لمزيد من الشرح الرجوع للرساله العلمية بمكتبة كلية التربية  جامعة سوهاج

 

جامعة سوهاج

كلية التربية

قسم أصول التربية

 

التخطيط الاستراتيجي لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي طلاب الجامعات في ضوء معايير الجودة

 

Strategic Planning to Support the Community Development Values for the University Students in the Light of Quality Standards

 

 

خطة بحث مقدمة للتسجيل للحصول علي درجة دكتوراه الفلسفة في التربية

(تخصص أصول تربية)

 

مقدمة من الباحث / هيثم إبراهيم محمد كامل

أخصائي رياضي بجامعة أسيوط

إشراف

     الأستاذ الدكتور                                      الدكتورة

محمد الأصمعي محروس سليم               خديجة عبد العزيز علي إبراهيم

    أستاذ أصول التربية                                       مدرس أصول التربية   

   كلية التربية – جامعة سوهاج                             كلية التربية – جامعة سوهاج

 

1434هـ - 2014م

مقدمة الدراسة:

يعد الشباب عماد الأمم وأمل المجتمعات، فهم مورداً مهماً من ضمن الموارد المجتمعية الذي يساهم مع الموارد المادية في إحداث التنمية المتكاملة وبناء الأمة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، فالشباب هم أساس النهضة وأمل المستقبل، إذ بهم تناط الآمال في تغيير واقع الحياة وتحقيق الأهداف المنشودة، وقد فطنت القوي المجتمعية لأهمية دور الشباب في إحداث التنمية، لذلك تزايد الإهتمام في الآونة الأخيرة بضرورة تفعيل دور التعليم الجامعي للنهوض بالمجتمع في مختلف المجالات، لتحقيق أهداف التنمية المتكاملة.

ويعد التعليم الجامعي من أهم المراحل التعليمية التي أولتها الدول المزيد من الاهتمام لما له من دور في النمو الاقتصادي وفي التنمية الاجتماعية والثقافية، وهو وسيلة أساسية لنقل الخبرة الإنسانية المتراكمة العلمية والأدبية والفنية في عصر ترجح فيه المواد المعرفية علي المواد المادية كعوامل في التنمية تزيد من أهمية التعليم الجامعي. ([1])

لذا تعتبر الجامعات معقل للفكر الإنساني في أرفع مستوياته ومصدراً للاستثمار وتنمية ثروات المجتمع وأغلاها وهي الثروة البشرية "الشباب"، وتمثل الجامعات قمة الهرم التعليمي لأنها تقوم بمهمة خطيرة في صياغة الشباب فكراً ووجداناً وانتماءً، ومن خريجي الجامعات تشكل قيادات المجتمع في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ([2])

 فنحن في حاجة للتدعيم من قبل التعليم العالي ليدعم استراتيجيات النمو الاقتصادي المقادة بالمعرفة وذلك لأن التعليم له دور مهم في تطوير المجتمع وتنميته من خلال إسهام مؤسساته في تخريج كوادر بشرية مدربة علي العمل في كافة المجالات والتخصصات المختلفة وتعد الجامعة من أهم المؤسسات التي يناط بها مجموعة من الأهداف تندرج تحت ثلاث وظائف رئيسية هي التعليم وإعداد القوي البشرية والبحث العلمي وخدمة المجتمع. ([3])

       ويشهد عالمنا المعاصر العديد من التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والكثير من التحديات الحضارية المختلفة، وهذه التغيرات تميزت بأنها سريعة وشاملة، وقد أثرت علي سلوك الأفراد وتصرفاتهم وقيمهم ومشاعرهم، وهذه التغيرات تتطلب إعداد الأفراد ليكونوا قادرين علي مواجهتها والتعامل معها من أجل المشاركة الفعالة في تطوير المجتمع وتنميته.

وكذلك تتعرض المؤسسات التعليمية بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة لنفس الدرجة من التغيرات في نظمها وعلاقاتها وقيمها. وهذه المتغيرات تؤثر علي سلوك أفراد المجتمع واتجاهاتهم وقيمهم ومشاعرهم، وقد تطلب ذلك ضرورة مواكبة الأفراد لهذه التغيرات وإعدادهم ليكونوا مواطنين قادرين علي تحمل المسئولية، ولديهم القدرة علي اتخاذ القرارات واختيار المهن المناسبة. ([4])

ويعد التعليم الجامعي من أهم السبل لمواجهة التغيرات المتلاحقة والسريعة التي يشهده العالم في السنوات الأخيرة، مثل التطورات العلمية والتكنولوجية والمعرفية والاقتصادية، فالجامعة مؤسسة تربوية تساهم في مواجهة متغيرات المستقبل للنهوض بالمجتمع وتحقيق التنمية، لما لها من دور في إعداد جيل قادر علي دفع مسيرة التنمية وخدمة المجتمع.

       إذ تفرض هذه التحديات علي المؤسسات التعليمية مسئولية التصدي لها بتطويرها وتحقيق جودتها، وإعداد الطلاب للتكيف معها، فتعد الجامعة مقياس تقدم أي مجتمع من المجتمعات وقاطرة تقدمه باعتبارها صرح خدمي يعمل علي خدمة المجتمع ويلبي متطلباته فهي المسئولة عن إعداد وبناء جيل جديد بفكر جديد يستوعب متغيرات العصر ويعمل عقله، ليجيد تطبيق المعرفة بشكل مرن ومتواصل لاملاحقة المتغيرات المعاصرة.     

ويعتقد بعض التربويون أن السبب الرئيسي للمطالبة بمشاركة الطلاب الجامعين في برنامج الخدمة العامة التطوعية، هو ما لوحظ من أنانية الطلاب أو تركيزهم واهتمامهم بمصالحهم الشخصية وإهمالهم مصالح المجتمع، فالطلاب يدخلون الجامعة للإعداد للمهنة واهتمامهم الشاغل بالحصول على المال  والقوة والتقدم للأمام دون الاهتمام بتغير البيئة المحيطة ويعتقدون أن حل مشكلات المجتمع تعتبر مسئولية الحكومة.([5])

        وتتميز شخصية الشباب بجملة من الخصائص والسمات الإيجابية القابلة للنمو من خلال المرور بالتجارب التربوية والإجتماعية المختلفة، وبقدر ما يوفر النظام التربوي من بيئات صالحة للتعلم والنمو، ويساهم في تنشئة الشباب ورعايتهم والاستثمار فيهم، تتحقق لنا النوعية المتميزة من الشباب المدرّب والمؤهل والمعد إعداداً وتأهيلاً جيداً، والقادر على التعلم الذاتي والتفاعل مع محيطه وبيئته بإيجابية.

