نحن الشعب المصري الذي إنتزع حقه في الحرية والحياة، بعد معركة متصلة ضد السيطرة المعتدية من الخارج والسيطرة المستغلة من الداخل. نحن الشعب المصري الذي تولى أمره بنفسه، وأمسك زمام شأنه بيده، غداة النصر العظيم الذي حققه بثورة 23 يوليو سنة 1952 وتوج به كفاحة علي مدى التاريخ. نحن الشعب المصري الـذي إستلهم العظة من ماضية، وإستمد العزم من حاضره، فرسم معالم الطريق إلى مستقبل: متحرر من الخوف، متحرر من الحاجة، متحرر من الذل، يبني فيه بعمله الإيجابي، وبكل طاقته وإمكانياته مجتمعاً تسوده الرفاهية ويتم له في ظلاله: القضاء علي الإستعمار وأعوانه، القضاء علي الإقطاع، القضاء علي الاحتكار وسيطرة رأس المال علي الحكم: إقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة إجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة. نحن الشعب المصري الذي يؤمن بأن: لكل فرد حقاً في يومه ولكل فرد حقاً في غده ولكل فرد حقاً في عقيدته ولكل فرد حقاً في فكرته حقوق لا سلطان عليها أبداً لغير العقل والضمير. نحن الشعب المصري الذي يقدس الكرامة والعدالة والمساواة بإعتبارها جذوراً أصيلة للحرية والسلام. نحن الشعب المصري الذي يشعر بوجوده متفاعلاً في الكيان العربي الكبير، ويقدر مسئوليته وإلتزاماته حيال النضال العربي المشترك، لعزة الأمة العربية وبجدها. نحن الشعب المصري الذي يعرف مكانه علي ملتقي القارات والبحار من هذا العالم، ويقدر تبعات رسالته التاريخية في بناء الحضارة، ويؤمن بالإنسانية كلها، ويوقن أن الرخاء لا يتجزأ، وأن السلام لا يتجزأ. نحن الشعب المصري يحقق هذا كله... ومن أجل هذا كله... نرسي هذه القواعد والأسس دستوراً، ينظم جهادنا ويصونه، ونعلن اليوم هذا الدستور، تنبثق أحكامه من صميم كفاحنا، ومن خلاصة تجاربنا، ومن المعاني المقدسة التي هتفت بها جموعنا، ومن القيم الخالدة التي سقط دفاعاً عنها شهداؤنا، ومن أحلام المعارك التي خاضها آباؤنا وأجدادنا جيلاً بعد جيل... من حلاوة النصر، ومن مرارة الهزيمة، نحن الشعب المصري بعون الله وتوفيقه وهداه، نملي هذا الدستور ونقرره ونعلنه، مشيئتنا وإرادتنا وعزمنا الأكيد، ونكفل له القوة والمهابة والإحترام