بسم الله الرحمن الرحيم
علم الأنسجة histologie هو العلم الذي يهتم بدراسة النسج الحيوانية والنباتية وخلاياها دراسة مجهرية. ولا يكتفي علم النسج المعاصر بدراسة الشكل الخارجي للنسج بل يتناول دراسة مكوناتها الكيميائية (كيمياء نسيجية histochimie وكيمياء خلوية cytochimie) وفعالياتها البيولوجية (الفيزيولوجية النسيجية histophysiologie). لذلك يقدم هذا العلم المعطيات الأساسية لفهم علم الفيزيولوجيا وعلم الجنين وبقية فروع علوم الحياة. وفي المجال الطبي يتمثل علم النسج بالتشريح المرضي المجهري، وهو أساس علم الأمراض، إذ تُسْتَخْدَم التقنيات النسيجية في دراسة النسج المريضة.
ظهر علم النسج مع ظهور المجهر، وتطور خصوصاً حين ظهرت الأجهزة الضوئية الجيدة عام 1830م، وشهد تطوراً لافتاً في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
أما علم النسج الجزيئي فيهدف إلى دراسة جزيئات معينة في النسيج أو الخلايا أو في العضيات الخلوية وإظهارها، وخاصة المورثات (الجينات) والرنا الرسول mRNA الخاص بها والبروتينات التي ترمز لها، بحيث يحدد وضعها وشكلها. وهكذا فإن هذا العلم يسمح بوصف المورفولوجيا الخلوية والنسيجية على مستوى بُناها وتآثراتها الجزيئية.
إن أي دراسة نسيجية تستوجب القيام بأربع خطوات متتابعة هي: اختيار المادة المدروسة والتقنيات التي تسمح بإظهار البنى أو الظواهر التي تُطلب دراستها، وإنتاج صور لتلك البنى أو الظواهر بوساطة وسائل ضوئية، ثم تفسير هذه الصور. وتختلف الطرائق المستخدمة في علم النسج باختلاف المادة المدروسة والهدف من الدراسة، سواء كان تشخيصاً نسيجياً مرضياً عند الإنسان أم الحيوان أم مشروع بحث.