دراسة مقارنة

لنظام رياض الأطفال

فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة

 

 

دكتور/ نبيل سعد خليل

أستاذ التربية المقارنة والإدارة التعليمية المساعد

كلية التربية بسوهاج

جامعة جنوب الوادى
دراسة مقارنة لنظام رياض الأطفال فى

جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة

مقدمة :

تهتم معظم دول العالم بالطفولة واتخاذ الوسائل التى تكفل لها النمو المتكامل والاستقرار النفسى، وتمهد لها طريق العلم والتربية السليمة المثمرة وذلك لأن الطفولة مستقبل كل أمة0 والأطفال يجب أن ينالوا الرعاية المتكاملة والاعداد السليم فى السنوات الأولى من عمرهم حتى يتسنى لهم القيام بدورهم فى صنع مستقبل بلدهم0 وقد ظهر هذا الاتجاه بوضوح منذ اعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1959م، وأكدت كل من المؤتمرات الدولية والبحوث العلمية - منذ ذلك الوقت - على تدعيم هذا الاتجاه(6: 3)0

وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل الحياة، وأكثرها تاثيرا فى مستقبل الانسان، إذ يكون فيها الطفل غضا من النواحى الجسمية والنفسية والعقلية قابلا للتأثير السريع بما حوله من عوامل، ومن هنا تبرز أهمية السنوات الستة الأولى فى حياة الطفل فى تكوين شخصيته، فالمعالم الرئيسة لشخصيات الأفراد تتأثر وتتشكل بدرجة كبيرة بنوع الرعاية والتربية التى يتلقاها الأطفال فى طفولتهم المبكرة، وهذا أمر يؤكده علماء التربية والاجتماع وعلم النفس، وتدعمه نتائج البحوث والدراسات(7: 1)0

لذا يعتبر الاهتمام بالأطفال اهتماما بحاضر المجتمع ومستقبله، ذلك لأن أطفال اليوم هم شباب الغد وقادة المستقبل، وعليهم تعقد الآمال والطموحات فى إصلاح المجتمع وتقدمه0 وإذا كانت الدول المتقدمة تولى اهتماما كبيرا بتربية واعداد أطفالها، فإن الدول النامية بصفة عامة، وجمهورية مصر العربية بصفة خاصة أكثر حاجة الى الاهتمام بتربية وإعداد أطفالها، وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية والخلقية السليمة حتى يمكنها تحقيق أهدافها واللحاق أو تضييق الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة0

ويرجع تاريخ الاهتمام برياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية الى مطلع القرن العشرين خاصة بعد خروج المرأة المصرية للعمل، وفى عام 1969م أعدت وزارة التربية والتعليم مشروعا ينظم العمل فى رياض الأطفال ويتناول أهداف الرياض، ونظام العمل فيها، والاشراف التربوى، وتحديد سن القبول بثلاث سنوات، وعدم الزامية هذه المرحلة، وقد ازدادت أعداد الأطفال الملتحقين بمؤسسات تربية أطفال ما قبل المدرسة ازديادا كبيرا فى الأعوام الماضية حتى بلغت عام 85/1986م، ما يقارب خمسة أضعاف العدد الذى كان موجودا عام 1969/1970م (13: 4)0

ويرجع ذلك الى أن وزارة التربية والتعليم قد أدركت أهمية العناية بالأطفال قبل سن المدرسة الابتدائية، فأنشأت الوزارة عام 1970م قسما للحضانة ورياض الأطفال التابع لادارة التعليم الابتدائى، وذلك بصدور القرار الوزارى رقم 8 فى 19/1/1970م، وتزايد الاهتمام الوزارى - فصدر القرار الوزارى رقم 150 فى 4/7/1989م، بشأن تنظيم رياض الأطفال التابعة أو الملحقة بالمدارس الحكومية والخاصة التابعة للجمعيات الدينية أو الاجتماعية أو الخيرية أو بعض الجهات الأخرى0

هذا على صعيد جمهورية مصر العربية، أما على الصعيد العالمى فقد إزداد الاهتمام بتربية طفل ما قبل المدرسة فى كافة الأنظمة والدول، فإذا ما تناولنا تربية الأطفال فى المملكة المتحدة، نجد اهتمام السلطات التربوية بتحقيق استراتيجية تقوم على الاستمرارية بين تعليم ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية منذ نهاية السبعينات- من هذا القرن- من خلال مشروعات تطوير تعليم ما قبل المدرسة لتحقيق التكامل فى الأنشطة المقدمة للأطفال والطرق المستخدمة والنماذج المحيطة بالطفل، وانتقال الأطفال بسهولة من تعليم ما قبل المدرسة الى المدرسة الابتدائية والطرق التى يعمل بها كل من  القطاعين لتحقيق التعاون وغيرها (18: 155)0

وفى ضوء ما سبق يتضح لنا أن تربية الأطفال والعناية بهم فى مرحلة ما قبل المدرسة أصبحت من الأمور الهامة والضرورية والملحة، حتى يمكنهم استيعاب التقدم العلمى والتقنى الذى يتسم به هذا العصر، وملاحقة التغيرات السريعة فى ثقافة المجتمع، وهذا يفرض على الأسرة والمجتمع ضرورة توفير بيئة تربوية سليمة غنية بمثيراتها وخبراتها، حتى يمكنها أن تنمى قدراتهم المختلفة0

الاحساس بمشكلة البحث:

يمر المجتمع المصرى بمراحل تغير وتطور متلاحقة، وتتناول ظواهر الأسرة وأفرادها، ووسائل الاتصال والاعلام، وتطور العلوم التربوية والنفسية فى مجال رعاية الأطفال وغيرها، ولكل هذه الجوانب آثارها الواضحة على تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية، ومع اجماع علماء التربية وعلم النفس فى مصر على أهمية العناية بتربية الطفل فى سنوات العمر الأولى، إلا أن الباحث لاحظ من خلال ما اطلع عليه من بحوث ودراسات سابقة تناولت موضوع تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية، أن مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال تعانى العديد من المشكلات التى من أهمها ما يلى:

  • أن عدد الأطفال الملتحقين بدور الحضانة ورياض الأطفال فى مصر يمثلون حوالى 10% فقط ممن لهم حق الالتحاق بها (3: 11)، الأمر الذى يوضح أن مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال لم تصل بعد فى مجتمعنا المصرى الى المستوى الذى يجعلنا نطمئن اليها، وذلك بسبب النقص الحاد فى أعداد دور الحضانة ورياض الأطفال قياسا لأعداد الأطفال دون سن السادسة (17: 320)0
  • أن إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال يتم بطريقة عشوائية من أفراد أو جماعات دون اشراف تربوى ملائم أو امكانات بشرية أو مادية مناسبة0
  • هناك صعوبات كثيرة تعيق مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال عن تحقيق الأهداف المرجوة منها، ومن أهم هذه الصعوبات: عدم توافر حجرات الأطفال، وسوء حال المرافق الصحية والخدمات، وأيضا عدم تعاون أولياء أمور الأطفال مع هذه المؤسسات المعنية بتربية الطفل (37: 620)0
  • مازالت هذه المؤسسات خارج اطار السلم التعليمى الرسمى فى مصر، ولذلك لاتحظى بالاهتمام المناسب من جانب المسئولين، بالاضافة الى ضعف وعى القائمين بالاشراف عليها بأهمية أهدافها فى تنمية وتشكيل شخصية الطفل فى حاضره ومستقبله وأثر ذلك على الفرد والمجتمع (4: 321-322)0

وفى ضوء ما سبق تتضح لنا الحاجة الملحة الى الاهتمام الكبير بهذه المرحلة والبحث عن كل ما هو جديد ومعاصر لتربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية0

مشكلة البحث:

هناك العديد من التصورات والأفكار السائدة فى المجتمع المصرى حول دور ووظيفة مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية والمتمثلة فى دور الحضانة ورياض الأطفال، حيث كان ينظر اليها على أنها مجرد أماكن انتظار يتجمع بها الأطفال لحين انتهاء أمهاتهم من العمل، وحضورهن لأخذهم، وبالتالى فإنها مهمة سهلة، وخدمة رخيصة، لا تتطلب تخصصا، أو تعمقا فى المعرفة، ولا تحتاج الى تنظيم أو تخطيط أو أجهزة وتكاليف، فالطفل الصغير لايهتم ولا يدرك ولا يحتاج إلا الى مجرد الحراسة والايواء فى مكان نظيف آمن بعيدا عن الأخطار يقضى فيه نهاره، يتلهى بأى شكل أيا كان، دون خطة أو هدف، حتى يصل الى سن السادسة، فيبدأ مرحلة التعليم النظامى فى المدرسة الابتدائية (28: 117)0

وقد تغيرت هذه النظرة التقليدية الى مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية، واصبحت الحاجة الى دور الحضانة ورياض الأطفال لمساعدة الأسرة فى تربية أطفالها أمرا ضروريا، بالاضافة الى تهيئتهم لدخول المدرسة الابتدائية0

والواقع أن هناك العديد من الاتجاهات التربوية المعاصرة لتطوير تربية طفل ما قبل المدرسة وهى اتجاهات جديرة بالدراسة والبحث وبخاصة فى هذه الأيام التى تهتم فيها الدولة بتطوير التعليم وتسعى فيها الى العناية بكل ما يساعد على إعداد جيل قوى يحظى بشتى أنواع الرعاية ويسهم مساهمة فعالة فى التقدم والنهوض0

بالإضافة الى ذلك فقد كان للتوسع فى نشر دور الحضانة ورياض الأطفال والزيادة الكبيرة فى الإقبال عليها بمصر- والذى كان من أهم أسبابه خروج الأمهات الى العمل- دورا أساسيا فى إبراز أهمية الدور الذى تقوم به هذه المؤسسات، وهذا ما دعا الباحث الى القيام بهذه الدراسة، رغبة منه فى التعرف على نظام رياض الأطفال فى مصر، وكيف يمكن تطويره من خلال التعرف على خبرة المملكة المتحدة فى هذا المجال0

تساؤلات البحث :

       يمكن صياغة مشكلة البحث فى التساؤلات التالية:

-    ما نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية فى ضوء الأوضاع الثقافية للمجتمع المصرى؟

-    ما نظام رياض الأطفال فى المملكة المتحدة فى ضوء الأوضاع الثقافية للمجتمع البريطانى؟

-    ما أوجه الشبه والاختلاف بين نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة؟

-    ما التوصيات والمقترحات التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية؟

أهمية البحث:

ترجع أهمية البحث الى العوامل التالية:

-    تأكيد علماء النفس ورجال التربية على الاهتمام بالأطفال شريطة أن يكون هذا الاهتمام فى نظام محكم وتحت اشراف الدولة أو هيئات متخصصة.

-    يعالج البحث موضوعا على جانب كبير من الأهمية عالميا ومحليا وهو نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة0

-    يحاول البحث تشخيص مواطن القوة ومواطن الضعف فى نظام رياض الأطفال المصرى بهدف تحسينه وتطويره0

-    يستفيد البحث من مواطن القوة التى تسفر عنها الدراسة المقارنة لنظام رياض الأطفال فى المملكة المتحدة فى تطوير نظام رياض الأطفال فى مصر فى ضوء الأوضاع الثقافية للمجتمع المصرى0

أهداف البحث :

        يسعى البحث الحالى الى تحقيق الأهداف التالية:

-    التعرف على الوضع الراهن لنظم رياض الأطفال فى مصر والمملكة المتحدة فى ضوء الأوضاع الثقافية الخاصة بكل منهما0

-    التعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين نظم رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة0

-    تقديم بعض التوصيات أو المقترحات التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير بعض جوانب نظام رياض الأطفال فى مصر0

حدود البحث:

        تتحدد هذه الدراسة على أساس ما يلى:

-    تقتصر الدراسة على مرحلة رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية التى تقبل الصغار من سن ثلاث سنوات وحتى سن السادسة0

-    تقتصر الدراسة على مرحلة رياض الأطفال (مدارس الأطفال) فى المملكة المتحدة التى تقبل الصغار من سن خمس سنوات وحتى سن السابعة0

-    دول المقارنة وتشمل:

أ -    جمهورية مصر العربية كدولة عربية اسلامية نامية سبقت غيرها من الدول العربية فى هذا المضمار0

ب-   المملكة المتحدة كدولة أوربية غربية تولى اهتماما كبيرا بمرحلة رياض الأطفال حيث تبدأ مرحلة الالزام برياض الأطفال0

الدراسات السابقة :

الدراسات المتصلة بتربية طفل ما قبل المدرسة على المستويين العالمى والعربى كثيرة ومتعددة المجالات، فمنها ما يبحث فى مناهج طفل هذه المرحلة، ومنها ما يشير الى الأبنية والخدمات والتسهيلات، ومنها ما يبين أهم المشكلات المتعلقة بتربية طفل هذه المرحلة ومنها ما يؤكد على أهمية تدريب وتأهيل العاملين فى تلك المؤسسات، لكن القليل من هذه الدراسات ما يشتمل على دراسة مقارنة حول نظام رياض الأطفال وبرامجها والكادر العامل فيها وبنائها وتسهيلاته0

ويقدم الباحث فيما يلى عرضا موجزا لبعض الدراسات السابقة وثيقة الصلة بالدراسة الحالية، وذلك بهدف الاستفادة منها فى توجيه مسار الدراسة الحالية، وفى إثراء جوانبها المختلفة بنتائج هذه الدراسات0