فمن الضروري أن تبحث الجامعات عن حلول عاجلة لدعوة الطلاب وإعدادهم لتكوين الشخصية المتكاملة والسوية القادرة علي المنافسة والتعبير عن آرائها وأفكارها ووضع الحلول المناسبة للمشكلات والعراقيل التي تواجههم وتواجه متطلبات العمل في المرحلة المقبلة والمشاركة في القضايا الداخلية والخارجية.

واستخدام التخطيط في التعليم أصبح سمة من سمات هذا العصر وضرورة من ضروريات الحياة، وفي الوقت نفسه وسيلة لتحقيق أهداف التعليم وتحليل واقعه الكمي والكيفي للإفادة منه في وضع الخطط المستقبلية للمؤسسات التعليمية. ([6])

        فالتخطيط هو الوسيلة الخاصة بتحديد كيفية حصر الموارد، واختيار البدائل لتوزيعها بطريقة تكفل استخدامها بكفاية من أجل تحقيق أهداف معينة، وبذلك يصبح التخطيط وسيلة لغاية يتم فيها حصر لجميع موارد المجتمع المادية والبشرية، وتحديد طريقة تعبئتها واستغلالها وتشغيلها وتوجيهها وتوزيعها، بشكل يساعد علي تحقيق الغايات المرجوة في أقصر فترة ممكنة، بأقل جهد وتكلفة اقتصادية واجتماعية، وبادني قدر من الضياع في هذه الموارد. ([7])

        ويعد التخطيط الإستراتيجي إحدي البدائل والحلول لتطوير أي مؤسسة مجتمعية من خلال التوظيف الأمثل لمواردها المتاحة حالياً ورسم رؤيةلنشاطها مستقبلاً مع التحكم في كل ما يحيط بها من متغيرات بيئية وفرص وتحديات مختلفة وهذا هو جوهر التخطيط الإستراتيجي. ([8])

        فالتخطيط الإستراتيجي هو أحد الأساليب الحديثة التي زادت أهميتها في حاضرنا والذي يشهد العديد من المتغيرات الكثيرة والمتداخلة، والتخطيط الإستراتيجي لمؤسسات التعليم الجامعي يتحدد بمدي قدرتها علي مواجهة هذه التحديات وقدرتها علي إعداد الكوادر البشرية لمواكبة متطلبات العصر.

        وأصبح التخطيط الإستراتيجي اليوم سمة من سمات العصر، وقد زادت أهميته في الآونة الأخيرة كونه يجمع بين مصطلحي التخطيط والإستراتيجية، فالأخيرة تصور المؤسسة وما تريد أن تكون عليه في المستقبل، وهي الإطار المرشد للاختيارات التي تحدد طبيعة المؤسسة واتجاهاتها في المستقبل، وأما التخطيط فهو طريقة النظر إلي مستقبل المؤسسة إلي حاضرها، مع استخدام كافة الموارد والإمكانيات البشرية والمادية والمالية المتاحة لتحقيق الأهداف المحددة بدقة وبأعلي درجة من الكفاءة والفعالية. ([9])

مشكلة الدراسة:

يحتل الشباب مكانة كبيرة داخل اﻟﻤﺠتمع لأنه عماد الأمة وطاقتها والتي تقوم عليها اﻟﻤﺠتمعات ، فهم الدعامة القوية التي يعتمد عليها أي ﻤﺠتمع في التطور والتقدم والنماء لذا فإننا نلاحظ الاهتمام الكبير تجاه هذه الفئة من خلال الدراسات والبحوث والموضوعات التي تناولتهم بالدراسة ، وقد ظهر هذا الاهتمام في المؤسسات الاجتماعية والأجهزة المختلفة والتي أنشئت لرعايتهم وخدمتهم وتحقيق رغباﺗﻬم ومواجهة مشكلاﺗﻬم والقيام بتقديم العلم والمعرفة وتنمية المواهب والمسؤوليات والاعتماد على الذات في الحياة الاجتماعية .

واهتمت المؤسسات الاجتماعية وخاصة الجامعات كمؤسسات تعليمية إلى تقديم أفضل الخدمات والبرامج لإعداد الشباب من الناحية الأكاديمية والعلمية والفنية والاجتماعية وذلك من أجل تحقيق التقدم والتنمية للمجتمع ولأفراده ، ومحاولة تنمية هذه المسؤولية من خلال تلك البرامج والخدمات المقدمة حتى يكون لها أكبر الأثر والفائدة في تنمية روح المسؤولية والاعتماد على الذات. ([10])

والجامعة لها أدوار متعددة تقوم بها وهي التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وأن هذا الدور كان مقتصراً علي نقل المعرفة، ثم تلا ذلك البحث العلمي بعد ظهور المنهج العلمي النظري والتطبيقي، وعند بدء الثورة الصناعية والتكنولوجية ساهمت بعض الجامعات في خدمة الصناعات وتطويرها، وبدأت بعض الجامعات تقدم ما أطلق عليه مصطلح الخدمة العامة، تحاول من خلاله الجامعة حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلا أن هناك تباين واضح في مدي استجابة هذه الجامعات لهذه الوظيفة الحديثة فبعضها رافض أو مستجيب أو متحفظ علي هذا الدور. ([11])

