يجيب البحثُ عن تساؤلٍ رئيسٍ هو: هل أسهمت الحضارةُ المصريةُ في الفلسفة اليونانية أم أن مصر لم تعرف إلا الفكر الأسطوري الديني، ومن ثم ليس لديها فلسفة بالمعني الذي عرفته الحضارة اليونانية القديمة؟ يمكن أن نحدد خمسةَ نماذجَ Models)) تفسيريةً، حاولتْ الإجابةَ عن هذا التساؤل الرئيس؛ وهي: 1- نموذج "المعجزة اليونانية": 2- نموذج "المعجزة المصرية،3- "النموذج الانتشاري"-4 النموذج الحضاري القديم"، 5- النموذج القديم المعدل". يقترح البحث ما أسماه بـــــــــ"نموذج الإسهام الحضاري"، لتفسير نشأة الفلسفة اليونانية. ويقوم على دعامتين أساسيتين: الأولى: النصوص المقارنة، والثانية: "النموذج القديم المعدل". على هذا الأساس ينقسم البحث إلى جزأين،الأول: المنطلقات النظرية: "نموذج الإسهام الحضاري". أي بنية النموذج الذي يقترحه البحث؛ وهو يقوم على ستة عناصر رئيسة: 1-لغة الدين/ الأسطورة، ولغة الفلسفة/ التجريد،2-اللاهوت والميتافيزيقا والفلسفة، 3- مصرية الأصل الاشتقاقي لكلمة فلسفة، 4- زمان ومكان نشأة الفلسفة اليونانية،5- الاتصال بين مصر واليونان، 6- تيار الحكمة يبدأ من النيل. الثاني، الإسهام الحضاري: "التأييد النصي". والذي يمثل الجزء العملي، والتحقيق الفعلي للنموذج المقترح، وفي الوقت نفسه يمثل اختباراً لمنطلقاته النظرية من خلال مقارنة نصوص الفكر المصري القديم بنصوص الفلاسفة اليونانيين (في القرن السادس قبل الميلاد فقط)، وتحليلها ثم الخروج بالنتائج اللازمة عنها.