دراسة نجم الدين على مروان، 1970م وموضوعها "رياض الأطفال فى الجمهورية العراقية: تطورها ومشكلاتها وأسسها التربوية والنفسية” (42)، ودراسة سعاد بسيونى عبد النبى، 1976م وموضوعها “دراسة مقارنة لمشكلات التعليم فى مرحلة ما قبل التعليم الابتدائى فى جمهورية مصر العربية وبعض الدول الأخرى"(14)، ودراسة جاستون ميلاريت Gaston Mialaret 1976م وموضوعها “خدمات التربية قبل المدرسية فى العالم"(50)، ودراسة نزهت رؤوف اسماعيل، 1978م وموضوعها "دراسة تقويمية للتربية والتعليم فى رياض الأطفال بالجمهورية العراقية”(43)، ودراسة فهيمة لبيب بطرس، 1981م وموضوعها “دراسة مقارنة لبعض مشكلات دور الحضانة فى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية"(29)، ودراسة خولة أحمد النورى، 1982م وموضوعها “مشكلات العمل فى رياض الأطفال من وجهة نظر المديرات والمعلمات”(12)، ودراسة أحمد محمود محمد عبد المطلب، 1986م وموضوعها "بعض قضايا دور الحضانة ورياض الأطفال: دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج”(4)، ودراسة رناد يوسف أحمد الخطيب، 1989م وموضوعها “دراسة مقارنة لنظام رياض الأطفال فىكل من الاتحاد السوفيتى واليابان ومصر ومدى إمكانية الافادة منها فى الأردن"(13)، ودراسة فاطمة محمد السيد، 1989م وموضوعها “الاتجاهات التربوية المعاصرة لتطوير طفل ما قبل المدرسة الابتدائية : دراسة مقارنة"(27)، ودراسة محمد أحمد محمد عوض، 1989م وموضوعها "تربية الطفل قبل التعليم النظامى فى مصر وبعض البلاد العربية : دراسة مقارنة”(31)، ودراسة نبيل سعد خليل، 1995م وموضوعها “دراسة مقارنة لظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية"(41)0

يلاحظ من خلال استعراض الدراسات السابقة أنها تؤكد على أهمية تربية الطفل فى مرحلة الطفولة المبكرة، والتأكيد على الدور الواضح لمؤسسات تربية الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة فى التنشئة الاجتماعية والثقافية والصحية والوجدانية والدينية للطفل واعداده وتهيئته لدخول المدرسة، وتقبل الحياة المدرسية، وكذلك دورها فى مساعدة الأسرة فى تربية وتنشئة ابنائها واتاحة الفرصة للمرأة لأداء دورها فى بناء مجتمعها0

وعلى الرغم من أهمية وضرورة مؤسسات تربية الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة إلا أنها مازالت تعانى من العديد من المعوقات التى تحول بينها وبين تحقيق أهدافها المنوطة بها، كما ان درجة التوسع فى هذه المؤسسات لاتمكنها من استيعاب الأطفال الراغبين فى الالتحاق بها0

كما أن الدراسات السابقة تشير الى أن هناك ضرورة ملحة لإجراء دراسة وافية ومتكاملة لنظام رياض الأطفال فى ضوء الأوضاع الثقافية للمجتمع المصرى لتحديد مدى امكانية الافادة من هذه الدراسة فى تطوير نظام ملائم لتربية طفل ما قبل المدرسة فى مصر0

ما استفادته هذه الدراسة من الدراسات السابقة:

استفادت هذه الدراسة من الدراسات والبحوث السابقة رغم اختلاف عيناتها وأهدافها والأماكن والأزمنة التى أجريت فيها ما يلى:

  • إمكانية وضع نظام متكامل لرياض الأطفال فى ضوء الأوضاع الثقافية للمجتمع المصرى0
  • مراعاة خصائص نمو الأطفال فى هذه المرحلة فيما يقدم لهم من موضوعات مختلفة0
  • مراعاة أن تكون الأنشطة التى تقدم للطفل محسوسة وعملية ومتنوعة لتناسب الفروق الفردية بين الأطفال مع مراعاة التقويم المستمر لهذه الأنشطة0
  • مراعاة بناء برامج رياض الأطفال على ضوء مجالات النمو عند الأطفال وخصائصها0
  • مراعاة تدريب وتأهيل المعلمات على تدريس المنهاج المقترح وتطوير أساليب إدارة رياض الأطفال والتشريعات المتعلقة بها0

منهج البحث :

اتبع الباحث المنهج المقارن، اذ "يعتبر أنسب المناهج المستخدمة لدراسة التربية بطريقة مقارنة، وأكثرها شمولا للمناهج الفرعية التى يمكن استخدامها فى هذه الدراسة" (22: 91)0 لذلك اتبع الباحث الخطوات التالية:

-    دراسة تحليلية فى ضوء القوى والعوامل الثقافية المختلفة لنظام رياض الأطفال فى الدول موضوع الدراسة، وهذا جزء أساسى من المنهج المقارن0

-    تحليل مقارن، لاظهار أوجه الشبه والاختلاف بين نظم رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، بهدف الوصول الى بعض المقترحات الموضوعية، التى تتناسب مع طبيعة المجتمع المصرى، للنهوض برياض الأطفال فى مصر، وهذا هو الهدف الذى تقوم من أجله الدراسة المقارنة الحالية0

خطوات البحث :

يسير البحث وفقا لخطواته المنهجية على الأساس التالى:

أولا :   الإطار العام للبحث ويشمل: المشكلة، تساؤلات البحث، أهميته، أهدافه، حدوده، الدراسات السابقة المتصلة بمشكلة البحث، منهج البحث، خطوات البحث

ثانيا: دراسة تحليلية ثقافية لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة0

ثالثا: تحليل مقارن لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة0

 

ثانيا : دراسة تحليلية ثقافية لنظام رياض الأطفال فى

جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة

مقدمة :

تعتبر النظم التعليمية فى البلاد المختلفة وليدة الظروف الاجتماعية والحضارية التى نشأت فيها، ويرجع اختلاف النظم التعليمية المعاصرة الى اختلافها فى هذه الظروف- وقد أكد كاندل أن القوى السياسية والاجتماعية والثقافية تعتبر محددات لطابع النظم التعليمية، وحدد مجموعة من العوامل هى القومية والأيديولوجية والسياسية والتطور التاريخى كعوامل محددة لتطور النظم التعليمية (35: 88)0

وقد أكد سادلر على أهمية القوى الثقافية والتاريخية فى المجتمع فى التأثير على سير النظم التعليمية وتوجيهها00 وذكر مبدأين هامين من مبادئ التربية المقارنة: أولهما، ضرورة دراسة النظم التعليمية الأجنبية دراسة علمية بعيدة عن التعصب والتحيز الشخصى والثقافى، وثانيهما، ما يمكن أن تؤدى اليه تلك الدراسة من تأهيل الدارس للفهم الصحيح المتبصر للنظام التعليمى القومى فى بلده (13: 252)0

فالقيمة الحقيقية لدراسة نظم التعليم ومشكلاته دراسة مقارنة - على حد تعبير كاندل- تكمن فى تحليل الأسباب التى أدت الى خلق هذه المشكلات، وفى الوقوف على الاختلافات بين نظم التعليم المتعددة والعوامل التى أدت الى هذه الاختلافات، وبعبارة أخرى فان الدراسة المقارنة تتطلب تقديرا للقوى الروحية والثقافية التى يقوم عليها النظام التعليمى (22: 73)، وهى قوى غير مادية ودقيقة جدا، فالعوامل والقوى خارج المدرسة أهم بكثير مما يدور بداخلها0

وفى معالجته لهذا الجزء، حاول الباحث دراسة العوامل التاريخية والسياسية، والجغرافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية0 مع التسليم بتداخل هذه العوامل وصعوبة الفصل بينها- إيمانا منه بأن هذه القوى والعوامل تتحكم فى تشكيل نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة0

1-   دراسة تحليلية ثقافية لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية:

ليست التربية المقارنة مجرد وصف لنظام التعليم فى بلد ما، مع أهمية هذا الوصف لأنه الأساس الذى تقوم عليه الدراسة المقارنة، فهى دراسة نظم التعليم وأوضاعه فى الدول المختلفة مع رد كل ظاهرة من الظواهر الى أسبابها الحقيقية، فهى دراسة النظام التعليمى والقوى والعوامل الثقافية التى اثرت فيه(40: 9-10)0

وتعتبر التربية المقارنة دراسة منظمة لثقافات البلاد المختلفة وبخاصة نظم التربية والتعليم التى تمخضت عنها تلك الثقافات وذلك للكشف عن أوجه الشبه والاختلاف بين تلك النظم والأخذ بما يلائم الباحثين من محاسنها ومزاياها لاصلاح الثقافة ونظم التربية والتعليم فى بلادهم(34: 8)0

وفى ضوء ما سبق يستعرض الباحث القوى والعوامل الثقافية التى تؤثر فى نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية وذلك فيما يلى:

- العامل التاريخى والسياسى:

من المسلم به أن "للتربية فى كل مجتمع من المجتمعات أصولها التاريخية فى ذلك المجتمع منذ اقدم العصور وحتى اليوم، والتربية فى أى مجتمع من المجتمعات المعاصرة، أن هى الا نتيجة تفاعل مستمر بين عناصر الثقافة المختلفة فى ذلك المجتمع، عبر ذلك التاريخ الطويل فهى فى صورتها الراهنة، نتيجة تراكم خبرات كل عصر من عصور التاريخ، مر بذلك المجتمع فترك بصماته على التربية فيه تماما كما تركها على عنصر آخر من عناصر ثقافته الأخرى غير التربية"(20: 187-188)0

وقد أثرت الظروف التاريخية التى مرت على المجتمع المصرى، اثرا بالغا فى نشأة وتطور مؤسساته التربوية، فقد احتل من قبل البريطانيين لفترة ليست بقليلة، ونظرا للموقع الاستراتيجى فى قلب الوطن العربى فقد فرض عليها أن تلعب دورا بارزا ورائدا على المستويين العالمى والعربى، وأن تتحمل دوما تبعاته الباهظة0

وعاشت مصر فترة تاريخية عصيبة، فى موقفها المعادى للسياسة الأمريكية فى عهد ثورة يوليو 1952: "اذ كنا فى حالة مواجهة كاملة مع أمريكا، وكان عبد الناصر عنيفا فى خصومات، لا يعرف لهاحدا، فاندفع فى هذه الخصومة الى نقطة اللاعودة معتمدا على مساندة السوفيت له"(32: 217)

كما عاشت مصر كذلك معارك حربية كثيرة، فى مايو 1948م، وفى أكتوبر 1956م، وفى يونيو 1967م، وفى أكتوبر 1973م مع اسرائيل ومن وراءها من الدول الاستعمارية (38: 323-325)0 وقد أثقلت هذه المعارك كاهل الشعب المصرى وأثرت تأثيرا سلبيا على اقتصاده وتقدمه، وقد كان لهذين العاملين أثرهما البالغ فى نشأة وتطور رياض الأطفال كغيرها من المؤسسات التربوية والتعليمية وأخر ظهورها حتى عام 1918م فى مدينة الاسكندرية (2: 162)0

- العامل الجغرافى:

لاشك أن طبيعة البيئة هى التى تحدد كل ما يتصل بنظام التعليم من حيث الجوهر، فهى التى تحدد محتويات البرامج التى تدرس ومواد الدراسة التى تستخدم، ونوع الأدوات التى تستغل فى عملية التعلم، كما أنها تحدد أحيانا شكل الإدارة التعليمية، وطريقة تمويل التعليم (40: 67)0

ويبدو أثر العامل الجغرافى فى نظم التعليم أوضح حين تقف وراء ادارة التعليم وتمويله، وحدود تلك المسئولية ومداها، ثم نتيجتها أو أثرها على نظام التعليم، واثرها فى كفاية هذا النظام أو فى جوانب النقص فيه (40: 68)0

وإذا كانت مصر قد مرت بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية لها جوانبها السلبية وآثارها الحميدة على مؤسساتها التربوية والاجتماعية، فإن ذلك له صلة وثيقة بموقعها الجغرافى الممتاز، الذى جعلها محط أنظار الطامعين من الدول الاستمعارية، فموقعها فى شمال افريقيا وفى وسط ثلاث قارات وملتقى الطرق بينها لأنها تشرف على بحرين وتمتد عبر قارتين، وسط العالم العربى وقلب العالم الاسلامى، وقد ازدادت أهمية الموقع بفتح قناة السويس0

وإذا كانت الطبيعة الجغرافية لمصر تتمثل فى ثلاثة اقسام جغرافية رئيسة هى: وادى النيل والصحراء الشرقية والصحراء الغربية، فإن الاختلاف فى البيئات اجغرافية يؤثر الى حد كبير على طبيعة فكر الانسان وطباعه، وخلقه وعلاقاته بغيرة من الناس، لذا كان لابد وأن يؤخذ فى الاعتبار، عند التخطيط لبرامج رياض الأطفال، بحيث يكون هذا التخطيط من المرونة ليلائم أطفال كل المناطق المختلفة فى انحاء الجمهورية0

- العامل الاجتماعى :

 اعتاد علماء السياسة والاجتماع عند التحدث عن التغيير فى البناء الاجتماعى، على التركيز على الهيكل المادى لذلك البناء، مثل إعادة توزيع الثروة، وتذويب الفوارق بين الطبقات وتكافؤ الفرص،وحقوق العمال، ومع ادراكنا الكامل بأهمية ذلك الجانب فى البناء الاجتماعى، وخاصة فى مجتمعنا المصرى، حيث عانى لفترات طويلة من اختلال هيكل ذلك البناء، فإننا نرى أن هناك جانبا آخر لايحظى بالعناية الكافية فى البناء الاجتماعى، وهو ما يتصل بالقيم والسمات والتقاليد والعادات وأخلاقيات التعامل والسلوك العام والعمل (25: 41)0

