يعد الإنتاج الحيوانى جزءاً مكملاً للإنتاج الزراعى ، فالثروة الحيوانية عنصراً مهم من عناصر الإنتاج، حيث يتم الإعتماد عليها في كثير من الأعمال المتصلة بالإنتاج الزراعى ، كما يساعد الحيوان على خصوبة التربة وتماسكها ، أما بحياته فوقها ، وما يضيفه من مواد مخصبة أو نتيجة لإتباع دورة زراعية تدخل فيها محاصيل الغذاء الحيوانى مثل البرسيم والبقوليات ومن ناحية أخرى تعمل حركة الحيوان على تفكك التربة بحوافرها ، ويتبين أهمية الثروة الحيوانية للإنتاج الزراعى من خلال بعض المواد الخام الأولية اللازمة لقيام الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعى ، بالإضافة إلى إمتصاص جزء من البطالة التي تعمل في مجال منتجات الألبان  وغزل الصوف ومناحل العسل ، كما أن الحيوان وسيلة نقل ومصدر دخل هام للمزارعين وخاصةً أصحاب الحيازات الصغيرة حيث تمثل هذه الثروة رأس مال عينى لدى ملاكها ، ولهذا سوف يتناول البحث دراسة العوامل المؤثرة في الثروة الحيوانية ، وتطورها ، والتركيب النوعى ، والتوزيع الجغرافى ، ومعوقاتها وأهميتها كمصدر من مصادر الدخل ؛ والتي تنحصر فيما يلى :

- الإنتاج الحيوانى هو تكملة لنمط الإستغلال الزرعى وخاصةً عند المزارعين الصغار " الزراعة المختلطة " التي تعمل على رفع الكفاءة الإنتاجية وتحقيق أعلى عائد ممكن من الزرعة وتربية الحيوان وفي نفس الوقت عدم الإعتماد على محصول أو منتج يعرض المزارع للخسارة سواء من تقلبات السوق أو تقلبات المناخ المتباين زمانياً ومكانياً .

- يمثل الإنتاج الحيوانى أهمية بالغة ، حيث يمد السكان بالغذاء خاصةً اللحوم والألبان ، فضلاً عن إمداد الصناعة بالصوف ، والشعر ، و الوبر ، والجلود وغيرها من المواد الخام ، بالإضافة إلى كونه مصدراً للدخل بالنسبة للمشتغلين به ( Robinson . H ., 1968 , p. 115 )  . وإستهلاكه للمخلفات الحقلية غير الصالحة لغذاء الإنسان وتحويلها إلى مواد غذائية كاللحم واللبن ومشتقاته والبيض أو المواد التي تزيد من خصوبة التربة كالأسمدة العضوية ، إضافةً إلى ذلك ما يسهم به الحيوان من عمل في الحقل .

– يوفر الإنتاج الحيوانى مجالاً للعمل المستمر ، فقد يحتاج إلى بذل مجهود يومى على مدار السنة ، فهو بذلك يملأ كثيراً من الفراغات الموسمية التي تخلفها طبيعة العمل الزراعى ، ولذا فهو يوفر مجالاً منظماً لعمل الفلاح ولأسرته يعود عليهم بالربح .

- إشتغال العائلات الريفية بأى نوع من أنواع الإنتاج الحيوانى يجعل المنتجات الحيوانية في متناول أيديهم ، فهى تكون جزءاً من غذائهم وأمنهم الغذائى ، ولذلك فهم أقل تعرضاً من غيرهم لأمراض نقص البروتين الحيوانى .

- تشكل الثروة الحيوانية مصدراً رئيساً من مصادر الثروة الزراعية في منطقة الدراسة ، حيث بلغت قيمة الإنتاج الحيوانى في محافظة الوادى الجديد بما يعادل  35 % من إنتاج القطاع الزراعى . بالإضافة إلى أن مخرجات الإنتاج الحيوانى أعلى في القيمة النقدية من المخرجات النباتية  ( Wheeler . j & Muller . p , 1986 , p. 13 ).

- يعد تنوع الإنتاج الحيوانى ومصادره ضرورة مهمة يحتمها الإستغلال الاقتصادى الأمثل للثروة الحيوانية ومنتجاتها .

- توجد علاقة وثيقة بين الإنتاج الحيوانى والإنتاج النباتى وإنتاج الأعلاف بدرجة خاصة ، إذ يعتمد كل منها على الآخر فلا يمكن تربية الحيوانات بدون المحاصيل النباتية ، كما أن السماد العضوى الناتج مادة ضرورية كغذاء للنبات .

- طبيعة المواد الحيوانية تتنافى مع خزنها ، ولذلك تقل المضاربة فيها إلى أدنى حد ، فلا تنخفض أثمانها عادة إلى المستوى الذى تنخفض إليه أثمان المحاصيل الزراعية الأخرى .

- يؤدى تشجيع تربية الماشية إلى تغطيه الإستهلاك المحلى ، فلا تحتاج البلاد إلى الإستيراد من الخارج .

- سرعة دورة رأس المال في تربية الحيوان ويتبع ذلك سرعة الحصول على الأرباح موزعة توزيعاً منتظماً طوال العام ، ويظهر ذلك واضحاً بين مزارعين أحدهما استغل أرضه في زراعة البساتين والثانى استغل مزرعته في تربية مواشى اللبن ، فالأول يحبس رأس ماله مدة طويلة ويضطر إلى الإنتظار بضع سنوات قبل أن يجنى ثمار غرسه ، بينما الثانى سيجنى محصول اللبن يومياً بإنتظام ، ويمكن أن يتعاقد فيحصل ثمنه أسبوعياً أو شهرياً على الأكثر ، وهو بذلك يسترد رأس ماله ويأتيه ربحه بالتدريج وبسرعة وبانتظام ( محمد إبراهيم حسن ،1961، ص145 ) .