نظريات الشخصية :      

 لفظ " شخصية " من الألفاظ التى شاع استخدامها فى لغتنا اليومية لوصف تلك الجوانب التى تجعل الشخص " جذاباً " أو " غير جذاب " بالنسبة للآخرين .

        فنحن نعجب بالفرد الذى يمتلك " شخصية " ونصفه بأوصاف عدة مثل : جذاب أو قوى أو لطيف أو حازم . كما أننا لا نعجب أو على الأقل لا ننجذب – نحو الفرد الذى نعتقد أنه عديم الشخصية " لأنه بالنسبة لنا على الأقل متساهل أو غير حازم أو ضعيف .

ومفهوم الشخصية ليس بهذا القدر من البساط . فالشخصية ليست شيئا يملكه البعض ولا يملكه البعض الأخر . ولا يمكننا القول بأن فلانا له شخصية ضعيفة وأن فلانا لا شخصية له كما لا يمكننا أن نصف شخصاً بأن له شخصية قوية أو شخصية ضعيفة أو شخصية مهزوزة أو لا شخصية به ، فهذه كلها تعبيرات لا تنطوى على قدر كبير من الدقة العلمية .

وقد استطاع " جوردون البورت " فى كتابة الشخصية ( 1937 ) تجميع ما يزيد عن خمسين تعريفاً للشخصية بعضها فى ميدان اللاهوت وبعضها فى ميدان القانون ، والبعض الأخر فى مجال الاجتماع أو مجال علم النفس . وحاول تصنيفها إلى عدد من الفئات الواسعة، وبعض هذه التعاريف تؤكد على المظاهر الخارجية للفرد أكثر من اهتمامها بطبيعة الإنسان وتكوينه الداخلى ، وتهتم مثل هذه التعاريف بالمظهر الخارجى  للفرد أكثر من اهتمامها بطبيعة الانسان وتكوينه الداخلى . وتهتم مثل هذه التعاريف بالمظاهر الخارجى للفرد ومدى قدرته على التأثير فى الأخرين ، ومدى قدرته على استثارة استجابات إيجابية من جانب العديد من الأفراد الآخرين فى مواقف مختلفة .

وفى ضوء ما تقدم يمكن الاشارة إلى أهم الملامح التى ينبغى أن تحدد مفهوم الشخصية فيما يلى :

  • الشخصية تتميز بالتفرد – أى تختلف من فرد إلى فرد بالرغم من نشابه الأفراد فى بعض النواحى بحكم البيئة أو الثقافة ، إذ أنها تمثل الشكل الفريد الذى تنتظم فيه استعداداتنا الاجتماعية الدينامية لذلك يختلف الأفراد فيها بعضهم عن بعض .
  • الشخصية تمثل العلاقة الدينامية بين الفرد وبيئته وهى بالتالى مكتبة ، فهى ليست شيئا موجوداً عند الطفل منذ ولادته إنما هى نتاج التفاعل الاجتماعى ، فنحن نختلف لأنفسنا شخصياتنا بالمواقف التى نجابهها والمشاكل التى نقوم بحلها ونغير شخصياتنا لتفاعلها مع الآخرين .
  • الشخصية ليست السلوك الظاهرى للفرد ، أى أن الشخصية ليست " مثيراً " ولا " استجابة " ولكنها استعداد لنوع معين من السلوك يظهر فى كثير من المواقف المتعددة .

وهذا الاستعداد يتكون مما يسمى بالعادات أو السمات أو الخصائص أو القيم والاتجاهات والدوافع وما إليها .

- الشخصية تنظيم أو نظام متكامل من الأجهزة المتعددة تتفاعل معا لأداء الوظائف           الحيوية .

النظريات المفسرة للشخصية :

        هناك العديد من النظريات والنماذج التى قدمها العلماء والباحثين فى مجال الشخصية ، وسوف نعرض بإيجاز أهم هذه النظريات والنماذج مع محاولة شرح تطبيقاتها بالنسبة للاعب الرياضى ، وهذه النظريات والنماذج هى :

1 – نظرية التحليل النفسى ( النظرية الدينامينفسية ) :

        تتكون الشخصية فى رأى فرويد من ثلاث نظم أساسية وهى ( الهو ، والأنا ، والأنا الأعلى ) وبالرغم من أن لكل جزء من هذه الأجزاء النوعية للشخصية الكلية وظائفه وخصائصه ، ومكوناته ومبادئه التى يعمل وفقاً لها فأنها جميعاً تتفاعل معاً تفاعلا وثيقاً ، بحيث يصعب أن لم يكن مستحيلاً ، فصل تأثير كلا منها ، ووزن إسهامه النسبى فى تحديد سلوك الإنسان . فالسلوك يكون غالباً محصلة لتفاعل هذه النظم الثلاثة ، ونادر ما يعمل أحد هذه النظم بمفرده دون النظامين الآخرين ( 2 : 503 ) .

