة المجتمع العلمي العربي ومؤسساته وباحثيه؛ ويعتزم الحرص على إصدار تقرير بمعامل التأثير العربي، بناء على الإج ا رء السابق، بصورة دورية ، وقد تم مؤخ اً ر نشر تقرير معامل التأثير العربي لعام 2015 فى 15 أكتوبر 2015 م ونشر الثاني في 15 أكتوبر2016 م والتقرير الثالث فى 15 اكتوبر 2017 م ويحتوى على عدد 167 مجلة تصدر باللغة العربية من مجمل 247 مجلة تقدموا للحصول على معامل التأثير العربي خلال عام 2017 م ، وتتبع المؤسسة المعايير المتعارف عليها في المجتمعات العلمية، في فحص مدى إدراج المجلات المتخصصة كوثائق مصدرية؛ وذلك مثل توافر هيئة للتحرير بتلك المجلات، والنص بوضوح على خضوع مقالاتها للتحكيم العلمي، وانتظام صدورها، والتزامها على وجه العموم بأخلاقيات وأع ا رف النشر العلمي. ويقوم على النظر في المجلات العربية على ضوء تلك المعايير، نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين فى المجالات العلمية المختلفة؛ ويتم إجراء التقييم من خلال تحليل عوامل متعددة، مثل استع ا رض عدد الاستشهادات بالبحوث المنشورة في هذه المجلات من قِبل المجلات الأخرى، والأصالة والجودة العلمية للبحوث المنشورة، والجودة التقنية لهيئة التحرير، ونوعية التحرير، وانتظام صدور المجلات، ونظام تحكيم البحوث فيها، فضلًا عن الالتزام بأخلاقيات البحث والنشر العلميين، وقد ضعت مؤسسة NSP مجموعة من الشروط لاختيار المجلة لتكون ضمن مقتنياتها فيما يلى :

  1. أن يكون للمجلة رقم تصنيف دولي للنسخة الورقية وآخر للنسخة الإلكترونية
  2. أن يكون للمجلة موقع إلكتروني يحتوى على جميع المعلومات
  3. أن تصدر بشكل منتظم
  4. أن تكون هيئة التحرير من الأساتذة المشهود لهم علميًّا
  5. أن تكون البحوث موزعة جغرافيًّا
  6. أن يحتوي الموقع على قواعد النشر وأخلاقيات النشر وقواعد الملكية الفكرية
  7. الالتزام بمواعيد النشر المعلنة لكل عدد
  8. الالتزام بقواعد تعيين أعضاء هيئة التحرير
  9. الاهتمام بالدقة اللغوية (7: 4)

وقد حدد القائمون على اعداد مشروع معامل التأثير العربي اهميته في الجوانب التالية:

  1. تعريف الباحثين العرب بأبرز المجلات العلمية في تخصصاتهم الموضوعية، وفقا لمعامل التأثير؛ بما يتيح الفرصة لهم للنشر في تلك المجلات البارزة .
  2. مساعدة الهيئات العربية لمنح الجوائز في العلوم الانسانية والعلوم الاجتماعية وايضا لجان الترقية العلمية في الجامعات العربية على الكشف عن أبرز المجلات العربية في تخصصاتها العلمية، والكشف عن معامل التأثير الفعلي لكل مجلة من هذه المجلات ومعامل التأثير للباحثين العرب .
  3. تعريف دور النشر العربية القائمة على إصدار المجلات العلمية، بمدى تأثير تلك المجلات في تخصصاتها الموضوعية؛ وبما يتيح الفرصة لهم للارتقاء بمستوى تلك المجلات
  4. تعريف الباحثين العرب بمدى تأثيرهم العلمي من خلال الإشارات المرجعية إلى دراساتهم المنشورة في المجلات المتخصصة العربية الرصينة .
  5. التعرف على أكثر المدارس العلمية العربية حظوة بالاستشهادات المرجعية، ومن ثم أبزرها في تخصصاتها العلمية .
  6. الكشف عن أكثر المؤسسات العلمية والبحثية بروزاً وتأثيراً في تخصصاتها العلمية، من خلال الإشارات المرجعية إلى أعمال منسوبيها من الباحثين .
  7. الكشف عن طبوغ ا رفية البحث العلمي العربي على العموم، في جميع تخصصات المعرفة البشرية .
  8. الكشف عن العلاقات العلمية فيما بين المجلات العربية وبعضها البعض، والتخصصات العلمية، والدول العربية ناشرة تلك المجلات وبعضها البعض؛ وذلك عن طريق أسلوب تبادل الاستشهاد المرجعي Inter-citation .(7: 5)

دور الجامعات والمراكز البحثية والباحثين العرب فى دعم مشروع معامل التاثير العرىى:

وفى اطار السعى نحو تحويل هذا الحلم الى ان يصبح حفيفة وواقعا معاش ، يسهم فى تقديم

معيار موضوعى وعالمى لتقييم وترتيب المجلات التى تنشر البحوث باللغة العربية فى جميع المجالات

ويؤكد القائمون على المشروع على الدور الهام الذى يمكن ان تقوم به الجامعات لتطوير النشر العلمى

وتدعيم مشروع معامل التاثير العربى من خلال ما يلى:

  • ضرورة ان تكون البحوث المنشورة فيها باللغتين العربية و الإنجليزية أي ان المجلة تكون بلغتين حتى يتعرف عليها ويسعى اليها دور النشر العالمية لإد ا رجها فيها والاخذ منها مما يجعل المجلة العلمية ذات قيمة ووزن في دور النشر العالمية .
  • التقليل من التنظير للبحث فالبحوث العالمية لا يتجاوز تنظيرها صفحة ونصف مدعوما بالبحوث السابقة في مجاله ، كما ان بقية البحث تتعلق بالتصميم التجريبي وتوصيف جيد وصادق للنتائج ومناقشتها واستخلاص حلول للمشكلة فيها وكتابة قائمة الم ا رجع العلمية الحديثة التي تدعم النتائج .
    • الالت ا زم بقواعد النشر العالمية فى الشكل والحجم ، فلا يوجد بحث في هذه المجلات العلمية الدولية المحترمة ما يزيد عدد صفحاته عن 12 صفحة من البداية الى النهاية أي من ) العنوان حتى قائمة الم ا رجع ( ، وهو ما يخالف ذلك فى البحوث العربية ، كما ان المجلات تفرض اسعار اضافية على عدد الصفحات وهي بذلك تضع الفائدة المادية نصب اعينها ولا تكون صارمة ا ا زء تحديد عدد الصفحات .
  • ان يكون للباحثين العرب مواقع تعريفية خاصة بهم وتتضمن بيانات الباحث باللغة الانكليزية مع انجا ا زته وملخصات بحوثه ونشاطاته العلمية والتي من خلالها تكون له هوية خاصة وهي شبه غائبة الا في حالات قليلة .
  • ضرورة الا تكتب الملخصات من مترجمين غير اختصاصيين فيخرج البحث ركيكا لا معنى له بل يجعل الباحثين الأجانب لا يعترفون به.
  • عدم النشر في مجلات علمية on line غير مصنف بقواعد المعلومات الدولية، وبالتالي تركن ولا احد يقرئها او يستفاد منها او ينشرها على المواقع المعروفة عالميا .
  • إعادة بناء شخصية الباحث العلمي العربي خاصة في بداية مشواره العلمي وتعويده على النشر منذ مرحلة الماجستير والدكتو ا ره باللغات الاجنبية ، في مجلات علمية دولية محترمة كشروط للمناقشة .
  • إعادة النظر في أسلوب نشر البحوث بالمجلات العربية ووضع اليه اكثر رصانة بداء من عرضها على هيئة تحرير المجلة الذي يجتمع دوريا كل نصف شهر او شهريا للتعرف عليها وابداء ال أ ري فيها من حيث الشكل والمضمون قبل ارساله للتحكيم العلمي من خلال متخصصين اثنان او ثلاثة من المعروفين واصحاب الخبرة وتلتزم المجلة بإج ا رء التعديلات بالبحث قبل النشر بالمجلة .