ومن المفترض أن تقتحم الجامعة المشكلات الاجتماعية المزمنة وتتعامل معها بأسلوب علمي متعمق ودراسة متأنية، بل من المفترض أيضاً أن تعمل الجامعة تحديث المجتمع علمياً وتكنولوجياً وفكرياً وثقافياً، وأن تكسب أفراده قيماً سلوكيه وعمليه معززة لخطط التنمية في هذا المجتمع، إلا أن التعليم العالي في الجامعة لا يزال محملاً بقيم رمزية تعمل للشهادة الاكاديمية والمكانة الاجتماعية، ومن ثم طغت الدراسات الانسانية والاجتماعية علي الابحاث العلمية، واختل التوازن بين مخرجات الجامعة من الخريجين وبين الاحتياجات الفعلية للمجتمع من التخصصات.([12])

وهذا يلقي علي الجامعة مسئولية كبري نحو التركيز علي إحساس الأفراد بالمسئولية الاجتماعية، وذلك من خلال المناهج والأنشطة الدراسية في السعي إلي تنمية وتقوية الاحساس بالمسئولية الاجتماعية نحو المشكلات التي يعاني منها المجتمع حتي يسلك الطالب سلوكاً انسانياً قائماً علي التفكير ويؤدي إلي فهم ووعي بعلاقة الطالب بمجتمعه. ([13])

فالجامعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع وتطور أحدهما يعد مؤشراً علي تطور الآخر في أبعاده المختلفة، فتتأثر بنية النظم الجامعية بالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي تحدث في المجتمع وبالتالي تتأثر أهدافها وسياساتها ووظائفها وبرامجها وتخصصاتها وأساليبها وتقنياتها.

والتخطيط الإستراتيجي أصبح ضرورة حتمية وملحة في عصرنا الحالي، لما يحققه من نتائج متميزه عن التخطيط التقليدي، حيث أنه لديه القدرة علي التعمق في دراسة المكونات المادية والبشرية للمؤسسة ، ويستطيع تحليل البيئة الداخلية والخارجية، ويساعد في الوصول إلي الأهداف المأمولة كما أنه يحدد الممكن من الأهداف ويستطيع طرح الاحتمالات والبدائل الممكنة ويوجهها إلي الواقع وتحقيق الأهداف.

فقد أوصت دراسة سيلان جبران العبيدي، الجامعات اليمنية ومراكز البحوث أن تتبني مدخل التخطيط الإستراتيجي في إدارة شئونها، وتطوير ذاتها بما يجعلها قادرة علي مواكبة التغيرات البيئية المحيطة، وأن تشجع الدراسات والبحوث التي تعني بالإستراتيجيات وآليات تنفيذها، وتعمل علي تحليل البيئة الجامعية الداخلية والخارجية لمعرفة معطيات الواقع وآلية التعامل معه. ([14])

وأوصت دراسة عصام بن يحيي الفلايلي، بتقديم منهجية التخطيط الإستراتيجي علي أسس علمية في مؤسسات التعليم العالي علي المستوي العربي، ووضع معايير للعمل في ضوء تلك المعايير، فضلاً عن تنظيم فعاليات مشتركة بين الجامعات العربية لتطوير آليات التخطيط الإستراتيجي فيها، ووضع خطة عربية لتوفير مجموعة من الخبراء والعاملين في مجال التخطيط الإستراتيجي يتولون تدريب مجموعات من المدربين في مجال التخطيط. ([15])

والتخطيط الإستراتيجي يُعد أحد المداخل الحديثة الذي يساعد تلك المؤسسات علي مواجهة التحديات من خلال إعداد الكوادر البشرية المؤهلة والماهرة، فقد اتجهت جهود الكثير من الباحثين في هذا الصدد إلي دراسة العوامل البيئية التي يجب علي المؤسسات، لاسيما مؤسسات التعليم الجامعي، الاهتمام بها وتحليلها عند القيام بعملية التخطيط من خلال الأخذ بمنهجية التخطيط الإستراتيجي. ([16])

وقد أكدت العديد من الدراسات إلي وجود قصور في أدوار الجامعات لإعداد الطلاب وتجهيزهم للإستفادة منهم في تنمية مجتمعاتهم وإكسابهم الأدوار التنموية المطلوبة.

فقد أكد محمد محمد سكران في دراسته إلي غياب دور الطلاب في تنمية مجتمعاتهم المحلية، وغياب الدور الذي يجب أن تقوم به الجامعات تجاه طلابها وإعدادهم للقيام بدور فعال ومؤثر في تنمية مجتمعاتهم المحلية، وأنه توجد فجوة وانفصال واضح بين المؤسسات الجامعية وبين المؤسسات الأخري المحيطة بها، وكشفت الدراسة عما تعانيه هذه المؤسسات الجامعية وغير الجامعية عن سوء التخطيط والتنظيم للأنشطة الطلابية وخاصة الأنشطة المرتبطة بتنمية وخدمة المجتمعات المحلية. ([17])

وأكدت دراسة أحمد حسين عبد المعطي إلي أن الجامعة لم تقم بدورها علي النحو المنشود في تدعيم مقومات المشاركة المجتمعية لدي طلابها في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة. ([18])

وأشارت دراسة محمد الرشيد إلي أن هناك قصور للجامعات في أداء دورها في خدمة المجتمع ويرجع سبب هذا القصور إلي أن الجامعات تعطي للتدريس أولوية كبيرة علي حساب الأدوار الأخري المطلوبة، خاصة أن فكرة خدمة المجتمع عرفت اخيرا وبالتالي لم تتح الفرصة الكافية لتنفيذ هذا الدور، كما أنه لا توجد تشريعات تفرض علي الجامعات القيام بهذا الدور. ([19])

وقد أوصت دراسة صلاح عبد الله بتوثيق العلاقة بين الجامعة وإعدادها للموارد البشرية وبين خطط التنمية الإجتماعية والإقتصادية للمجتمع سعياً لتكامل العلاقة بيت التعليم والتنمية. ([20])

ولابد أن تسعي الجامعات إلي تحسين أداءاتها وجودتها عن طريق التخطيط الإستراتيجي الذي يعد أحد أهم المداخل الضرورية لتطوير دور الجامعات في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب، لكي تصل الجامعات إلي الأهداف المنشودة والتي تسعي لتحقيقها في إكساب الطلاب القيم والاتجاهات الإيجابية والمواطنة والانتماء وأدوارهم التنموية تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه.

