دراسة تتبعية مجتمعية لعوامل الاختطار لناقصي الوزن عند الميلاد باحدي محافظات صعيد مصر

الملخص العربي و التوصيات

            إن هذه الدراسة الميدانية ، دراسة تتبعيه شملت 1082 سيدة حامل في عدة مواقع: 1-ريفية تنقصها الخدمات الصحية: قريتي المزالوة ودمنو أو 2- ريفية لا تنقصها الخدمات الصحية:  قرية جزيرة محروس ،  قرية أولاد عزاز، قرية جزيرة شندويل. 3- حضرية عشوائية: المناطق خلف و شمال جامعة سوهاج من نجع التل الأوسط وعزبة العرب ، 4- حي سوهاج غرب وحى سوهاج شرق من مدينة سوهاج .

 كان مدي أعمار هؤلاء السيدات  12 34 سنة بمتوسط 4ر19 + 7ر3 عند بداية الزواج ، 15 49 سنة عند الدراسة بمتوسط 9ر26 + 0ر6 سنة. عانت 4ر57% منهن من الأنيميا أثناء الحمل (نسبة الهيموجلوبين > 11جم %). بالرغم من أن 252 سيدة كانت حاملاً لأول مرة إلا أن عـدد مرات الحمل خمس أو أكثر كانت السائدة لدى 8ر34% من السيدات ونفس مرات الولادة كانـت لدى 20% من السيدات ، وكان لدى هؤلاء السيدات من الأطفال الأحياء عـدد 2345 طفلاً بمتوسط 2ر2 + 0ر2 طفل لكل سيدة منهن ، 1ر1 +3ر1 طفلاً ذكراً في المتوسط إلا أنه من الملاحـظ أن عدد مرات الإجهاض السابقة كانت 242 مرة والذي أثر على متابعة الحمل السابق والحالي . ومما يؤسف له أن المباعدة بين الحمل الحالي والذي سبقه كان أقل من عام لدى أكثر من 1020 من السيدات وأقل من عامين لدى أكثر من نصف عدد السيدات أما الحمل لتوأمي فكان تجربة 49 ســيدة في السابق ، 26 سيدة في الحمل الحالي مما أثر على فترة النفاس السابقة (00013ر = p) وكذا تجربة وفاة أحد الأبناء فكانت لدى 4ر14% من الأسر وقد أثر هذا على مضاعفات الحمل والولادة وكـذا النفاس السابق وحتى اختيار مكان الولادة السابقة. وقد ذكرت سبعون سيدة بأنهن قد ولدن طفلاً ميتاً من قبل .

التعليم : كان التعليم ذا علاقة طر دية مع متابعة الحمل حيث كانت 7ر60% من سيدات العينــة يعانين من الجهل (0ر33% من الأزواج) (r = 3ر ،   p  >  00001ر).

 العمل: 9ر19% من السيدات فقط كن يشتغلن خارج منازلهن وهو الحالة السائدة في جنوب الصعيد ، بينما الأزواج جميعهم يعملون إلا ثلاثاً على الرغم من انخفاض دخل الأسر بصفة عامة حيث كانت  أكثر من نصف الأسر المبحوثة 7ر53% تكسب أقل من مائتي جنيه في الشهر ، 1ر27% تكسب 200 أقل من 400 جنيه شهريا وإن كانت معظم الأسر (2ر74%) تقطن بيوتا من الطوب الأحمر إلا أن   الأرضية كانت طينية في 2ر49% من البيوت . وقد تواجد معظم الأزواج أغلب الوقت في أسرهم في 2ر73% من الحالات والبعض يتغيب أحياناً في 2ر16% من الحالات . وكان 2ر67% من الأزواج يدخنون ونتج عن ذلك أن زوجاتهم يعانين من أثر التدخين السلبي (3ر% منهن كن يدخن بأنفسهن).

             و خلصت الدراسة إلى أن دور الدايات لم يقتصر على حضور ولادة 3ر53% من الولادات السابقة ، والتى كان 1ر66% منها في المنزل بل تأثر بمستوى تعليم الزوجات (p > 00001ر) . هذا و قد أثبتت دراسة  التاريخ المرضى للأسر المبحوثة انتشار مرض السكري في 7ر5% من الأسر ، مرض القلب في 1ر2% ، الدرن في 8ر% ، السرطان في 5ر% ، الربو في 5ر2% والتهابات الكبد المزمنة وأمراض الكلى المزمنة وغيرها في 7ر3%. و كان التاريخ المرضى للسيدة المبحوثة إيجابياً بالنسبة لمرضى السكري في 9ر1% من السيدات ،   ارتفاع الضغط في 2ر2% ، روماتيزم القلب في 7ر2% ، الربو في 4ر3% ، الدرن في 5ر% ، الالتهاب الكبدي في 7ر1% ، مرضى التوكسوبلازموزيز في 3ر1% وكان الزهري إيجابياً في التاريخ المرضى لسيدتين 2ر%. أما جلطات الأوردة العميقة فكان إيجابياً في 0ر1% من الحالات بينما كان وجود دوالي الساقين إيجابياً في 9ر9% و تعرضت 3ر11% من السيدات لإجراء عمليات جراحية من قبل.