قائمة بالمجلات التى تصدر باللغة العربية وحصلت على معامل التأثير طبقا للتقرير الذى صدر15 اكتوبر 2017

  1. العراق 34
  2. السعودية 7
  3. الجزائر 30
  4. مصر 13
  5. الإمارات العربية المتحدة 11
  6. الاردن 8
  7. فلسطين 20
  8. اليمن 7
  9. ليبيا 7
  10. الكويت 6
  11. الولايات المتحدة الإمريكية 3
  12. لبنان 1
  13. بريطانيا 2
  14. تركيا 1
  15. ماليزيا 1
  16. الهند 1
  17. ألمانيا 1
  18. متعددة الجنسيات 1 (7: 13)

العامل الثاني: المدة الزمنية :Round Time

عندما يراسل شخص ما مجلة، يتم الرد عليه بعد شهرين بإضافة تعديات معينة، وعند الإرسال مرة ثانية ينتظر عدة شهور أخرى قبل الرد، ولهذا يستغرق النشر ما يتعدى سنة أو سنة ونصف منذ وقت الإرسال وحتى النشر في المجلة، الأمر الذي لا يتوافق مع الخطة الزمنية المعدة سلفًا، ويتسبب تأخر النشر في تأخر بداية العمل على نقاط بحثية أخرى.

يُمكنك الاطلاع في مواقع المجات على مواعيد إرسال الأبحاث ونشرها –يكتب غالبًا أسفل كل بحث تاريخ إرساله وتاريخ نشره- فإذا وجدت الفارق أكر من سنة، فهذا وقت كثر للغاية؛ ويختلف الوضع بالطبع في المؤتمرات لأنها مرتبطة بموعد معين للانعقاد.

العامل الثالث: الظهور في قواعد البيانات   : Indexed

لكل مكتبة رقمية قاعدة بيانات كالموجودة في Scopus و ACM و IEEE ، فهل توجد المجلة أو المؤتمر في هذه القاعدة أم لا؟

تكمن أهمية نشر بحثك في إحدى المجات المدرجة ضمن قاعدة البيانات لتلك المكتبات العالمية في معرفة الناس بعملك، فإذا لم يستطع الباحثون الوصول إلى بحثك، فلن تُعرَف أعمالك. وإذا كنت ستراسل مؤتمرًا، فعليك أن تعرف أقوى خمسة أو ستة مؤتمرات في تخصصك، لأن هناك العديد من المؤتمرات في كل التخصصات، وبعض المؤتمرات تُعقد فقط بغرض ترقية الأفراد، فيجب معرفة المهم منها والاكتفاء بمراسلته. أما إذا اخرت النشر في المؤتمرات الضعيفة، فهذا سيعيدنا إلى سؤال «لماذا تنشر؟ » لأنه لن يُفيدك إلا بالترقية أو التباهي بنشر ورقة علمية، بينما لم تُفد أحدًا في واقع الأمر لأن بحثك لم يقرأه أحد!

أشكال النشر العلمي:

  1. النشر العلمي علي أساس صناعة النشر:
  • النشر التقليدي: مبني على آلية أن يقوم القراء بدفع تكلفة الاطلاع على المنشورات العلمية، وذلك عن طريق الاشتراكات المؤسساتية، أو دفع بدل الاطلاع على مقالة علمية بشكل فردي، ويعتمد على تقييم النظراء؛ وتنشر نتائج هذه الأبحاث من خلال مقالات، كتب، أو أوراق المؤتمرات كما ان حقوق النشر تحال للناشر.

الأكاديميون والباحثون ينتجون المعرفة، ويقوم نظراؤهم في الجامعات بتقييمها من أجل النشر، ثم تعود الجامعات لدفع التكلفة من أجل الاطلاع على الانتاج العلمي والمعرفي !(3: 3)

  • النشر المكتبي
  • النشر الالكتروني
  1. النشر العلمي علي أساس الهدف من النشر:
  • النشر التجاري
  • النشر الغير تجاري (4: 280)

مقارنة بين النشر التقليدي والنشر الالكتروني: (2: 8)

أنواع النشر Publications

هناك العديد من الأنواع للأوراق العلمية، وهي:

  1. الملخص المطول : Extended Abstract

وهذا ليس بحثًا علميًا، بل فكرة لا تتعدى صفحتن، وهو مجرد استطلاع لرأي القراء في الفكرة، والاسترشاد به قبل النشر في مؤتمر أو مجلة علمية، ولا يشكل أهمية كرى في سرتك الذاتية، لأن من السهل قبوله ونسب رفضه قليلة، وفي بعض المجالات –الي تكون المجات فيها أقوى من المؤتمرات– تعرض المؤتمرات ملخصات مطولة فقط.

  1. أوراق ورش العمل :Workshop Papers

وتوجد في بعض المؤتمرات الكبرة. وهناك فارق بن ورشة العمل »workshop« والدورة التعليمية »tutorial« حيث يجلس بعض الأشخاص ليشرح أحدهم تفاصيل موضوع ما، أما ورشة العمل فتكون بمثابة مؤتمر صغر، وتكون الأبحاث فيها في نقطة متخصصة جدًا، على عكس المؤتمر الذي يكون أوسع وأشمل؛ وتتميز ورش العمل بأنها تتيح لك أن تجتمع بباحثن يعملون على نفس الموضوع أو موضوع قريب جدًا من نقطة تخصصك مما يساعد على تبادل الأفكار والآراء.

  1. الأوراق التي تنشر في المؤتمرات: Conference Papers
  2. الأوراق التي تنشر في المجلات Journals Papers :
  3. الخطة البحثية بغرض الحصول على منحة: Grant Proposal

وتكون عادةً أكثر أهمية للأساتذة منها للطاب، والهدف الأساسي منها ليس النشر، ولكن طلب مبالغ مالية. فعلي سبيل المثال: أستاذ في جامعة نيويورك، لديه طاب يعملون كباحثن مساعدين، وعليه أن يجد طريقة ليدفع رواتبهم –غير ماله الخاص بالتأكيد- فحينها يراسل عدة جهات مثل National Science Foundation  NSF الهيئة القومية للبحث العلمي بأمريكا، وتقابلها أكاديمية البحث العلمي في مصر– ليعرض فكرته، وتَعرض هذه الهيئات كل عام عدة مواضيع تهتم بالبحث فيها، ويتقدم الباحثون إليها بأفكارهم وتجاربهم المبدئية الي تدعم هذه الأفكار، وإذا تم قبولها، تعطي الهيئة منحة مادية لهم لاستكمال أبحاثهم.

لكن هنا العملية صعبة للغاية؛ لأن إقناع أحدٍ بنشر بحثٍ لك يختلف تمامًا عن إقناعك إياه بأن يعطيك مالً، فنلاحظ أن نسبة القبول في »NSF« حوالي 5% ) 1 من كل 20 طلب(، ومن يُقبل طلبه يحصل مثاً على نصف مليون دولار على فرة خمس سنوات.

يمكنك أيضًا أن ترسل طلب المنحة لبعض الشركات مثل IBM أو Intel ، إلا أنّ الشركات تعطي مبالغ أقل عادةً، لكنها قد تساعد بأجهزة أو معامل، كما يمكنك أيضًا أن تراسل الحكومة، ولكنها تهتم أكثر بالمنتج الذي يحل إحدى مشاكلها، وليس مجرد البحث، وهذا هو الحال في أمريكا، إذا حصلت على منحة من الحكومة فا بد أن تنتج منتجًا مبدئيًا ،»Prototype« على عكس ال NSF الذي يهتم بكم الأبحاث الذي نشرته، لأن أكاديمية البحث العلمي ليست شركة، إنما يعنيها نشر العلم.

  1. التقرير:

بعد حصولك على المنحة، تقوم بتقديم تقرير كل ستة أشهر أو سنة بما نشرته من أبحاث وما توصلت إليه من نتائج سواء ناجحة أو فاشلة، حى يظهر حجم العمل الذي قمت به، لن نتحدث كثرًا عن طلب المنحة أو التقرير، لأنهما يختلفان اختلافا كبرًا حسب الجهة الي تراسلها، وسيتركز معظم حديثنا على أوراق المجات والمؤتمرات وورش العمل لأنها تتضمن المحتوى البحثي الحقيقي، بينما يكون الوصف

الأقرب للملخص والخطة البحثية والتقرير أنها وسائل للنقاش.

والآن بعد أن عرضنا لأنواع النشر من حيثُ المكان الذي ستُسِل إليه سواءً كان مجلة، أو مؤتمرًا علميًا، أو بهدف الحصول على المال، أو لعرض تقدمك الذي أنجزته وهكذا.. ننتقل الآن إلى نوع البحث نفسه الذي ستقوم بإرساله لأي من الجهات السابق ذِكرها.

أنواع الأوراق البحثية:

  1. ورقة مراجعة  :Review Paper

وهنا يجب التوضيح أن هذا النوع لا يقتصر على ذِكر أن أحدهم قام بعمل شيء ما وقام الآخر بعمل شيء ثاني والثالث توصل لنتائج معينة وهكذا فقط، هذا يُسمّى .»literature survey«أما بالنسبة لل »review paper« فأنت لا تضيف شيئًا جديدًا كنتائج لعملك مثاً. لا، فقط تختار مشكلة قَدَّمة لهذه المشكلة من قِبل الباحثن السابقين ثم تقوم بسرد تلك الحلول نقطة بحثية معينة وتقوم بسرد الحلول وتقدم نقدًا لها كلً على حِدة، ثم تُنهِي الأمر بأن تُدد أنه إذا كانت المشكلة بهذا الشكل فإن أنسب حل لها هو الحل كذا - من الحلول السابقة - أما إذا كانت بشكل آخر فالحل المناسب هو كذا.

بمعنى أن تُعطي تلخيصًا لكل تلك الحلول الي تناولتها وخَلُصْتَ منها إلى استنتاج معين. هكذا تكون قد أضفت لهذا العمل، لذا فهذا النوع من النشر ليس سهلً كما أنه ذو أهمية كبرة، فأن تضع تصنيفًا Taxonomy للمشكلات وهذا يعتر من الأمور الهامة جدًا حى في طريقة التفكر العلمي وليس فقط في طريقه كتابة الورقة البحثية، ويوجد كتاب عنوانه »Taxonomy Of Knowledge« يتحدث عن تصنيف المعارف البشرية، وهو ضروري ومتعمق بشكل كبر، وعملية التصنيف هذه يجب أن تتم على مستوى معن، فمن الأفضل طبعًا اختيار نقطة بحثية يمكن الإلمام بها، فهي بالواسعة أو المتشعبة جدًا فيصعُب الإلمام بها في هذا النوع من النشر، ولا بالدقيقة جدًا لدرجة أن المحتوى السابق نشره عنها غير كافٍ للقيام بهذا الأمر.

أما بالنسبة لطلاب الدراسات العليا بشكل عام وطاب الدكتوراه بشكل خاص فعادةً ما يطلُب منهم مشرفُهم العمل على نقطة بحثية معينة وإيجاد حلول لها، لذا يكون أول ما يقومون به هو البحث عمّا قام به غيرهم وما توصَّل إليه بشأن هذه النقطة، وهذا يُسَمّى .literature Survey

أما إذا أراد الطالب أن يتعمق في فهم المشكلة )النقطة البحثية( فيمكنه بالطبع عمل »review paper« وستكون هذه أول ورقة له يقوم بنشرها. وهنا يجب الانتباه إلى أنه لم يقم بعد بحل المشكلة البحثية الخاصة به، حيث تعمّقَ في فهمها وطرق دراستها وحلولها المقترحة سلفًا؛ بعد ذلك يأتي دوره لإيجاد حلٍ لها. هذا يعي أن هذا النوع من النشر بالطبع غر كافٍ للحصول على درجة الدكتوراه، بل يجب أن يضيف طالب الدكتوراه للعلم إضافة جديدة تستحق النشر –لا أن يقوم فقط بمراجعة ما تم بالفعل كما ذكرنا في هذا النوع–. لكن يمكن لطالب الماجستير أن يحصل على درجته إذا قام بتصنيف جيد، وبالطبع هناك اختلافات بن المجالات المختلفة في هذه التفاصيل.