ومن هنا تتضح مشكلة الدراسة كمحاولة من جانب الباحث لدراسة الواقع الحالي لدور الجامعات المصرية في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب، ومحاولة وضع خطة استراتيجية لتفعيل دور الجامعات لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب.

وفي حدود ما أطلع عليه الباحث من دراسات سابقة وابحاث ومراجع علمية وجد ندرة الأبحاث في هذا الموضوع وأن الدراسة الحالية " التخطيط الاستراتيجي لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي طلاب الجامعات في ضوء معايير الجودة " لم تحظ باهتمام كبير من الباحثين.

 

 

 

أسئلة الدراسة :

بناءاً علي ماسبق تدور الدراسة الحالية حول تساؤل رئيسي : ما الخطة الاستراتيجية المقترحة لتفعيل دور الجامعات المصرية لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة؟.

وللإجابة عن هذا التساؤل يتطلب الإجابة عن التساؤلات الفرعية التالية:-

1- ما الإطار الفكري والإجرائي للتخطيط الاستراتيجي في التعليم الجامعي وما نماذجه؟.

2- ما أوجه التنمية المجتمعية المأمولة لدي طلاب الجامعات ؟.                                                                   

3- ما معايير الجودة الشاملة في التعليم الجامعي؟

4- ما واقع التحليل البيئي للجامعات ودورها في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب؟

5- ما الخطة الاستراتيجية المقترحة لتفعيل دور الجامعات المصرية لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة؟.

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية إلي مايلي:-

1- التعرف علي الإطار الفكري والإجرائي للتخطيط الاستراتيجي في التعليم الجامعي ونماذجه.

2- التعرف علي أوجه التنمية المجتمعية المأمولة لدي طلاب الجامعات.

3- التعرف علي واقع التحليل البيئي للجامعات ودورها في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب.

4- تقديم خطة استراتيجية مقترحة لتفعيل دور الجامعات المصرية لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة.

منهج الدراسة:

سوف تستخدم الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وذلك لمناسبته لنوع هذه الدراسة، وذلك باعتباره أكثر المناهج البحثية ملاءمة لطبيعة الموضوع حيث إن هدفه لا يتوقف عند حد وصف الظاهرة أو المشكلة ولكن يتجاوز ذلك حيث يفسر الظاهرة ويحللها ويطورها مقارنة بغيرها من الظواهر أو المشكلات ([21])، فالمنهج الوصفي يستخدم لاستقصاء الحقائق والمعلومات من خلال السجلات والأفراد وإعطاء وصف دقيق للظاهرة موضوع الدراسة ومن ثم تحليل تلك المعلومات وتفسيرها للوصول إلي تعميمات ذات معني تزيد من رصيد المعلومات عن الظاهرة موضوع الدراسة ([22]).

حدود الدراسة:

1- حدود بشرية:- سوف يقوم الباحث بتطبيق أداة الدراسة علي مجموعة من الخبراء وأساتذة الجامعات والطلاب.

2- حدود مكانية:- سوف تقتصر الدراسة علي بعض الجامعات المصرية مثل (أسيوط – سوهاج – عين شمس - الأسكندرية) .

3- حدود زمانية :- سوف يتم تطبيق أداة الدراسة خلال العام الجامعي 2014م/2015م.

4- حدود موضوعية:- سوف تقدم الدراسة الحالية خطة استراتيجية مقترحة لتفعيل دور الجامعات المصرية لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة.

أدوات الدراسة:

       لتحقيق أهداف الدراسة سوف يستخدم الباحث الأدوات الآتية:

1- استبانة للتعرف علي واقع أدوار الجامعات في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة.

2- استبانة مسح للتعرف علي الإمكانات المتاحة بالجامعات لتدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب.

3- استبانة للتعرف علي الواقع البيئي (نقاط القوة ونقاط الضعف، والفرص والتهديدات)  بالجامعات المصرية باستخدام أسلوب (swot) من أجل الإعداد للخطة الإستراتيجية.

عينة الدراسة:

       سوف يتم تطبيق أدوات الدراسة علي مجموعة من الخبراء وأساتذة الجامعات والطلاب بجامعة أسيوط، وجامعة سوهاج، وجامعة عين شمس، وجامعة الأسكندرية، وذلك للتعرف علي واقع أدوار الجامعات في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب في ضوء معايير الجودة. والتعرف علي الواقع البيئي من حيث (نقاط القوة ونقاط الضعف، والفرص والتهديدات) بالجامعات.

 

مصطلحات الدراسة:

1- التخطيط الإستراتيجي:

       تعرفه نادية العارف علي أنه " محاولة التبصر بمستقبل المؤسسة، وتصميم رسالة ووضع أهداف تحدد مسارات المؤسسة مستقبلاً بالإضافة إلي تحديد العمليات والأنشطة اللازمة لتحقيق ذلك ".([23])

ويعرفه حسن مختار علي أنه " تفكير استراتيجي منظم له مقوماته ومفاهيمه وتقنياته الفعالة، ويستخدم المنهج العلمي لاستشراف متغيرات المستقبل وتحليل بيئة المؤسسة داخلياً وخارجياً للإفادة من الفرص المتاحةفي مواجهة التحديات القادمة والمتوقعة بصورة تمكن من بناء استراتيجيات فعالة قابلة للتنفيذ مستمدة من البدائل والخيارات المطروحة بغية الوصول للأهداف الإستراتيجية للمؤسسة ".([24])

كما يعرفه ثابت عبد الرحمن علي أنه " عملية تنطوي علي تقرير الغايات، والأهداف الإستراتيجية للمنظمة، وكذلك السياسات، والخطط التي سوف توجه عمليات توفير واستخدام والتصرف في الموارد لإنجاز هذه الغايات والأهداف ".([25]) وهذا التعريف سوف تتبناه الدراسة لمناسبته لموضوع الدراسة والتخصص.

2- معايير الجودة :

مفهوم المعيار لغوياً :

مِعيا:( إسم ) الجمع: معاييرُ المِعْيَارُ: العِيارُ المِعْيَارُ ( في الفلسفة ): نموذجٌ متَحَقَّقٌ أومُتَصَوَّرٌ لما ينبغي أن يكون عليه الشيء.