             تاريخ المضاعفات أثناء الحمل والولادة: إجهاض منذر في (3.3 %) ، نزيف قبل الولادة (1.4%)، ارتفاع الضغط في (1.0%)، قيء شديد في (2.8%)، زيادة السائل حول الجنين في (0.4%)،نقص السائل حول الجنين في (0.9%)، وضع الجنين غير الطبيعي في (0.4%)،الجزء الظاهر من الجنين غير الطبيعي في (0.4%)،حمل مدة تزيد عن الطبيعىفى (0.6%)،

نتاج ما حول الولادة: مولود ميت 8ر% من الحالات ، ميت أثناء الولادة 4ر%، وفيات حديثي الولادة 1% ، مولود حي 7ر97% من الحالات ويلاحظ أن الإجهاض شكل نسبة 1.1% من الحالات بالرغم من أنها لم تكن تتابع جميعها بدء من  الثلث الأول من الحمل ، وان وفيات بعد الولادة 7 28 يوم كانت 3ر% من الحالات والوفيات بعد ذلك حتى 42 يوما   من العمر كانت 3ر% أيضاً.

أما العوامل المؤثرة على نتاج ما حول الولادة فكانت كالآتي : مكان الإقامة (حضر أو ريف) (p > 001ر0) .عمر الأم عند الزواج (p > 002ر0) .عمر الأم عند الدراسة ، تعرض الأم لأضرار التدخين ، مستوى تعليم الأم (p > 001ر0) .عمل الأم (p > 038ر0) ، عدد مرات الولادة والإجهاض ، مستوى المعيشة ، بناء المنزل ، تواجد الزوج . متابعة الحمل الحالي ، عدد مرات المتابعة وبداية المتابعة . المباعدة بين الحمل الحالي وما سبقه ، حدوث مضاعفات أثناء الحمل . الحمل لتوأمي ، ومضاعفات أثناء الولادة وكيفية الولادة وكذلك ارتفاع الضغط المصاحب للحمل . وكلها بدلالة (p > 001ر0)         ولقد بلغ عدد الأطفال الذين بقوا أحياء في نهاية فترة الدراسة 1056 طفلاً من 1073 ولدوا أحياء, منهم 6ر56% ذكور والباقي إناث . ولقد كان من تعرضوا للإصابة أثناء الولادة 144 طفلا, 3ر14% في صورة نقص الأكسجين الوارد للمخ في عدد 19 طفلاً ، انقطاع الحبل السري في حالة, نزيف بالرأس 10 حالات ، نزيف بفروة الرأس 3 حالات ، كدمات في عدد 99 حالة . وجدير بالذكر أن إصابات الأطراف كانت في 4 من الحالات منها كسر بالعضد الأيسر لدى طفل وقد كانت اصابات الولأدة مؤثرة في 31 طفلأ . أما العيوب الخلقية الظاهرة فكانت لدى 20 مولود 9ر1% منهم 11 فقط جسيمة. هذا وقد بلغت التهابات السرة 3ر0 من الحالات . أما اليرقان فلوحظ في 2ر25% من الحالات . و خلال فترة النفاس فقد تعرض هؤلاء الأطفال للالتهابات والعدوى 25.6% من الحالات      (التهابات الجهاز التنفسي العلوي ، التهابات الصدر والنزلات المعوية أو التهابات الجلد أو العين أو    أكثر من التهاب معاً). وعند دراسة تأثير العوامل السابق ذكرها على الوزن عند الميلاد فقد كانت كلها مؤثرة (p > 001ر0) باستخدام تحليل   c2  وعلى العموم فإن متوسط القياسات الانثروبومترية (الوزن ، الطول ، محيط الذراع ، الرأس والصدر)   آلتي تمت لحديثي الولادة كانت أقل من معدلاتها العالمية ( تلك الخاصة بمنظمة الصحة العالمية وقياسات هارفارد و تانر على الرغم من أن سرعة النمو بعد شهر من الميلاد في كل هذه القياسات كانت إيجابية وتزيد باطراد (r  = 8ر 9ر).

