إن المناهج البحثية المعاصرة في حاجة الآن إلى معالجات إحصائية متقدمة للخروج باستدلالات معينة في مناقشة أي ظاهرة تربوية، وتؤدى هذه الأساليب الإحصائية إلى الحكم والتنبؤ من خلال استخدام الاحتمالية في تكرار حدوث التجربة، والتجربة هنا تدرس عن طريق التحكم في البيانات وليس التحكم في الأفراد الذين تجرى عليهم الدراسة. ونماذج التحليل متعدد الانحدار تؤدى هذه المهام بكفاءة واقتدار، حيث تستخدم هذه النماذج الإحصائية - من خلال برنامجي التحليل متعدد المتغيرات، والمسار باستخدام نموذج اقل المربعات الجزئية- منطق الدراسة التجريبية لإقامة علاقات سببية بين المتغيرات التي تتضمنها الظواهر التربوية المدروسة. وقد يكون في استخدام نماذج التحليل متعدد الانحدار في عمليات المناهج وطرق البحث عاملاً مساعداً في تحديد المتغيرات العلية أو السببية المؤثرة على الظاهرة التربوية المراد دراستها، واختبار مدى صدق تأثيرات هذه المتغيرات ونوع هذه التأثيرات: هل هي تأثيرات مباشرة أم تأثيرات غير مباشرة تتم عن طريق متغيرات أخرى تؤثر فيها هذه المتغيرات، وهذه المتغيرات المؤثرة تؤثر بدورها في الظاهرة التربوية محل الدراسة.