الهو والأنا والأنا الأعلى :

        الشخصية من وجهة نظر " فرويد " منظومة متكاملة تتضمن ثلاث نظم أساسية هى : الهو ID والأنا Ego والأنا الأعلى Superego وهذه النظم الأساسية الثلاثة تتكامل معاً بصورة يصعب معها عزل أثر كل منها فى سلوك الإنسان ، بالرغم من أن لكل منها وظائفه وديناميته ومكوناته ومبادئه التى يعمل فى إطارها .

        وأشار " فرويد " إلى أن الهو ID هو النظام الأصلى للشخصية ، كما أنه أساس الحياة الإنسانية ، وهو ذلك الجزء من النفس الذى يتضمن كل ما هو موروث وغريزى لدى الطفل منذ الولادة ويحتوى على العمليات العقلية المكبوته فى اللاشعور ، كما أنه مخزن الطاقة النفسية ويتميز بالرغبة الجامحة فى طلب الإشباع وإنكار كل عرف أخلاقى ، كما أنه يعبر عن الغرض البيولوجى للبدن وإشباع غرائزه ، ومن ناحية أخرى فإنه يزود العمليات التى يقوم بها كل من الأنا والأنا الأعلى بطاقاتها

نموذج فرويد للشخصية عن كراتى

        وعلى النقيض من ذلك فإن الأنا Ego يمثل الجانب الشعورى والمنطقى والواقعى للشخصية والذى يستطيع الإدراك والحكم والتقييم عن طريق الاتصال بالعالم الخارجى      " الإدراك Perception " .

        أما الأنا الأعلى Super Ego فيمثل الضمير ومن وظائفه رقابة الأنا والحد من جموحها ومحاولة السيطرة عليها ، كما أن الأنا الأعلى يمثل الأخلاق والمجتمع ، وافترض    " فرويد "أن الأنا الأعلى تسهم فى حل الصراعات بين " الهو " و " الأنا " .

الشعور واللاشعور :

        وفرق " فرويد " بين ثلاثة مظاهر للعمليات العقلية هى : الشعور وما قبل الشعور واللاشعور وأشار إلى أن عقل الإنسان مثل جبل الجليد وأن الجزء الصغير الطافى منه على سطح الماء يمثل منطقة الشعور ، والشعور هو ذلك الجانب من الحياة العقلية للفرد الذى يكون على وعى به وإدراك له ، وحالة الشعور هى التى ترشد الفرد إلى ما يدور حوله فى العالم الخارجى .

        أما الجزء الأكبر الذى لا يطفو على سطح الماء فيمثل منطقة اللاشعور ، والتى توجد بها الدفعات الغريزية والأفكار والمشاعر وغيرها من القوى الحيوية غير المرئية والتى كانت شعورية ، ولكن نظراً لعدم انسجامها مع الشخصية الشعورية فإنه يتم كبتها فى اللاشعور ، فكأن اللاشعور هو المخزن العقلى لخبرات الفرد الماضية ، وهناك رقابة على كل ما هو موجود فى اللاشعور حتى لا ينتقل إلى الشعور ، فإذا قلت هذه الرقابة فإن بعض محتويات اللاشعور تظهر إلى حيز الشعور ، وتؤثر بالتالى على سلوك الإنسان وأفعاله الشعورية وتأخذ صوراً متعددة .

        أما منطقة ما قبل الشعور فهى المنطقة التى تقع ما بين الحالة العقلية الشعورية واللاشعورية ويمكن تشبيهها بمنطقة تتجمع فيها الأفكار والذكريات الماضية التى تسعى إلى الظهور عن طريق الشعور ، ولكنها لم تتمكن بعد ذلك .

العمليات الدفاعية للأنا :

        أشار " فرويد " إلى أن الفرد عندما ينتابه الصراع النفسى فإنه يحاول أن يقوم بمحاولات إيجابية  لحل هذا الصراع فإذا تعذرت عليه وفشلت محاولاته ظل الفرد فى حالة

صراع ويلجأ إلى طرق وأساليب أخرى سلبية تعرف بـ " العمليات الدفاعية "                ( الحيل الدفاعية ) لأنها تسعى إلى محاولة حماية الفرد من تعرضه للتوتر والقلق والصراع .

        والعمليات الدفاعية لا تستهدف إنهاء الصراع النفسى أو حل الأزمة النفسية التى يعانيها ولكنها تهدف بالدرجة الأولى إلى محاولة تخليص الفرد مؤقتاً مما يعانيه من توتر وخوف وقلق ، وتسهم فى إمداده بشىء من الراحة الوقتية ومن أهم العمليات الدفاعية :

التبرير :

وهو عملية لا شعورية يحاول فيها الفرد تفسير سلوكه الخاطىء تفسيراً منطقياً معقولاً ومن أمثلة التبرير التى نصادفها فى المجال الرياضى أن يعزو اللاعب خطأ استقباله للكرة إلى سوء تمريرة الزميل أو إلى رداءة الكرة أو أن يرجع سوء مستواه لقلة التدريب أو لمرضه مثلاً .

