ملخص :

تحتفظ المدن الأندلسية فى وقتنا هذا بتراث ضخم من الحصون والقصاب والقلاع والأسوار الإسلامية التى تنطق حقاً بالدور الكبير الذى قامت به، كما تعبر عن الجهاد المرير الذى قام به المسلمون للاحتفاظ بوطنهم والدفاع عن عقيدتهم وشرفهم وكرامتهم. ولم تكن الاستحكامات الحربية مجرد مبانٍ دعت لإنشائها الأحداث الراهنة فى ذلك الوقت وحسب، بل مثلت تلك المنشآت نمط معيشة أثر فى حياة المجتمعات ومنشآتهم وفى تكوين المدينة بشكل عام . فالتحصين هو الذى أعطى المدينة العربية والإسلامية ملامحها العامة ومقوماتها الرئيسية.

وتعد القصاب من أهم أنواع العمائر الحربية فى الأندلس، حيث تمثل القصبة بسماتها وطابعها الحربى الخط الدفاعى والملاذ الأخير للدفاع عن المدينة، كما تمثل المركز الإدارى والسكنى للحكام بما تشتمل عليه من مرافق متنوعة، ولذلك فهى توصف كأنها مدينة صغيرة، ومن ثم أطلق عليها اسم "المُدَّينَة". ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على "القصاب" كنموذج للعمائر الحربية بالأندلس.