نبذة عن الكتاب

لماذا استطاعت المسيحية في أمريكا اللاتينية أن تبتكر لاهوتاً للثورة والتحرير، في حين فشل الإسلام، أو بالأحرى الإسلاميون، في تأسيس لاهوت تحرير إسلامي يستطيع أن يستوعب قيم التحرُّر والمساواة والعدل؟ هذا هو التساؤل الرئيسي الذي يدور حوله هذا الكتاب، ويتفرع عنه تساؤلات من قبيل: ماذا تُعْنِي الثورة من المنظور الفلسفي؟ وهل ثمة مبدأ مُفسر فلسفيًّا، وليس تاريخيًّا، لحدوث الثورات؟ وما حدود تأثير الدين في الثورة؟ وما حدود أثر الثورة على الدين؟ ومتى يتحول الفكر الديني إلى أداة للتغيير والثورة على الظلم، ومتى يتحول إلى أداة في خدمة الاستبداد؟

في هذا الكتاب، يحاول الباحث الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها في اثنا عشر فصلاً، ومن خلال أربعة محاور رئيسية: يتمثل المحور الأول في التطرق للنظريات التي تُفسر الثورة في التراث الفلسفي الغربي تحديداً، حتى يمكن الوقوف على واقع الثورة من الدين، وواقع الثورة من العقل والعاطفة. وكذلك إمكانية الطرح الإسلامي لمفهوم الثورة، وهل هناك فعلاً ثورات في التاريخ الإسلامي أم أنها كانت مجرد حركات تمرُّد؟

ويتمثل المحور الثاني في عرض وتحليل الرؤية الفكرية لتيار (لاهوت التحرير)، وهو تيار ظهر أساسًا من داخل الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية في أوائل الستِّينيات. وفي هذا الإطار تناول الباحث إسهامات أهم مؤسسي هذا التيار الثوري، من أمثال: "كاميلو تورِّيس"، و"أوسكار روميرو"، و"جوستافو جوتييريز"، و"ليوناردو بوف"، و"هلدَر كامارا"، وغيرهم.

ويتمثل المحور الثالث في عرض وتحليل إسهامات المفكرين الإسلاميين، الذين أسّسوا للتيار المُسمى (اليسار الإسلامي)، وعلى رأسهم "محمود محمد طه"، و"علي شريعتي"، و"سيد قطب"، و"حسن حنفي"، و"الإسلاميّين التقدّميّين" في تونس.

ويقف المحور الرابع على الأسباب الرئيسية في إخفاق اليسار الإسلامي، والحركات الإسلامية المعاصرة في إحداث التغيير الاجتماعي الحقيقي في المجتمعات العربية والإسلامية.