الإسقاط :

يقصد بـه محاولة الفرد أن ينسب عيوبه ونقائصه للآخرين ، ويمكن أن نعتبر الإسقاط نوعاً من التبرير ، كما هو الحال عندما يفشل لاعب تنس الطاولة أو التنس فى التوجيه الصحيح للكرة ، فينظر إلى مضربه أو إلى الشبكة نظرة ملؤها التعجب والاستنكار .

التقمص :

        إذا كان المرء فى عملية الإسقاط يقوم بإلصاق عيوبه ونقائصه للآخرين فإنه فى  التقمص يقوم الفرد بامتصاص ما يجد عند غيره من الصفات المحببة إلى النفس ، فكثيراً ما نرى محاولة الناشىء تقمص شخصية بعض اللاعبين الدوليين فى مختلف الألعاب الرياضية وشعوره بأنه قد أصبح – فى تصوره – نفس الشخصية المتقمصة .

الكبت :

        الكبت عبارة عن محاولى نفى وإبعاد بعض النزعات أو الدوافع أو الرغبات والذكريات التى لا يقرها الفرد ، والتى لا تتفق وفكرته عن نفسه أو التقاليد الاجتماعية ونسيانها أى دفعها نحو اللاشعور ، فإذا نجح الفرد فى ذلك فإنه يتمكن من تجنب الصراع المضنى ويتيح له حياة اجتماعية مقبولة .

التبديل :

        ويتضمن عمليتين هما : ( التعويض ، الإعلاء )

التعويض :

        هو لون من ألوان السلوك الذى يحاول فيه الفرد تعويض ما أصابه من فشل فى موقف من المواقف ، أو محاولة الفرد إدراك النجاح فى ميدان آخر بعد إخفاقه فى ميدان معين، فالتلميذ الذى يفشل فى دراسته قد يعوض هذا الفشل بالانكباب على ممارسة النشاط الرياضى ليصب قدراً من النجاح يعوض فشله العلمى .

الإعلاء :

        وهى محاولة التعبير عن بعض الدوافع التى ينتقدها المجتمع بوسائل أخرى يرتضيها المجتمع ويقرها ، فقد يتحول الميل إلى المشاجرة واستخدام العنف إلى التفوق فى رياضات الملاكمة أو المصارعة مثلاً .

النكوص :

        هو سلوك الفرد فى حالات الإحباط والفشل بأسلوب من أساليب الاستجابة البدائية أى عبارة عن ذلك التقهقر الذى يصيب الفرد فيرتد إلى مرحلة من مراحل النمو السابقة ويقوم باستجابات غير ناضجة ، ومن أمثلة ذلك الطفل الصغير الذى يعاود الحبو ثانية لكى تحيطه الأم برعايتها وحنانها مثل أخوه الصغير .

تكوين رد الفعل :

        ويتمثل فى إخفاء الدوافع غير المرغوبة خلف ستار سلوك مغايرة بصورة مبالغ فيها ، ومن أعراض هذه العملية أن يقيم الفرد من نفسه داعياً للفضيلة محارباً للرذيلة متعنتاً مع من يرتكبها ، وهو فى الحقيقة إنما يخفى الرذيلة الموجودة فيه بمحاربتها فى غيره ، أو كالفرد الذى يخفى ضعفه وجبنه ويتظاهر بالشجاعة والجراءة إلى حد التهور .

جوانب قصور نظرية فرويد :

أهم جوانب القصور التى تنطوى عليها نظرية التحليل النفسى لفرويد سواء فى منهجها أو مفاهيمها :

1 – استطاع فرويد بناء نظريته فى الشخصية من خلال تعميمات لملاحظاته لمرضى النفسيين الذين كان يعالجهم وفى هذا الجانب ارتكب خطأ جسيم فى خطواته لا ثبات صدق فروض نظريته فقد أجرى ملاحظته فى ظروف تفتقد إلى الضبط التجريبى وكذلك يعترف بأنه لم يسجل لفظاً ما كان يحدث بينه وبين مرضاه أثناء العلاج بل كان يعتمد على الذاكرة فى تفسيراته فيما بعد كما أنه كلن يقبل ما يقوله المرضى كما هو دون محاولة التحقق من صدقة بواسطة أى شكل من أشكال البرهان الخارجى .

2 – التعميم الشديد الذى وصل إليه فرويد من نتائج ملاحظاته للمرضى النفسيين النمساويين من الطبقة فوق المتوسطة والعليا على أساس تفسيره لشخيتهم ينطبق على كل البشر فى كل زمان ومكان بصرف النظر عن جنسياتهم وثقافتهم وطبقتهم الاجتماعية الاقتصادية .. الخ .

3- تأكيده المبالغ فيه لأهمية الغرائز البيولوجية وخاصة الجنسية فى تحديد شكل ومسار السلوك البشرى وإهماله لدوافع السلوك الاجتماعية كما أنه نسب إلى الطفل منذ ولادته رغبات شهويه وتدميرية .

4 – غموض مفاهيمه وعدم قابليتها لتعريف الإجرائى ومن ثم صعوبة قياسها ومن أمثلة ذلك ومفهوم الليبيدو والغريزة وعقدة أوديب .. الخ .