ولقد أثرت الظروف الاجتماعية التى طرأت على المجتمع المصرى قبل ثورة يوليو 1952م تاثيرا كبيرا، فلقد تفشت الطبقية فى المجتمعات وظهرت طبقة الأمراء والباشوات وعليه القوم00 فحرمت على الطبقة الكادحة فرص الالتحاق بالمؤسسات التربوية والاجتماعية0

أما الفترة اللاحقة لثورة 23 يوليو فقد اتسمت بحدوث تغيرات كبيرة فى البناء الاجتماعى، تمثلت فى التوزيع العادل للدخل وملكية رأس المال والثروة، مع تكافؤ فرص التعليم والخدمات الأخرى المختلفة0

كما أن نظرة المجتمع للمرأة قد تغيرت فيما بعد، خاصة بعد أن خرجت المرأة للعمل أو للدراسة لدعم جهود الرجال، وقد أدى هذا الى تركها الأطفال دون راع على مستوى المسئوليات التربوية والثقافية000 فأوجد هذا دافعا وحاجة ملحة لايجاد مؤسسات تربوية تؤوى هؤلاء الصغار وترعاهم فى غياب الأم0

- العامل الاقتصادى:

لايمكن اغفال ما للظروف الاقتصادية فى المجتمع من اثر على جميع مؤسساته الاجتماعية والتربوية بايجابياتها وسلبياتها، فقد عانت مصر قبل الثورة بصفة خاصة - من التخلف متأثرة بسيطرة النفوذ الأجنبى، وضعف الرأسمالية المحلية، وارتمائها فى احضان الاستعمار، وزيادة حدة الاحتكارات العالمية، وسعيها نحو السيطرة على الاقتصاد المحلى بطريقة مباشرة وغير مباشرة (30: 249)، وكان المجتمع المصرى مجتمعا زراعيا أساسيا ليس فيه من الصناعة الحديثة الا النذر البسيط حيث يعمل غالبية سكانه بالزراعة وكانت هذه الغالبية أسيرة الظلم والاقطاع والرأسمالية0

وانعكست هذه الأوضاع سلبا على مجتمع الريف والقرية وعلى التجمعات السكانية الشعبية، المأهولة بالسكان ذوى الدخل المحدود، فحرمت من الالتحاق بالمؤسسات التربوية إما لعدم وجود الدخل الكافى لالحاق أبنائهم بالتعليم، أو لعدم وجود المدارس فى تلك المناطق0

كما أن المعارك الحربية الكثيرة التى خاضها الشعب المصرى منذ حرب 1948م وحتى حرب 1973م، قد اثقلت كاهل الشعب المصرى وأثرت تاثيرا سلبيا على اقتصاده وتقدمه، كما أثرت تاثيرا سلبيا على نهضة وتطور نظام رياض الأطفال فى مصر.

كما أن للعامل الاقتصادى فى الحقبة الزمنية الأخيرة بعد عام 1973، أثراً إيجابياً إلى حد ما على نظام رياض الأطفال، حيث اتجهت سياسة الدولة الى التصنيع... فتحولت المجتمعات من الزراعة الى الصناعة، وخرجت المرأة (نصف المجتمع) وساندت الرجل فى عمله مما عزز اقتصاديات الأسرة ورفع مستواها، كل ذلك قد دفع الى التفكير بإيجاد مؤسسات رياض الأطفال ووضع افضل الأهداف لتربية وتعليم الأطفال، ودفع المسئولين فى وزارة التربية والتعليم الى فتح اقسام تخصصية فى الكليات والجامعات لإعداد معلمات رياض الأطفال0

وإذا تتبعنا التطور الكمى لرياض الأطفال فى مصر نجد زيادة فى عدد الفصول والأطفال بهذه المرحلة، حيث ارتفع عدد رياض الأطفال الرسمية التابعة لوزارة التربية والتعليم من 885 فصلاً عام 90/1991م الى 1718 فصلاً عام 93/1994م (18: 329).

وقد أدى الانفتاح الاقتصادى الداعى الى تكاتف القوى العاملة فى القطاع العام مع القوى العاملة فى القطاع الخاص، الى الاهتمام بارسال الأطفال للالتحاق بمؤسسات رياض الأطفال، خاصة بعد خروج المرأة لمساندة الرجل فى أموره الاقتصادية0

- العامل الدينى:

مصر دولة عربية، إسلامية، تتخذ الدين الاسلامى: طريقة وسياسة وتنظيما اجتماعيا، ومن هذا المنطلق فقد اثر العامل الدينى تأثيرا واضحا على المؤسسات التربوية فى المجتمع المصرى، فبنيت أهداف التعليم على التربية الداعية الى توحيد الخالق وتعظيمه والى المام النشء بتعاليم دينه وقيمة واتجاهاته0

فقد عكفت مؤسسات رياض الأطفال فى مصر على تحفيظ الأطفال الآيات القرآنية أكثر من أى نشاط تعليمى آخر0

رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية :

سيتناول الباحث فيما يلى الجوانب المختلفة لرياض الأطفال فى مصر، والتى تشمل: نشأة وتطور التعليم فى مرحلة رياض الأطفال، وفلسفة وأهداف رياض الأطفال، وننظام القبول، ومدة الدراسة بها، والأنشطة والممارسات اليومية داخلها، وذلك على النحو التالى:

أ - نشأة وتطور التعليم فى مرحلة رياض الأطفال:

أنشأت وزارة المعارف العمومية أول مدرسة لرياض الأطفال عام 1918 بالاسكندرية، وكانت خاصة بالبنين، وكانت تقبل الأطفال من سن الرابعة الى سن السابعة، وكانت تهدف أساسا الى اعدادهم للالتحاق بالمدرسة الابتدائية، ولم تكن هذه الروضة مجانية، بل كانت بمصروفات، ولذلك كانت مقصورة على ابناء الطبقات العليا والمقتدرة، ثم قامت فى عام 1919م بإنشاء روضة قصر الدوبارة للبنات بحى جاردن سيتى بالقاهرة، كما تم تحويل الفرق التحضيرية بالمدارس الابتدائية فى ذلك الوقت الى نظام دراسى يشابه نظام رياض الأطفال من حيث الاعتماد فى التعليم على الأعمال اليدوية والألعاب والحكايات ومشاهدة الطبيعة والرسم، وقد حددت الوزارة خطة الدراسة بهذه المدارس الخاصة بالبنات عام 1922م، ومدة الدراسة بها عامان (2: 162)0

ولم تنته سياسة فصل البنات عن البنين فى رياض الأطفال إلا فى عام 1925، بناء على منشور صدر عام 1924م، وقد صارت تربية الطفل فى هذه المرحلة بعد ذلك مختلطة، وسمحت الوزارة للبنات بالالتحاق برياض الأطفال الخاصة للبنين، علاوة على امكان التحاق الذكور برياض الأطفال الملحقة بالمدارس الابتدائية للبنات، وزيدت مدة الدراسة فيها لتصير ثلاث سنوات، أسوة برياض الأطفال البنين (23: 426)0

وبصدور القانون رقم 22 لسنة 1928م صار الالتحاق بمدارس رياض الأطفال للأطفال البالغين من العمر أربع سنوات أو خمس سنوات بدلا من ثلاث سنوات، على الا يبقى فى هذه المدارس من يزيد سنه عن ثمانى سنوات، وقد حدد هذا القانون ما يتلقاه الطفل فى هذه السن من مواد دراسية على النحو التالى: التهذيب، الصحة، اللغة العربية، الخط العربى، الحساب، مشاهد الطبيعة، الرسم وأشغال الأطفال، الألعاب على أن تكون الدراسة باللغة العربية0 ولقد أدخلت على مناهج الدراسة تعديلات متعددة حيث أضيفت الموسيقى عام 1931م والأناشيد عام 1940م (23: 426)0

وفى ضوء ما سبق يتضح أن مؤسسات رياض الأطفال كانت بمصروفات مرتفعة نسبيا، مما يصعب معه على عامة الشعب الحاق أبنائهم بها، وبالتالى فقد اقتصر على ابناء القادرين فقط، بمعنى أنها كانت طبقية وأن نموها كان بطيئا، كما يلاحظ أيضا أن الهدف الأساسى لها كان اعداد الأطفال وتهيئتهم للالتحاق بالمدارس ابتدائية0

وفى عام 1950م صدر القانون رقم 90 بمجانية التعليم فى رياض الأطفال، كما صدر قرار رقم 9180 بأن تراقب الوزارة حالة التعليم فى رياض الأطفال بعد جعلها مجانية،(13: 255)0 ثم صدر القانون رقم 143 لسنة 1951م بشأن تنظيم التعليم الإبتدائى، والذى بمقتضاه تم الغاء رياض الأطفال، وضمت الى المدرسة ابتدائية التى أصبحت مدة الدراسة بها ست سنوات من 6-12 سنة(3: 131)، بذلك تقلصت مؤسسات رياض الأطفال فى مصر لأقصى درجة لها، مما يدل على عدم وضوح الرؤية لأهمية وفلسفة هذه المرحلة، وأن أهدافها كانت تقتصر على مجرد اعداد الأطفال للتعليم الابتدائى0

وقد أدركت ثورة 23 يوليو 1952م أن الطفولة هى صانعة المستقبل ومن واجب الأجيال العاملة أن تهيئ لها كل ما يمكن من أجل تحمل مسئولية القيادة بنجاح0

وفى مايو 1954م صدر القرار الوزارى رقم 12059 الذى نص على انشاء مدارس للحضانة بمصروفات لكى تعنى بأطفال الأمهات العاملات فى سن ما قبل المدرسة اثناء فترة غيابهن اليومى عن المنزل(28: 326)0

وفى عام 1959م أصدرت وزارة الشئون الاجتماعية قانون العمل رقم 91 لسنة 1959م وتعديلاته، والذى ينص على وجوب انشاء حضانة فى كل مؤسسة يبلغ عدد العاملات فيها مائة سيدة فأكثر، وأن الرسوم التى يؤديها أولياء الأمور هى مقابل الرعاية لأبنائهم فى الحضانة، ويصدر بتحديدها قرار من وزير الشئون الاجتماعية، ولم يشر القانون من قريب أو بعيد الى اختصاص وزارة التربية والتعليم أو علاقتها بأمر هذه المؤسسات (39: 37)0

وبذلك اعتبرت وزارة الشئون الاجتماعية هى الجهة الرسمية المعنية خدميا برعاية الأطفال فى سن ما قبل المدرسة، انطلاقا من وجهة نظر المسئولين عن السياسة التعليمية فى مصر فى ذلك الوقت باعتبار أن هذه المرحلة ليست مرحلة تعليمية0

وشعورا من الدولة بأهمية مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية فى تنمية الطفل، وضرورة اعداده وتدريبه جسميا وذهنيا واجتماعيا حتى يتمكن من النجاح فى الدراسة المنظمة بعد ذلك، صدر القرار الوزارى رقم 8 فى 19/1/1970م الذى ينص على انشاء قسم للحضانة ورياض الأطفال بالادارة العامة للتعليم الابتدائى، وحددت اختصاصاته فى وضع خطة الدراسة، واصدار التوجيهات، وعمل التدريبات، ومتابعة العمل فى الحضانة ورياض الأطفال على جميع المستويات، والاشتراك مع أجهزة الاعلام فى التخطيط لكل ما يوجه لطفل ما قبل المدرسة الابتدائية (39: 36)0

وتشرف وزارة الشئون الاجتماعية على دور الحضانة بمقتضى القانون رقم 50 لسنة 1977م، إلا أن فصول رياض الأطفال الملحقة بالمدارس يتولى قطاع التربية والتعليم مباشرة شئونها والاشراف عليها، وذلك طبقا لقرار اللجنة الوزارية للتنمية الاجتماعية الصادر فى 13 فبراير 1978م

وحينما أحست وزارة التربية والتعليم بما يعانيه أولياء الأمور من ضغوط نفسية بسبب حاجتهم الى تربية أطفالهم فى فصول رياض الأطفال ومدارس اللغات التجريبية والمدارس الخاصة التى فشلت فى مواجهة هذه الاحتياجات واستيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين تقدموا للالتحاق بها، أنشأت الوزارة عام 1979م حضانات رسمية للغات كتجربة فى محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية، ثم انتقل نشاط فتح هذه الفصول الى محافظات أخرى كثيرة مثل الزقازيق والمنصورة وأسيوط وسوهاج وأسوان (23: 431-432)0

ولم ينته دور الوزارة عند هذا الحد، بل نصت المادة الثامنة من قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981م على أنه "لوزير التعليم بعد أخذ رأى المحافظ المختص أن يقرر إنشاء مدارس لرياض الأطفال، تكون تابعة أو ملحقة بالمدارس الرسمية، وأن يحدد مواصفاتها، ونظام وخطط الدراسة بها، وهيئة الاشراف والتدريس بها أيضا(8: 6)0 وتضمنت المادة الثامنة أيضا من قانون التعليم المعدل رقم 233 لسنة 1988م نفس النص السابق دون أى تغيير يذكر (11: 6)0

وفى ضوء ما سبق يتضح تشتت الجهود المبذولة لانشاء مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال فى مصر، وتعدد الجهات المشرفة عليها، مثل وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشئون الاجتماعية والمؤسسات الخيرية والدينية.

ب - فلسفة وأهداف رياض الأطفال فى مصر:

تركز مصر جهودها فى الوقت الحالى على التنميةكهدف حيوى وضرورى فى مرحلة البناء الجديدة، وكوسيلة للنهوض بها ومواكبة ركب التطور العالمى، وملاحقة عصر دائم النمو والتطور والتغير0

وقد ابرز التقرير الختامى لحلقة النهوض بالتعليم ما قبل المدرسة فى جمهورية مصر العربية، المنعقدة فى الفترة الواقعة من 2: 4/6/1981م، الفلسفة التربوية التى تستند عليها مؤسسات رياض الأطفال كالآتى(9 :14-15)0

-     تعليم الطفل أسلوب التعلم الذاتى، الأمر الذى يتطلب اتاحة الفرصة للطفل لاستخدام نشاطه الذاتى والكشف والبحث والتجريب كدعامات اساسية فى عملية تربيته وتعليمه، بحيث يستطيع أن يفسر الظواهر ويوظف الحقائق التى يتعلمها فى تطويع بيئته لاشباع احتياجاته بالقدر الذى يسمح به عمره0

-     تنمية عناصر تفكير الطفل واكسابه مبادئ التنظيم المعرفى الذى سوف يساعده فى محاولاته الدائمة للتكيف مع مجتمع دائم التغير0

ومن الواضح أن الأهداف التربوية فى اى مجتمع من المجتمعات الانسانية سواء نشأت عن فلسفة واضحة أو محددة، أو تجسدت عن استراتيجية تعليمية أو مخططات تربوية بعيدة أو قريبة المدى، فانها لا تفرض على العمل التربوى فرضا، ولا تاتى منعزلة عن حياة الأفراد، أو بعيدة عن تطور المجتمع أو سمات العصر الذى توجد فيه0

وتتمثل أهداف رياض الأطفال فى تحقيق التطبيع أو التكيف الاجتماعى للأطفال، وكذا نموهم الحس حركى والتذوق الجمالى لديهم، هذا فضلا عن اثارة دافعية الانجاز لديهم والاتجاهات الايجابية نحو المدرسة ونحو نمو الشخصية الفردية من خلال الخبرات الجماعية بالاضافة الى التعلم الملموس المبنى على الخبرات المباشرة للطفل (24: 120)0

وتبرز أهمية تحديد أهداف مؤسسات رياض الأطفال فى مصر من موقعها الهام، حيث أنها تستقبل الطفل فى سنوات عمره الأولى، وفيما يلى عرض موجز لأهداف رياض الأطفال فى مصر(9)، (26: 44)، (14):

-     مساعدة الأطفال على العناية بصحتهم:

       * بممارستهم العادات الصحية السليمة فى حياتهم اليومية.

       * بممارستهم المهارات البدنية والحركية السليمة.

       * بتطبيقهم للقواعد البسيطة المتعلقة بأمنهم وسلامتهم.

-     مساعدة الأطفال على تطبيق قيم مجتمعنا فى عاداتهم مع رفاقهم والبالغين:

       * باحترامهم للقواعد والسلطة فى سلوكهم الشخصى.

       * بتمييزهم بين ما هو صواب وما هو خطأ فى تصرفاتهم.

       * بتعويدهم على شكر الله على نعمه بدعاء كل صباح.

       * باحتفالهم بالأعياد الدينية فى مجتمع الحضانة.

-     تنمية قدرة الأطفال على حل المشكلات:

* بإثارة حب استطلاعهم واستقصائهم المستمر عن الحقائق والمعارف التى تكشف عن عالمهم المادى.

* بملاحظاتهم المنظمة لمعالم بيئتهم وتجريبهم فيها لاشباع اهتماماتهم بالكشف عن أسرارها مع مراعاة الفروق الفردية بينهم.

* باشتراكهم فى التخطيطات الجماعية المقترحة فى حل مشكلاتهم.

* بتقويمهم الذاتى لأعمالهم الجماعية للكشف عن أخطائهم والافادة منها فى أعمالهم المقبلة.

-     مساعدة الأطفال على تكوين اتجاهات وعلاقات طيبة مع اقرانهم والبالغين:

* باستخدامهم أساليب مهذبة للتعبير عن مشاعرهم نحو الآخرين.

* باشتراكهم فى الأعمال الجماعية والألعاب التى يقوم عليها برنامجهم اليومى فى الحضانة وتعاونهم على تحقيقها.

-     تنمية ثقة الأطفال فى ذاتهم0

* بممارستهم التعبير الحركى والفنى بما يتفق مع اهتماماتهم الحالية.

* بإيجازهم لعمل أو لنشاط مفيد يتفق واستعداداتهم الفردية.

* بمراعاة الفروق الفردية فى استعداداتهم وفى ممارستهم التطبيقية للتعلم.

-     مساعدة الأسرة المصرية على تربية أطفالها بطريقة سليمة0

* بالاتصال الدائم بالأسرة للتعاون معها على حل مشكلات الأطفال اليومية.

* بتنظيم محاضرات وإقامة ندوات لمناقشة مشكلات الأطفال اليومية.

* بتطبيق نظام المناوبة فى ممارسة بعض الأمهات المتفرغات للعمل يوما فى الحضانة تحت اشراف المشرفة ومعاونتها.

جـ- نظام القبول:

يشتمل نظام القبول فى مؤسسات رياض الأطفال فى مصر على محورين هما: شروط القبول، وطريقة أو اسلوب القبول، وفيما يلى نقدم وصفا موجزا لهما:

1- شروط القبول:

شروط القبول هى عبارة عن مجموعة من القواعد التى ترد فى القانون، أو فى القرارات الوزارية المنظمة لهذه المرحلة، أو فى كليهما معاً0 وهى غالبا ما تتضمن المواصفات التى يجب توافرها فى الأطفال الذين يرغبون فى الالتحاق بهذه المرحلة، سواء من حيث السن أو اللياقة الصحية 000 الخ (31: 59)0

وقد تركت المادة الثالثة باللائحة التنفيذية لدور الحضانة الحرية الكاملة لأصحاب الحضانات فى تحديد شروط القبول بها، حيث أقرت صراحة على حرية دار الحضانة فى وضع الشروط الواجب توافرها بالنسبة للأطفال المقبولين لديها طبقا لنوع الخدمة التى حددتها فى طلب الترخيص لفتح الدار وذلك من حيث: حالة الطفل الصحية، وسن الطفل، وفترة الرعاية، وظروف الطفل الاجتماعية(10: 11)

ونظرا لقلة عدد مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال فى مصر، وزيادة الطلب عليها من قبل جماهير الشعب، لذلك يلاحظ أن كثيرين من اصحاب هذه المؤسسات يتحكمون فى شروط القبول فيها فيرفعون سن القبول بها من ثلاث سنوات الى أربع سنوات، يغالون فى الرسوم أو المصاريف التى يدفعها أولياء أمور الأطفال0

ولهذا أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال مجرد أماكن لرعاية أطفال أبناء الشعب الذين تدفعهم ظروفهم الاجتماعية الى الحاق أبنائهم واختلفت مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال فيما بينها فى المستوى، فمنها الدور التى تتوافر بها الرعاية الصحية والتربوية، ومنها الدور التى لا تتوافر بها أدنى المواصفات الانسانية، كما دخل الاستثمار والتجارة وتحقيق الكسب السريع مجال هذه المؤسسات ايضا0

2- طريقة القبول:

وتعتبر طريقة القبول- بصفة عامة- عبارة عن الاجراءات التطبيقية التى تجرى بهدف التحقق من توافر الشروط الموضوعة فى الأطفال المتقدمين للالتحاق بهذه المؤسسات، وهى غالبا ما تسمى بالقواعد العامة التى تنظم عملية القبول نفسها، مثل تكوين لجان فحص الاستمارات والطلبات المتقدم بها الأطفال، أو تكوين لجان طبية لاجراء الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من سلامة الطفل صحيا0

وقد حددت المادة الرابعة من اللائحة التنفيذية لمؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال اجراءات القبول بهذه المؤسسات فى مصر، وهى تتمثل فى تقدم والد الطفل بطلب الالتحاق على استمارة معدة خصيصا لهذا الغرض، ومرفقا بها ما يلى:

- شهادة ميلاد الطفل أو مستخرج رسمى منها0

- صورتان شمسيتان للطفل0

ويلى ذلك قيد اسم الطفل فى سجل معد لهذا الغرض، ثم تجرى مقابلة أولية للطفل وأسرته قبل الالتحاق، ويؤخذ اقرار كتابى من ولى أمر الطفل بتسليمه واستلامه فى المواعيد المتفق عليها طبقا لبطاقة تعد لذلك يتم فيها تحديد الشخص الذى ينوب عن ولى الأمر عند الاضطرار الى ذلك (10: 12)0 ويستغنى عن هذا الاقرار فى حالة توافر وسائل مواصلات لدى هذه المؤسسات تقوم بتوصيل الأطفال الى منازلهم نظير أجر معين يدفعه ولى أمر الطفل0

د - مدة الدراسة:

تقسم مؤسسات تربية الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة فى مصر الى ثلاثة أقسام هى:

دور الحضانة: وتقبل الأطفال منذ الميلاد وحتى سن ثلاث سنوات، ومدارس الأطفال: وتقبل الأطفال من سن الثالثة أو الرابعة، ورياض الأطفال: وتقبل الأطفال من سن أربع سنوات لمدة سنة واحدة- أو سنتين- يتهيأ فيها الطفل للالتحاق بالمدرسة الابتدائية (13: 256)0

وبالنسبة لشروط القبول للفصول الملحقة بالمدارس الرسمية، فإن الأطفال الذين تقع أعمارهم بين الثالثة والسادسة يتم قبولهم0 ويعتبر أول أكتوبر هو بداية السنة الدراسية عند حساب سن القبول0 أما فى المدارس الخاصة (اللغات) فلا يجوز قبول أى طفل يقل عمره فى أول اكتوبر عن 4 سنوات وستة اشهر اذا كانت مدة الدراسة سنة واحدة، وعن ثلاث سنوات وستة أشهر اذا كانت مدة الدراسة سنتين0 وبالنسبة للمدارس الخاصة (عربى) لايجوز قبول أى طفل يقل عمره عن أربع سنوات اذا كانت مدة الدراسة سنة واحدة، وعن ثلاثة سنوات اذا كانت مدة الدراسة سنتين0

هـ- الأنشطة والبرامج اليومية داخل رياض الأطفال فى مصر:

يتكون البرنامج التربوى فى رياض الأطفال من مجموعة من الخبرات التعليمية المتكاملة المقسمة الى ثلاثة اقسام، تتمشى مع عمر الطفل الزمنى وقدراته العقلية وخصائص نموه، والتى هى عادة ما تشتق من هذه الخصائص النمائية وتنبثق من حاجات الأطفال وقدراتهم الخاصة، وتسعى نحو تحقيق مطالب نموهم وتسهل عليهم الانتقال من مستوى لآخر(16: 40)0

وتهدف برامج رياض الأطفال بوجه عام الى تهيئة الطفل لمرحلة الاعداد الكامل للمواطن روحيا، وجسميا، وعقليا، واجتماعيا، ونفسيا، ووجدانيا، وقد وضعت وزارة التربية والتعليم تحديدا للوقت الذى يجب أن يخصص لكل جانب، وذلك على النحو التالى (31: 64):

الجانب الروحى ساعتان أسبوعيا، والجانب الجسمى: (الرعاية الصحية ست ساعات أسبوعيا، والنشاط الجسمى ست ساعات أسبوعيا)، والجانب العقلى ثلاث ساعات أسبوعيا، والجانب اللغوى ست ساعات اسبوعيا، والجانب العددى والرياضى والعلمى ست ساعات أسبوعيا، والجانب الابتكارى (التربية الفنية) أربع ساعات اسبوعيا، والتذوق الجمالى (لموسيقى والاستمتاع بالطبيعة) ثلاث ساعات اسبوعيا0

وجدير بالذكر أن الوزارة تؤكد على ضرورة ملاحظة أن العمل مع الطفل وحده متكاملة، تتوافر فيها الأنشطة وتتداخل وليس من السهل الفصل بينهما0

2-   دراسة تحليلية ثقافية لنظام رياض الأطفال فى المملكة المتحدة:

إذا كانت نظم التعليم نظما اجتماعية بالدرجة الأولى فإن معنى ذلك أن نظم التعليم تتأثر بثقافة المجتمع السائدة فيه، والتى هى محصلة لكل القوى والعوامل الثقافية المحيطة بالمجتمع (40: 119)0

من هذه العبارة يمكن للباحث أن يورد أهم العوامل المؤثرة فى نشأة وتطور رياض الأطفال فى المملكة المتحدة0

- العامل التاريخى والسياسى:

تقف العوامل التاريخية وراء تقدم البلاد المتقدمة فى أوربا، فقد اتيح لهذه البلاد أن تنتقل بعد عصر الاصلاح فى أوربا من عصر الى عصر فى طريق القوة، معتمدة على العلم ومكتشفاته واختراعاته فى تحقيق ذلك التقدم0

وتعود حضارة وتقاليد المملكة المتحدة الى عصور قديمة، وأول التراث الثقافى المكتوب للملكة المتحدة يوجد فى النصوص الرومانية، حيث يبدأ الاحتلال الرومانى الكامل لانجلترا فى عام 55 قبل الميلاد، ولكن هذا الاحتلال لم يكن كاملا حيث لم يشمل بعض المناطق فى المملكة المتحدة مثل اسكتلندا وويلز، ولقد رحل الرومان فى القرن الخامس الميلادى من المملكة وبدأ دخول النورمانديين Normands فى القرن الحادى عشر وبين رحيل الرومان ودخول النورمانديين كانت المملكة عرضة لموجات من الغزوات خصوصا من شمال أوربا واسكندنافية (54: 225)0

ومنذ بداية القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر اتسع نطاق الآثار الثقافية للغة الانجليزية الى اللغات المحلية فى اسكتلندا وويلز وايرلندا مع احتفاظ بسيط لتلك المجتمعات باللغات المحلية الخاصة بها.

