هناك بعض الأسئلة التى تشكل حدود مشكلة البحث هذه، وذلك على النحو التالى:

كيف نمت معدلات البطالة بين المتعلمين، وما هى أبرز العوامل تأثيرا فى إحداث هذا النمو المضطرد؟

ما هى انعكاسات حالة تعطل الشباب على أنماط المشكلات الفردية والأسرية والمجتمعية؟

كيف تتأثر علاقة بطالة الشباب بالمشكلات الفردية والأسرية والمجتمعية بمتغيرين أساسيين هما: المستوى التعليمى سواء كان جامعيا أو تعليما متوسطا من ناحية، والثانى هو الثقافة سواء كانت ريفية أم حضرية؟

أو بمعنى آخر هل تختلف آثار البطالة على الشباب الجامعى عن آثارها على حملة لمؤهلات المتوسطة؟ وهل تختلف تلك الآثار من الريف إلى الحضر؟

ثانيا- أهمية الدراسة:

أن إبراز أهمية الدراسة يتوقف إلى قدر كبير على مدى أهمية القضايا التى تثيرها الدراسة على مستويين: الأول الأكاديمى، والثانى على المستوى التطبيقي. وعلى الرغم من أن نمطى الأهمية هذين من الصعب وضع فاصل بينهما على المستوى الواقعي، إلا أن عملية الفصل هذه تسهم فقط فى إبراز ماهية كل جانب من الجانبين المكمل كل منهما الآخر.

فعلي المستوي الأكاديمى يمثل موضوع البحث قضية تقع فى ميدان فرع من فروع علم لاجتماع الذي علي الرغم من أن تاريخ البحث فيه قد يعود إلى مراحل مبكرة فى نشأة العلم واستقلاله إلا أن الدراسات التى أجريت فى هذا الفرع مازالت متواضعة، إلا وهو علم اجتماع العمل أو ما اصطلح عند آخرين على تسميته بعلم الاجتماع المهني. وعلي الرغم من أن موضوع هذا الفرع يمثل بعدا اساسيا فى الحياة الاجتماعية، فان الاسهامات السوسيولوجية فى هذا المضمار مازالت متواضعة. وان كان موضوع البطالة وما يرتبط بها من قضايا يمثل احدي القضايا المحورية فى موضوع علم الاجتماع المهني، غلا اننا نلاحظ أن اسهامات غير السوسيولوجيين فى مصر هى التي كان لها السبق فى تناول هذه القضية سواء كانوا من السياسيين أو الاقتصاديين، ومن ثم فان هذا البحث يأتي كمساهمة سوسيولوجية فى موضوع سوسيولوجي أهمل من قبل أصحابه.

أما على المستوي التطبيقي فإن أهمية هذا البحث هو اثارته لقضايا عديدة تستند بداية على أن البطالة فى حد ذاتها تمثل اهدارا لطاقة كبيرة من جانبين: الأول وهو الكم الهائل من الاستثمارات الذي انفق على تعليم هذه الجيوش المتعطلة، والأمر الثاني هو بقاء هذه الجيوش من العاطلين فى فراغ دائم يجعل هذه القوة من الشباب عرضه للانحراف نحو متاهات تنعكس بشكل مباشر على معاناتهم النفسية والأسرية والمجتمعية، الامر الذي يشكل تهديدا متعدد المحاور لاعز ما يمتلكه مجتمع وهو شبابه. ومن خلال اثارة هذه القضايا واخضاعها للبحث العلمي، فانها تمكن من وضع حقائق أمام المسئولين التنفيذيين لمراجعة سياسات التعليم وسياسات تنظيم سوق العمل للوقوف على أبرز العوامل فى نمو الظاهرة.

ومن خلال ما تسعي اليه الدراسة من تحديد العلاقة بين البطالة ومشكلات الشباب على المستوي الفردي والاسري والمجتمعي يمكن أن تبرز صورة واقعية عن طبيعة هذه المشكلات ودوافعها، الامر الذي يمكن بعض الجهات التنفيذية والامنية من التعامل بشكل صحيح مع بعض الظواهر التي تنامت اخيرا فى المجتمع المصري، والتي صارت فى كثير من الأحيان مهددة لامنه وسلامته.

ثالثا- اهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى بحث موضوع يمثل أهمية فى علم اجتماع العمل الذي يتطلب الكثير من الاهتمام خاصة فى العقود الاخيرة، إذ حدثت توجهات سياسية واقتصادية أثرت بشدة فى طبيعة موضوعات علم اجتماع العمل. ومع ترسيخ الدولة لهذه السياسات تزداد الحاجة لمزيد من الدراسات التي تقع فى ميدان هذا الفرع. ويمثل هذا الموضوع اسهاما فى هذا الصدد.

الهدف الثاني هو تحليل ظاهرة البطالة فى محاولة للوقوف على أكثر المتغيرات اسهاما فى زيادة معدلاتها.

الهدف الثالث تحديد العلاقة بين البطالة ومشكلات الشباب على المستوي الفردي والاسري والمجتمعي، ودور كل من متغير المستوي التعليمي جامعيا كان أو متوسطا، والثقافة الفرعية سواء كانت ريفية أو حضرية، فى تحديد علاقة البطالة بمشكلات الشباب.

رابعا – فروض الدراسة:

الفرض الأول:

 هناك علاقة إيجابية بين حالة تعطل المبحوثين وتدني المحددات الاقتصادية والاجتماعية للاسر التي ينتمون اليها.

الفرض الثاني:

تسهم مخرجات التعليم وتنظيم سوق العمل فى زيادة معدلات البطالة.

الفرض الثالث:

يصاحب حالة التعطل عند الشباب مشكلات على المستوي الفردي والاسري والمجتمعي.

الفرض الرابع:

المتعطلون الريفيون أقل تأثرا من المتعطلين الحضريين بالمشكلات المرتبطة بتعطلهم.