تتميز الدراسات الاجتماعية بعلاقتها الوثيقة ببناء مواطنة الفرد ليكون عنصراً إيجابياً في المجتمع الذي نعيش فيه، وهي جزء مما تقدمه المدرسة للمتعلم، سعياً وراء تحقيق ما تهدف إليه التربية من تغيير في سلوكيات المتعلم إلى السلوك المرغوب فيه.

وبالتالي فإن الدراسات الاجتماعية ذات علاقة مباشرة بشتى نشاطات المتعلم، داخل المدرسة، وخارج أسوارها، من خلال أساليب تعليم وتعلم متعددة تسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية، والتي تتأكد في نتائج التعلم لدى المتعلم.

وهذا المؤلف بجزأيه – الأول والثاني – يحاول أن يثبت الجوانب المتعلقة بالدراسات الاجتماعية من خلال تشريحها إلى عناصرها، والتعريف بمكوناتها، ومجمل أساليب تعليمها وتعلمها.

وهو يمهد – في جزئه الأول – لهذا بتقديم مفهوم الدراسات الاجتماعية في الفصل الأول، فيعرض بإيجاز المجالات الدراسية فيها، وكأي نشاط إنساني مهم، ومجال لفكر بارز، اختلف مفهومها من مفكر لآخر، ولهذا عرضنا لتعريفات مختلفة لها، وردت في أدبيات التربية.

وتوجد أهداف متعددة لتدريس الدراسات الاجتماعية، تناولنا بعضها في الفصل الثاني، خاصة فيما يتعلق بمجالات الأهداف، والاتجاهات الحديثة في الدراسات الاجتماعية وخصائص مناهجها على ضوء هذه الأهداف وتلك الاتجاهات.

وتلا هذا مناقشة عناصر التدريس الجيد في الدراسات الاجتماعية في الفصل الثالث من حيث متطلباتها، عناصرها، معاييرها، العوامل التي تحددها.

وتناول الفصل الرابع كيفية التخطيط لعملية التدريس في الدراسات الاجتماعية. وركز الفصل الخامس على أسلوب القصة في تدريس الدراسات الاجتماعية.

وعرض الفصل السادس لموضوع التعلم الذاتي في مجال تدريس الدراسات الاجتماعية، وانصب الفصل السابع على أسلوب المشاركة الجماعية وتدريس الدراسات الاجتماعية.

أما الفصل الثامن فقد خصص لموضوع تنمية مفاهيم الانتماء والمسئولية الاجتماعية في مجال تدريس الدراسات الاجتماعية، وفى الفصل التاسع تم تناول استراتيجية التعلم من أجل الإتقان وتدريس الدراسات الاجتماعية.

وعرض الفصل العاشر لتنمية القيم وتدريس الدراسات الاجتماعية، وناقش الفصل الحادي عشر مهارات التواصل وتدريس الدراسات الاجتماعية.

وقد ركز الفصل الثاني عشر على موضوع مفاهيم الدراسات الاجتماعية، أما الفصل الثالث عشر والأخير من هذا الجزء فقد خصص لموضوع تقويم تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية.

وأهم ما نلفت إليه النظر، بعد الاستعراض السريع لمحتويات الجزء الأول من هذا المؤلف، أن من الأهمية بمكان أن يخرج المتخصص في تدريس الدراسات الاجتماعية بعد دراسته لهذا الكتاب بإطار فكرى عام أو فلسفة تربوية متماسكة لأساليب تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية، مع كثير من الأمثلة والتطبيقات العملية لهذه الأساليب المقترحة.

ويؤمل أن يكون في هذا الإسهام بعض النفع، نحو مزيد من الفهم لهذا الميدان المهم في ميادين المعرفة، للعاملين في التربية والتعليم وطلاب كليات التربية، ولكل من يهمه فهم العملية التعليمية فهماً علمياً.