  1. التحسين التدريجي :Incremental Improvement

وهذا يعني أن تقوم بالعمل على نقطة بحثية سبق النشر فيها وسبق تقديم حلول لها، وستقوم أنت بإضافة حلٍ جديدٍ بالطبع أفضل مما سبق نشره بنسبةٍ ما - 5% مثلً -، أي أن إضافتك ستُسهم بتحسن شيء بدرجة ما؛ وهذا النوع له ميزةٌ وعَيْبٌ، الميزة أن المشكلة مطروحة مسبقًا أي أنك ستعمل على مشكلة محددة وسبق إيجاد بعض الحلول لها، مما سيُسَهِّل عليك بعض الأُمور. أما العيب فهو أنك بشكلٍ ما ستكون في سباق مع كثيرين غرك، مما يعي أن عليك أن تقوم بعمل »Literature review« بشكلٍ بالغ الدقة، كي لا تقوم بالعمل وإيجاد حلٍ ما سبقك غرك إليه وتم نشره بالفعل وأنت لا تعرف، فأنت في سباقٍ مما يعي أنك لا بد وأن تكون أفضل منهم ويكون حلُّك مستحقًا للنشر.

  1. المساهمة السلبية :Negative Contribution

وهذا باختصار يعي أنك «جرّبت ولم ينجح الأمر »، ولكن يجب العلم أنه إذا اقتصرت ورقتك فقط على أنك قد قمت بتجربة حل معن ولم يعمل فإن ورقتك لن يتم قبولها للنشر لأنها لا تضيف شيئًا. أما لكي تضيف شيئًا، فعليك أن تذكر أنك توصلت إلى حلٍ ما وقمت بتجربته لكنه لم ينجح في حلها، وذلك للأسباب التالية ثم تذكر الأسباب، وبهذا الشكل تكون ورقتك البحثية ذات قيمة مضافة ويتم قبولها.

ودعونا نضرب لكم مثالً توضيحيًا هنا للاستنتاج، تخيل أن شخصًا قرر أن يذهب لشراء آيس كريم، فركب سيارته وذهب إلى إحدى محالّ بيعه وطلب آيس كريم فانيليا وعاد إلى السيارة ورحل بها، ثم كرر الأمر في اليوم الثاني لكنه قام بطلب آيس كريم كوكتيل، وعندما عاد إلى سيارته لم تدُر لدى تشغيلها، وفي اليوم التالي ذهب وطلب فانيليا فدارت السيارة بدون مشاكل، وفي اليوم التالي طلب كوكتياً فلم تدُر.. وهكذا.

إذا أردت أن تستخلص استنتاجًا من هذه التجربة، سيكون من السطحي أن تفكر أنه عندما طلب فانيليا دارت السيارة وعندما طلب كوكتياً تعطلت، فعليه تكون الفانيليا جيدة للسيارة والكوكتيل مضرًا. هذا يُسمّى هُراءً لا قيمة له!

أما إذا قمت بتحليلٍ منطقي عميق، وفكرت أن الفانيليا تكون جاهزة عند البائع، فا يضطر عند طلبها إلى ركن السيارة وفصلها، أما عندما يطلب كوكتياً فإن إعداده يستغرق بعض الوقت، مما يؤدي إلى ركن السيارة لبعض الوقت فتستغرق وقتًا لتسخينها مجددًا كي تدور، هذا ما يعنيه الاستنتاج والإضافة في هذا النوع من النشر، وهو بذلك يشبه أن تتوصل إلى حلٍ ما في نقطتك البحثية وأن يكون هذا الحل سليمًا، حيث تذكر الأسباب أيضًا كي تتمكن من نشره، فذكر الأسباب وتحليلها أمر بالغ الأهمية.

  1. فكرة جديدة  :New Idea

أن يكون هناك مشكلة وأنت أول من سيعمل عليها.

  1. اكتشاف علمي :Breakthrough

وهذا النوع عادة ما يحصل صاحبه على جائزة نوبل مثاً أو مثيلاتها. )ويمكن الإشارة هنا للفرق بن نوبل وغيرها، حيث تُنح جائزة نوبل عادةً في العلوم الأساسية كالفيزياء والكيمياء والطب والسام والاقتصاد والأدب(. أما جائزة أو ميدالية »Turing Award« فتُمنح للعلماء في مجال الحاسب الآلي، وكذلك جائزة فيلدز »Fields Medal« حيث تخصص لمجال الرياضيات فقط وتشرط سنًا معينًا – أقل من أربعن عامًا، وهذا النوع من الأبحاث بالطبع لا يمكنك كباحثٍ أن تقرر أنك ستحققه ببحثك، فهو يأتي كقرار من قِبل اللجنة وعادة لا يكون معروفًا قبلها، أي تُكتَشف أهميته بعد نشره، فمن غر المنطقي أن تكتب في بداية ورقتك البحثية مثلاً: «نقدم لكم في هذه الورقة أمرًا ممتعًا جدًا.. » فهذا أمر غير لائق، لذا، تكون أول أربعة أنواع من أنواع البحث السابق ذكرها هي ما يمكننا التركيز عليه.

تصنيف الأبحاث العلمية:

  1. أبحاث لا تسبق غيرها بأي خطوة :Zero-Step ahead

وهذا النوع يشبه «التحسن التدريجي » في التصنيف السابق، ويعي أنك تسر في نفس السياق مع غرك على المشكلة البحثية دون أن تسبقهم بخطوات في حلّها وتتنافسوا فيما بينكم حول من سيقوم بنشر أبحاثه.

  1. أبحاث تسبق بخطوة واحدة :One-Step ahead

وهذا النوع يعي أن المشكلة البحثية جديدة وأنك من أوائل من عمل على حلها، وبالطبع قد يتبعك غرك بعدها بالعمل على تلك النقطة وقد تُكتشف حلولٌ أفضل لها مما قدمته أنت، لكنك أول من بدأت. وهذا بالطبع له أهمية كرى حيث أن إسهامك هو من وجّه الآخرين للعمل على تلك النقطة. ومثال هذا أنك قد ترى أن الأرقام القياسية لمسابقة كمسابقة الجري مثاً في أولمبياد القرن الماضي، حققتها بطولة المدارس في أمريكا لهذا العام. هذا لا يعي تدنِّ مستوى المتسابقين في القرن الماضي، لكن عند وجود حل ونتائج

سابقة، يكون من السهل تحسينها وتحقيق نتائج أفضل وأعلى بوجود ما يعتر أساسًا للمقارنة به.