اتجاهات الرضاعة الطبيعية في سوهاج: لقد قامت 8ر68% من السيدات بإرضاع أطفالهن لبن الأم كأول غذاء يدخل فم حديث الولادة ، مياه محلاه في 1ر12%  من الحالات ، محلول الجلوكوز في 9ر2% ، لبن الجاموس أو البقر في 2ر1% ، اللبن المجفف في 8ر4% والباقي أعطى المشروبات التقليدية مثل الحلبة والينسون ، بخلاف 7ر% احتاجوا التغذية الوريدية. ولقد بدأت الأمهات إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية خلال نصف ساعة من الولادة في 2ر32% من الحالات ، قبل ساعة في 2ر12% من الحالات الأخرى ، قبل ساعتين في 6ر19% . أما هؤلاء الذين بدءوا الرضاعة الطبيعية بعد ساعتين فكن 4ر5% وهناك 28% من الحالات أرضعت بعد 3 ساعات على حين كانت 4ر2% من الأمهات فشلن تماماً في إرضاع أطفالهن . وكانت طريقة الإرضاع ومص الطفل لثدي أمه بصوره جيدة وصحيحه في 68,2% من الحالات ، وأقل    من ذلك  في 5و5 % من الحالات بينما لم تكن بصورة سليمة في 3,.% من الحالات وكانت معظم السيدات يستخدمن إضافات من المشروبات التقليدية إلى جانب لبن الأم (76,5% من الحالات), وكان متوسط مدة الرضاعة المطلقة آلتي تنتويها الأمهات 4,96 + 5,18 شهراً.

تنظيم الأسرة: إن 96 بالمائة من سيدات البحث كن يعرفن معنى تنظيم الأسرة وكانت مصادر معرفتهن هي التليفزيون في  42,8% من الحالات  الراديو في 21,7% من الحالات   التعليم بصفة عامة في 8,2% من الحالات  المقابلات الشخصية والتثقيف الصحي 8,6 % من الحالات ، الجيران والأقارب والقيادات الطبيعية 14,3% . وكانت الكتيبات والصور مسئولة عن 3,8% من الحالات فقط ولقد وجد أن 73,6% من    الزوجات و 71,1% من الأزواج يوافقون على تنظيم الأسرة على حين كان 25,6%  فقط مارسن تنظيم الأسرة قبلاً ولوحظ أنه خلال الدراسة قامت  1,2% من الحالات باستعمال وسائل تنظيم   الأسرة بينما توافرت نية الاستعمال في المستقبل لدى 68,6% من الحالات.

وكانت الوسائل المستعملة موزعة كالتالي:- 10% حبوب منع الحمل ، 9,7% اللوالب ، 2,2% حقن منع الحمل والوسائل الأخرى في 1,2% من الحالات ، ولقد تواجدت 4,3% من السيدات استعملن أكثر من وسيلة خلال حياتهن. ولقد تراوحت مدة الاستعمال من 1-84 شهراً حيث استعملت 8,1% من السيدات الوسائل الحديثة لتنظيم النسل لمدة عام ، 4,3% استعملن لمدة عامين ،  4,2%  لمدة ثلاثة أعوام ، 5,7%  لمدة 4 أعوام ، 2,3% لمدة 5 أعوام و2,3% لمدة 6 أعوام أو أكثر.

 ملاحظة العاملين على تقديم الخدمة: في الوحـدة الصحية بجزيرة محروس يعمل الطبيب 53% من ساعات العمل الأسبوعية المقررة له ومعظم العمل في التأمين الصحي لطلاب المدارس. كما يوجد 3 ممرضات تعمل  اثنتين منهما لمدة 25% من ساعات العمل الموزعة واحدة لنشاطات تنظيم الأسرة والثانية للعيادة أما  الثالثة فتعمل لأكثر من 75% من ساعات العمل في حملات التطعيم وجلسات تطعيم الأمهات والأطفال. وزيارات النفاس وغير ذلك . يوجد فني معمل واحد ومساعده يعملا 24% من الساعات في التأمين الصحي وجلسات تطعيم الحوامل. أما في الوحدة المجمعة بأولاد عزاز يوجد 3 أطباء واحدة للإدارة ، الثاني أخصائي أطفال والثالثة تعمل بجد في جلسات تطعيم الحوامل وكذلك النوبتجيات مساء والأولان يعملان 19% من ساعات عملهما ،  3 ممرضات تعملن 22% من ساعات عملهن إن استثنينا حملات التطعيم إلا أنهن لا يخرجن للولادات  أو زيارات النفاس . فني المعمل ومساعده يعملا 31% من الساعات المقررة.

