الملخّص:

يقدم هذا البحثُ المحاولةَ النقديةَ المهمة للفيلسوف والفقيه الظاهري ابن حزم الأندلسي للميثودولوجيا السائدة في العالم الإسلامي قبله، والتي كُتب لها أن تسود حتى وقتنا الحاضر. لقد قام ابن حزم بتقديم نقد إبستمولوجي وميثودولجي لخمسة مناهج رئيسة هي:

أولاً: ميثودولوجيا القياس الفقهي

ثانيًا: ميثودولوجيا الجدل الكلامي

ثالثًا: ميثودولوجيا المعرفة الصوفية

رابعًا: ميثودولوجيا الإمامة الشيعية

خامسًا: الميثودولوجيا النقلية التاريخية

لقد رأى ابن حزم أنّ هذه المناهج الشائعة هي مناهج "لا برهانية" و"لا يقينية"؛ ميثودولوجيات غير مؤهلة - بحكم طبيعتها اللابرهانية - أن تنتشل الأمّة من تردّيها المخزي. لقد قدم ابن حزم - في رأيي - أول محاولة نقدية عميقة للمنهجيات الإسلامية مقدمًا بديلاً منهجياً "ميثودولوجيا برهانية بديلة" يُبني عليها الفكرُ كلّه: عقيدةً وشريعةً، أصولاً وفروعاً على اليقين لا على الظن. ما يمكن مقارنته، ومن ثم تطويره، بمنهجيات ازدهرت في الغرب؛ كعقلانيّة ديكارت ونقديّة كانط وظاهريّات هوسرل.

ما قدّمه ابن حزم يمكن أن أسمّيه بـ"المنطق الظاهري" أو "فلسفة النص"، وهو منهج ينقل الميثودولوجيا "من منهج الجدل إلى منهج البرهان"، ويقوم أساسًا على البرهان الأرسطي، كما شرحه في كتابه "التقريب لحد المنطق"، وكما لخّصه هو في مقدّمة كتبه الموسوعية مثل "الإحكام" و"الفصل"، والأهم ما أنجزه من "تطبيقات منهجية برهانية" في كافة فروع المعرفة: الفقهية والفلسفية والنفسية والتاريخية، وهي تطبيقات لم ينجح في إنجازها - على أرض الواقع - فلاسفةٌ أكثر شهرة من ابن حزم كابن خلدون وابن رشد! ما يمثل وجهاً آخر من وجوه الأزمة المنهجية والفلسفية التي يعيشها فكرُنا المعاصر. ولأنّ الموضوع لا يحتمله بحث صغير، فإني أكتفي هنا - مؤقتًا - بتقديم الجانب النقدي للميثودولوجيا الإسلامية، وهو ما يمثل "الجانب النقدي السلبي" في المنهجية الحزمية الظاهرية التي لم يقدّرها إلا قلةٌ نادرة من مفكّرينا المعاصرين كالمفكّر المغربي البارز محمد عابد الجابري. على أن يبقى الجانب البنائي التأسيسي للميثودولوجيا الظاهرية البديلة التي يطرحها ابن حزم ضمن مؤلف أو بحث قائم بذاته.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا