يعد العلاج بالقراءة مدخلا لعلاج العديد من المشكلات والاضطرابات لدى الأفراد من خلال تقديم مواد قرائية لهم، وإقامة علاقة أساسية بين القارئ والمقروء، من خلال عمليات العلاج القرائي الأربعة، وهي: التوحد، والتنفيس الانفعالي، والاستبصار، وأخيرا التغيير. ومن المشكلات النفسية التي قد تتعرض لها الطالبات المتعثرات دراسيا الإحساس بالأسى المدرسي من جراء سوء معاملة المعلمين لهن، مما حدا بالباحثة إلى محاولة علاج هذه المشكلة، من خلال الإرشاد بالقراءة لمعلمي الطالبات المتعثرات دراسيا لتخفيف الأسى المدرسي لديهن. المشكلة: قد تعتمد معايير بعض المعلمين في تقويم الطلاب على تقدمهم الدراسي فحسب، مما قد يدفع البعض منهم إلى سوء تقدير ومعاملة المتعثرين دراسيًا من طلابهم، مما من شأنه أن ينشئ الشعور بالأسى لديهم، وهذا بدوره قد يدفعهم إلى النفور من التعلم والمزيد من التعثر الدراسي، مما دفع الباحثة إلى محاولة حل هذه المشكلة، من خلال رصد إحدى نماذجها في مدرسة إعدادية للبنات، وتقديم برنامج إرشادي في ضوء نظرية العلاج بالقراءة لمعلمي طالبات المدرسة المتعثرات دراسيا في الصف الثاني الإعدادي من خلال اختيار مواد قرائية مرتبطة بحل مشكلة البحث. وتحددت مشكلة البحث في السؤال البحثي التالي: "ما فاعلية الإرشاد بالقراءة لعينة من معلمي المرحلة الإعدادية في تخفيف الأسى المدرسي لدى طالباتهم المتعثرات دراسيا؟" منهج البحث: المنهج الوصفي والمنهج شبه التجريبي. عينة البحث: عينة سيكومترية للإجابة عن الفرض الأول السيكومتري، قوامها (236) طالبة بالمرحلة الإعدادية. عينة إرشادية للإجابة عن الفرضين الثاني والثالث، قوامها (40) طالبة متعثرة دراسيا في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة الإعدادية الحديثة للبنات، و(7) معلمين للطالبات المتعثرات دراسيا. أدوات البحث: استبيان الشعور المدرسي. مقياس الأسى المدرسي. تقييمات المعلمين الشهرية للطالبات. برنامج الإرشاد بالقراءة للمعلمين لتعديل اتجاهاتهم تجاه الطالبات المتعثرات دراسيا متضمنا مواد قرائية متنوعة: رواية "حزن مدرسي" (2010 ) تأليف "دانيال بناك" وترجمة "عاطف عبد الحميد". مذكرات يومية للمعلمين. اختبارات ونماذج لتقييم وتنمية الفهم القرائي لدى الطالبات، و مواد تعريفية بخصائص المراهقة، والتعثر الدراسي، والاسترخاء. الأساليب الإحصائية: الوزن النسبي – التكرارات – تحليل عاملي – درجة الشيوع - معامل "الفاكرونباخ" – T. Test – حجم الأثر "كوهبن". ملخص نتائج البحث: أسفرت نتائج المعالجات الإحصائية لبيانات قياسات كل من: القبلي، والبعدي، والبعد بعدي أو التبعي، عن قبول فروض الدراسة الثلاثة، وقد تقدمت الباحثة في ضوء نتائج البحث ببعض التوصيات الملائمة. خاتمة البحث وتوصياته: اختتم بحثي من بداياتي، من عزوفي عن التعلم وكراهيته، واعتباره عبئًا اضطراريًا لاجتياز النجاح الدراسي، إلى استمتاعي بتلقيه والبحث عنه وتقديمه. حقيقة لم أبحث عن أسباب تفريطي التحصيلي في سنواتي المبكرة، ولكنني أذكر ولا أنسى خروجي من كبوتي ووقوفي من عثرتي ورغبتي في تحصيل العلم استمتاعًا لا اضطرارًا، على يد منقذتي الأستاذة الدكتورة/ سناء محمد حسن- أستاذة المناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وكان من حسن حظي كحسن حظ مؤلف رواية "حزن مدرسي" "دانيال بناك" بناكشيوني" أن ظهرت في عالمي هذه الأستاذة الجليلة والتي عملت على إخراج طاقات كل طلابها، وجعلت من العلم والتعلم متعة، وهذا ما أعلنه دوما في محاضراتي، توضيحًا لأحد أهم أدوار المعلم تجاه طلابه. وأتساءل كما تساءل "دانيال بناك" أو هل كان يلزم كل هذا الوقت لهذا التحول؟ وهل كل متعثر دراسيًا متاحة له هذه الفرصة للتحول؟ وهل كل متعثر محتم عليه أن يظل متعثرًا؟ اعتقادي أن الإجابات ستوجد عند كل مدرس وكل ولي أمر بعد قراءته لهذه الرواية خصوصًا، وستوجد أيضًا مع التوصيه بتوفير معالجين بالقراءة في المدارس، بل وفي كل مؤسسة مجتمعية، فقد تأخرنا وما زلنا متأخرين في تقديم هذه الخدمة النفسية الإرشادية.