تعتبر دراسة هذه المدرسة من الدراسات المهمة لمدارس بلاد الأناضول ، وخاصة فى مدينة قونية، وذلك لأن هذه المدرسة تشتمل على مجموعة من الوحدات والعناصر المعمارية والزخرفية التى تميزت بها عن بقية المدارس الأناضولية بوجه عام وعن مدارس قونية بوجه خاص، وكذا لتفرد مشيد هذه المدرسة أيضا وهو الأمير جلال الدين قره طاى بكثرة أعماله الخيرية والمعمارية، وحرصه الشديد على إرضاء مولاه فى كل عمل يقوم به، وكذلك شدة حبه للخير والإنشاء.
كذلك اشتمال هذه المدرسة على مجموعة من الآيات القرآنية والآحاديث النبوية الشريفة والتى كان لها دلالتها فى هذه الفترة فى بلاد الأناضول.
وكذلك اشتمال هذه المدرسة على كثير من الزخارف النباتية والهندسية، والتى نفذت على ألواح رخامية، وعلى بلاطات خزفية فى غاية الدقة والجمال .
وسوف نتناول فى هذه الدراسة الحديث عن إنشاء المدارس فى مدينة قونية ، ثم نتبع ذلك بالحديث عن مدرسة قره طاى من حيث موقع المدرسة، ثم تاريخ المدرسة ثم مشيد الأثر ثم عن الوصف المعمارى للمدرسة ، ثم نتحدث عن الوقف وأوقاف مدرسة قره طاى بقونية، وذلك من حيث التحدث عن أوقاف المدرسة والموظفين وأرباب الوظائف والإداريين ورواتبهم بالمدرسة، ثم نتبع ذلك بالحديث عن منهج التدريس فى هذه المدرسة، ثم الحديث عن الدراسة التحليلية للتخطيط والوحدات والعناصر المعمارية والزخرفية بالمدرسة .