مفهوم المعيار إصطلاحاً :

        تعرف بأنها مقاييس معيارية، أو أطر مرجعية، أو علامات تمايز، يتم عن طريقها أو بواسطتها فحص المستويات والأهداف التي يتم تحقيقها. ([26])

 

مفهوم الجودة لغوياً :

أشار المعجم الوسيط إلي أن الجودة تعني كون الشئ جيداً وفعلها جاد. ([27])، وأشار قاموس لسان العرب بأن أصلها جود. ([28])

مفهوم الجودة إصطلاحاً :

تعني تحقيق الدقة والإتقان من خلال التحسين المستمر باستخدام إدارة الجودة الشاملة، من أجل تكوين فلسفة عن العمل والأفراد والعلاقات الإنسانية، في إطار قاسم مشترك من القيم. ([29])

        والجودة تعني "تكامل الملامح والخصائص لمنتج أو خدمة ما بصورة تمكن من تلبية احتياجات ومتطلبات محددة أو معروفة ضمناً، أو هي مجموعة من الخصائص والمميزات لكيان ما تعبر عن قدرتها علي تحقيق المتطلبات المحددة أو المتوقعة من قبل المستفيد".([30])

ويعرفها الباحث إجرائياً علي أنها :

        " هي تلك الأطر المرجعية التي يتم عن طريقها فحص المستويات والأهداف من أجل تحقيق الدقة والإتقان من خلال التحسين المستمر لأدوار الجامعات ".

3- قيم التنمية المجتمعية:

مفهوم القيم لغوياً :

        " القيم ( إسم ) وهي جمع قيمة، وقيمة الشئ في اللغة قدره، أو قدر ومكانة الفرد والشئ"([31])

    والقيمة : مفرد " قيم و " قام المتاع بكذا أي تعدلت قيمته به ". والقيمة هو الثمن الذي يقوم به المتاع ، أي يقوم مقامه ، والجمع : القيم ، مثل سدرة وسدر ، وقومت المتاع : جعلت له قيمة. ([32])

 

 

مفهوم القيم إصطلاحاً :

القيمة عند علماء الاجتماع هي "الاعتقاد بأن شيئاً ما ذا قدرة على إشباع رغبة إنسانية، وهي صفة للشيء تجعله ذا أهمية للفرد أو للجماعة ، وهي تكمن في العقل البشري وليست في الشيء الخارجي نفسه".([33])  

        أو " هي مجموعة من المعايير والمقاييس المعنوية التي تنشأ بين الناس ويتفقون عليها ويتخذون منها موازين يزنون بها أعمالهم ويحكمون بها علي تصرفاتهم المادية والمعنوية "([34])

ويعرفها السيد الشحات علي أنها " مجموعة من المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشرع محدداً المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك "([35])

مفهوم التنمية لغوياً :

تَنمية: ( إسم ) مصدر نَمَّى ، نمَّى: ( فعل ) نمَّى ينمِّي ، نَمِّ ، تنميةً ، فهو مُنمٍّ ، والمفعول مُنمًّى.([36])

مفهوم التنمية إصطلاحاً :

        تعرف بأنها سلسلة تغيرات وظيفية من مواقف غير مرغوب فيها إلي مواقف مرغوب فيها، بهدف استغلال الطاقات المتاحة إلي أقصي حد ممكن، وبطريقة تحقق أهداف المجتمع. ([37])

ويعرفها الباحث إجرائياً علي أنها :

        " هي مجموعة المبادئ والمعايير اللازمة لإعداد الطلاب وتعبئتهم لتحقيق تغيير اجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي مخطط ومقصود لتحقيق الأهداف التنموية المأمولة بأعلي كفاءة ممكنة وبأقل هدر للإمكانيات وفي أقصر وقت ".

 

 

 

الدراسات السابقة:

الدراسات العربية:

أولاً: دراسات خاصة بالتخطيط الإستراتيجي:

1- دراسة محمد مصطفي محمد (2011م) ([38])

        هدفت الدراسة التعرف علي العلاقة الارتباطية بين التخطيط الإستراتيجي وتجويد تعليم في المؤسسات التعليم قبل الجامعي، والتعرف علي واقع التخطيط الإستراتيجي وآليات استخدامه في مؤسسات التعليم قبل الجامعي، وتقديم خطة إستراتيجية مقترحة للإرتقاء بجودة التعليم في مدارس التعليم قبل الجامعي بإستخدام التخطيط الإستراتيجي، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج أهمها أن غالبية أفراد العينة وافقوا على أهمية التخطيط الاستراتيجي لتحسين الجودة في المؤسسات التعليمية ما قبل الجامعية، مديري المدارس والمعلمين في حاجه للحصول علي أفضل المهارات في التخطيط الإستراتيجي لتحسين أداءها وتطوير تكوينها التعليمية، وتم وضع خطة إستراتيجية مقترحة للإرتقاء بجودة التعليم في مدارس التعليم قبل الجامعي بإستخدام التخطيط الإستراتيجي

2- دراسة أحمد حسن عبد المعطي (2010م) ([39])

        هدفت الدراسة التعرف علي أهمية التعليم الفني في مصر وأهدافه، والمعوقات التي تحول دون تطوير منظومة التعليم الفني في مصر، والتعرف علي متطلبات تحقيق الموائمة بين التعليم الفني وسوق العمل، وكذلك التعرف علي المكونات الأساسية لتحليل (swot) عند استخدامه في وضع الخطة الإستراتيجية المقترحة لتطوير التعليم الفني، ووضع خطة استراتيجية لتطوير التعليم الفني، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وتوصلت الدراسة إلي خطة إستراتيجية مقترحة لتطوير التعليم الفني تستطيع من خلالها تحقيق متطلبات سوق العمل باستخدام تحليل (swot)، ومرتكزة علي أربعة محاور (نظم إدارة التعليم الفني – البنية التحتية لمؤسسات التعليم الفني – البيئة التربوية والتعليمية لمؤسسات التعليم الفني – التعليم الفني وعلاقته بالمجتمع).