5 – أوضحت بعض الدراسات بطلان فرد فرويد الذى يعتمد على عدم صدق مفهوم ( عقدة أوديب ) كما تصوره فرويد الذى يتمثل فى أن مشاعر البغض الموجهة من الابن إلى الأب مصدرها هو الرغبة فى الأم والغيرة من الأب وخاصة فى المجتمعات التى تصادف أن الأب لا يقم فيها بوظيفية التأديب وإنما يقتصر دوره على حب الأم وعندئذ وجد أن مشاعر البغض توجه إلى الراشد القائم بالتربية أى الخال فى قبائل ( الترويرياند ) فى بعض جزر جنوب غرب المحيط الهادى .

ويرى العديد من المعارضين لنظرية " فرويد " أنه قد أعطى الوراثة والنضج وزناً أكبر مما يجب ، كما أعطى للسمات الشخصية المكتسبة اجتماعياً وزناً أقل مما يجب ، كما أن الخطوات التجريبية التى استخدمها فى إثبات صدق نظريته تعانى من القصور العلمى الشديد ، وتفتقر إلى التحكم والضبط ، كما أنها فشلت فى تقديم قواعد علاقية يمكن بها الوصول إلى تنبؤات أو توقعات محددة للسلوك فى العديد من المواقف المختلفة بالرغم من الأفكار ذات الجاذبية والإثارة التى صاغ بها نظريته .

2 – نظرية الأنماط :

من قديم الأزل وحتى اليوم اهتم الإنسان بتصنيف الأفراد إلى أنواع أو فئات أو طرز مختلفة ( أنماط ) حتى يكونون صورة أو فكرة عند أبراز خصائص الفرد الثابته تقريباً أى شخصية . وفى القرن التاسع عشر حاور الفسيولوجى الإيطالى " لمبروزو " تقسيم الناس إلى نمطين :       1 – مجرمين .                              2 – عاديين .

        بحسب صفات لجسمهم للمجرمين تميزهم عند العاديين وسبب ذلك حسب اعتقاده خطأ وراثى فى سلسلة تطورهم من الإنسان البدائى للإنسان العصرى وأو هو ارتداد إلى حالة الوحشية الأولى ذات الصفات المنحطة وعند هذه الصفات قرطحة الأنف استطالة الفك الأسفل – ودقة الذقن – انخفاض الجبهة وبروز الآذنين استبعاد محاجر العينين عن بعضهما وعدم تماثلها ظلت هذه النظريات سائدة فى علم الإجرام إلى أن اثبت العالم " جوزنج " سنة 1913 م أن نمط المجرمين لا يختلف عن نمط غير الممجرمين من حيث الصفات الجسمية واستخدم مجموعة تجريبية ضخمة من المجرمين والمجموعة الأخرى ضابطة من العاديين ووجد بالمقارنة بين المجموعتين أنه لا توجد فروق لها دلالة إحصائية  .

الأنماط المزاجية لأبوقراط وأنماط الجهاز العصبى لبافلوف والخصائص المميزة

لهذه الأنماط ( عن أوزولين Osolin 1960 )

تقسيم هيبوقراط

تقسيم بافلوف

الخصائص المميزة

النمط اللمفاوى

النمط القوى المتوازن الهادىء

والهدوء والبطء والبرود ، عدم التقلب وانفعالات سطحية غير عميقة .

النمط الدموى

النمط القوى المتوازن النشط المتحرك

المرح والأمل فى الحياة ، الحركة والنشاط والاندفاع ، لا تستغرق الانفعالات فترة طويلة بصورة دائمة ، القدرة على تكييف الانفعالات طبقاً للمواقف .

النمط الصفراوى

النمط القوى غير المتوازن

حدة الطبع والمزاج والتقلب والانفعالات القوية العميقة ، سرعة ودوام الاستثارة ، عدم القدرة على التحكم فى الانفعالات

النمط السوداوى

النمط الضعيف غير المتوازن

الميل إلى الحزن والتشاؤم ، بطء الاستثارة وعمقها ، سرعة الاستسلام لليأس .

        وقد أشار بعض الباحثين فى مجال علم النفس الرياضى أن النمط المزاجى أو نمط الجهاز العصبى السائد لدى الفرد قد يؤثر بدرجة كبيرة على مستواه الرياضى ، إذ أن هناك الكثير من الأنشطة الرياضية التى تتطلب تميز اللاعب بخصائص مزاجية معينة حتى يستطيع تحقيق أعلى المستويات الرياضية .  

الأنماط الجسمانية :

        حاول بعض الباحثين تقسيم الناس إلى أنماط تبعاً للميزات الجسمانية لكل فرد ، وفى اعتقادهم أن النمط الجسمانى يحدد شخصية صاحبه بصورة ما ، كما حاولوا إيجاد العلاقة بين هذه الأنماط الجسمانية وبين الصفات النفسية التى ترتبط بها ، ومن أشهر النظريات فى هذا المجال نظرية " كرتشمر Kretschmer " ونظرية " شيلدون Sheldon " .

