لن يكون من المستغرب اليوم، القول بأنه من الطبيعي أن تحدث الكوارث والأزمات، والقاسم المشترك بين الكوارث التي تقع خلال السنوات الأخيرة، مثل: وقوع هجوم إرهابي، أو تفشي وباء، أو ثورة بركان، أو وقوع زلزال مدمر، غير أنها أشكال مختلفة من الكوارث، التي ينتج عنها عدد كبير من المخاطر والتداعيات، وصور من الدمار، وقدر من الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية، إنها جميعًا تشترك في سمة واحدة، وهي أن كل واحدة منها عبارة عن غزو ضد النظام الاجتماعي، أو بمثابة تهديد مباشر ووجودي للمجتمع ومكوناته.
ويحدد النظام الاجتماعي، الذي تم اختراعه من أجل ضبط حياة البشر، ودعم رفاهيتهم وأمنهم، كيف يمكن للمجتمع أن ينجو من مثل هذه الكوارث، وما تخلفه من اضطرابات، سواء كانت هذه الكوارث طبيعية، أو من صنع البشر، أو مزيج من الاثنين، وبعبارة أخرى، تحدد مرونة المجتمع وأفراده وجماعاته ونظمه، ما إذا كانت الأزمات المترتبة على وقوع كارثة، ستكون قصيرة أم طويلة العمر في أعقاب الكارثة، ولذلك أصبحت كلمة المرونة Resilience في السنوات الأخيرة، ذائعة ومتداولة عبر العديد من الخطابات الأكاديمية والسياسية والإعلامية، إضافة إلى الأهمية التي تحظى بها داخل العديد من المجالات الأخرى، مثل: الاقتصاد، والصناعة، والتخطيط ووضع السياسات، والحوكمة.