 

3- دراسة محمد غازي بيومي(2009م) ([40])

        هدفت الدراسة التعرف علي المفهوم الشامل للتخطيط الإستراتيجي ومراحله وبعض نماذجه، والوقوف علي أهم النتائج التي تسفر عن مراجعة محتوي بعض خطط مدارس التطوير والتي تعبر عن مدخل الإصلاح المتمركزة حول المدرسة ووضع نموذج مقترح للتخطيط الإستراتيجي في المدارس حتي يمكن الإفادة منه في دعم التوجه نحو حركة الإصلاح المتمركزة حول المدرسة مستقبلاً، واستخدم الباحث المنهج الوصفي والتحليلي، وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج منها سيادة مفهوم تقليدي للتخطيط المدرسي في الكثير من البلدان ولعقود طويلة من الزمن يدور حول تسيير شئون المدرسة وأنشطتها ، وظهور مفهوم جديد للتخطيط الإستراتيجي علي مستوي المدرسة لم يكن موجوداً من قبل، والذي جعل المدرسة تنطلق بمهام التخطيط والتنفيذ برامجها ومشروعاتها بشكل ذاتي ممتد لفترة زمنية أطول، ووضع نموذجا مقترحاً للتخطيط الإستراتيجي في المدارس في ضوء مدخل الإصلاح المتمركزة حول المدرسة.

4- دراسة سامية إسماعيل هاشم(2008م) ([41])

        هدفت هذه الدراسة إلي تنمية مهارات مديري المدارس الثانوية في مجال التخطيط الإستراتيجي في محافظات غزة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي الذي يناسب هذا النوع من الدراسات في وصف الظاهرة المتعلقة بموضوع الدراسة، وأوصت الدراسة عدة توصيات منها : أن تقوم وزارة التربية والتعليم بعقد دورات تدريبية دورية في مجال التخطيط الإستراتيجي والتفكير الإستراتيجي، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم بتزويد المدارس الثانوية بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتطبيق التخطيط الإستراتيجي، وإنشاء وحدة للتخطيط الإستراتيجي في كل مدرسة ثانوية تشمل أعضاء من الهيئة التدريسية ويرأسها مدير المدرسة علي أن يكونوا جميعاً مؤهلين أدائياً.

5- دراسة حسن مختار حسين (2002م) ([42])

        هدفت الدراسة إلي التعرف علي مفهوم التخطيط الإستراتيجي وأهم خطواته ومشكلاته، وأهم المبررات التي تدعو إلي الأخذ بهذا الأسلوب والتخطيط في التعليم الجامعي، وأهمية تطبيق التخطيط الإستراتيجي في التعليم الجامعي واستخدم الباحث المنهج الوصفي، وتوصلت الدراسة إلي أن هنلك عدة مبررات تدعو إلي استخدام التخطيط الإستراتيجي في التعليم الجامعي منها أزمة التعليم الجامعي الحالي، واتساع ميدان التربية، وتزايد مشكلات التعليم الجامعي، والتغيرات في سوق العمل ومتطلبات الإنتاج، وانتهت الدراسة بوضع تصور مقترح لتطبيق التخطيط الإستراتيجي في التعليم الجامعي لرفع جودته والإرتقاء بكفاءته.

6- دراسة كرامة ماجد الغزالي (2000م) ([43])

        هدفت الدراسة إلي التعرف علي مدي وعي الإدارات العليا في المؤسسات العامة الأردنية بمفهوم التخطيط الإستراتيجي ودرجة ممارسته في تلك المؤسسات، كما هدفت إلي التعرف علي درجة المشاركة في وضع الخطة الإستراتيجية والعوامل التي تأخذ بعين الإعتبار عند وضع الخطط، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وأوصت الدراسة بضرورة البدء باستخدام مفهوم التخطيط الإستراتيجي كأسلوب إداري حديث يساعد المنظمات علي التأقلم مع بيئتها الداخلية والخارجية، وتوفير المزيد من الدورات التدريبية للإدارات العليا حول مفهوم التخطيط الإستراتيجي.

ثانياً: دراسات خاصة بالتنمية المجتمعية:

1- دراسة سليمان الحجايا، أحمد القرارعة 2008. ([44])

هدفت الدراسة إلي استقصاء دور جامعة الطفيلية المطلوب، ومدي قيام جامعة الطفيلية بهذا الدور، وقد أشارت نتائج الدراسة إلي أن الدور المطلوب من الجامعة ركز علي تقديم الاستشارات للمؤسسات والدوائر بشكل يسهم في زيادة كفاءة هذه المؤسسات، توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، رفد المجتمع بالخبرات العملية والعلمية من خلال عقد ورش عمل متخصصة لكل قطاعات المجتمع المحلي، وقام الباحثان بالعديد من التوصيات منها، ضرورة دراسة احتياجات المجتمع المحلي للدورات والندوات والابحاث التي تقدم حلاً للمشاكل التي يعاني منها، وإنشاء مركز للشراكة المجتمعية ليكون حلقة وصل بين الجامعة والمجتمع.

 

2- دراسة أحمد حسين عبد المعطي 2007م. ([45])

        هدفت الدراسة إلي التعرف علي دور الجامعة في تدعيم مقومات المشاركة المجتمعية لدي طلابها في ضوء المتغيرات المجتمعية المعاصرة، وضع تصور مقترح لزيادة فعالية دور الجامعة في تدعيم مقومات المشاركة المجتمعية لدي طلابها للإيفاء بمتطلبات المجتمع سريع التغير.ومن خلال تحليل الوضع الراهن  توصلت الدراسة إلي أن الجامعة لم تقم بدورها علي النحو المنشود، وتوصل الباحث إلي تصور لتفعيل دور الجامعة في تنمية المشاركة المجتمعية لدي طلابها، وأوصت الدراسة بعدة توصيات منها إحداث تغييرات كبيرة في التعليم الجامعي بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية، وذلك بتشجيع الممارسة الديموقراطية والمشاركة في اتخاذ القرار للطلاب في هذه المؤسسات وتعزيز روح التعاون بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إتاحة الفرص للطلاب للمشاركة في برامج معدة جيداً للخدمة العامة سواء من خلال البرنامج الدراسي أو الأنشطة التربوية، يجب علي أعضاء هيئة التدريس أن يجعلوا تعليم المشاركة المجتمعية هدفاً مركزياً أساسياً في مقرراتهم التي يقومون بتدريسها.

