خصائص اللغة العبرية الحديثة

اللغة العبرية الحديثة هي عبارة عن انبثاق عن اللغة العبرية الكلاسيكية مع الكثير من التعديلات والتطويرات التي لقيتها من أجل تليينها على الألسن ومن أجل تسهيلها، فقد دخلت عليها الكثير من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية، واللغة الآرامية، واللغة اليديشية، واللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى لغات أخرى كالألمانية والروسية والفرنسية.

وهناك عملية آخري مرتبطة بعملية إحياء اللغة العبرية وهذه العملية هي توسيع المعجم اللغوي للعبرية، ففي بداية مرحلة الإحياء واجه المتحدثون مشكلة الفقر الشديد في المفردات اللازمة للتعبير عن أفعال وأشياء تخص الحياة اليومية.

وقد’سد هذا النقص في المفردات من خلال مصادر تاريخ العبرية، وأحياناً يتم ذلك من خلال الخلط بين معاني الكلمات المترادفة والتي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة مثل (ولد ورضيع)، (وجبة ومأدبة)، وأحياناً أخرى من خلال اقتراض الكلمات من اللغات الأجنبية. وقد اشترك في عملية التوسيع المعجمي أفراد ومؤسسات، وكان من أبرز هؤلاء الأفراد بن يهودا، ويوسيف كلوزنر، وبيالك وغيرهم، أما المؤسسات فكان من أهمها المجمع اللغوي العبري. واستمر هذا النشاط أيضاً خلال فترة الهسكالا، حيث اتجه أعضاء الحركة إلى استخدام مفردات توراتية غير معروفة مع تغيير معانيها مثل (מכונה-בקורת)،وبالإضافة لذلك كانوا يختاروا أيضاً مفردات قريبة في نغمتها من نغمات كلمات أجنبية أرادوا ترجمتها إلى العبرية.

ولم يقتصر الأمر على الكلمات المفردة بل شمل أيضاً التراكيب اللغوية مثل (تلغراف - قاطرة)، وكانت هناك رؤية آخري لعملية استحداث المفردات ترى أنه من الأفضل أن تتم ترجمة التراكيب اللغوية المستعارة من اللغات الأوروبية كما هي مثل (منفوخ-الأرض) أو البطاطس و(كتاب-الكلمات) بمعنى المعجم وغير ذلك. ولكن مع بداية انتشار الحديث بالعبرية فضلت عملية استحداث المفردات الصيغ المفردة عن التراكيب اللغوية سواء كان ذلك من خلال الأوزان المختلفة للجذور أو عن طريق إضافة سوابق أو لواحق لكلمات موجودة في اللغة مثل كلمة دولي التي تتكون من كلمة محلي والسابقة בין.

ولقد ’عقدت الكثير من جلسات النقاش بين مستحدثي المفردات من أجل التوصل إلى طرق استحداث المفردات ، وقد دارت إحدى هذه الجلسات حول اقتراض مفردات من لغات أوروبية الأمر الذي اعترض عليه بن يهودا الذي رأى ضرورة تحويل جميع المفردات المستعارة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العبرية، وهو ما حدث وظهر عدد كبير من المفردات ذات الأصل الأجنبي التي تجنست بالعبرية الإسرائيلية، وذلك بواسطة الملائمة للنظام الصوتي العبري. وكانت هناك جلسة أخرى دارت حول اقتراض جذور  ومرفيمات من العربية.

طريقة النطق ([1]):

منذ بداية القرن التاسع عشر اشتد النقاش حول مسألة النطق الصحيح للغة العبرية؛ حيث فضّل أعضاء حركة الهسكالاه طريقة النطق السفاردية للغة العبرية، والتي حافظت من وجهة نظرهم على الكثير من سمات العبرية الكلاسيكية. وفي مقابل هذا قام إحياء عبرية الكتابة على أساس طريقة النطق الإشكنازية؛ حيث ظهر ذلك في الأشعار المكتوبة التي كانت تحتوي على سجع إشكنازي مثل قصيدة بيالك "عصفورة".

ومع بداية الحديث بالعبرية ازدادت الحيرة حول طريقة النطق المستخدمة وخاصةً فيما يتعلق بالطريقة التي سيستخدمها المعلمون في المدارس العبرية. وكان القرار الذي تم اتخاذه هو أن يتم التدريس لمدة عامين باستخدام طريقة النطق المعروفة للطلاب، وخلال العامين الآخرين يتم الأمر باستخدام طريقة النطق الأخرى؛ حيث كانت الدراسة في المدارس لمدة أربع سنوات، ولكن هذا القرار لم يكن عملياً وفي النهاية قرر مجمع اللغة العبرية بعد مناقشات طويلة فرض الطريقة السفاردية وقد حدد أن أحد أهدافه في ذلك هو الحفاظ على خصائص اللغة الشرقية.

وعلى المستوى العملي افتقد المتكلمون القدرة على استيعاب الفروق الموجودة في النطق الإشكنازي والتي لم تكن موجودة في النطق السفاردي، وخاصة التمييز بين حركتى القامتص والباتاح وبين حركتى الصيرية والسيجول وكذلك بين التاء المشددة والمخففة. وعلى العكس أيضاً لم ينجحوا في استيعاب الفروق الموجودة أيضاً في النطق السفاردي مثل الفرق بين نطق الصوامت الحلقية والمشددة وبين السكون المتحرك والشدة الثقيلة. وبشكل عملي ’استحدث نظام جديد لطريقة النطق ،الذي يعتبر بمثابة القاسم المشترك للنطق الإشكنازي والسفاردي

 

[1] ) إحياء اللغة العبرية

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A9 – 15/4/2016