 في المستشفى التكاملي توجد طبيبة عليها مسئوليات رعاية الحامل وتنظيم الأسرة ومناظرة بعض    الولادات الطبيعية تعمل 28% من الساعات المقررة بينما تعمل الممرضة المفوضة لأداء هذه الخدمة  33% من الساعات ، وكذا يعمل فنيو المعمل 31% من ساعاتهم. تتم بعض الولادات في المستشفى التكاملي إلا أن زيارات النفاس بها قصور كبير.

 في المركز الطبي العام – قسم رعاية الأمومة والطفولة يعمل الأطباء 19% من الساعات المقررة ، والممرضات 23% وفنيو المعمل 26% . في حين أن مركز سلامة عبد الله لرعاية الأمومة والطفولة تتم فيه نفس الخدمات بنسبة أداء 33% ، 22% و 21% من الساعات المقررة للأطباء والممرضات وفنيي المعمل على التوالي . بالرغم من أنه توجد ولادات بالمنازل تحضرها المولدات والممرضات إلا أن زيارات النفاس بها قصور أيضاً . بالإضافة يوجد برامج تدريب دايات وتثقيف صحي والملاحظ تكدس الطبيبات الإناث دون وجود عمل كافي .

التوصيات

            لقد خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من التوصيات العامة التي تسهم في تطبيق نظام رعاية الحوامل في مصر على الوجه الأكمل, و ذلك بمراعاة الآتي: . . الاهتمام بتعليم الفتيات ورفع مستوي معيشة الأسر اقتصاديا واجتماعيا.

. . الاهتمام بصحة الفتاة وتنشئتها تنشئة سليمة من الناحية البدنية والنفسية والدينيه.

. . الاهتمام بفحص راغبي الزواج و مشورة قبل الأقدام علي الحمل.

. . الاهتمام بالفحص الدوري للحامل لتحديد عوامل الخطورة علي كل من الأم و الطفل, مع اتباع الأساليب الممكنة للتشخيص أثناء الحمل, كذلك الوقاية بالتطعيمات اللازمة. إن استخدام بطاقات متابعة الحوامل المنزلية, خاصة المصورة لمن شأنه أن يساعد علي الاكتشاف المبكر للخطورة علي الأم و الطفل واتخاذ ما يلزم نحو دفعها.

. . تشجيع الرضاعة الطبيعية, والرضاعة المطلقة في الأشهر 4-6 الأولي من العمر, و تشجيع المباعدة بين الحمل و الذي يليه والرعاية بينهما.

. . رعاية الطفل حديث الولادة وحمايته ودرء أسباب مرضه أو وفاته.

. . التوسعة في خدمات الطوارئ العاجلة و خدمات السيطرة علي النزيف ونقل الدم الآمن والمحاليل التعويضية.

. . تدريب الأطباء وهيئات التمريض والمولدات والدايات المستمر علي عملية الولادة بأمان وإنقاذ الحياة بالإحالة في الوقت المناسب. ومن الواجب أن تتابع الولادات في المستشفيات المجهزة بواسطة أطباء ذوو خبرة وكفاءة في التدريب.

. . الاهتمام بجودة الخدمات المقدمة للأمهات مع تغير سلوكيات مقدمي الخدمة تجاه المنتفعات. إن خدمات الإحالة في مصر و مردوداتها في حاجة ماسة وعاجلة للتنظيم والتطبيق الفعال.

. . إتاحة خدمات رعاية الأم والطفل لكل المنتفعات في أقرب مكان لمسكنها من خلال الفرق الطبية المتحركة و العيادات المتنقلة.

. . تنظيم و تطوير آليات التسجيل الطبي والحفظ المستندي والتركيز علي حالات الإجهاض, المولود ميت و أسباب وفيات الأمهات علاوة علي التسجيل الدقيق لعملية الولادة والمواليد.

            كما خلصت هذه الدراسة إلى توصيات خاصة بالمواقع التي أجريت بها كوجوب تخصيص عيادات لمتابعة الحمل, التثقيف الصحي للأمهات وإعطاء التطعيمات, إضافة إلى عيادات متابعة أمراض الثدي وحفز الرضاعة الطبيعية عقب الولادة مباشرة, و الرضاعة المطلقة و عيادات تنظيم الأسرة في كل من المستشفي الجامعي والتعليمي. إن تطبيق نظام الولادات الطبيعية داخل كل من المركز الطبي العام و مركز رعاية الأم و الطفل- سوهاج شرق والوحدة المجمعة بقرية أولاد عزاز يرفع معاناة الانتقال عن كثير من المستحقات لهذه الخدمة.