1 – نظرية كرتشمر :

        أشار الطبيب الألمانى " كرتشمر " ( حوالى عام 1925 ) إلى أنه يمكن تقسيم الأفراد إلى ثلاثة أنماط جسمانية :

النمط الواهن ( النحيل ) :

        ويتميز صاحب هذا النمط بما يلى : النحافة ، متوسط القامة ، ضيق الأكتاف والقفص الصدرى ، وضعف العضلات ورقة الأطراف . 

النمط الرياضى :

        ويتميز صاحب هذا النمط بما يلى : متوسط القامة أو طويل القامة ، قوة العضلات ، اتساع الكتفين والقفص الصدرى ، نحافة الخصر ، طول الأطراف واكتساء الذراعين والساقين بالعضلات .

النمط المكتنز ( السمين ) :

  ويتميز صاحب هذا النمط بما يلى : قصر أو متوسط القامة ، استدارة الجسم ، اتساع الحوض ، سمنة الأطراف والميل للامتلاء ، قصر اليدين والرجلين والعنق ،ويقر " كرتشمر " أن هذه الأنماط ليست متمايزة تماماً ، إذ قد تختلط مميزاتها فى بعض الأفراد . 

نمط غير منتظم :

        نوع لا يميز بشىء مما سبق من الناحية الجسمية وهو لا يتصف بانتظام أبعاد جسمه، وهو أقرب إلى النوع النحيف فى نمط شخصيته ( 6 : 75 ) .

تعريف الأنماط المزاجية : -

المزاج ( بكسر الميم ) Temperement هى مجموعة من الصفات التى تميز انفعالات الفرد عن غيره من الأفراد ، كما أنة الخصائص التى تميز دينامية العمليات   الانفعالية .

رأى (راى أرنوف ويتنج ) :

النمط الحشوى :

        ويتميز بجسد ناعم بدين ويظهر مزاج عضلى وهو شخصية مرحة تنشد السلام مع مع المحيطين بها ، التقبل من جانب الآخرين .

النمط العضلى العظمى :

        يتميز بجسد عضلى صلب ، ويظهر مزاج عضلى ، وهو شخصية مناضلة مريحة مستقيمة .

النمط الدماغى :

        يتميز بجسد نحيل ضعيف ، ويظهر مزاج دماغى ، وهو شخصية متوترة تهتم بالأعمال أو المهن العلمية ( 6 : 260 ) .

2 – شليدون : -

        وقد خلص شليدون إلى ثلاثة أنماط رئيسية عن طريق التصوير الفوتوغرافى ، النمط السمين والنمط العضلى والنمط النحيل ، وقد ربط شليدون بين تلك الأنماط وبعض الخصائص البدنية والعوامل النفسية .

النمط البطنى :

 ويتميز أصحاب هذا النمط من الناحية الجسمانية بامتلاء الجزء حول الجهاز الهضمى أى سمنة البطن ، وهم عادة ذو أجسام مستديرة رخوة .

النمط العضلى :

ويسود فى هذا النوع العضلات والعظام والمتطرفون فيه هم النوع القوى من الرجال الذين يمارسون الرياضة .

النمط النحيل :

ويتميز أصحابه بالنحافة والنعومة .

وقد تمكن عدد من الباحثين من أمثال " كرتشمر " و " فلفرت " من التوصل إلى إيجاد العلاقات التالية بين الأنماط الجسمانية – كما يراها كرتشمر – وبين القدرات الحركية فى بعض الأنشطة التنافسية .

أصحاب النمط النحيل :

        يتميزون بسرعة الأداء الحركى ودقة الحركات وإجادتهم لحركات الخداع ( خير مثال على ذلك لاعب كرة القدم الأشهر " ستانلى ماتيوس " ) وبذل الجهد فى أداء الحركات بصورة دقيقة وصحيحة مع قدرتهم على سرعة التكيف لظروف اللعب المختلفة ومحاولتهم إخضاع مثل هذه المواقف تحت سيطرته .  

أصحاب النمط العضلى :

­        يقلون عن أصحاب النمط السابق بالنسبة لسرعة الأداء الحركى ويتميزون بقوة الأداء بارتباطها بقدر من البطء مع الميل لاستخدام الاحتكاك الجسمانى أثناء اللعب ويميلون إلى تغليب القوة العضلية على الرشاقة الحركية ، ولا يمتلكون القدرة على سهولة تكيف حركاتهم لظروف اللعب المختلفة .

أصحاب النمط المكتنز ( السمين ) :

        يتميزون غالباً بالبطء الحركى ولكن مع القدرة على توافق الأداء ويسعون لمحاولة الابتكار فى أداء الحركات أثناء اللعب مما يسبب صعوبة بالغة للمتنافسين مع إحجامهم عن تكرار الأداء الحركى الروتينى .