  1. أبحاث تسبق بعشر خطوات :Ten-Step ahead

وهذا يعي أنك اكتشفت مشكلة بحثية جديدة لم يسبقك غرك إليها، واستطعت تحديد أن هذه المشكلة سيظهر أثرها بعد ثلاثة أعوام مثاً، ولكي نستطيع حلّها علينا العمل على كذا وكذا.. )أي قدّمتَ حلولً لها، إسهامُك هنا أنك وجّهت المجتمع إلى مشكلة لم يكن يعرف عنها شيئًا، وهو بالطبع أمر ليس هينًا أبدًا. يُرجى ملاحظة أن رغبتك في تحقيق أمر خارق ببحثك أو السبق بعشر خطوات منذ البداية أو قبل بداية عملك، ستوجه تفكرك نحو الشهرة وسيتعين عليك العودة إلى النقطة الأولى الخاصة بالهدف من نشر بحثك؛ لذا، إذا عملت على مشكلة وحققت نتائج، انشرها حى وإن كانت ضمن تصنيف «الأبحاث الي لا تسبق غيرها بأي خطوة »، لأنها بالطبع ستفيد، خصوصًا وأنك لا تضمن تحقق ذلك. كأن يكون معك جنيهًا واحدًا فتقرر أن تنتظر حى يصبح لديك عشرة جنيهات فتعطيها لفقرٍ. أنت هنا لا تضمن الحصول على هذه العشرة جنيهات! وبالنظر إلى سِرَ العلماء نرى أن جميعهم كانوا يسرون في طريقهم البحثي بشكلٍ عادي في البداية، وما نالوه من شهرة أو أهمية خارقة لأبحاثهم أتت بعد ذلك. ولهذا عليك أن تنشر عملك أولً بأول.

خارطة الطريق :The Road Map

الآن وصلنا إلى مرحلة الانتهاء من البحث وإرساله للنشر، وهناك ثلاث حالات في هذه المرحلة:

  1. الحالة الأولى: وتسمى :Double-blind

وتعني أن كِلتي الجهتين، الباحث والجهة المراجِعة، لا يعرفان بعضهما، بمن سراجع له بحثه، وهذا ما يحدثً فالورقة البحثية لا يكون مكتوبًا عليها اسم الباحث، ولا يكون الباحث عالم في أغلب المؤتمرات الكبرة ذات القيمة. وهناك قواعد موضوعة لهذا الأمر - ونحن هنا نتحدث من وجهة نظر ما يحدث في جميع التخصصات العلمية - ومن هذه القواعد مثاً أن هناك قائمة بمن يُنَعون من مراجعة بحثك:

  • من عمل معك خلال الخمس سنوات السابقة.
  • يُنع طلابك - سواء طلبة ماجستير أو دكتوراه أشرفت عليهم - من مراجعة أي بحث لك مدى الحياة.
  • مشرف رسالتك للماجستير أو الدكتوراه ممنوع من مراجعة بحثك مدى الحياة.
  • أي شخص من جامعتك.

وهذا ما يحدث في المؤتمرات الكبرى ذات الأهمية.

  1. الحالة الثانية: وتسمى :Single-blind

وفيها يعرف من يراجع بحثك اسمك لأنه مكتوب على البحث لكن أنت لا تعرفه.

  1. الحالة الثالثة: وتسمى : None

وهي أن كلا الطرفن يعرفان بعضهما البعض، فالأسماء مسجلة لدى الطرفن، وهذا ما يحدث غالبًا في مصر للأسف للحصول على ترقية وما شابهها. لذا double blind تعَُدّ أقوى وأصعب الأنواع. راجِع يقوم بمراجعة كان هناك اقراح جِدّي بوجوب نشر أسماء المراجعن بشكل أساسي، وذلك لمعرفة ما إذا كان الكثير من الأبحاث، فقد لا يُتقن مراجعة الأبحاث أحيانًا لضيق الوقت، مما يؤدي بالطبع إلى نشر كلامٍ عديم الفائدة، لذا يكون من الجيد معرفته لتحديد المسؤول في هذه الحالة، لكن هذا الاقراح لم يؤخذ بجدية، وذلك لأنه سيزيد عملية النشر صعوبة على صعوبتها الموجودة بالفعل.

نتيجة إرسال البحث:

عند إرساله إلى مؤتمر فهو إما سيتم قبوله أو رفضه أما عند إرساله لمجلة علمية، فهناك خمس حالات:

  1. القبول: Accept

وهو أن يتم قبوله تمامًا كما هو، وهذا نادرًا ما يحدث على الأغلب.

  1. القبول مع تعديلات طفيفة :Accept with minor revision

وهو ما يعي غالبًا أنه تم قبوله، فالتعديات كأن يُطلب منك إيضاح جملة ما أو تكبر صورة ما، فهذا يعي أنه لن يتم إرجاعه للمراجعن مرة أخرى بعد التعديل وسيذهب للمحرر مباشرة لنشره بعدها.

  1. القبول مع تعديلات كبيرة :Accept with major revision

وهنا لا يمكنهم نشر البحث بصورته الحالية، فقد يُطلب منك مثاً أن تقوم بتجربة ما وإضافتها قبل أن يتم نشره، وفي هذه الحالة سيأخذ التعديل بعض الوقت، لإجراء التجربة ومن ثم إرسالها للمحرر ليقوم بدوره بإرسالها للمراجعن مرة أخرى للتأكد من إجراء التعديات المطلوبة.

  1. رفض مع دعوة لإعادة المحاولة :Reject Request Resubmission

وهنا يتم إرسال آراء المراجعن لكي تأخذها في الاعتبار عند القيام بالتعديات، ويدعوك بعدها أن تقوم بالتعديات كي تعيد إرسالها مرة أخرى بحيث يمكن مراجعتها مجددًا، وهذه تختلف عن القبول مع تعديات كبرة ففي هذه الحالة - حالة القبول - ، يتم تحديد ما يحتاج للتعديل أو الإجراء بالضبط؛ أما هنا –في حالة الرفض– فا تتم الإشارة إلى الأجزاء الي تحتاج لمراجعة، فقط يتم إرسال آراء المراجعن والإشارة إلى وجود تباين واختاف في آراء المراجعن وعدم قبولهم لتلك الورقة البحثية. وتُرسَل الآراء في جميع الأحوال.

  1. الرفض Reject : وهنا قد يكون البحث عديم القيمة، أو مرسلً لجهة خاطئة.