ولقد حدثت بعض التطورات فى التعليم البريطانى فى نهاية القرن التاسع عشر، حيث أسس روبرت أوين Robert Owen أول مدرسة للأطفال فى نيولانارك عام 1816م متأثراً بأفكار فرويل، وتولى بعد ذلك انشاء دور لتربية الطفل وبخاصة فى خمسينات القرن التاسع عشر (1: 113)0

وكان من أهم التطورات فى نهاية القرن التاسع عشر صدور قانون فورستر Forster  سنة 1870م الخاص بالتعليم الابتدائى، والذى ينص على جعل التعليم الابتدائى بالمجان واجباريا للأطفال من سن 5: 12 سنة (54: 223-224)0 ولقد جاء صدور هذا القانون مفروضا من الحاجة الماسة للأيدى العاملة المتعلمة أكثر من أنه مبدأ انسانى وبالتالى فإن تعميم التعليم الابتدائى أستتبعه زيادة الطلب على التعليم الثانوى0

وفى المملكة المتحدة بدأ التدخل السياسى فى التعليم متأخرا فى تاريخ المملكة المتحدة، ففى منتصف القرن التاسع عشر ظهرت حركة ليبرالية تجسمت فى إنشاء ما عرف بالرابطة القومية للمدارس العامة عام 1805م، ونادت هذه الرابطة بضرورة قيام الحكومة بتقديم تعليم الزامى مجانى تموله الحكومة من الضرائب، ولقد لقيت هذه الحركة معارضة من جانب حزب المحافظين(35: 214)

وفى عام 1870م كان الحزب الليبرالى هو الحزب الحاكم وفى هذه الفترة تدخل البرلمان باصدار قانون خاص بالتعليم وهو قانون فورستر Forster الذى سبق الاشارة اليه، ومع بداية القرن العشرين شهدت بريطانيا حركة تعليمية انتهت بانشاء نظام قومى للتعليم وصدرت عدة قوانين منذ بداية هذا القرن من أهمها(35: 214):

قانون بلفور Balfour سنة 1902م والذى ينص على نقل اختصاصات التعليم العام الى السلطات المحلية، وقانون فيشر Fishar سنة 1918م وقد جعل هذا القانون التعليم الاجبارى حتى سن 14 سنة، وألغى كل الرسوم من المدارس الأولية العامة، وطالب السلطات التعليمية بتقديم الخدمات الصحية والترفيهية، وأما قانون بتلر Betlar فهو يمثل خلاصة إصلاحات التعليم فى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية0

وفى ضوء ما سبق يمكن القول بأن للظروف التاريخية أثر فى إنتشار مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال، حيث اهتم المربون الانجليز بتربية طفل ما قبل المدرسة منذ عصر النهضة، ولقد كان لروادها الأوائل مثل "روبرت أوين"، والأختين "مارجريت وراشيل ماكميلان" ، "وهربرت سبنسر" وغيرهم فلسفتهم التربوية الهادفة لتربية طفل ما قبل المدرسة. وأن العامل السياسى فى المملكة المتحدة كان له اثره على مؤسسات دور الحضانة ورياض الأطفال، حيث أصبح إنشاؤها من واجب السلطات التعليمية المحلية.

- العامل الجغرافى:

تؤثر الظروف الجغرافية فى جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية فى توزيع السكان ونوعية التربية والتعليم وكذلك فى احتكاك المجتمع بغيره من المجتمعات الأخرى مما ينتج عنه التفاعل الثقافى أو عدم التفاعل والانعزال، ولازال للعوامل الجغرافية آثار واضحة فى نظام التعليم البريطانى سواء فى المبانى المدرسية أو تنظيم التعليم أو فى محتويات البرامج ونوع الأدوات المستخدمة وفى إدارة التعليم وتمويله0

ويبدو أثر العوامل الجغرافية فى نظم التعليم من حيث الدور الذى يلعبه الطقس فى تحديد السن المناسبة لبدء مرحلة التعليم الالزامى، وشكل المبانى المدرسية وهندسة البناء ومواد البناء، واحتياج هذه المبانى الى أجهزة للتدفئة فى البلاد الباردة، وأجهزة للتبريد فى البلاد الحارة، أو عدم احتياج هذه المبانى لأجهزة من هذا النوع فى البلاد المعتدلة (40: 65-67)، وليس هذا فقط بل أن العوامل الجغرافية تؤثر على محتوى الدراسة فى النظم التعليمية0

وتبلغ مساحة المملكة المتحدة حوالى 314.294 كيلو متر مربع حوالى (121.349ميل مربع)، كما يبلغ عدد السكان فيها حوالى 58.225.000 نسمة بمتوسط قدره 185 فرد فى الكيلو متر مربع، وتقع بريطانيا شمال غرب أوربا ويفصلها عن أوربا القناة الانجليزية (46: 48)، وهذا الموقع أتاح لبريطانيا طقس متغير عن باقى الدول الأوربية0

فالمناخ فى المملكة المتحدة موضع للعديد من الملاحظات المتناقضة، حيث أن هذا البلد يقع بين دائرة عرض 50-60 شمالا غرب قارة أوربا ويحدها من الشرق المحيط الأطلنطى وبالتالى نجد أن المملكة عرضة لظروف مناخية متقلبة (49: 255)، وهذه الظروف فى بعض الأحيان تكون معتدلة وأحيانا أخرى تكون باردة جدا0

ولكن يغلب على مناخ المملكة المتحدة تميزه بكثرة الأمطار بصورة مستمرة مع شدة البرودة، وبالتالى اثر فى النظام التعليمى مثل ضرورة الاهتمام فى الأبنية المدرسية بتوفير مساحات وملاعب رياضية مقفولة داخل المبنى المدرسى ذاته، والاهتمام بألوان من النشاط تتم داخل الأبنية المقفولة، وكذلك الاهتمام بوجود نظام للتدفئة داخل المدارس (35: 105)، حتى يتمكن الدارسون من القيام بالأنشطة الواجب أن يقوموا بها0

ولعل الموقع الجغرافى للمملكة المتحدة وانفصالها عن بقية القارة الأوربية جعل أهلها يتمتعون ببعض الصفات والخصائص التى لاتوجد فى بقية الدول الأوربية مثل الاعتزاز بقوميتهم وتراثهم الحضارى الخاص، والاحتفاظ بالفردية والاستقلال والحرية الشخصية (33: 419-420)0

- العامل الاجتماعى:

إن العملية التربوية هى عملية اجتماعية فى اساسها، فالمجتمع يعد بعداً رئيساً من أبعاد التربية يتنوع حسب تنوع الفلسفات الاجتماعية، ومن ثم فإن التربية تختلف باختلاف تصور هذه الفلسفات لمفهوم الفرد وعلاقته بالمجتمع وأفراده ومنظماته، ومن القوى الاجتماعية التى تؤثر على النظام التعليمى فى المملكة المتحدة التركيب الاجتماعى، فتمتع طبقة اجتماعية معينة بالامتيازات الاجتماعية على غيرها من الطبقات لابد أن ينعكس أثره على النظام التعليمى0

ولقد اهتمت الحكومة والاقطاع فى العصور الوسطى فى بريطانيا بتعميق الطبقية فى المجتمع، وكان أحد سبلهم فى تحقيق ذلك الدين حيث يتم تعريف الأفراد بأن الرب هو الذى قسم الناس الى أغنياء يمثلون الصفوة المتمتعة بالحضارة وفقراء يمثلون أدوات هذه الحضارة، وترتب على ذلك تعليم الفقراء فى مدارس فقيرة الامكانيات لا تؤدى إلى الالتحاق بالتعليم العالى، وتعليم الأغنياء فى مدارس راقية تؤدى الى الالتحاق بذلك التعليم (5: 204-207)0

وقد حدثت عدة تغيرات اجتماعية واقتصادية فى الآونة الأخيرة على وظيفة الأسرة وبنائها الاجتماعى بسبب الثورة الصناعية فى المجتمع البريطانى والتى كان من آثارها ما يلى(35: 213)0

- انشاء مدارس الأحد لتعليم الأطفال الذين يعملون فى المصانع طيلة الأسبوع0

- إنشاء مدارس الأطفال لتعليم الأطفال الذين تعمل أمهاتهم فى المصانع0

وهذه التغيرات التى طرأت على الأسرة وضعت النظام التعليمى فى المملكة المتحدة فى موقف يتحتم عليه أن يأخذ على عاتقه مسئولية اكبر فى تربية افراد المجتمع تربية شاملة ومتكاملة0

كما كان انشاء المجلس القومى للتربية والتدريب فى العمل الاجتماعى عام 1990م علامة هامة فى المملكة المتحدة، حيث يهدف هذا المجلس الى مقابلة التفرقة العنصرية، ومقاومة الجريمة المنتشرة فى بريطانيا والتربية الأسرية، والمسئوليات الأسرية، وتربية الأطفال المعوقين 00 الخ (47: 9)0

وفى ضوء ما سبق يمكن القول بأن للتغيرات التى طرأت على المجتمع البريطانى فى الآونة الأخيرة تأثير كبير على إنتشار مؤسسات رياض الأطفال، حيث ينظر إليها أنها مؤسسات اجتماعية تقوم بوظيفة هامة فى تربية الأطفال وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية والتربوية والصحية السليمة، إلا أن ذلك ينبغى ألا يتم بمعزل عن معاونة الأسرة والبيئة المحيطة بها.

كما أن مؤسسات رياض الأطفال صُممت أساساً لمساعدة الأطفال على التكيف بسهولة وبطريقة تتسم بالسعادة مع الأطفال والكبار خارج نطاق دائرة الأسرة، ولاتاحة الفرص لاكتساب خبرات متنوعة عن طريق اللعب، واكتساب القدرة على التحكم العضلى، والتناسق والمهارات، وتمكينهم ايضا من التعرف على الناس والأشياء (48: 129).

- العامل الاقتصادى:

لاشك أن البناء الاقتصادى للبلد، والذى هو وليد العوامل الجغرافية أساسا، يؤثر فى جوهر التعليم، وبدون هذا البناء الاقتصادى يكون نظام التعليم معلقا فى الهواء (40: 74)0

ولقد أحدثت الثورة الصناعية تغيرات اجتماعية واقتصادية خطيرة فى المملكة المتحدة، فلقد أدت الى ظهور تجمعات صناعية كبيرة فى منطقة لندن والمنطقة المجاورة لها (44: 1)، ولقد تغيرت مهن كثير من الأفراد فى المجتمع البريطانى من مهن تتصل بالزراعة الى مهن ترتبط بالصناعة، فمثلا تم اعداد أكثر من 10% من الشعب البريطانى للعمل فى مجال الطاقة النووية، ولقد أنشئ العديد من محطات الطاقة النووية فى كل من انجلترا وويلز واسكتلندا (46: 58)0

ونتيجة للثورة الصناعية يمكن القول بأن البناء الاقتصادى للمجتمع البريطانى يؤثر على النظام التعليمى وبرامجه المختلفة، كما أن النظرية الاقتصادية التى يسير عليها المجتمع البريطانى تؤثر أيضاً على النظام التعليمى وبرامجه0

ويتضح أثر النظرية الاقتصادية الرأسمالية على المجتمع البريطانى على زيادة نصيب الفرد من الناتج القومى الاجمالى، فلقد وصل نصيب الفرد الى 1570 دولاراً وهو معدل مرتفع عن باقى دول العالم، فمثلا وصل نصيب الفرد فى مصر 720 دولار (52: 1)0

وفى ضوء تلك النظرية الاقتصادية الرأسمالية التى تقوم على المنافسة فإن النظام التعليمى البريطانى يقوم أيضا على المنافسة بين مختلف الجهات، فالتعليم مسئولية الشعب، وقد تتدخل الدولة لمساعدة الشعب فى التمويل، غير أن تدخلها لايكون للاشراف والتوجيه والسيطرة بل للمساعدة وحدها، وبالرغم من ذلك فإن الدولة فى السنوات القليلة الماضية أصبحت تشارك فى إدارة التعليم بصورة واضحة0

- العامل الدينى:

تضع بعض المجتمعات نظامها التعليمى، وفق أسس ومبادئ دينية معينة، ذلك إيمانا من تلك المجتمعات بأهمية تاثير العامل الدينى على النظم التعليمية بصفة عامة0

ويتوقف تأثير فهم تطبيق العوامل الدينية على النظام التعليمى فى المملكة المتحدة فى نقطتين:

1-   فهم الدين:

جاءت المسيحية لتحفظ للإنسان كرامته وتصفى نفسه من الشرور والمفاسد ولتوجد سلاما بينه وبين الآخرون، ولم يكن الانسان فى حاجة الى قوانين وشرائع فهذا كله موجود فى التوراة والانجيل وإنما حاجتهم كانت ملحة الى حياة روحية تطهر نفوسهم ووجدانهم وتجرد ضمائرهم من المادية (19: 12)0 وكان لفهم المسيحية بهذه الصورة تأثيراً كبيراً على التربية بوجه عام0

ولقد ساءت الأحوال الاقتصادية والسياسية فى أوربا فى العصور الوسطى نتيجة للنظام الاقطاعى وسيطرة الكنيسة، وانعكس هذا الوضع على النظام التعليمى بصفة عامة0

ولقد فرضت الكنيسة فى انجلترا على العقول فى العصور الوسطى حاجزاً وفرضت على الانتاج العلمى قيودا كبيرة لدرجة أن المؤلف يعرض انتاجه أولا على قسيس ليوافق على طبعه، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمحاكمة (19: 91)0