3- دراسة غادة السيد السيد الوشاحي 2004م. ([46])

        هدفت الدراسة إلي التعرف علي الدور الذي تقوم به جامعة أسيوط في تنمية المسئولية المجتمعية لدي طلابها، ووضع تصور مقترح لزيادة فعالية دور الجامعة في تنمية المسئولية الاجتماعية لدي الطلاب، استخدمت الباحثة المنهج الوصفي وطبقت الدراسة الميدانية علي عينة بلغت 1913 طالب وطالبه من الفرقة الأولي والنهائية بكليات الجامعة المختلفة، وتوصلت الدراسة إلي أن المشاركة في الأنشطة الجامعية تزيد من المسئولية الاجتماعية لدي الطلاب، ولا توجد فروق بين الطلبة والطالبات في مستوي المسئولية الاجتماعية، مستوي المسئولية الاجتماعية لدي طلاب الكليات النظرية والعملية- النظرية أعلي من الكليات العملية، مستوي المسئولية الاجتماعية لدي طلاب كلية الحقوق أعلي منها في الكليات الأخري لدراستهم القانون والسياسة والاقتصاد.

4- دراسة السعيد محمود السعيد، فرغل عبد الحميد أحمد، جمال محمود السيسي 2002م. ([47])

       هدفت الدراسة إلي الوقوف علي أهم الأدوار المجتمعية المنوطه بالطلاب الجامعيين، والوقوف علي درجة ممارسة الطلاب الجامعيين لأدوارهم المنوطه بهم من وجهة نظرهم، والتعرف علي مدي اتفاق واختلاف ممارسة الطلاب الجامعيين لأدوارهم الاجتماعية حسب متغيرات النوع وطبيعة الدراسة والموطن والفرقة، وتوصلت الدراسة إلي أن تشمل سياسة تنمية الموارد البشرية طلاب الجامعات وبصفة خاصة فيما يتعلق بأدوارهم المجتمعية، وأن تقوم مؤسسات التربية غير النظامية بإلقاء الضوء علي الأدوار المجتمعية المتاحة أمام طلاب الجامعة، وأن تفسح الأسرة المجال للأبناء وخاصة الكبار من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ممارسة بعض الأدوار، وأن يهدف التعليم إلي تحقيق النمو الشامل والمتكامل والمتوازن للشخصية من خلال تربية الانسان روحياً وعقلياً وجسمياً ووجدانياً واجتماعياً، أيضاً دعم وتطوير الأندية ومراكز الشباب لتمكينهم من القيام بأدوارها المجتمعية وتنوع أنشطتها وإقامة المعسكرات والأنشطة الاجتماعية والجماعية وقوافل التوعية وعقد المؤتمرات والندوات واتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن أرائهم وتنظيم رحلات سياحية داخلية حتي يسهم كل ذلك في تنمية شخصية الشباب وحسهم الوطني والاجتماعي، اختيار القيادات في مجال العمل الطلابي من المؤهلين وذوي الخبرة والكفاءة حتي يكونوا قادرين علي فهمهم والتفاعل معهم.

5- دراسة صلاح عبد الله محمد حسن 2002م. ([48])

       هدفت الدراسة إلي تصميم خريطة مستقبلية لبحوث التربية المرتبطة بخطط التنمية الإجتماعية والإقتصادية في مصر تغطي فترة عشرون عاماً في مصر بدءاً من عام 2002م وحتي عام 2022م، وقد استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي مستعينه بأحد أساليب وهو الأسلوب المنظومي نظراً لملائمته لطبيعة الدراسة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن عملية التنمية الإجتماعية والإقتصادية في مصر تتضمن ستة عشر قطاعاً تنموياً، وضرورة قيام الباحثين التربويين لبحوث تخدم مجالات التنمية سواء لتلبية احتياجات بعض القطاعات التي لم تجر بها بحوث ودراسات كافية، وإما تلبية للتطور في بعض القطاعات الأخري، وقد أوصت الدراسة بتوثيق العلاقة بين الجامعة وإعدادها للموارد البشرية وبين خطط التنمية الإجتماعية والإقتصادية للمجتمع سعياً لتكامل العلاقة بيت التعليم والتنمية، وضع خريطة بحثية مقترحة لباقي التخصصات التربوية في ضوء متطلبات خطط التنمية.

6- دراسة محمد محمد سكران 1993م. ([49])

        هدفت الدراسة إلي التعرف علي دور طلاب الجامعة في تنمية المجتمعات المحلية، وتوصلت إلي عدة نتائج منها غياب دور الطلاب في تنمية مجتمعاتهم المحلية، وغياب الدور الذي ينبغي أن تقوم به الجامعات تجاه طلابها وإعدادهم للقيام بدور فعال ومؤثر في تنمية مجتمعاتهم المحلية، ويوجد فجوة وانفصال واضح بين المؤسسات الجامعية وبين المؤسسات الأخري المحيطة بها، كشفت النتائج عما تعانية هذه المؤسسات الجامعية وغير الجامعية عن سوء التخطيط والتنظيم للأنشطة الطلابية خاصة الأنشطة المرتبطة وخدمة المجتمعات المحلية.

الدراسات الأجنبية:

1- دراسة جوزيف شين تان Joseph Chin Kern (2010م) ([50])

        جاءت الدراسة بعنوان " القيادة وعملية التخطيط الإستراتيجي في مدرستين ثانويتين حكوميتن في سنغافورة "، وهدفت الدراسة التعرف علي أهمية عملية التخطيط الإستراتيجي ونجاحها في المدارس الثانوية في حكومتين بسنغافورة، وتوضيح العوامل التي تؤثر في التخطيط الإستراتيجي في هذه المدارس، واستخد الباحث المنهج الوصفي التحليلي إلي جانب دراسة الحالة والمقابلة، وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج منها: وضع تصور مقترح لتطبيق التخطيط الإستراتيجي بالمدارس الثانوية في سنغافورة، عملية التخطيط الإستراتيجي تؤثر بشكل إيجابي علي أداء المديرين والمعلمين في المدارس الثانوية في سنغافورة، إن التخطيط الإستراتيجي يوفر مناخ جيد يستطيع من خلاله المديرين والنعلمين اتباع أسلوب أكثر ديمقراطية.