الأنماط النفسية :

أنه ليس من الضرورى أن تتجه دائماً إلى الأنماط الجسدية أو الأنماط الفزيولوجية عندما تحاول بناء نظرية للشخصية قائمة على الأنماط أنه من الممكن أن بدلا من ذلك إيجاد نظرية قائمة على الأنماط السلوكية أو النفسية وقد يكون من بين أفضل النظريات القائمة على الأنماط السلوكية تلك التى أقترحها " كارل يونج " عالم النفس السويسرى ( 1875 م – 1691 م ) التى تقسم الأفراد إلى مجموعتين هما الأنبساطية والأنطوائية فالشخص الأنطواى هو الذى يحاول الانكماش على نفسه ويتميز بالخجل وحب العمل منفرد وليس مع الآخرين أما الشخص الأنبساطى فهو على العكس من ذلك يميل إلى أن يكون اجتماعيا ويجد فى اختلاطه مع الآخرين متعه نفسية خاصة لذلك فأنه يحاول التفتيش عن العمل الذى يتيح له فرص الاختلاط بالآخرين بأكثر شكل ممكن أنه من الجائز أن يكون المنبسط فى حالات معينة تقليديا يعطى اهتمام خاصا لملابسه ومظهره الخارجى ولكنه يظل يتميز بسهوله تعامله مع الآخرين أنه  ليس من الصعب على أى فرد فينا أن يجد بين معارفه شخصا أنبساطياً أو شخص أنطوائياً بالمعنى الصحيح وهذا هو الذى يعطى لهذا النوع من التصنيف تقبلا ويفسر سبب شيوعه بين الناس.

 بناء الشخصية فى ضوء نظرية الأنماط :

أن تصنيف الناس لأنماط هو الأسلوب الطبيعى الذى يلجأ إليه المبتدئون فى دراسة الشخصية وظهر التصنيف بشكل واضح فى التصوير الأدبى للشخصية الذى بدأ عند " تبوقراسطى " الذى يلخص فى تعريف السمة ثم وصف الشخصية التى تسود لديهم السمة وتعير عن نفسها بطرق مختلفة وتوصلوا من هذه الصورة إلى الكشف عن اعتقاد بأن لكل إنسان نمط ثابتا يسلك وقفا له  .

        بحيث تصبح جميع تصرفاته متسقة بعضها عن بعض ومتسقة لها مع هذا النمط العام الشخصية ، ومن ابراز هؤلاء " جان دى لابربير " والذى كانت صورته الفنية التى قدمها فى الحقيقة وصفا للأفراد أكثر منها وصفا للأنماط .

3 - نظريات السمات :

        أن نظرية السمات تعتبر فى بعض جوانبها متعارضة مع نظرية الأنماط أننا هنا بدل من محاولتنا تصنيف الأفراد وفق بعض الأنماط السلوكية المعينه فأننا نعمل على تصنيفهم بناء على درجة توفر بعض السمات عندهم أننا فى حالة نظرية السمات هذه نستطيع فياس جوانب الشخصية وتقديم وصف لها اعتماداً على تحديد مواقع الفرد على مجموعة من المقاييس المتدرجة التى يمثل كل مقياس منها سمة معينة يمكننا تحديد موقع الفرد المعين على مقياس للذكاء أو مقياس لدرجة الحساسية العاطفية أو مقياس لمستوى الطموح على اعتبار أنكل سمة من هذه السمات تمثل جانباً الشخصية لما كانت اللغة مليئة بالسمات التى يمكن أستخدمها فى هذا المضمار فأن مجرد احتواء هذه السمات فى قائمة لا يكفى إذ لا بد من وضع أى ترتيب يتم بموجبة تجمع الصفات المترابطة فى مجموعات جزئية ليسهل الإحاطه بها استخدامها بشكل نافع ومعبر .

إسهامات جوردن ألبورت G.Allport :

        ينظر ألبورت إلى السمة على أنها ميل محدد أو استعداد مسبق للاستجابة ، ويعرف السمة بأنها " نظام نفسى عصبى يتميز بالتعميم والتمركز ويختص بالفردية ولدية القدرة على نقل العديد من المنبهات المتعادلة وظيفياً وعلى الخلق والتوجيه المستمرين لأشكال متعادلة من السلوك التعبيرى والتوافقى " .

        ويعتبر ألبورت السمة وحدة صالحة لدراسة الشخصية الإنسانية وعلى ذلك ينظر إلى مفهوم السمة من عدة زوايا تساعد فى تحديد هذا المفهوم :

( أ ) سمة الشخصية نوع معقد من العادات وهى أكثر عمومية من العادة حيث تتكون السمة من عادتين أو أكثر .

( ب ) وظيفة السمة توضيحية أة تدل على مضمون خاص فى بناء شخصية الفرد حيث أن أى سمة تلعب دوراً هاماً فى عملية الدافعية عند الإنسان .

( جـ ) سمات الشخصية مستقلة عن بعضها استقلالاً نسبياً بمعنى أنه يمكن أن توجد رابطة من نوع خاص بينها .  

