هدفت الدراسة التوصل إلى نموذج بنائي عام يجمع بين الذكاء الروحي والعفو بوصفهما متغيرين وسيطين يفسران العلاقة بين استراتيجيات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتية، وكذلك التعرف على إسهام متغيرات الذكاء الروحي وأبعاده الفرعية، وكذلك العفو وأبعاده الفرعية في تفسير الهناءة الذاتية. وطبقت الدراسة على عينة من المجتمع المصري قوامها 737 فرداً من مختلف الفئات والشرائح في المجتمع. وأظهرت النتائج وجود توسط جزئي للذكاء الروحي والعفو في العلاقة بين التفاعل السلبي والهناءة النفسية، وفي العلاقة بين التفاعل الإيجابي والهناءة النفسية، وتوسط جزئي للعفو فقط في العلاقة بين التصرفات السلوكية، والهناءة النفسية، وأشارت نتائج المربعات الجزئية الصغرى PLS إلى إمكانية تنبؤ الذكاء الروحي (التفكير الوجودي الناقد، وإنتاج المعنى الشخصي، وتسامي الوعي، والحالة الشعورية، والدرجة الكلية) بالهناءة الذاتية (الاستقلالية، والتحكم في البيئة، والنمو الشخصي، والعلاقات الإيجابية مع الآخرين، ووجود هدف في الحياة، وتقبل الذات، والدرجة الكلية) لدى عينة الدراسة، وكذلك إمكانية تنبؤ العفو وأبعاده بالهناءة النفسية وأبعادها. تؤكد نتائج الدراسة الحالية أنه عند رصد العلاقة بين متغيري أساليب مواجهة الضغوط (التفاعل السلبي، والتفاعل الإيجابي، والتصرفات السلوكية) والهناءة النفسية يجب الأخذ بالاعتبار متغيري الذكاء الروحي والعفو بوصفهما يفسران قدراً كبيراً من هذه العلاقة المفترضة.