كيف نتعامل مع الرفض؟

حسنًا، قد تغضب بعد تلقي الخر وتظل تطلق اتهامات بعدم فهمهم وأنك تعرف قيمة بحثك وهكذا.. ستغضب بالتأكيد، لكن لا تدع ذلك يطول، وحاول أن تتخطى الأمر سريعًا، وتذكر أنه ما من عالم أو باحث إلا وسبق أن تعرض للرفض مهما كان حجم إنجازاته، «أينشتاين » بعد نظريتيه النسبية العامة والخاصة رُفضت أوراق بحثية له، «لينوس باولنج » بعد حصوله على نوبل مرتن كذلك كان يتعرض لرفض بعض الأبحاث وكان السبب المذكور انعدام قيمتها، لذا فهو أمر طبيعي تمامًا، وتذكّر أنه لا يوجد أحد كبرٌ على العلم.

ودعنا نستطرد هنا قلياً بما أننا تحدثنا عن هذه النقطة، ولنتفق على أنه من الصعب اعتبار شخص ما مكسبًا للعلم، وأنه لولا وجوده لتأخر سبق العلم، أو أن موت أحد العلماء سيُعد خسارة كبرة جدًا للعلم، أو هكذا.. فإذا بحثنا في تاريخ العلوم نجد أن الاكتشافات العلمية الي توصل إليها العلماء كانت موضوعًا للدراسة لدى علماء آخرين يعملون على نفس النقاط وربما توصلوا لنفس الحلول بفارق بسيط في التوقيت، لكنّ واحدًا منهم قام بالنشر قبل الآخر بوقت قليل –وهذه هي فكرة النشر وأهميته طبعًا.

فأحياناً يحالف الحظ بعض الناس، كما يتم النشر كذلك بوسائل غر أخلاقية، لذا نرى ألا أحدًا كبر على العلم، ولا يمكن لشخص بمفرده أن يُثّل العلم كله ولا يوجد صفة «أهم » شخص في العلم. فرجاءً تواضع مهما بلغت ولا تنسَ هذا أبدًا، ومن الممكن أن يكون المراجعون أو المحررون أخطؤوا في فهم فكرتك، بينما كانت جيدةً فعاً، لكن هذا هو خطؤك أنت أيضًا لأنك لم تستطع إيصال فكرتك بشكلٍ جيد، أو أنك أرسلتها إلى جهة غر مناسبة، وربما تكون هي بالفعل فكرة عديمة النفع، لذا يُنصح بأخذ آراء الآخرين والاستماع للمحيطن بك. ومن المهم التأكيد على ألا ترسل للمحرر في هذه الفرة أنه أخطأ بهذا الرفض، فطالما صدر القرار لن يتم التراجع عنه، إنما يمكنك التعديل في بحثك إن رأيت خطأً في هذا القرار، ثم أعد إرساله إلى المجلة مجددًا إن كنت متأكدًا من أنها الجهة المناسبة بالفعل، ويمكنك إرسال جواب مرفق توضح فيه أنك قمت ببعض التعديات في الكتابة وهكذا.. فهل بحثك هذا عديم الجدوى بالفعل؟ أم أنه ذا قيمة لكن لم يتم إرساله إلى الجهة الصحيحة؟ أم أنه يعرض موضوعًا ونتائج جيدة لكنها مكتوبة بطريقة خاطئة؟

هذا كله يمكنك معرفته عندما تتناقش مع غرك وتطلب النصيحة من مشرفك أو زملائك في المعمل أو أن تراسل بعض الأشخاص، مع ملاحظة أنه من غر الصواب أن ترسل بحثك المكون من خمسة عشر صفحة مثاً كمرفق في بريد إلكروني إلى شخص ما بالخارج وتتوقع منه ردًا، فهو لن يقرأه في الحقيقة، لذا عليك اختيار من يمكنه مساعدتك بالفعل وإرسال البحث إلى من تعرفه جيدًا.

بعد أن ينتهي الموضوع –وقد انتهى غضبك واتفقنا على ألا تحارب المحرر– نصل إلى النقطة التالية وهي قراءة البحث مرة أخرى بروٍّ، لتراجع ما أشار إليه المراجعون وتضع النقاط الي ذكروها في To-do List ، وتخطط لنفسك ما ستقوم به لرد على كل نقطة، سواء زيادة في العمل أو تحسينًا له، ثم تبدأ في العمل عليها لأنك لو تأخرت قد يسبقك غرك إلى النشر، فانتبه لأنك لست الوحيد الذي تعمل في هذا الموضوع، فلو أن أحدًا نشر احداً لنفس المشكلة الي تعمل عليها وكان أفضل من الحل الذي قمت به فبحثك أصبح أقل قيمة؛ لنفرض أنك كنت من المحظوظن وتم قبول بحثك، وكان بحثك جيدًا والمجلة

كذلك والأن...

كيف سيعلم الناس بما قمت به؟

كي تساعد الناس في الوصول إلى بحثك –يمكنهم أن يبحثوا عن طريق ما عرضناه مثل معامل التأثر وقواعد البيانات–، لكن ينبغي عليك أنت أن تمتلك وسائل لتحقيق ذلك منها: أن يكون لديك موقع إلكروني تضع فيه عملك، وتضع ورقة البحث على هيئة ملف PDF ، ولو كان لديك شرائح لعرض تقديمي قدمت به عملك في مؤتمر ضعها أيضًا، ولو كان لديك أية بيانات إضافية ضعها، ولو في إمكانك أن تُلقي بعض الأحاديث عن عملك كذلك، أو لو وجدت ندوات في القسم الذي تدرس به في الجامعة، أو أشخاصًا يعملون على أفكار قريبة من أعمالك، ألقِ نظرة على عملهم، وراسلهم بالبريد الإلكروني، أخبرهم أنك اطلعت على أعمالهم ووجدت مثاً أن بالإمكان دمج فكرتك مع فكرتهم للخروج بفكرة جديدة، أو أن باستطاعتك تعديل فكرتك بحيث تستخدم التقنية الي قاموا باستعمالها، هذا لو أردت أن تتعاون معهم في تلك النقطة البحثية، ان مشهورًا سيجيبك، لكنه لن يعمل بنفسه معك، وعلى العكس لو راسلت مبتدئًا قد و اعلم أنك لو راسلت عالم يعمل معك، لكن العالم الكبر يرد لك جوابًا ويمنحك من خبرته وحكمته بعض النصائح الي ستُفيدك فيما بعد.

