حركة الترجمة

أما حركة الترجمة فقد بدأها محمد علي باشا والي مصر في مشروع تكوين جيشه، فرعى الحركة، وأحضر مطبعة عام 1828م (جاءت مطبعة أخرى بعدها إلى سوريا). وأهم من ترجم الكتب العلمية للجيش أيام محمد علي، هو رفاعة رافع الطهطاوي، ولكن الطهطاوي أثر في الأدب الحديث آثاراً أبلغ، فلقد ألف كتاباً عن رحلته "تخليص الأبريز" في أسلوب حديث، ينقل صوراً موحية بالحياة السياسية والاجتماعية في فرنسا، كما ترجم أول رواية أدبية "تليماك" لفنلون الفرنسي. ولكن أثر الطهطاوي في النهضة الأدبية تأخر.

وكذلك أثرت المدرسة التي نشطت في بيروت وتونس للتأليف والترجمة، وتأثرت بالاحتكاك المباشر بالبعثات التبشيرية في لبنان، إذ نهض بها بطرس البستاني (1883)، وفارس الشدياق (1887)، وإبراهيم بن ناصيف اليازجي(1906). وكذلك محمد بيرم (1889) من تونس الذين ساهموا جميعاً في نشأة الصحافة العربية التي كان لها أكبر الفضل – بعد الإحياء والترجمة - في تنشيط الحركة الأدبية الجديدة. وتعد الصحافة – التي نشأت في مصر أولاً بمساعدة الشاميين في مستهل عهدها، ثم يدفع قوى مصري صميم – البوتقة التي صقلت الأساليب الحديثة، وأذاعت الأفكار والآراء، وكانت المجال الحيوي. الطبيعي للأدب الحديث.