مواصفات البحث الجيـد

     يوصف البحث العلمى الجيد عادة بأنه "موثوق به" أما البحث السيئ فينعت بأنه "غير قابل للثقة" ولا تخرج الغاية من البحث عن واحد من الأمور التالية:

1- إختراع معدوم، أى تكوين موضوع جديد.

2- إحياء قديم، أى تحقيق موضوع قديم بطريقة علمية جديدة.

3- توضيح مبهم ، أى شرح وتفسير موضوع وبيان الخطأ فيه.

4- تفصيل موضوع مجمل، أي تهذيب موضوع مطول.

5- جمع متفرق وترتيبه.

  ولقد تعددت الآراء حول صفات أو سمات البحث العلمى الجيد ونذكر منها:

       أن أهم سمات أو صفات البحث الجيد أن يتوافر فيه الآتى:

1- الابتكـار:

        وهذا يعنى تناول موضوع غير مطروق، بهدف الإضافة العلمية.

2- وحـدة الموضوع:

        وتتحقق بتماسك أجزائه وخلوه من التناقض ثم الرؤية الواضحة، والتتبع المنهجى الصارم.

3- الموضوعيـة:

        ولا تتحقق ألا بخلو البحث من المبالغات، وأساليب المدح والذم، وتحقير آراء الغير والتعصب واتباع الهوى، وهذا يتطلب قيام البحث على النقد البناء والنزاهة والأمانة والحيدة فى التعرف على الحقائق والتعامل معها، وفهم العلاقات الكائنة بين أجزاء المشكلة موضع الدراسة، وبينها وبين غيرها من الظواهر الأخرى.

4- الاعتماد فى الغالب على المصادر الأصلية:

        وبخاصة المخطوطات التى لم تنتشر، والمخطوطات المحققة، والوثائق ومذكرات السلسة ثم تأتى المراجع الثانوية أو الحديثة. وتعدد المصادر والمراجع وكثرتها أمر عام لإمداد البحث بالمادة العلمية الرية.

5- توثيق المادة العلمية:

        والتعريف بالمصادر والمراجع عمل حضارى يميز البحث العلمى عن غيره من البحوث، لذا يجب أن يشتمل التوثيق على الدقة والتعريف بكل ما يتصل بالمصدر أو المرجع.

6- العمق مع وضوح الأفكار وسلاسة الأسلوب وبيان الغاية.

7- الإلتزام بقواعد اللغة والأملاء وعلامات الترقيم، لأنها تساعد كثيراً على فهم الأفكار التى يعرضها الباحث.

   وهناك رأى آخر يرى أن من أهم خصائص أو صفات البحث العلمي الجيد:

1- أنه هادف.

2- القـوة.

3- إمكانية الاختبار.

4- إمكانية التكرار والحصول على نفس النتائج.

5- الدقـة والثقـة.

6- الموضوعيـة.

7- إمكانية تعميم النتائج.

8- البساطة والاقتصاد  Parsimony.

أولاً: البحث العلمى هـادف: Purposivenss

        يبدأ المدير بحثه بهدف محدد للبحث، هو التركيز على زيادة التزام العاملين الذى يمكن أن يساعد المنظمة من طرق عديدة. فزيادة الالتزام يعنى انخفاض معدل الدوران، ومعدل الغياب، وربما زيادة مستويات الأداء. ويعنى ذلك بالتالى وجود أهداف محددة للبحث.

ثانيـاً: القـوة: Rigor

        سوف يضيف وجود أساس نظرى (مؤسس على نظرية) وتصميم جيد، قوة إلى كون البحث هادفاً. ويتطلب كون البحث قوياً عناية الباحث بالبحث أثناء إجرائه، والأمانة والدقة والوضوح، وفى مالنا، دعنا نفترض أن الباحث سأل اثنى عشر من العاملين فى المنظمة عن الأشياء التى تزيد التزامهم، وبافتراض أنه بناء على إجاباتهم توصل الباحث إلى عدة نتائج توضح كيفية تحسين مستوى التزام العاملين بأهداف المنظمة، فإن ما توصل إليه الباحث لا يعتبر بحثاً علمياً لعدم اتصافه بالقوة لأسباب نذكر منها:

1- أن النتائج المستخلصة مبنية على آراء مجموعة من العاملين الذين لا تمثل وجهة نظرهم باقى العاملين بالمنظمة.

2- أن طريقة توجيه الأسئلة قد تزيد ميل المسئولين إلى إجابة معينة، أو قد تدمج بعض الأخطاء فى إجاباتهم.

