hassan.sobhy

دكتور/ حسن صبحي حسن مصطفى

استاذ مساعد - استاذ متفرغ بقسم الاقتصاد

كلية التجارة

العنوان: قسم الاقتصاد بكلية التجارة بسوهاج

37

إعجاب

الاقتصاد الرياضى

2018-09-17 19:28:36 |

مقدمـــــــــة الكتاب

تلاحظ من الدراسات المكتبية و التاريخية ان الفكر الاقتصادي الحديث قسم علم الاقتصاد إلى ثلاثة أقسام ، الأول منه كان يتمثل في الاقتصاد التحليلي و يهدف هذا القسم إلى اكتشاف و تحليل النظريات العامة التي تحكم الظواهر الاقتصادية  مما يؤدي إلى اكتشاف و دراسة المبادئ و المفاهيم و التعريفات و التي تشكل الخلفية النظرية لعلم الاقتصاد مما يترتب عليه الوصول إلى أدوات التحليل التي تستخدم في معالجة المشكلات الاقتصادية و هنا يعرف العلم بأصول الاقتصاد أو النظرية الاقتصادية . أما القسم الثاني فقد تمثل في الاقتصاد التطبيقي فبعد التنظير و دراسة النظرية الاقتصادية كما هو مبين بالقسم الأول  ، تأتي مرحلة تطبيق المبادئ العامة ، و التي تم التوصل إليها في قسم الاقتصاد التحليلي ، على مشاكل عملية . و يأتي القسم الثالث منه متمثلاً في الاقتصاد الوصفي و في ظل هذا القسم يتم عرض المشاكل الاقتصادية بالتوصيف لمظاهرها و أسبابها دون  محاولة اقتراح حلول لعلاجها و يترك ذلك للاقتصاد التطبيقي . و قد تعاني معظم الدراسات في المجال التطبيقي من افتقارها للتحليل الرياضي في حل مشاكلها الاقتصادية ، الامر الذي يؤول لعدم المامها بالصيغ الرياضية الحديثة او لصعوبة تطويع الاقتصاد برمته واخضاعه للتصييغ الرياضي في حل المشاكل الاقتصادية ولاسيما وان التحليل الرياضي له اهميته المعروفة في الدراسات الاكاديمية البحثية الهادفة الى الانتقال بوضع الامم والاقتصادات صوب التنمية والتطور والرقي.

و شهد العصر الحديث تطوراً كبيراً فـي مجـال علم الرياضيات ,اذ لوحظ تطور التحليل الرياضي بصورة واضحة من قبل المدرسـة الحدية والمنهج الحدي مقارنة بباقي مدارس الفكر الاقتصادي , علمـا ان المنهجيـة الاستقرائية او التجريبية والاستنباطية التجريدية تناوب استعمالهما مع تطور هذه المدارس الفكرية ,اذ دخل الاسلوب الرياضي في دراسـات الاقتصـاد الجزئـي والكلي, وان الرياضيات ومنها الاقتصاد الرياضي ارتبطت منذ القـدم بالفلسـفة والمنطق ,أي فلسفة الرياضيات مثل الفلسفة الوضعية لديكارت وفلسفة نقد العقل المجرد لـ Kant([1]) والديالكتيكية الماركسية وغيرها وتم تطويعها تدريجيا لحل مشاكل التنميـة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وخدمة برامج التطوروالنمو وذلك باعتماد نماذج رياضية مثل نموذج هارود ودوماروسلاتسكي وغيرها. و استخدام علم الرياضيات في خدمة التحليل الاجتماعي والاقتصادي يعود إلى القرن السابع عشر، وبعد ذلك أنتشر بين الاساتذة العاملين في حقل الاقتصاد، لا سيما في الجامعات الألمانية، وهو أسلوب التدريس الذي ظهر وتناول على وجه التحديد الاسس الرياضية مع عرض مفصل للبيانات ولأنها تتعلق بالإدارة العامة للاقتصاد. الاستاذ غوتفريد حاضر الاقتصاد بالاسلوب الرياضي، وخصوصا في الإحصاءات. وفي الوقت نفسه، قامت مجموعة صغيرة من الأساتذة في جامعة انكلترا باستخدام لوسيلة رياضية في بحث عن " المنطق من قبل شخصيات على الأمور المتعلقة بالحكومة " ويشار إلى هذه الممارسة في الاقتصاد السياسي. و يعتمد الاقتصاد كمادة اكاديمية على الاساليب الرياضية الى جانب اعتمـاده علـى الجوانب الادبية , و يتم اعتماده على الاساليب الرياضية والكميـة لغـرض تحليـل الاقتصاد بدقة او تحليل مناطق بعينها داخـل الاقتصـاد ,والاقتصـاد الرياضـي مصطلح يطلق على تطبيق المناهج الرياضية لشرح وتفسير النظرية الاقتصـادية بطرق رياضية , اذ يقوم بصياغة مفردات النظرية الاقتصادية الجزئية والكليـة باسلوب رياضي معبرا عنها بصيغ دالية فهو تصييغ للنظرية الاقتصـادية ، حيث يدرس العلاقات بين مختلف المتغيرات الاقتصادية ليس بالوصف كمـا هـو الحال في الاقتصاد الوصفي التقليدي وانما باعتماد الدوال والعلاقـات والرمـوز الرياضية ,ولا يعتبر الاقتصاد الرياضي فرعا من فروع علم الاقتصاد كالاقتصـاد الجزئي او الكلي او الاقتصاد القطاعي (زراعي ,صناعي ,تجاري ,.......الخ) او من السياسات الاقتصادية كالسياسة المالية اوالنقدية وانما هو منهج او اداة للتحليل الاقتصادي فهو يفترض علاقة دقيقة ومضبوطة بين المتغيرات الاقتصادية ,ويتبع الاقتصاد الرياضي الطريق العلمي الذي يبدأ بجمـع البيانـات والحقـائق وتصييغ الفروض واختبارها ,وعليه يمثل الاقتصاد الرياضي طرقا تكتيكيـة فـي تحليل مسار العلاقات بين المتغيرات الاقتصادية , و ان معظـم طـرق التحليـل الاقتصادي تختزل بالتحليل الرياضي ,فهو يوضح هذه العلاقات باسـلوب كمـي كالعلاقة بين الاستثمار والدخل والكلفة وارتفاع الاسعار والطلـب النقدي والدخل وسعر الفائدة والادخار والدخل وغيرها.  و الاقتصاد الرياضي هو مجموعة القوانين والنظريـات والادوات المستعملة في تمثيل النظرية الاقتصادية رياضيا بهدف دراسة ظاهرة ما او تحليل لمشكلة قائمة,باعتماد تصييغ رياضي معين.