واستطاعت الكنيسة الغربية بما لديها من سلطات دينية واسعة على الناس أن تفرض نفسها على واقع الحياة الأوربية عدة قرون مستخدمة الارهاب والسجن والقتل لتوقف حركة المنشقين عليها والخارجين عليها فى الرأى (26: 81)0

وكل هذه الأعمال التى قام بها رجال الكنيسة كانت بعيدة تماما عن روح المسيحية الحقة، ولقد تحسنت تلك الأحوال فى أوربا عموما وفى بريطانيا بصفة خاصة، وذلك لأسباب عديدة منها: اتصال أهل أوربا بالشرق وذلك فى القرن الثانى عشر الميلادى، وقيام ثورة الاصلاح الدينى فى أوربا على يد مارتن لوثر (19: 73)0

ومنذ القرن الثامن عشر لم يعد الدين وحده فى بريطانيا هو الدافع الوحيد لانتشار التعليم وتطوره، فقد ظهر خلال هذا القرن عوامل كثيرة منها المناقشات السياسية والاقتصادية بين الدول الكبرى مع انجلترا مثل فرنسا والنمسا(21: 84)، وبالتالى وضع الدين فى المرتبة الثانية بعد مصلحة الدولة0

ويتضح مما سبق فهم الدين المسيحى فهما خاطئا فى العصور الوسطى وعدم ارتباطه بالنواحى المادية أدى ذلك الى تأخر نشر العلم الى جميع أفراد المجتمع وقصره على مجموعات معينة0 أما فى العصور الحديثة بعد ثورة الاصلاح الدينى فقد حدث نوع من التوفيق بين الروح والعقل، وبالتالى ساعد ذلك على نشر التعليم للجميع ليس فى بريطانيا فحسب بل فى معظم أنحاء أوربا0

2-   العلاقة بين الهيئات الدينية والدولة:

بدأت فى نهاية العصور الوسطى فى بريطانيا تطورات فى الحياة عموما، نظرا لتغير الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولقد كانت الكنيسة الانجليزية جزء من هذه التغيرات والتطورات، فلقد كانت هذه الكنيسة من أكثر الكنائس الأوربية التى أثمرت فيها مبادئ الاصلاح0

وعلى الرغم من سيطرة الكنيسة على أمور التعليم العام والعالى إلا أنه يمكن القول بأن الكنيسة لعبت دورا بارزا فى توفير فرص التعليم العام فى انجلترا- خاصة فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر- عن طريق انشاء مدارس للتعليم العام على حسابها، فضلا عن ذلك ساهمت الكنيسة فى توفير فرص التعليم العالى عن طريق ما تقدمه من مساعدات مالية للطلاب ليتمكنوا من الالتحاق بهذا التعليم (5: 208)، وكانت الكنيسة الانجليزية قبل الاصلاح الدينى هى التى تشرف على التعليم بمختلف مراحله ولم تتدخل الدولة فى شئون التعليم إلا عندما لمست عجز الكنيسة عن توفير الامكانيات المادية والبشرية اللازمة لتعليم ابناء المجتمع0 ولقد كان تدخل الحكومة فى التعليم تدخل لمساعدة الكنيسة وليس السيطرة على شئون التعليم، وظل الحال على هذا النحو حتى صدور قانون فورستر Forstar سنة 1870م فى انجلترا والذى سمح للكنيسة بالاحتفاظ بمدارسها التى كانت تمتلكها قبل إصدار القانون، وقيام الحكومة بتقديم تعليم إلزامى مجانى تموله الحكومة من الضرائب العامة0

وفى ضوء ما سبق يمكن القول بأن للعامل الدينى تاثير كبير على النظام التعليمى فى المملكة المتحدة سواء كان من ناحية فهم الدين المسيحى الفهم الخاطئ أو الصحيح، وكذلك من حيث علاقة الهيئات الدينية بالدولة0

- رياض الأطفال فى المملكة المتحدة:

أ - نشأة وتطور التعليم فى مرحلة رياض الأطفال فى المملكة المتحدة:

أنشأ روبرت أوين Robert Owen -وهو أحد رجال الصناعة فى بريطانيا- أول مدرسة للأطفال فى بريطانيا عام 1816م فى مدينة نيولانارك باسكتلندا بالقرب من مصنعه، وقد كانت دوافع أوين Owen للإقدام على هذا العمل الرائد متعددة، بعضها يرجع الى اهتمامه بتربية الأطفال الصغار، والبعض الآخر يرتبط باهتمامه بزيادة الانتاج فى مصنعه، كما يهدف أوين Owen الى تعويد الأطفال على أن يكونوا قادرين على الوصول الى الأحكام الصحيحة فى أى موضوع (45: 44).

وقد قبل أوين Owen فى مدرسته العديد من الأطفال من سن الثالثة وحتى الخامسة، وأيضا قبل الأطفال الصغار جداً الذين تتراوح أعمارهم بين سن سنة وسنتين.

كما وضع أوين Owen خطة تربوية رائدة لتربية الأطفال، كالتحدث الى الأطفال بلطف، وطالب بالابتعاد عن التعليم الشكلى، والاكثار من الغناء والرقص وعدم ازعاج الأطفال بالكتب، وقد انتشرت مدارس أوينOwen بعد الحرب العالمية الثانية داخل انجلترا.

وقد بدأ الاهتمام بإنشاء رياض الأطفال فى عام 1824م عندما أسست "جمعية مدارس رياض الأطفال بلندن" لتعليم الأطفال من سن سنتين الى ست سنوات0

وزاد الاهتمام بهذه المدارس فى عام 1836م عندما أنشئت "جمعية مدارس رياض الأطفال فى انجلترا والمستعمرات" لاعداد مدرسات ومشرفات للحضانة ورياض الأطفال (36: 152)0

وفى عام 1918م نص قانون فيشر Fishar على أن تقوم السلطات التعليمية المحلية بإنشاء رياض الأطفال ودور الحضانة للأطفال دون الخامسة (36 : 148)، كما نص قانون بتلر Butlar سنة 1944م على أن تقوم السلطات التعليمية المحلية بإنشاء رياض الأطفال فى المقاطعات والمدن البريطانية (36: 153)0

وتعتبر وزارة التربية والعلوم هى الهيئة المركزية عن إدارة التعليم فى المملكة المتحدة، وقد أنشئت هذه الوزارة بعد قانون Butlar عام 1994م، وقد كانت تسمى قبل ذلك مجلس التعليم، ولكن تقرير لجنة روبنز Robbins Committee عام 1963م نادى بوزيرين: أحدهما يختص بأمور التعليم التى تعدها السلطات المحلية، والآخر يخدم الجامعات وهيئات البحث العلمى (53: 144-146).

ونتيجة لذلك تحولت كل مسئوليات وزير التربية ووزير العلم إلى سكرتير الدولة للتربية والعلوم وذلك فى أول أبريل 1964م (51: 257)0 وقد جمع سكرتير الدولة للتربية والعلوم بين المسئوليات التعليمية للتعليم الابتدائى والثانوى وتعليم الكبار، بالاضافة الى المسئوليات التى كانت معطاه للجامعات، وسكرتير الدولة للتربية والعلوم عضو من أعضاء البرلمان.

وقد حدد قانون بتلر Butlar سلطات ومسئوليات وزير التعليم فى "العمل على ترقية تعليم الشعب بانجلترا، والتنمية المطردة للمعاهد التى تنشأ لهذا الغرض وكذلك التأكد من قيام السلطات التعليمية المحلية بدورها بفاعلية فى تنفيذ السياسة القومية وتقديم الخدمات التعليمية فى كل منطقة" (35: 215)0 فالسلطات التعليمية المحلية هى التى تتولى تقديم وإدارة أنواع التعليم المختلفة الابتدائى والثانوى والفنى والتعليم الممتد.

وفى ضوء ما سبق يتضح أن مسئولية إنشاء مؤسسات رياض الأطفال فى المملكة المتحدة تقع على عاتق السلطات التعليمية المحلية.

وفى الوقت الحالى تهتم دول أوربا الغربية بالتوسع فى مرحلة ما قبل المدرسة وتكاملها مع المدرسة الابتدائية، نظرا لأهمية إعداد طفل ما قبل المدرسة للمدرسة الابتدائية، وخطورة سوء التنظيم المبكر بالنجاح اللاحق فى المدرسة، فضلا عن الصدمة النفسية التى تتسبب فى التغير المفاجئ فى البيئة والمعلمين وطرق التدريس وغيرها0

من أجل هذا أوصى مؤتمر وزراء التربية الأوربيين منذ السبعينات بأهمية إعداد الأطفال لهذا الانتقال خلال السنة النهائية لتعليم ما قبل المدرسة (الزيارات والمقابلات وغيرها)، وضرورة إعداد الأباء أيضا لهذا الانتقال لأطفالهم، ومرونة البيئة الجديدة (المدرسة الابتدائية) فى الفترة الأولى من المدرسة الالزامية لتتلائم مع حاجات الأطفال0 وأوصوا بتنظيم مقابلات رسمية بين معلمى ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائى والموجهين ليكونوا أكثر دراية ومعرفة وتعاونا (18: 154-155)0

ويوجد فى انجلترا وويلز فى الوقت الحاضر مدارس مشتركة للحضانة ورياض الأطفال، ومدارس مشتركة لرياض الأطفال والمدرسة الابتدائية، كما توجد مدارس منفصلة لكل من الحضانة، ورياض الأطفال، والمدرسة الابتدائية (36: 154)0

ب-   فلسفة وأهدف رياض الأطفال فى المملكة المتحدة:

ترتبط تربية الأطفال فى المملكة المتحدة ارتباطا وثيقا بالأسرة لتحقيق التربية المتكاملة- (جسميا وعقليا وخلقيا)- عن طريق تربية سوية تقابل احتياجات هؤلاء الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة ومساعدتهم تدريجيا على الدخول الى المدرسة الابتدائية واستثارتهم لاكتشاف بيئتهم المحيطة بهم0

وتقوم فلسفة تربية طفل ما قبل المدرسة فى المملكة المتحدة على تحقيق الأهداف التالية (36: 153)، (35: 218):

-     مساعدة الطفل تدريجيا على الدخول الى مرحلة التعليم الرسمى المنظم واستثارته لاكتشاف بيئته المحيطة به0

-     تهيئة الظروف لنمو الأطفال فيما بين سن الخامسة والسابعة نموا متكاملا جسميا وعقليا وخلقيا وجماليا0

-     العناية بالرعاية البدنية للأطفال، وتدريبهم على العادات الطيبة0

-     اتاحة الفرص الكافية للأطفال ليجدوا بتجاربهم الشخصية حلولا للمشكلات العديدة التى يواجهونها0

-     تدريب الأطفال على الأعمال التعاونية الجماعية وأن تتاح لهم فرص اللعب الحر0

-     تنمية الحصيلة اللغوية، وقوة الملاحظة، وحساسية الأذن0

جـ -  نظام القبول:

نظرا لأن فترة الالزام فى المملكة المتحدة تمتد ما بين سن الخامسة حتى الخامسة عشرة، فإن مرحلة رياض الأطفال تدخل فيها وتعتبر مرحلة إلزامية مجانية (51: 27-28).

ورياض الأطفال فى المملكة المتحدة تخضع لأدارة السلطات التعليمية المحلية، وتتمثل فى رياض الأطفال التى تديرها مختلف الوحدات التعليمية والأجهزة الحكومية والمؤسسات الدينية والخيرية وغيرها، ورياض الأطفال تقبل الأطفال على اساس نظام نصف اليوم أو نظام نظام اليوم، وفىحالة استمرار الأطفال بالروضة الى بعد الظهر فتقدم لهم وجبة غذائية لكى يتناولون طعام الغذاء (15: 124)0 ورياض الأطفال فى المملكة المتحدة فإنها تقبل الأطفال فى حوالى سن الخامسة، ويلتحق بها كل الأطفال سواء حضروا مدارس الحضانة أو لم يحضروها (15: 124)0

د -   مدة الدراسة:

تقبل رياض الأطفال أطفالها لمدة سنتين من سن الخامسة وحتى سن السابعة وهى مرحلة انتقالية يمر فيها الطفل قبل أن يتلقى مناهج المدرسة الابتدائية0

هـ-   الأنشطة والبرامج اليومية داخل رياض الأطفال فى المملكة المتحدة:

ينقسم العمل داخل رياض الأطفال فى المملكة المتحدة الى فترتين أو فصلين دراسيين، فى الفصل الأول يلعب الأطفال معظم الوقت سواء داخل حجرات واسعة أو فى الخارج، وتجهز الحجرات بألعاب تعليمية متنوعة، كما يوجد بها أدوات وخامات بوفرة، ومع تقدم العام الدراسى فى الفصل الدراسى الثانى يخضع الأطفال لتربية تهتم بتهيئتهم لما سيدرسونه فى العام التالى، فيتعلمون مهارات التلمذة المطلوبة من تلميذ المدرسة الابتدائية (15: 124)0

ولذلك يدور البرنامج اليومى فى رياض الأطفال حول أنواع النشاط المختلفة، ويشمل هذا البرنامج التعليم الدينى، والتربية البدنية، والحياة فى الهواء الطلق، واللعب، كما يشمل التدريب على التعبير بالحديث والرقص والغناء والأشغال اليدوية والرسم، بالاضافة الى مبادئ القراءة والكتابة والحساب تمهيدا لتهيئة الأطفال للتعليم الشكلى (36: 153)0

