تعتبر المعرفة بالاستعارة وإبداعها وتوظيفها من المهارات التي يحتاج إليها كل باحث في العلوم الاجتماعية، لأنها تساعد في إنتاج الأفكار الجديدة – مثلما يقول "أرسطو" – ولقد أدت الاستعارة دوراً محورياً في تأسيس وبناء العلوم الاجتماعية وتطورها.
وبناء على ذلك، تكشف هذه الورقة عن معنى الاستعارة وقوتها الإرشادية في العلوم الاجتماعية، وتناقش المقاربات النظرية المفسرة لها، ومن خلال بعض النماذج المثيرة للاستبصار، يؤكد الباحث على قوة حضور الاستعارة لدى علماء الاجتماع في المرحلة الكلاسيكية والمعاصرة، إلا أن علماء الاجتماع في المرحلة المعاصرة، نجحوا في تجاوز العلوم الطبيعية، التي كانت المصدر الوحيد للاستعارات التي اعتمد عليها رواد علم الاجتماع الكلاسيكيين مثل: أوجست كونت، وإميل دوركهايم، وهربرت سبنسر وغيرهم، هنا ظهرت استعارات من الاقتصاد والفن والأدب والمسرح، وكان لها دوراً كبيراً في بناء النظرية الاجتماعية لدى بعض العلماء المعاصرين، مثل: إرفنج جوفمان، وبيير بورديو، وزيجمونت باومان وغيرهم.