ولم يأخذ الاقتصاد الرياضي طابعه المرسوم له في التاريخ الاقتصادي الا من قبيل المدرسة الحدية ، وهذا لايعني عدم وجود بوادر للتحليل الرياضي في المدارس الفكرية السابقة كالتجاريين مثلا ، اذ ان المدرسة الحدية تؤمن بالليبرالية liberalism([2]) كأساس للتصرفات الاقتصادية والسلوك الاقتصادي ، ولها طريقة خاصة بالتحليل تختلف بها مع المدرسة الكلاسكية في تفسير الاخيرة لنظرية القيمة لذا سميت هذه المدرسة) الكلاسيكية المحدثة( ، اذ تبلورت افكارها في سبعينات القرن الماضي ، ويعتبرالتحليل الرياضي الحدي الاساس النظري للمدرسة ، فارتفاع منفعة سلعة على اخرى يجعل تلك السلعة ذو قيمة اكبر والعكس صحيح فهي تنتهج التحليل الذاتي يدلا من الموضوعي الذي كان سائدا لدى الكلاسيك ، وان تحقيق الفرد لاعلى منفعة هي مسألة ذاتية تخص الافراد وحدهم ان التحليل الحدي تم استعماله من قبل)  ريكاردو(([3]) في حساب ريع الارض الحدي ، اذ يقوم البحث الحدي على اساس معرفة معطيات الوحدة الاخيرة ، كالاجر الحدي والريع الحدي ورأس المال الحدي وكلها مواضيع يتم الوصول اليها بالتفاضل والمشتقات والامثلية و تعد مواضيع رياضية بحتة,حيث تشكل نظرية التجزئة الحدية ركنا اساسيا في الوصول الى التجانس الاقتصادي ، كما ان الرياضيات والتحليل الرياضي تم استخدامهما من قبل اصحاب هذه المدرسة في البحث والتحليل التجريدي او المعقد للتعبير عن اوضاع ملموسة او ظاهرة اقتصادية واقعية ,لقد ظهرت هذه المدرسة في ثلاث جامعات في وقت واحد عام ( 1871 ) بواسطة ثلاثة اقتصاديين وهم:

  • كارل مانجر (1921-1840) في النمسا مؤسس المدرسة الحدية :وتعتمد افكار هذه المدرسة في تفسيرها للظواهر وتقييم الثروة على نفسية الانسان رافضين كل التحاليل الكلاسيكية ، روادها ايضا) كارل مانجر (صاحب نظرية الخيرات والقيمة , فهو يرى ان الخيرات ليس لها كيان موجود الا اذا قابلها حاجة بشرية او منفعة .
  • ليون فالراس1834) - (1910 مؤسس المدرسة الحدية بجامعة لوزان سويسرا: اذ تجسدت افكار وتحليلات هذه المدرسة على يد فالراس وباريتو صاحب نظرية المبادلة والقيمة .
  • ستانلي جيفونز([4]) (1882 - 1835) مؤسس المدرسة الحدية الانكليزية انكلترا.اما الفريد مارشال وباريتو فهما يعتبران من الجيل الثاني للمدرسة الحدية ، وتم تدشين اراء المدرسة الحدية في الدراسات الحدية من قبل ( ستانلي جفونز ) والذي انتقد نظرية القيمة عند الكلاسيك باعتبار العمل مصدر القيمة ، وقد علل ذلك بالصياد الذي يقضي وقتا طويلا في صيد السمك لكنه يفاجىء بقطعة من الماس عوضا عن السمك الذي انتظره طويلا .