وعلى العكس من ذلك فأن الخصائص ذات الأهمية ولكن ليس على مستوى السمات الرئيسية فأنها تتضمن " السمات المركزية " كسمات مثل العدوانية والخجل وهذا النوع من السمات هو الأكثر شيوعاً ويظهر فى العديد من جوانب خياة الفرد إلا أنها لا تحمل قوة السمات الرئيسية . أما الخصائص التى تنشأ كتفصيلات أو سلوكيات موقفيه فقد أطلق عليها مصطلح السمات الثانوية .

وأشار " ألبورت " أن سمة العدوان يمكن أن تحدث فى العديد من المواقف المتخلفة " مع الزملاء أو مع الجماعة أو الفريق أو فى المواقف الرياضية فى المنافسات وغير ذلك من المواقف يمكن أن ينتج عن هذه المواقف غير المتشابهة أنواع من السلوك أو الاستجابات المتشابهة مثل العدوان على الزملاء " الغضب أو الانفعال مع الفريق التهجم أو العنف فى المنافسات الرياضية ( 4 : 106 ) .

أن السمة هى أصل تكوين الشخصية الإنسانية ووحدة دراستها وأن القياس الكمى لتلك السمات يعتبر ذا فائدة علمية فى دراسات الشخصية فى المجال الرياضى ، غير أن المقاييس المشتركة للسمات الفردية ( سمات عامة ) يكون لها قدرة تنبؤئية معينة غير دقيقة حيث لا تضع فى الاعتبار الفردية والذاتية المميزة للاعب .             

هناك بعض السمات لها قدرة دافعية للسلوك أكثر من غيرها وعليه فهناك اختلافات شاسعة فى السمات من حيث مقدار هذا التأثير لكن هناك دائماً إشارة مسبقة ترتبط بتنشيط السمة وعادة ما يبحث الفرد بنشاط عن المنبهات التى تناسب ممارسة النسب .

يرى ألبورت أن السمة لا يمكن تعريفها من خلال استقلالها الجامد بل من خلال صفاتها الرئيسية وعليه فإن السمة تميل إلى أن يكون لها مركز تمارس حوله تأثيرها ولكن السلوك الذى تؤدى إليه يتأثر فى الوقت ذاته وبوضوح بالسمات الأخرى ، فالسمات متداخلة لا حدود فاصلة بينها .                   

بناء الشخصية فى ضوء نظرية السمات :

فى هذه النظرية يوجد مراحل يمكن أن يمر بها العالم من أجل الوصول لمفهوم السمة وهذه المراحل :

المرحلة الأولى : وفيها ترجع السمة للانفعال أو السلوك الذى يقوم به الفرد وتصرفاته فى عديد من المواقف وتستدل من ذلك وجود خصائص مشتركه بينهم .

المرحلة الثانية : ترجع السمة إلى الشخص الذى يقوم بالسلوك كأن نقول عنه حذر أو متسرع ممن الطبيعى أن ينتقل الوصف من السلوك إلى الشخص ، فالسلوك قد يكون وقتيا عابر أو عند انتهائه يصبح فى خبر كان أما الشخص فموجود سواء قبل قيامه بالسلوك أو بعده.

المرحلة الثالثة : تسمية المفهوم أو الصفة ، فبعد تعرير أمكانية وصف الشخص بصفة ما نتيجة ملاحظتنا لسلوكه على فتره طويلة من الزمن ، فأننا نشير إلى هذه الصفة كشئ ما ونعطيه اسما فنقول أن هذا الشخص لديه سمة معينة هى سمة الحرص أو غيرها من السمات.

تعريف السمات :

" ألبورت " هى نظام نفسى وعصبى مركزى عام ( يختص بالفرد ) يعمل على جعل المثيرات المتعددة متساوية وظيفياً كما يعمل على إصدار توجيه أشكال متساوية من السلوك التكيفى والتعبيرى .

4 – نظرية التعلم الاجتماعى :

وقد أشار " البرت بانديورا Bandura " إلى أن نظرية التعلم الاجتماعى فى الشخصية لى جانبين رئيسيين هما : " النمذجة أو القدوة  Modeling" ويقصد بذلك محاكة السلوك      – أى التعلم من خلال الملاحظة – وإلى " التعزيز الاجتماعى Social reinforcement " الذى يتأسس على فريضة أن السلوك الذى يتم تعزيزه أو تدعيمه يميل إلى أن يتكرر مرة أخرى ، ويمكن تعريف التعزيز الاجتماعى بأنه عملية اتصال لفظى أو غير لفظى بين فردين والتى يمكن أن تزيد من قوة الاستجابة .

وقد اعتنق هذه النظرية عدد من الباحثين منهم " باندوره ميشيل " قاموا بتوسيع عدة مفاهيم حول السلوك الإنسانى المعقد ويشير " باندوره " إلى أن السلوك العدوانى سلوك اجتماعى متعلم يكتسبه الفرد كأى نوع من السلوك وقداسهم فى وصف السلوك كوظيفة للتعلم الملاحظ .

