مقدمة :

تعتبر دراسة شواهد القبور الإسلامية علي درجة كبيرة من الأهمية ، لأنها تعد بمثابة وثائق مادية صادقة في كل ماحوت من معلومات بكل لغات الأجناس التي اعتنقت الإسلام علي مر عصوره التاريخية ، تضمنت تلك الكتابات في مضامينها – القصيرة نسبيا – معلومات متنوعة ، تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية ومذهبية وفنية .

وتكشف دراسة شواهد القبور الإسلامية عن الهيئات العامة لها ومغزاها ، تلك الطرز التي نيفت علي العشرين طرازا ، فضلا عن السلالات الفرعية لبعض هذه الطرز ( كالهيئة المستطيلة ، الهيئة المحرابية ، هيئات الأعمدة والدعامات والمسلات ، هيئة الشرفات ، هيئة الباروك والركوكو ، هيئة المخروط والبرمق ، هيئة الفانوس ، هيئة القارورة ، هيئة المصحف ، هيئة القلب ، هيئة الشراع ، الهيئات الهندسية البسيطة ).

صنعت شواهد القبور الإسلامية من الحجر بأنواعه ومن الرخام ومن مواد أخري كثيرة كالخشب والخزف والآجر والمعدن وغير ذلك.

وتنوعت طرق تنفيذ كتاباتها من الرسم بالفرشاة والحفر بالأزاميل وغيره ، مع ما يصاحب تلك الكتابات من زخارف هندسية ونباتية وحيوانية وأشعرة ورموز وغيرها.

أما عن مضامين نقوشها الكتابية فهي الأكثر فائدة ، فهي التي تتابع في كل قرن قوة اللغة من ضعفها ، صياغات النثر والشعر ، ثراء الأوزان وكثرة مترادفات المرثيات النثرية أم اصطناع الألفاظ وركاكتها ، الإشارة أحيانا الي بعض مشاهير الأدباء والشعراء ممن نظموا هذه المرثيات ثم نقلها الحفارون علي شواهد القبور ، أنواع الخطوط وتتبع تطورها ، أسماء بعض الخطاطين ممن وقعوا علي الشواهد وأماكن صناعتها أحيانا.

تقف معلومات هذه الشواهد بالمرصاد لأخبار المؤرخين المعاصرين لها، فهي تؤكد صدق أخبارهم ، وتعارضها تارة أخري، وتفصل مجملها تارة ثالثة، وهي التي توضح الأنساب وصلات الدم والروابط الأسرية في حالة المقابر العائلية الخاصة , وهي التي تضيف بعض المعلومات الإجتماعية عن حالة الوفاة أحيانا ، وظروفها، وسن المتوفي وبعض مآثره.

لم تكن شواهد القبور الإسلامية حكرا علي طبقة دون أخري ، أو علي جنس دون آخر ، أو علي بلد دون غيره ، الأمر الذي زاد كثيرا من أهميتها بما أضافت من ألقاب ووظائف وكني ، وبما صرحت به من معتقدات مذهبية وطائفية ، ومعلومات سياسية وإقتصادية ، فضلا عما ورد علي بعضها من حساب الجمل وفق الطريقة المشرقية أو حسب الطريقة المغربية ، وتأريخات بشهور عربية أو قبطية ، هجرية قمرية أو شمسي، وأرقام حسابية هندية أو عربية .

     إن الأمر جد واسع اتساع المحيط ، لأن ما وصلنا من شواهد القبور الإسلامية من جبانات القارات الثلاث القديمة ( آسيا وأفريقية وأوربا ) ليعد بالملايين ، كتبت هذه الشواهد بأكثر من خمسين لغة ، لذلك تأسست منذ منتصف القرن العشرين جمعيات علمية عالمية متخصصة فقط في دراسة شواهد القبور الإسلامية وغير الإسلامية .

ويتضمن الكتاب الذي بين أيدينا عشر دراسات عن شواهد قبور إسلامية من جبانات ومقابر في القارات الثلاث القديمة بعضها خزفي من إيران الصفوية ، وبعضها رخامي أو حجري من تونس الحسينية أو ليبيا العثمانية ، و خمس دراسات تسلط الأضواء علي شواهد القبور الإسلامية في الجبانات الأوربية ، فالقارة كبيرة المساحة ، ووطأتها أقدام المسلمين منذ قرون قديمة ، ولذا قسمتها الي نطاقات جغرافية، وتوجت تلك الدراسات بالوصول إلي أحدث الإتجاهات في دراسة شواهد القبور .

 فهـــــــــــــرس

الموضــــــــــوع

الصفحـــــــة

مقدمة:

ب

البحث الأول : شواهد قبور من تربة البايات بتونس العاصمة - "دراسة في الشكل والمضمون".

1

البحث الثاني : شواهد قبور عثمانية من طرابلس الغرب - دراسة في الشكل  والمضمون لمجموعة جديدة.

98

البحث الثالث: شواهد قبور عثمانية بخط النستعليق من طرابلس الغرب - " لم يسبق نشرها ".

179

البحث الرابع : أضواء على شواهد القبور الإسلامية في الجبانات  الأوربية – 1- غرب أوروبا.

245

البحث الخامس : أضواء علي شواهد القبور الإسلامية في الجبانات الأوربية – 2- وسط أوربا .

285

البحث السادس : أضواء علي شواهد القبور الإسلامية في الجبانات الأوربية – 3-  جنوب شرق أوربا.

314

البحث السابع:  أضواء علي شواهد القبور الإسلامية في الجبانات الأوربية – 4- شمال شرق أوربا .

358

البحث الثامن : من شواهد القبور الإسلامية بجبانات بريطانيا.

390

البحث التاسع : شواهد قبور خزفية من إيران الصفوية.

404

البحث العاشر : الإتجاهات الحديثة في دراسة شواهد القبور.

455