ومع السعي نحو توسيع دائرة البحث التربوي في مختلف الأنشطة التعليمية ظهر نوعاً جديداً من هذه البحوث التربوية يختلف عن البحث التربوي التقليدي المألوف ، والذي نستطيع أن نحدد ملامح منهجيته البحثية وخطواته بطريقة علمية موضوعيـة صارمة ؛ حيث يقوم به التربويون وفقاً لإطار نظري محدد.
هذا النوع الجديد من البحوث التربوية يُسَمَّى " البحوث الإجرائية " ، والتي يتم تصميمها و إجراؤها وضبط خطواتها بواسطة المعلم نفسه ، أو بالتعاون مع زملاء يشاركونه المشكلة ، أو العمل بما يحقق التنمية المهنية لهم ، بالإضافة إلى ما يستفيده التلاميذ أنفسهم من التحسن في الأداء في مدرسة فعَّالة .
وقد ازداد شيوع هذا النوع من البحوث بعد أن اُعترف به كمنهجية بحثية يمكن أن تعزز تطور المعلمين من خلال دراستهم لممارستهم بطريقة تؤدي إلى تحسين نوع تعلم الطلبة . إنَّه نوع من بحث تأمل الذات المستخدم حالياً في تطوير المنهج المعتمد على المدرسة والتطوير المهني ، ويُعد هذا النوع من البحوث بديلاً للبحوث التربوية التي اعتاد فيها الباحث دراسة الآخرين ؛ لأن الباحث الإجرائي يقوم بنفسه بدراسة ممارساته التعليمية وبدراسة طلبته ، ويبحث عن سبل تحسين هذه الممارسات من أجل تحسين تعلم طلبته .