ومن وجهة نظر نظرية التعلم الاجتماعى فإن السلوك ليس – ببساطة – وظيفة الدوافع اللاشعورية ( طبقاً للنظرية الدينامينفسية ) أو طبقاً لاستعدادات كامنة ( فى ضوء نظرية السمة) ولكن السلوك البشرى هو وظيفة التعلم الاجتماعى وقوة الموقف ، فالفرد يسلك طبقاً لما تعلمه من سلوك وبصورة متسقة مع القيود البيئية .

وتعتبر نظرية التعلم الاجتماعى من النظريات التى اهتم بها علماء النفس الرياضى حديثاً ، وقد تطور منها أساليب متعددة من بين أهمها تعلم السلوك من خلال ملاحظة النماذج أو التعلم بالقدوة وتعلم السلوك عن طريق التعزيز أو التدعيم .

فعلى سبيل المثال عندما يتغاضى المدرب الرياضى عن السلوك العدوانى للاعب فإن مثل هذا الإجراء يشجع اللاعب على الاستمرار فى عدوانيته وإظهار مثل هذا السلوك فى المواقف الرياضية ، وعلى عكس ذلك فإنه عندما يقوم المدرب الرياضى بتشجيع سلوك اللعب النظيف Fair play لدى اللاعب وعقاب لاعب آخر على سلوكه العدوانى فإن مثل هذا الإجراء يدخل فى إطار التعلم الاجتماعى .

5 – النظريات الإنسانية : - 

        وهى الفئة من النظريات التى تولى اهتماماً خاصاً بالخبرة الشخصية التى يمر بها الأفراد ومشاعرهم ومفاهيمهم الخاصة فضلاً عن وجهة نظرهم وتوجههم نحو العالم والذات ، وهذا هو جوهر الاتجاه الفينومينولوجى الذى يتبناه بعض أصحاب النظريات الإنسانية والنظرية التى تعرض لها هنا كنموذج لهذه الفئة من النظريات هى نظرية كارل روجرز على النحو التالى :

أ – نظرية كارل روجرز :

        يفترض أن هناك ثلاثة مكونات للشخصية :

1 – الكائن العضوى : وهو الفرد ككل .

2 – المجال الظاهرى : وهو مجموع الخبرة .

3 – الذات : وهى الجزء المتميز من المجال الظاهرى ، ويتكون من نمط لإدراكات القيم الشعورية بالنسبة للضمير المتكلم أنا ، ويمتلك الكائن العضوى مجموعة من الخصائص هى :

أ – أنه يستجب ككل منظم للمجال الظاهرى حتى يشبع حاجاته .

ب – أنه له دافعاً أساسياً واحداً هو أن يحقق ذاته وأن يصونها ويعززها .

جـ - أنه قد يرمز خبراته بحيث تصبح شعورياً ، أو قد ينكر عليها الرمز بحيث تظل لاشعورية أو قد يتجاهلها كلية .

المجال الظاهرى : خاصة أنه يكون شعورياً ، أو لا شعورياً ، وذلك طبقاً لما إذا كانت الخبرات التى تكون المجال تحولت إلى رموز أم لا .

أما الذات فهى جوهر نظرية " روجرز " ومن ثم لها خصائص عديدة من أهمها :

أ – أنها تنمو من تفاعل الكائن مع البيئة .

ب – أنها قد تمثل قيم الآخرين وتدركها بطريقة مشبوهة .

جـ - تحاول الوصول إلى حالة الاتساق .

د – يسلك الكائن بأساليب تتسق مع الذات .

هـ - الخبرات التى لاتتسق مع الذات على أنها تهديدات .

و – وقد تتغير الذات نتيجة للنضج والتعليم .

6 – نظرية الأدوار :

        إن نظرية لعب الأدوار من نظريات التعلم فى مفهومها الخاص بدراسة الشخصية ،

وهذه النظرية تعنى بوصف شخصيات الأفراد من خلال أساليب يعتمدونها فى القيان بالأدوار

التى يفرضها عليهم المجتمع الثقافى المحيط بهم ، والأدوار التى يقوم بها الفرد كثيراً منها دوره كطفل وأب ورجل وعامل ومواطن ... إلخ ، ووجهة التشابه بين هذين النوعين من النظريات يكمن فى كونها نظرية الأدوار تسلم إلى الجوانب البيولوجية فى شخصية الفرد ، ويمكن أن تكتسب المرونة الكافية لتمكنه من لعب أدوار مختلفة حسب المواقف المتعددة التى يمر بها ، ومن الواضح أن الفرد يتعلم بطريقة القيام بالأدوار المختلفة ، وذلك من خلال خبراته مع البيئة الثقافية من حوله .

        كما أن الاختلاف بين النظريتين يكمن فى أن نظرية التعلم تنظر إلى الاستمرارية فى السلوك على أنها نتيجة العادة بينما ترى نظرية الدور مثل هذه الاستمرارية تعزى إلى ثبات الدور الذى يلعبه الفرد هكذا ، فبينما ترى أحد النظريتين أن الثبات فى السلوك ناتج من تأثير المجتمع ، وترى الأخرى أنه ناتج من طبيعة العادة المتكونة لدى الفرد