إن علم الاقتصاد بالإضافة إلى انه علم اجتماعي ،  هو علم متشعب المسالك مترامي الأطراف متعدد النواحي ، فقد يكون الاقتصاد نظريا بحتا أو تطبيقيا أو اجتماعيا أو صناعيا أو زراعيا ، و قد يكون الاقتصاد فرديا أو قوميا أو دوليا ، كما قد يكون طبيعيا أو نقديا .

و قد يختلف التفكير الاقتصادي و المنهج الاقتصادي و الفلسفة الاقتصادية من مجتمع إلى أخر و من مفكر إلى أخر و من نظام إلى أخر . و مع ذلك فان هناك أرضية مشتركة يقوم عليها منهج الاقتصاديين في البحث و تتمثل هذه الأرضية  في النظرية الاقتصادية ، و التي نشأت عن افتراضات أساسية للسلوك الإنساني والمتمثل في سلوك الفرد أو سلوك الجماعة .

و مهما تعددت فروع علم الاقتصاد و تشعبت مسالكه فانه في النهاية هو علم اجتماعي يهدف إلى دراسة السلوك الاقتصادي للفرد أو الجماعة  من أجل تعظيم رفاهته من خلال حل مشكلته الاقتصادية و العمل على إشباع حاجاته المتزايدة و المتجددة  عبر الزمن . و لضمان  مستوى معيشي  معقول  للفرد فلا بد من التفكير في إسلوب يضمن استمرار  هذا المستوى عبر الزمن ، و لقد وجد علماء الاقتصاد  أن هذا الاسلوب أو هذا المنهج  يندرج تحت علم  التنمية الاقتصادية و الذي يعد اكثر فروع علم الاقتصاد إثارة و تحديا .

 كما أن البعض يرى أن التنمية الاقتصادية ليست في الحقيقة فرعا مميزا من فروع علم الاقتصاد ، بل أن هذا العلم ( التنمية الاقتصادية ) يعتبر هو أحد الفروع العامة لعلم الاقتصاد ، كما أن تدريس هذا الفرع من الاقتصاد في الجامعات و المؤسسات التعليمية  اصبح من الموضوعات التي طرأ عليه تغير كبير خلال الربع الأخير من القرن العشرين .