يستقرئ البحث ضوابط الفاعلية الحضارية للهوية، من منظور القرآن والسنة، من خلال الموازنة بين مفهومين مترابطين؛ يتمثل أحدهما في المفهوم الذاتي للهوية، ويقوم على إحكام عناصر البناء الذاتي، بتعزيز مقومات الهوية وركائزها. وأما الآخر فهو المفهوم التفاعلي للهوية الذي يقوم على استيعاب التنوع الثقافي لهويات الأمم الأخرى، والتفاعل معها، تفاعلا متوازنًا؛ يتعايش ويتشارك معها ثأثيرًا وتأثرًا، شريطة عدم المساس بركائز الهوية ومقوماتها؛ من خلال تبين الحدود الفارقة بين ما هو من قبيل الثوابت والخصوصيات الحضارية وما هو من قبيل المشترك الإنساني العام. كل أولئك في ضوء دلالات النص القرآني التي تناولها المفسرون القدامى والمعاصرون، ودلالات الحديث النبوي التي تناولها علماء شروح الحديث.