وفى ضوء ما سبق يتضح أن برامج رياض الأطفال تدور حول أنواع النشاط والخبرات المناسبة لهؤلاء الأطفال، وليس حول المعلومات وحفظها، وهذا يتفق مع رأى كاندل Kandel بأن مرحلة الحضانة ورياض الأطفال هى مرحلة تكوين العادات الحسنة من خلال الاستحمام والملبس وخلع الملابس والأنشطة التعاونية فى الاعداد للواجبات، وأن معظم الوقت مكرس للعب، وتدريب الحواس على تمييز اللون والحجم والعدد، كما أن المواد الرسمية ليس لها مكان، ولكن يوضع لهذا الأساس من خلال الملاحظة والعناية بالحيوانات والنباتات، والغذاء، والألعاب الجماعية، وسرد القصص، والعمل الفنى، وتطوير عادات الكلام (55: 331-332)0

كما أن تعلم الطفل مبادئ القراءة والكتابة والحساب فى هذه المرحلة يتم فى اللحظة المناسبة عندما يظهر استعداده وقدرته، ولذلك تعتبر عملية تحديد الوقت المناسب للطفل فى تعلم هذه المهارات من اصعب المسائل التربوية فى هذه المرحلة (35: 218)0

تعقيب :

بعد هذا العرض الموجز لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، والتعرف على نشأته وتطوره، وفلسفته وأهدافه، ونظام القبول به، ومدة الدراسة، وبرامجه اليومية، يكون الباحث قد قدم صورا واقعية عن نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، ويكون قد وفى الاجابة عن السؤالين الأول والثانى من اسئلة البحث0

وبقى للباحث التعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، وذلك من خلال التحليل المقارن لبعض جوانب مؤسسات رياض الأطفال، ثم التوصل الى بعض التوصيات والمقترحات التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية، وبهذا يكون الباحث قد أجاب عن السؤالين الثالث والرابع من اسئلة البحث0

ثالثا : دراسة مقارنة لنظام رياض الأطفال

فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة

مقدمة :

أورد الباحث فى الجزء السابق دراسة تحليلية ثقافية لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، ويحاول الباحث فى هذا الجزء تقديم دراسة مقارنة حول نظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة بهدف تحديد أوجه التشابه والاختلاف، وذلك على النحو التالى:

أ -   نشأة وتطور التعليم فى مرحلة رياض الأطفال:

لقد لاحظ الباحث أن نشأة وتطور التعليم فى مرحلة رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة لها جذور تاريخية طويلة ومتنوعة، تمثلت فى الأساليب والممارسات التى كانت متبعة لتربية الأبناء فى قصور الملوك أو بيوت الاقطاعيين0

أما فى العصر الحديث فإهتمت جمهورية مصر العربية فى أوائل القرن العشرين بمرحلة رياض الأطفال نتيجة للاهتمام العالمى آنذاك بهذه المرحلة، فأنشئت أول روضة أطفال عام 1918 بمدينة الاسكندرية، وأول دار حضانة رسمية عام 1943م، وبعد ثورة 23 يوليو 1952م أدركت الدولة أن الطفولة هى صانعة المستقبل، ومن واجب الأجيال القادمة توفير الرعاية المتكاملة لها- لذا اهتمت الدولة بانشاء المزيد من رياض الأطفال فيها بسبب اتجاه الدولة نحو التصنيع، مما أسفر عنه خروج المرأة للعمل لمساعدة الرجل اقتصاديا0

وفى المملكة المتحدة تعتبر المدرسة التى أنشأها روبرت أوين Robert Owen فى نيولانارك سنة 1816م والتى اشرنا اليها من قبل أول مدرسة للأطفال فى انجلترا، إلا أنها لم تكن روضة أطفال بالمعنى الشائع، فقد كانت تدرس فيها المواد الدراسية المختلفة، وقد بدأ الاهتمام بانشاء رياض الأطفال عام 1824م عندما أسست جمعية مدارس رياض الأطفال بلندن لتعليم الأطفال من سن سنتين الى ست سنوات، وفى عام 1918م نص قانون فيشر Fishar على أن تقوم السلطات التعليمية المحلية بإنشاء مؤسسات رياض الأطفال وتمويلها، فقامت الدولة بانشاء مؤسسات الأطفال فى كل المناطق الريفية والمدنية، وذلك بسبب الثورة الصناعية فى انجلترا ولإعطاء الفرصة للنساء العاملات فى الاشتراك فى الخدمات الانتاجية بالمصانع، بالاضافة الى أن مرحلة رياض الأطفال أصبحت تمثل جزءا من مرحلة التعليم الالزامى فى المملكة المتحدة0

وفى ضوء ما سبق يتضح الآتى:

-     هناك تشابه من حيث الاهتمام فى إنشاء رياض الأطفال، نتيجة للتقدم الصناعى، وخروج المرأة للعمل، واحتياجاتها الى رياض الأطفال0

-     كانت المملكة المتحدة الأسبق من مصر فى انشاء رياض الأطفال، ويعود ذلك الى اهتمام المملكة المتحدة بإنشاء رياض الأطفال منذ عهد قيام الثورة الصناعية فى بريطانيا لتعليم الأطفال الذين تعمل أمهاتهم فى المصانع، بينما نالت مرحلة رياض الأطفال اهتماما كبيرا فى مصر بعد ثورة 1952م

ب-   فلسفة وأهداف رياض الأطفال:

فى مصر تتمثل فلسفة التربية فى الإيمان بالله والمثل العليا للأمة العربية والإسلامية والاعتزاز بالقيم الروحية والتقاليد الاجتماعية، وقد تم تحديد فلسفة رياض الأطفال فى تعليم الطفل اسلوب التعلم الذاتى، واعتماد أسلوب البحث والتجريب وتنمية عناصر تفكير الطفل واكسابه مبادئ التنظيم المعرفى0

بينما ترتبط تربية الأطفال فى المملكة المتحدة ارتباطا وثيقا بالتعليم الدينى المسيحى حيث يتم تدريب الأطفال على الصلاة واعدادهم الاعداد الخلقى والدينى وتهتم رياض الأطفال الى تهيئة الأطفال للالتحاق بالمدرسة الابتدائية ومساعدتهم على النمو المتكامل الذى يشمل النواحى الجسمية والعقلية والخلقية والجمالية0

وفى ضوء ما سبق يتضح:

-     تتشابه جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة فى بعض أهداف مرحلة رياض الأطفال من حيث التعايش مع الجماعة وتنمية الطفل ورعايته اجتماعيا وصحيا ونفسيا وانفعاليا وحركيا رغم أن المملكة المتحدة دولة أوربية غربية ومصر دولة عربية إسلامية0

-     تقوم فلسفة رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية على الايمان بالله والمثل العليا للأمة العربية والإسلامية والاعتزاز بالقيم الروحية والتقاليد الاجتماعية، بينما تقوم فلسفة رياض الأطفال فى المملكة المتحدة على الفكر الرأسمالى الغربى وبث القيم الروحية المنبثقة من التعاليم المسيحية، بالاضافة الى أن مرحلة رياض الأطفال فى المملكة المتحدة جزء من مرحلة التعليم الالزامى وبالتالى فهى تهيئ الطفل للالتحاق بالمدرسة الابتدائية0

جـ-   نظام القبول:

فى مصر يقبل الأطفال الذين تقع أعمارهم بين الثالثة والسادسة بفصول رياض الأطفال الملحقة بالمدارس الرسمية، ويعتبر أول أكتوبر هو بداية السنة الدراسية، عند حساب سن القبول، أما فى المدارس الخاصة (اللغات) فلا يجوز قبول أى طفل ممن يقل سنه فى اول أكتوبر عن اربع سنوات وستة أشهر اذا كانت مدة الدراسة سنة واحدة، وعن ثلاث سنوات وستة اشهر اذا كانت مدة الدراسة سنتين، وبالنسبة للمدارس الخاصة (عربى) فلا يجوز قبول أى طفل ممن يقل سنه عن اربع سنوات اذا كانت مدة الدراسة سنة واحدة، وعن ثلاث سنوات اذا كانت مدة الدراسة سنتين0

ويطلب من ولى أمر الطفل التقدم بطلب التحاق على استمارة معدة خصيصا لهذا الغرض ومرفقا بها شهادة ميلاد الطفل أو مستخرج رسمى منها، وصورتان شمسيتان للطفل0

أما فى المملكة المتحدة فتقبل رياض الأطفال الذين بلغوا سن الخامسة، ويلتحق بها كل الأطفال سواء حضروا مدارس الحضانة أو لم يحضروا، أما بعض الأطفال الذين يصلون الى سن الخامسة بعد بداية السنة الدراسية، وتكون لدى والديهم الرغبة فى الحاقهم بالروضة يمكن أن يتم ذلك، وفى بريطانيا يطلقون عليهم "الخمسة الصاعدة"، وهذا بلا شك يوفر سنة للطفل(55: 81)0

ويتقدم ولى أمر الطفل يطلب التحاق على استمارة معدة لهذا الغرض ومرفقا به شهادة ميلاد الطفل وصورة شمسية للطفل، وتحدد فى بطاقة الطفل نظام الاقامة فى رياض الأطفال (نظام نصف اليوم أو نظام اليوم الكامل)0

وفى ضوء ما سبق يتضح :

-     اختلاف نظام الالتحاق برياض الأطفال فى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، حيث تقبل رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية الأطفال على اساس نظام نصف اليوم، بينما فى المملكة المتحدة تقبل مؤسسات رياض الأطفال أطفالها على اساس نظام نصف اليوم أو نظام اليوم الكامل0

-     اختلاف شرط سن القبول برياض الأطفال فى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، حيث تقبل رياض الأطفال فى مصر الأطفال الذين تقع أعمارهم بين الثالثة والسادسة، بينما فى المملكة المتحدة تقبل مؤسسات رياض الأطفال الأطفال الذين بلغوا سن الخامسة0

د -   مدة الدراسة:

تضم رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية مجموعتين من الأطفال طبقا لأعمار الأطفال، الأولى تضم الأطفال الذين يتراوح أعمارهم ما بين اربع الى خمس سنوات، والثانية بين خمس الى ست سنوات، لذا تقبل رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية الأطفال لمدة سنة - أو سنتين يتهيأ فيها الطفل للالتحاق بالمدرسة الابتدائية0

وتضم مؤسسات رياض الأطفال فى المملكة المتحدة مجموعتين من الأطفال طبا لأعمارهم: الأولى تضم الأطفال الذين يتراوح أعمارهم ما بين خمس الى ست سنوات، والثانية بين ست الى سبع سنوات، لذا تقبل رياض الأطفال فى المملكة المتحدة الأطفال لمدة سنتين يتهيأ فيها الطفل للالتحاق بالمدرسة الابتدائية0

هـ-   الأنشطة والبرامج اليومية داخل رياض الأطفال:

تهدف برامج رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية الى تهيئة الطفل لمرحلة الاعداد المتكامل للمواطن روحيا وجسميا وعقليا واجتماعيا ونفسيا ووجدانيا، وقد حددت وزارة التربية والتعليم تحديدا للوقت الذى يجب أن يخصص لكل جانب وذلك على النحو التالى:

الجانب الروحى ساعتان اسبوعيا، الجانب الجسمى: (الرعاية الصحية ست ساعات أسبوعيا، والنشاط الجسمى ست ساعات اسبوعيا) والجانب العقلى ثلاث ساعات أسبوعيا، والجانب اللغوى ست ساعات أسبوعيا، والجانب العددى والرياضى والعلمى أربع ساعات أسبوعيا، والتذوق الجمالى (الموسيقى والاستمتاع بالطبيعة) ثلاث ساعات أسبوعيا0

كذلك توضع برامج الدراسة برياض الأطفال فى المملكة المتحدة بواسطة السلطات التعليمية المحلية وتشمل: التعليم الدينى، والتربية الجسمية، والحياة فى الهواء الطلق، واللعب الحر، والتدريب على التعبير (الكلام)، والرقص والغناء، والاشغال اليدوية والرسم، بالاضافة الى مبادئ القراة والكتابة والحساب تمهيدا لتهيئة الأطفال لدخول المدرسة الابتدائية0

وفى ضوء ما سبق يتضح الآتى:

-     تتشابه كل من جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة فى التأكيد على أن العمل مع الطفل وحدة متكاملة ترتبط فيها الأنشطة وتتداخل وليس من السهل الفصل بينهما0

-     اختلاف نظام الاشراف على برامج الدراسة برياض الأطفال فى كل من جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، حيث تتشتت مسئولية الاشراف على برامج رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الشئون الاجتماعية، التى تشرف على القطاع الأكبر والخاص من هذه المؤسسات بينما فى المملكة المتحدة فتقوم السلطات التعليمية المحلية بالاشراف على كافة مؤسسات رياض الأطفال المنتشرة فى القرى والمدن وتعمل على توسيعها وتطويرها وتحسينها0

-     أكدت الأهداف التعليمية فى المملكة المتحدة على تطوير نمو الطفل جسميا وصحيا وعقليا، وتدريبه على الأعمال الجماعية، والطاعة لتحقيق أهداف التربية فى المجتمعات الأوربية الغربية0 أما فى جمهورية مصر العربية فتعانى برامج العمل اليومية فى مؤسسات رياض الأطفال من حيث خلو برامجها، وعدم تركيز أنشطتها على غرس الوعى القومى والاعتزاز بالقومية العربية والوطن العربى الواحد0

توصيات الدراسة:

نظرا لما اسفرت عنه الدراسة المقارنة من نتائج توضح واقع نظم وأساليب تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية فى جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، وتوضح أوجه التشابه والاختلاف بينهما0

لذا يقدم الباحث فيما يلى مجموعة من التوصيات والمقترحات التى أسفرت عنها هذه الدراسة، يمكن الاستفادة منها فى تطوير مؤسسات رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية حتى يمكنها القيام بدورها فى تربية الطفل المصرى وتنشئته التنشئة الاجتماعية والصحية والعقلية والوجدانية السليمة0

