تتصف الذرة الشامية من الوجهة الاقتصادية بأنها من حبوب الغذاء الهامة ، فكل جزء من النبات له فوائده الاستعمالية ، فمن الحبوب يستخرج الدقيق الذى يصنع منه الخبز والحلوى كما يتم خلط نسبة منه لا تقل عن 20 % بحبوب القمح فى صناعة رغيف الخبز ، كما يتم استهلاك حبوبه غضة أو مسلوقة أو بعد شيها ،  كما تستخدم الحبوب والعيدان الخضراء فى تغذية الماشية والطيور بمختلف أنواعها ، فضلاً عن دخولها فى العديد من الصناعات مثل الورق والنشا والجلوكوز وزيت الذرة والكحول وغيرها .

       وبالرغم من أن الدولة تولى اهتماماً خاصاً بمحصول الذرة الشامية إما بالتوسع فى زراعته  والاهتمام بالنواحى الفنية واستخدام التقنيات الحديثة فى زراعته والمتمثلة فى استنباط السلالات والأصناف ذات الإنتاجية العالية ، فضلاً عن استخدام الطرق العلمية المتطورة فى الزراعة والرى والتسميد بهدف رفع كفاءة استخدام الموارد المستغلة فى زراعة هذا  المحصول ، إلا أن الكميات المنتجة منه لا تفى بالاحتياجات الاستهلاكية المحلية ، الأمر الذى انعكست آثاره فى تزايد الكميات المستوردة منه لسد العجز فى الإنتاج المحلى عن مستوى الاستهلاك المحلى .

ولما كانت محافظة أسيوط من المحافظات التى تزداد فيها المساحات المخصصة لزراعة محصول الذرة الشامية إلا أنه تبين عدم حدوث زيادة ملموسة فى متوسط الإنتاج خاصة فى العشر سنوات الأخيرة ، وفى ظل التغيرات الاقتصادية التى واجهت القطاع الزراعى المصرى عقب تطبيق سياسة التحرر الاقتصادى الزراعى وترك حرية القرار للمزارع فى إنتاج وتسويق الحاصلات الزراعية ،إلا أن هناك بعضاً من العوامل الأخرى غير التشريعية التى قد يكون لها الأثر المباشر أو غير المباشر على متوسط إنتاجية الفدان والإنتاج الكلى من محصول الذرة الشامية . لذا يهدف هذا البحث إلى دراسة التطورات الحادثة فى الطاقة الإنتاجية والتكاليف الإنتاجية وأهم بنود التكاليف لمحصول الذرة الشامية بمحافظة أسيوط وذلك خلال الفترة 1990 2003 ، كما يهدف البحث إلى دراسة العلاقات الدالية لصافى العائد الفدانى ، ودالات التكاليف المتغيرة للوقوف على تحديد كمية الإنتاج التى تعظم الربح والكميات التى تدنى التكاليف .