3- وأخيراً، فإنه قد يكون هناك العديد من العوامل المؤثرة فى التزام العاملين لم تسطع هذه العينة الصغيرة التعبير عنها، وقد لا تعرفها بالمرة، وبالتالى لم يستطع الباحث تضمينها فى بحثه.

ثالثـاً: قابلية الاختبار: Testability

        لو تصل المدير من حديثه إلى عينة عشوائية، ومن قراءاته فى الدوريات الإدارية إلى فروض علمية حول كيفية تحسين التزام العاملين بأهداف المنظمة واستراتيجياتها، فإنه من الممكن استخدام بعض الاختبارات الإحصائية للتأكد من صحة أو عدم الفروض التى سبق التوصل إليها حول الظاهرة المذكورة. فعلى سبيل المثال، قد يفترض الباحث أن العاملين الذين يتوفر لديهم قدر أكبر من المشاركة فى صنع القرار يكونون أكر التزاماً بأهداف المنظمة ممن لا يشاركون فى صنع القرار.

        ومن الممكن التحقق من صحة هذا الافتراض عن إجراء بعض الاختبارات التى توضح نتائجها ما إذا كان الفرض صحيحاً أو غير صحيح.

        وعلى ذلك، فإن البحوث العلمية تكون مفيدة فى اختبار صحة الفروض العلمية للتأكد من دعم البيانات التى تم جمعها لما سبق التنبؤ به من حلول للمشكلة بعد الدراسة المتأنية لها. ويعنى ذلك أن قابلية الاختبار أحد خصائص البحوث العلمية.

رابعـاً: قابلية التكرار والحصول على نفس النتائج: Replicability

        افترض أن المدير قد توصل فى بحثه إلى أن مشاركة العاملين فى اتخاذ القرار تعد أحد العوامل المهمة فى تحسين التزامهم بأهداف المنظمة وسياساتها. ولو افترضنا.

خامسـاً: الدقـة والثقـة: Precision and Counfidence

        نادراً ما نحصل فى بحوث الإدارة على ميزة استخلاص نتائج دقيقة من تحليل البيانات التى تم جمعها، وذلك نظراً لعجزنا عن دراسة كل أفراد المجتمع أو الأحدا التى تهمنا، وبالتالى فإننا نعتمد على دراسة عينات من كل تلك المجتمعات. ولن تعكس دراسة العينات، مع كل الاحتمالات، مدى دقة خصائص الظواهر التى ندرسها (ستتم دراسة تلك الصعوبات فى فصل لاحق). وستؤدى أخطاء المقاييس والمشاكل الأخرى إلى انحرافات أو أخطاء فى نتائج البحوث التى نجريها. ومع ذلك فإنه تتوفر لدينا رغبة فى تصميم البحوث بطريقة تؤدى إلى أن تكون نتائجها أقرب ما يكون إلى الحقيقة مما يكسبنا الثقة فى نتائج بحوثنا.

        وتعنى الدقة مدى اقتراب النتائج التى توصل إليها البحث من الحقيقة بناء على البيانات التى تم جمعها من العينة. وبعبارة أخرى، فإن الدقة تعنى درجة التطابق بين ما توصلنا إليه من نتائج بناء على ما جمعناه من بيانات، وبين الظاهرة محل الدراسة فى الواقع.

سادسـاً: الموضوعيـة: Objectivity

        ينبغى أن تكون النتائج التى تم استنباطها من تحليل البيانات موضوعية، بمعنى أنه ينبغى أن تؤسس البيانات على الحقائق، وليس على تقديرنا أو مشاعرنا الشخصية. فعلى سبيل المثال، فلو كنا قد افترضنا أن المشاركة فى صنع القرار تزيد التزام العامل بأهداف المنظمة، فإن مثل هذه الإدعاء سوف لا يكون مبنياً على نتائج بحث علمى، بل على الأفكار والاعتقاد الشخصى للباحث، وإذا كان هذا هو اعتقاد الباحث طول الوقت فلا حاجة لإجراء البحث من الأساس.

سابعـاً: قابلية التعميم: Generalizability

        تعنى قابلية التعميم القدرة على الاستفادة بنتائج البحث التى تم الحصول عليها من منظمة ما فى باقى المنظمات المماثلة. ومن الواضح أنه كلما زادت قابلية تعميم الحلول التى توصل إليها البحث كلما زادت فائدة البحث لمستخدميه.

ثامنـاً: البساطة والاقتصاد: Parsimony

        من المفضل اتباع البساطة فى شرح الظاهرة أو المشكلة مناط البحث، وكذلك فى تنمية المقترحات التى توصل إليها البحث فى حل المشاكل الفعلية والابتعاد عن أطر البحث المعقدة التى تحتوى على العديد من العوامل التى يصعب السيطرة عليها.