الطريقة الأخرى والمنتشرة مؤخرًا، أن تضع عملك على LinkedIn أو تضع عنوان البحث مع الرابط الخاص بالموقع الإلكروني الخاص بك على Twitter ،Facebook، ResearchGate ، وهي مواقع مجانية، وذلك بفرض أن هناك من يهتم بعملك البحثي على صفحتك الشخصية، والفكرة من ذلك أن تعرضه للأشخاص المهتمة بما تقوم به لا للتباهي أمام أصدقائك، هنالك شيء آخر يمكن استخدامه، لكن لا تعتره المصدر الرئيسي لك، ويسمى H-Index وكي تستوعبه انظر إلى الصورة المرفقة.

 

انظر أولً إلى ال X-axis وفيه يتم ترتيب أوراقك البحثية تبعًا لعدد الاستشهادات »Citation« تنازليًا، فمثاً إذا كان البحث الأول )أول نقطة أعلى اليسار( قد أشار له 100 شخص مثاً، يتم ترتيب باقي أوراقك البحثية تبعًا لعدد الذين تحدثوا عنها بترتيب تنازلي من اليسار إلى اليمن )أي أن الورقة البحثية ذات الاستشهادات الأعلى تكون في أول X-axis من اليسار(، وعلى ال Y-axis تضع عدد الأشخاص الذين تحدثوا عن ورقتك البحثية 10 أو 20 أو....شخص، وسينتج منحى معن، فلو رسمت خطًا ينصف المخطط ويكون خطي فانظر إلى أول عدد ) h( من الأبحاث أعلى من عدد معن من الاستشهادات –ستجد نقطه تحقق ذلك إذا كان لديك عدد كافي من الأبحاث– ومعى ذلك أن كل الأبحاث الواقعة بعد ذلك الرقم ) h( لديهم عدد من الاستشهادات أقل من ذلك الرقم وكل الأبحاث الواقعة قبل ال ) h( لديهم عدد من الاستشهادات أعلى من ذلك الرقم. ف ال ) h( الي تُستخدم في ال h-index تُظهر حجم التأثر الذي سببه بحثك، ويعارض الكثيرون هذا المخطط لعدة أسباب منها:

  • من الممكن أن تكون أنت من تكلم عن بحثك في بحث آخر Self-Cycle، ومن الممكن أن تكون قد طلبت من زملائك أن يستشهدوا ببحثك.
  • من الممكن أن يكون الناس قد استخدموا بحثك في ورقة بحثية لهم، ومن الممكن أيضًا أن يدرّسوه في محاضرة في جامعة معينة، أو يستخدموه في عرض تقديمي PowerPoint أو في منتج معين، فهنالك الكثير من الوسائل التي يهملها هذا المخطط، لذا تعامل معه بحذر، ولا تلتفت إليه عند بدايتك في البحث العلمي ولكن عند تقدمك في المجال وكتابتك لعشرة أبحاث على سبيل المثال ما نعنيه باستخدام بحث ما في المحاضرات هو أن يكون في محاضرات الدراسات العليا مقررات نسميها Seminars أو الندوات وتعني أننا في كل محاضرة نأتي ببحث معين ونناقشه في هذه المحاضرة ونستفيد منه، وعلى مدار الفصل الدراسي يتم تدارس عدة أوراق بحثية تتحدث عن أمر معين، ولو أن ورقتك البحثية المنشورة تم استخدامها في Seminar فسيُحدث ذلك تأثيرًا، لكن هذا التأثير لا يظهر في ال H-Index ، فتأثير عملك لا يعتمد فقط على الأبحاث المشيرة إليه بل هناك الكثير غير ذلك.

وتعتمد الاستشهادات كذلك على عدد الباحثن المهتمن بعملك البحثي والمطلعن عليه، وعدد من تحدث أو ذكر عملك البحثي في بحث آخر. دعك من الأبحاث الي تكلم صاحبها عنها، فلو أنك نشرت بحثًا ما مثاً ثم نشرت تسعة أبحاث بعده وفي كل منها ذكََرت بحثك الأول فهذا لا يعي أن عدد الاستشهادات للبحث الأول تسعة لأنها جميعًا من عملك أنت. انظر إلى استشهادات الآخرين، وموقع Google Scholar )الرابط( يحتوي على الكثر من قواعد البيانات، وذلك حسب كل تخصص.

وعلى الجانب الآخر، فإنك تبيع فكرتك بإرسالك بحث ما، وليس ذلك للقراء ولكن للمراجعن والمحرر، أو للجنة التحكيم في المؤتمر، فيجب أن تبيع الفكرة بشكل جيد، عليك إقناعهم بأن المشكلة الي تقدم حاً لها مهمة. وعادةً ما يستغرق الباحثون وقتًا في محاولة لشرح الورقة البحثية، والإسهاب في التوضيح مع ذكر الأمثلة إلى أن يرى المتلقي أن حل المشكلة يجب أن يكون بالطريقة الي ذكرتها، بحيث عندما يقرأ حلك للمشكلة يتبادر إلى ذهنه «تمامًا هذا هو الحل، هذا ما أريده »، وعندها لو تم رفض بحثك سيكون الرفض لغر الأسباب الي ذكرناها مسبقًا، فمن الممكن أن يرفض من وجهيَْ نظر، الأولى أن المتلقي ليس مُطّلعًا بما فيه الكفاية في مجالك، فإن لم يفهم البحث سرفض الورقة البحثية - والأسباب تتنوع - أو أن المتلقي واحد من كبار المجال الذي تكلمت فيه وملم بكافة تفاصيله، فيستخرج الأخطاء منه. لذا، سيكون أمامك وجهي نظر تأخذهما بعن الاعتبار أثناء كتابتك للبحث، وهو أمر ليس سهلً، حيث تخاطب من هم خارج تخصصك -وعادة ما يكون ذلك في ال - Grant Proposals وتخاطب الناس البارعن في تخصصك.