2- دراسة جوها وموري Juha Kettunen and Mauri Kantola (2007م) ([51])

        جاءت الدراسة بعنوان " التخطيط الإستراتيجي وضمان الجودة في تجربة بولونيا"، وهدفت الدراسة إلي التعرف علي دور كلاً من التخطيط الإستراتيجي وإدارة الجودة في مؤسسات التعليم العالي في بولونيا لضمان جودة المخرجات التعليمية، والتعرف علي أهداف تجربة بولونيا التي أجريت بجامعة (توركو للعلوم التطبيقية)، وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج منها: تحديد مسئوليات المؤسسات والمنظمات التي تقوم بتطبيق التخطيط الإستراتيجي وضمان الجودة في قطاع التعليم العالي، وأن التخطيط الإستراتيجي وضمان الجودة مستقلين ولكنهما يجتمعان معاً أثناء التنفيذ في العديد من المنظمات لضمان جودة التعليم العالي.

3- دراسة ريزا علي إردم Riza Ali Erdem (2007م) ([52])

        جاءت الدراسة بعنوان " التخطيط الإستراتيجي للمؤسسات التربوية الحكومية التي تقدم خدمة التعليم عن بعد والمفتوح"، وهدفت هذه الدراسة إلي التعرف علي التعليم عن بعد والمزايا التي يتميز بها عن التعليم التقليدي نظراً لحيويته وبعده عن العمليات الروتينة في نقاه للمعرفة إلي المجتمع، والتعرف علي مفهوم التخطيط الإستراتيجي وحيويته المعترف بها الآونة الأخيرة، وعلي خطوات نموذج برايسون للتخطيط الإستراتيجي بالمؤسسات الحكومية العامة، وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج منها: إن الدول التي يوجد بها نظام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد هي المسئولة عن خلق اتجاه التخطيط الإستراتيجي وجعله يسير في الاتجاه المرسوم له، ويمكن تطبيق نموذج برايسون المستخدم بالمؤسسات الحكومية العامة في المؤسسات التعليمية التي لا تستهدف الربح وتستخدم نظام التعليم عن بعد أو التعليم المفتوح، إن التفكير الإستراتيجي يخفف التزاحم ويزيد من التنظيم في النواحي الإدارية التي يقوم بها مديري المؤسسات التعليمية بالإضافة إلي الدقة والمنطقية المصاحبة للأداء.

4- دراسة ميشيل ماهر Michelle Maher (2001م) ([53])

        هدفت الدراسة إلي تكوين بيئة اجتماعية متكاملة، يتعرض فيها الطلاب لبعض المواقف الصعبه والأزمات الاجتماعية والتي يمكن من خلالها أن يتعلم الطلاب المهام والواجبات التي تخلق وتكون الجماعة، وتقودهم علي كيفية العيش والتعلم معاً، وقد اعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي، ثم جمع المعلومات عن طريق الملاحظة والمقابلة لمدة أكثر من عشر شهور لثلاثة عشر خريجاً من خريجي الكلية أمكن متابعتهم، وقد أظهرت النتائج تفهم الطلاب لأدوارهم في تنمية مجتمعهم وبعض المهام والواجبات الضرورية للعيش معاً، وأن تعلم هذه الأدوار كان أكثر فعالية بعيداً عن المناهج التقليدية.

5- دراسة جفري اندرسون Anderson, Jeffrey (1998م) ([54])

        وضع هذا التقرير بعنوان (التعلم وخدمة المجتمع وإعداد المعلم)، وقد قرر الباحثان أن الإهتمام بإدماج برامج خدمة المجتمع داخل مقررات إعداد المعلم قد زاد في التسعينات وقد أك التربويون أن مثل هذه البرامج والأنشطة تساعد علي سد أوجه النقص في المجتمع خلال تزويد الطلاب بالمواد الأكاديمية والمهارات المختلفو، ويمكن النظر إلي التربية لخدمة المجتمع علي أنها فلسفة تربوية لأنها تعكس الاعتقاد القائل أن التربية يجب أن تعمل علي تنمية المسئولية الاجتماعية وإعداد الطلاب لكي يشاركوا في الحياة السياسية بالمجتمع ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتضمن برامج إعداد المعلم بعض الأنشطة المختلفة.

 

خطوات السير في الدراسة:

أولاً: تحديد الإطار العام للدراسة

ثانياً: للإجابة عن السؤال الأول سوف يقدم الباحث تحليلاً نظرياً لمفهوم وأهمية التخطيط الإستراتيجي ونماذجه وخطوات تطبيقه من خلال الرجوع إلي الكتب والدراسات والبحوث المتخصصة والأدبيات ذات العلاقة في مجال التخطيط الإستراتيجي.

ثالثاً: للإجابة عن السؤال الثاني سوف يقوم الباحث باستعراض أوجه التنمية المجتمعية المأمولة لدي طلاب الجامعات

رابعاً:  للإجابة عن السؤال الثالث سوف يقوم الباحث بالتعرف علي مفهوم الجودة وأسسها ومعاييرها بالتعليم الجامعي، لكتابة الإطار النظري.

خامساً: للإجابة عن السؤال الرابع سوف يقوم الباحث بإجراء الدراسة الميدانية من أجل التعرف علي واقع التحليل البيئي للجامعات ودورها في تدعيم قيم التنمية المجتمعية لدي الطلاب

سادساً: للإجابة عن السؤال الخامس سوف يقوم الباحث بوضع الخطة الاستراتيجية المقترحة في ضوء الواقع وما توفر من معلومات ونتائج الدراسة الميدانية.

 

.