يمكن ايجاز هذه التوصيات على النحو التالى:

-     ضرورة جعل مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية الزامية لكل الأطفال وضمها فى مبنى واحد مع المدرسة الابتدائية، ووضع الخطط التوسعية فى زيادة أعداد هذه المؤسسات لاستيعاب أكبر نسبة ممكنة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربع الى ست سنوات، وذلك من خلال اعتبار مرحلة رياض الأطفال مرحلة تربوية وتعليمية فى سلم النظام التعليمى هادفة لها فلسفتها التربوية، وأهدافها السلوكية، ومفاهيمها التعليمية، ومعلماتها الواعية الراغبات فى العمل مع أطفال الروضة0

-     ضرورة مشاركة وزارة الصحة ومؤسساتها فى تنظيم برامج للإشراف على صحة أطفال مؤسسات رياض الأطفال وسلامة حواسهم، ونظافة بيئة هذه المؤسسات والمواد الغذائية المقدمة فيها0

-     ضرورة توحيد أهداف مؤسسات رياض الأطفال التربوية، وصياغتها صياغة سلوكية فى جوانبها المعرفية والوجدانية والمهارية، وجعلها فى مواقف سلوكية، يمر بها الأطفال ضمن البرامج اليومية على أن يكون هذا التوحيد متسقا مع أهداف التعليم الأساسى والثانوى والجامعى0

-     ضرورة الاستفادة من الاتجاهات العالمية المعاصرة فى مناهج رياض الأطفال، وتطويرها لتتلاءم وحاجات الطفل المصرى، ومحاولة توحيد هذه المناهج على مستوى القطر المصرى، والاتفاق على العناصر الأساسية لها وأساليب تنفيذها وتبادل الخبرات فيما بينها فى هذا المجال0

-     ضرورة الاهتمام يتنمية المهارات اللغوية الأساسية من إصغاء وتكلم واستعداد للقراءة والكتابة عن طريق كراسات منظمة فى هذا المجال اسوة بما هو قائم فى رياض الأطفال المعاصرة والاستفادة من التجارب المحلية والعربية والعالمية0

-     الاهتمام الجاد بأدوات العاب الأطفال وتوافرها بأعداد كافية داخل وخارج الصفوف وخاصة الألعاب العلمية والتركيزية والبنائية والميكانيكية وألعاب الماء، وذلك لتوجيه الأطفال عن طريقها فى التعلم الاستكشافى والنشاطات الذاتية ومطالبه الجهات الرسمية لتخفيض الرسوم الجمركية عليها0

-     ضرورة زيادة فاعلية اشراف إدارات رياض الأطفال فى وزارة التربية والتعليم فنيا على رياض الأطفال الأهلية وغير الحكومية ومراقبتها بدقة0

-     الاهتمام بالتنشئة الأخلاقية والدينية لأطفال مؤسسات رياض الأطفال واكسابهم العادات الاجتماعية السليمة0

-     الاهتمام بغرس مبادئ الوعى القومى والقومية العربية فى نفوس الأطفال من خلال تعليمهم مشاعر الحماس، والوطنية والانتماء للوطن الأم0

 

مراجع الدراسة

1- أحمد اسماعيل حجى0 فى التربية المقارنة0 القاهرة: دار النهضة العربية، 1987.

2- أحمد اسماعيل حجى 0 نظام التعليم فى مصر: دراسة مقارنة0 القاهرة: دار النهضة العربية، 1987.

3- أحمد حسن عبيد0 فلسفة النظام التعليمى وبنية السياسة التربوية: دراسة مقارنة0 القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، 1976.

4- أحمد محمود محمد عبد المطلب0 "بعض قضايا دور الحضانة ورياض الأطفال: دراسة ميدانية بمحافظة سوهاج"0 المجلة التربوية: مجلة علمية محكمة0 العدد الأول0 كلية التربية بسوهاج - جامعة أسيوط، فبراير 1986.

5- أحمد محمود محمد عبد المطلب0 "تكافؤ الفرص التعليمية فى التعليم العالى: دراسة ميدانية فى جامعة أسيوط"0 رسالة دكتوراه غير منشورة0 كلية التربية- جامعة أسيوط، 1982.

6- الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء0 السنة العالمية للطفل المصرى فى 35 عاما 1944-1978م0 القاهرة: الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، 1979م

7- ثابت كامل حكيم0 "دور رياض الأطفال فى التنشئة الاجتماعية والسياسية للأطفال فى ضوء بعض متغيرات المجتمع المصرى"0 بحث قدم الى المؤتمر العلمى الأول بكلية التربية النوعية ببورسعيد" "نحو تصور أمثل لرياض الأطفال"0 القاهرة: كلية التربية النوعية ببورسعيد، 1990.

8- جمهورية مصر العربية0 وزارة التربية والتعليم- قانون رقم (139) لسنة 1981م بشأن إصدار قانون التعليم0 القاهرة: الهيئة المصرية العامة لشئون المطابع الأميرية، 1981.

9- جمهورية مصر العربية0 المركز القومى للبحوث التربوية بالتعاون مع مكتب اليونسكو الاقليمى للتربية فى البلاد العربية: حلقة النهوض بالتعليم ما قبل المدرسة فى جمهورية مصر العربية- التقرير الختامى- القاهرة: 2/6: 4/6/1981.

10- جمهورية مصر العربية0 وزارة التربية والتعليم0 القانون رقم (50) لسنة 1977م بشأن دور الحضانة ولائحته التنفيذية0 القاهرة: الهيئة المصرية العامة لشئون المطابع الأميرية، 1977.

11- جمهورية مصر العربية0 قانون التعليم رقم (139) لسنة 1981 المعدل بالقانون رقم (233) لسنة 1988، القاهرة: وزارة التربية والتعليم، 1988.

12- خولة أحمد النورى0 مشكلات العمل فى رياض الأطفال من وجهة نظر المديرات والمعلمات0 بغداد: دار الحرية للطباعة، 1982.

13- رناد يوسف أحمد الخطيب0 "دراسة مقارنة لنظام رياض الأطفال فى كل من الاتحاد السوفيتى واليابان ومصر ومدى امكانية الافادة منها فى الأردن"، رسالة دكتوراه غير منشورة0 كلية التربية، جامعة عين شمس، 1989.

14- سعاد بسيونى عبد النبى0 "دراسة مقارنة لمشكلات التعليم فى مرحلة ما قبل التعليم الابتدائى فى جمهورية مصر العربية وبعض الدول الأخرى"0 رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية- جامعة عين شمس، 1976.

15- سعد مرسى أحمد وكوثر حسين كوجك0 تربية الطفل قبل المدرسة0 الطبعة الثانية، القاهرة: عالم الكتب، 1987.

16- سعدية محمد على بهادر0 برنامج تربية طفل ما قبل المدرسة بين النظرية والتطبيق0 القاهرة: المصدر لخدمات الطباعة (ستبسكو)، 1987.

17- سعيد أحمد سليمان0 "التربية الوالدية من المنظور الاسلامى وأثرها فى التنشئة الاجتماعية للطفل"، المؤتمر السنوى الثالث للطفل المصرى: تنشئته ورعايته - مارس 1990، بحوث المؤتمر، المجلد الأول0 القاهرة: مركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس، 1990.

18- شاكر محمد فتحى وآخرون0 التربية المقارنة : الأصول المنهجية والتعليم فى أوربا وشرق أسيا والخليج العربى ومصر0 القاهرة: بيت الحكمة للإعلام والنشر، 1996.

19- عبد الحكيم قاسم0 الأيديولوجيا والتربية بين المسحية والاسلام0 القاهرة:دار الفكر العربى، 1984.

20- عبد الغنى النورى وعبد الغنى عبود0 نحو فلسفة عربية للتربية0 الطبعة الأولى0 القاهرة: دار الفكر العربى، 1976.

21- عبد الغنى عبود0 الاسلام والكون0 الكتاب الثالث، سلسة الاسلام وتحديات العصر0 القاهرة: دار الفكر العربى، 1977.

22- عبد الغنى عبود0 الأيديولوجيا والتربية: مدخل لدراسة التربية المقارنة0 الطبعة الرابعة0 القاهرة: دار الفكر العربى، 1990.

23- عبد الغنى عبود وآخرون0 التربية المقارنة : منهج وتطبيقه، القاهرة: مكتب النهضة العربية، 1989.

24- عبد الفتاح أحمد حجاج0 "التربية فى مرحلة الطفولة المبكرة" حولية كلية التربية0 جامعة قطر0 السنة الرابعة، العدد الرابع، 1985.

25- عصام الدين حواس0 استراتيجية بناء الانسان المصرى0 القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1980.

26- عواطف ابراهيم محمد0 تعليم الطفل فى دور الحضانة بين النظرية والتطبيق0 القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1982.

27- فاطمة محمد السيد 0 "الاتجاهات التربوية المعاصرة لتطوير تربية طفل ما قبل المدرسة الابتدائية: دراسة مقارنة"0 بحث قدم الى المؤتمر السنوى الثانى للطفل المصرى - تنشئته ورعايته - المنعقد بالقاهرة فى الفترة من 25: 28 مارس 19899. المجلد الأول، القاهرة: مركز دراسات الطفولة- جامعة عين شمس، 1989.

28- فوزية دياب0 دور الحضانة : انشاؤها وتجهيزها ونظام العمل فيها0 الطبعة الثانية-0 القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1986.

29- فهيمة لبيب بطرس0 "دراسة مقارنة لبعض مشكلات دور الحضانة فى جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية"0 رسالة ماجستير غير منشورة- كلية التربية - جامعة المنيا، 1981.

30- فيليب رفلة0 الجغرافيا السياسية لأفريقية: مع دراسة شاملة للدول الافريقية0 القاهرة: مكتبة الوعى العربى، 1965.

31- محمد أحمد محمد عوض0 تربية الطفل قبل التعليم النظامى فى مصر وبعض البلاد العربية: دراسة مقارنة0 سوهاج: دار محسن للطباعة، 1989.

32- محمد أنور السادات0 البحث عن الذات: قصة حياتى0 الطبعة الأولى0 القاهرة: المكتب المصرى الحديث للطباعة والنشر، 1978.

33- محمد سيف الدين فهمى0 المنهج فى التربية المقارنة0 الطبعة الثانية، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، 1985.

34- محمد قدرى لطفى0 دراسات فى نظم التعليم0 القاهرة: مكتبة مصر، 1958.

35- محمد منير مرسى0 المرجع فى التربية المقارنة0 القاهرة: عالم الكتب، 1994.

36- محمود عبد الرازق شفشق وآخرون0 المدرسة الابتدائية : أنماطها الأساسية واتجاهاتها المعاصرة0 الطبعة الثالثة0 الكويت: دار القلم، 1992.

37- مراد صالح مراد0 "دور الحضانة ودورها فى تحقيق الخدمات اللازمة للطفل"0 المؤتمر السنوى الثالث للطفل المصرى- تنشئته ورعايته - مارس 1990. بحوث المؤتمر - المجلد الأول0 القاهرة: مركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس، 1990.

38- مصطفى بهجت بدوى0 كلام عنا وعن اسرائيل: من يونية الى 6 أكتوبر0 القاهرة: دار الشعب، 1973.

39- نازلى صالح أحمد0 حول التعليم العام ونظمه : دراسة مقارنة0 القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، 1984.

40- نازلى صالح أحمد وعبد الغنى عبود0 فى التربية المقارنة0 الطبعة الأولى0 القاهرة: عالم الكتب، 1974.

41- نبيل سعد خليل0 "دراسة مقارنة لنظام رياض الأطفال فى جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية"0 دراسات تربوية0 المجلد العاشر، الجزء (79) 1995.

42- نجم الدين على مروان 0" رياض الأطفال فى الجمهورية العراقية : تطورها ومشكلاتها وأسسها التربوية والنفسية"0 رسالة ماجستير غير منشورة0 كلية التربية0 جامعة بغداد، 1970.

43- نزهت رؤوف اسماعيل0 "دراسة تقويمية للتربية والتعليم فى رياض الأطفال بالجمهورية العراقية" رسالة ماجستير غير منشورة0 كلية التربية0 جامعة الأزهر، 1978.

44- Archibald M. Fleming. Continuing Education’s Mission to the Community: Grosping the Thistie. University of Strathclyde, Glasgaw, U. K. 1994.

45- B. Spodek. Early Childhood Education. New Jersy: Prentice Hall Inc., Englewood Cliffs., 1973.

46- B. W. Haley. Europe. London: Mcgrowo-Hill for Eastern Publishers, 1975.

47- CCETSW. How to Quality for Social Work, Central Council for Education and Training in Social Work. London: The Mides Press, 1993.

48- David Fontana (ed.). The Education of the Young Child: A Handbook for Nuresery and Infant Teachers. 2nd. ed.. Oxford: Basil Blackwell Ltd, 1984.

49- Francis P. Hunkins and David G. Armstrong. World Geography. U.S.A.: Bell and Howell Com., 1984.

50- Gaston Mialaret. World Survey of Pre-School Education. Paris: Unesco, 1976.

51- H. C. Dent. Education in England and Wales. London: Hodder and Stoughton Ltd., 1977.

52- James Hogendarn. Economic Development. New York: Harper and Roeo Publishers, 1987.

53- Keith Evans. The Development and Structure of English Education System. London: University of London Press, 1975.

54- R. H. Dave and N. Stiemerling. Lifelong Education and the School, Abstracts and Bibliography. Hom burg: Unesco Institute for Education. 1973.

55- T. S. Sodhi. A Textbook of Comparative Education. 3rd Revised Edition. New Delhi: Vikas Publishing House Pvt Ltd, 1983.