مقدمـــــة

    الحمد لله نحمده حمداً يرضاه ، ونشكره شكراً يقابل نعماه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد .

       أثبتت الخبرة الطويلة وواقع التجربة العملية أن التسويق كان في كثير من الأحيان السبب الرئيسي وراء كثير من حالات النجاح الذي حظيت به مؤسسات أعمال معينة، كما كان في الوقت نفسه سبباً لحالات فشل ذريع منيت به مؤسسات أخرى. وإذا كانت المعلومات هي إحدى المدخلات الاستراتيجية في عملية صنع القرار التسويقي، فإن توفيرها لصانع هذا القرار بالجودة العالية يعتبر مطلباً أساسياً لتفعيل هذه العملية ومدها بالآليات اللازمة لذلك. وضمن هذا السياق، تعتبر بحوث التسويق هي الأداة التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك وتوفير القاعدة المعلوماتية التي تحتاج إليها عملية إدارة النشاط التسويقي بكفاية عالية.

     والحقيقة، أن هناك مدرستي فكر رئيسيتين حول التعلم. الأولى، ترتكز على مقولة أنه لا إنجاز بدون جهد ومعاناة، في حين ترى المدرسة الثانية أن النشاط إذا كان ممتعاً فإنه سيولد قوة الحفز الكافية للاستمرار في تأديته، وهو ما يقود بالتالي إلى تحقيق الإنجاز. وعند تأليف هذا الكتاب حرص المؤلفون على أن يكونوا من أنصار المدرسة الثانية حيث استهدفوا من خلال رزمة الموضوعات المقدمة تعظيم إمكانيات التعلم بأدنى مستوى من المعاناة والإجهاد الفكري. فقد جاءت اللغة بسيطة وسلسة، كما أثرت التمارين العملية والحالات التطبيقية المادة العلمية وجعلتها أكثر متعة.

        وتتناول فصول هذا الكتاب مجموعة من الموضوعات المتعلقة ببحوث  التسويق ، هي على التوالي : بحوث التسويق – مفاهيم اساسية  ، وانواع بحوث التسويق  ، وخطوات اجراء البحوث التسويقية ، و مصادر وأساليب قياس البيانات في بحوث التسويق ، والعينات ومجتمع البحث ، و اساليب المعاينة والتنبؤ ، وتحليل البيانات  التسويقية ، والتقرير النهائي  للبحث التسويقي.

                                                 د/ محمد حسن احمد مهدي