كيف تسوق لفكرتك؟

هذا سيأخذنا إلى نقطة هامة وهي السلاسة في عرض الموضوع، فيجب أن يشعر قارئ بحثك وكأنه يقرأ رواية، فتختلط عليه فجأة نقطة بأخرى، مما يشتت تركيز القارئ، ويجعله يمل من القراءة ثم يتوقف عن القراءة، وهي حقيقة مُرة لكنها واقعية، وهذا يحتاج إلى تدريب، ويتم التدريب بما يلي:

اقرأ بحثًا في التخصص الذي تعمل فيه مرة في الأسبوع على الأقل، فحتى لو كنت متفرغًا للدراسة فالانتظام في القراءة ليس أمرًا سهلً خاصة في البداية، وفي المرات الأولى تستغرق منك قراءة البحث حوالي 5 أو 6 ساعات، مع قراءة بالتفصيل، وقد تَلَّ حى تصل إلى النتائج، ومع الوقت تزداد معلوماتك وتصبح خبرًا في القراءة وعلى دراية بالأجزاء المهمة من البحث لتقرأها. ولكن في مصر مثاً يكون أمامك مهام عديدة فاكتفِ ببحث كامل كل أسبوع، أثناء قراءتك سيمر عليك أبحاث مظهرها جميل من حيث الكتابة وتجد القراءة سهلة وتكون مسرورًا بذلك بغض النظر عن الفكرة إذا ما كانت بارعة أم لا لكنها مكتوبة بشكل جيد، فاحتفظ بثلاثة منها، واسأل نفسك: لماذا تعتر هذه الورقة البحثية جيدة؟ ولماذا لم تُفضّل البحث السابق عليها؟ فتجد بعض الأجوبة، كأن يكون الكاتب مثاً لم يشرح الفكرة بشكل جيد وهكذا، وتقوم بوضع لائحة بالأسباب وراء جودة الورقة، وتعيد مرة واحدة في الأسبوع ما سنمليه عليك:

اخر ورقة بحثية مما احتفظت بها، واقرأ منها جزءًا سواءً المقدمة أو الملخص، ثم اقلب هذه الورقة البحثية وابدأ بكتابة الملخص أو المقدمة من عقلك بحسب ما فهمته منها دون الرجوع إلى البحث، ثم قارن بن كتابتك والمكتوب في الورقة البحثية، أيهما أفضل؟ ولماذا أفضل؟ وكيف أكتب مثله؟ أو ما الذي كان بإمكان الكاتب فعله؟؛ وفيما يلي بعض الروابط الي تخدم تخصصات مختلفة كبداية لها، سواء أردت معرفة معامل التأثير Impact Factorالمجلة ما، أو الاستشهادCitation، أو الباحثScholar، وبعض قواعد البيانات مثل (Thomson Reuters Web of Knowledge/ Google scholar / Scopus / Digital Libraries / ACM / IEEE / EKB / ResearchGate)

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع:

أولاً: المراجع العربية:

  1. جمال علي خليل الدهشان: الاتجاهات الحديثة في النشر العلمي ومعايير تقييمه، المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية، مج 3, ع 1، المؤسسة الدولية لآفاق المستقبل، 2020 ص 4
  2. جمال مصطفي: العوامل المؤثرة في النشر العلمي في الأوعية الإلكترونية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية من وجهة نظرهم، https://www.researchgate.net/publication/311127649 ، جامعة الازهر، القاهرة، 2016 ص 8
  3. طلال شهوان: النشر العلمي المفتوح بين الفرص والتحديات، https://www.researchgate.net/publication/331902089، جامعة بيرزيت، فلسطين، 2019 ص 4
  4. عزيزة ابراهيم محمد وآخرون: النشر العلمى ودوره فى النهوض بالبحث العلمى والجامعة، دراسات عربية في التربية وعلم النفس، رابطة التربويين العرب، مارس 2017 ص 280
  5. فرانك ميرمية: موقع الترجمة في النشر العربي، المنظمة العربية للترجمة، https://search.mandumah.com/Record/215846، مج 2، ع 3، 2010 ص 10
  6. فؤاد عطية مجيد: آلية النشر العلمي في مجلات علمية محكمة، كلية التربية للعلوم الصرفة، جامعة ديالي، العراق، 2019 ص1
  7. محمود عبدالعاطي وجمال علي الدهشان: معامل التأثير العربي حلم أصبح واقعاً، المجلة التربوية العدد الثالث والخمسون، كلية التربية، جامعة سوهاج، يوليو 2018 ص 2 - 3

ثانياً: المراجع الأجنبية:

  1. Clare Fiala and Eleftherios P. Diamandis: The democratization of scientific publishing, Fiala and Diamandis BMC Medicine, https://doi.org/10.1186/s12916-019-1249-1, 2019 p1
  2. Khaled Saif Aldin: Fundamentals of Scientific Research, Damascus University, See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.net/publication/338221657, December 2017 p.112

ثالثاً: مواقع شبكة المعلومات الدولية:

  1. https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B4%D8%B1_%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهرس:

م

الموضوعات

الصفحة

1

مقدمة .........................................................................

2

2

النشر العلمي ..................................................................

3

3

أنواع الموارد العلمية التي يمكن نشرها ...........................................

4

4

الفرق بين النشر العلمي والنشر المفتوح .........................................

5

5

محطات هامة في تطور النشر المفتوح ..........................................

5

6

تصنيف العالمين في المجال البحثي ............................................

6

7

لماذا ننشر ؟ ...................................................................

7

8

متي تباشر عملية النشر ؟ ......................................................

9

9

ما الذي ستنشره ؟ ..............................................................

10

10

متي تبدأ في كتابة البحث للنشر ؟ ..............................................

11

11

معوقات المباشر في كتابة بحث علمي للنشر ....................................

12

12

سبل النشر .....................................................................

12

13

بعد انتهائك من البحث وكتابة الورقة العلمية، إلي أين سترسلها ؟ .................

13

14

الترجمة في النشر العلمي .......................................................

14

15

هل يجوز أن أنشر نفس البحث في مجلة ثم في مؤتمر ؟ ........................

14

16

كيف تختار المجلة ؟ ...........................................................

14

17

عوامل اختيار المجلة العلمية للنشر .............................................

15

18

معامل التأثير ..................................................................

15

19

أهمية اعداد مشروع معامل التأثير العربي ........................................

18

20

دور الجامعات والمراكز البحثية والباحثين العرب في دعم مشروع معامل التأثير العربي

19

21

قائمة بالمجلات ذات معامل التأثير العربي .........................................

20

22

المدة الزمنية ......................................................................

21

23

الظهور في قواعد البيانات .........................................................

21

24

أشكال النشر العلمي ..............................................................

21

25

مقارنة بين النشر التقليدي والنشر الالكتروني .......................................

22

26

أنواع النشر .......................................................................

22

27

أنواع الاوراق البحثية ..............................................................

24

28

تصنيف الابحاث العلمية ..........................................................

26

29

خارطة الطريق (الانتهاء من البحث وارساله للنشر العلمي) .........................

27

30

نتيجة ارسال البحث ...............................................................

28

31

كيف نتعامل مع الرفض ؟ ........................................................

29

32

كيف سيعلم الناس بما قمت به ؟ ..................................................

30

33

كيف تسوق لفكرتك ؟ ..........................................................

33

34

قائمة المراجع ..................................................................

34

-       أولاً: المراجع العربية ....................................................

34

-       ثانياً: المراجع الأجنبية ..................................................

34

-       ثالثاً: مواقع شبكة المعلومات الدولية ....................................

35

38

الفهرس ........................................................................

36