و استخدام التحليل الرياضي بصفة عامة والاقتصاد الرياضي بصفة خاصة في وتوضيحا للفجوة (Normative ) الاقتصاد هو لاختبار النظرية الاقتصادية بين النظرية والتطبيق وبمعنى ادق هو دراسة الواقع الاقتصادي (what it is ) ومقارنته بمعطيات وفروض النظرية الاقتصادية وقوفا على الانحراف عن الاتجاه العام الذي تمثله النظرية الاقتصادية ، ويتطلب تطبيق الاسلوب الكمي الذي يقع الاقتصاد الرياضي تحت مظلته دوال اقتصادية مستمرة أي لايوجد توقف في الانتاج او فاصل  زمني (continuous  functions) كي يعطي الاقتصاد الرياضي النتائج المرجوه من تطبيقه  ، وعليه فان الاقتصاد الرياضي يفيد في تجنب الافتراضات الضمنية وجعلها اكثر وضوحا وتحديد فروض النموذج الاقتصادي وامكانية اكبر في تحليل النتائج المقدرة كذلك يساعد الاقتصاد الرياضي في دراسة العلاقات المتشابكة والمعقدة بين المتغيرات الاقتصادية المتعددة وعرضها بصورة رقمية  ، الامر الذي يصعب على الاقتصاد الوصفي وباقي اساليب التحليل الاقتصادي ، ويفيد الاقتصا د الرياضي في توفير الكثير من الجهد لعرضه العلاقة بين المتغيرات الاقتصادية بشكلها الدقيق والمضيوط.  ويستخدم الاقتصاد الرياضي اساليب تحليل التكامل والتفاضل ومناهج المصفوفات الجبرية ومعادلات الفروق وطرق حسابية اخرى لحل المشاكل الاقتصادية ، فالرياضيات تساعد الاقتصاديين في معالجة بعض المواضيع المثيرة للجدل ،  فبدون المنهج الرياضي لايمكن تبني نماذج مبسطة للعلاقات الاقتصادية والتطبيقات التي تهتم بمعالجة مشاكل الامثلية والتوازن المستهدف والسكون المقارن والتحليل الديناميكي واشاد الكتاب الرياضيون بالفوائد الكبيرة لهذا الاسلوب والمتمثلة بصياغة واشتقاق مفتاح العلاقات في النموذج الاقتصادي بوضوح وصراحة وبساطة ، وقد اوضح (بول ساملسون([5]) في كتابه اساسيات التحليل الاقتصادي عام 1947م) كثيراً من  المعالجات الرياضية العامة في عدة مجالات اقتصادية..... و من هنا اصبح الاقتصاد الرياضي التطبيقي ذو وزن كبير في الحياة الاقتصادية .... ومن ثم تأتي اهميتة كمادة علمية واداة تحليلية تدخل في صلب التحليل الكمي والتجريبي لحل مشاكل الواقع الاقتصادي....... و نظراً لآفتقار المكتبات العربية لهذة المادة العلمية الهامة في التحليل الاقتصادي .... كان هو الدافع للمؤلف لتأليف هذا الكتاب المتواضع ليكون مرشداأ لطلاب التخصص في الاقتصاد و معيناً لهم في التحليل الاقتصادي ...و الكتاب الذى بين يدى القارئ يحمل عنوان " أدوات التحليل الرياضي في الاقتصاد " .  

و جاء هذا الكتاب في جزئين أساسيين يتمثل الجزء الاول منه في اساسيات دراسة الاقتصاد الرياضي  ، أما الجزء الثاني يتمثل في المجالات التطبيقية للاقتصاد الرياضي  . و يتمثل الجزء الاول منه في عشرة فصول فجاء الفصل الأول (إقتصاديات الأعمال وعلاقتة بكل من الأقتصاد والأدارة ) والفصل الثاني ( نظرية المنشأة ) والفصل الثالث (الطلب ومرونة الطلب) والفصل الرابع (تقدير الطلــب) والفصل الخامس (التنبؤ بالطلب) والفصل السادس (الأمثلية الأقتصادية ) و الفصل السابع ( تحليل الإنتــــاج ) والفصل الثامن (تحليل تكاليف الانتاج ) الفصل التاسع (التسعيـــــر) وأخيرا جاء الفصل العاشر يتناول دراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم المشروعات .

و يتمثل الجزء الثاني منه في ستة فصول  فجاء الفصل الأول منه في (دراسات الجدوى بالقطاع الزراعي) و الفصل الثاني جاء في ( درسات الجدوى بالقطاع الصناعي ) و الفصل الثالث جاء في (درسات الجدوى بقطاع الخدمات ) و الفصل الرابع  جاء في (اقتصاديات التعدين و الطاقة) و الفصل الخامس جاء في (اقتصاديات الخدمات العامة و الحكم المحلي) و الفصل السادس جاء في ( اقتصاديات النقل و اللوجستيات ). 

ويعد هذا الكتاب محاولة جادة في طريق التأكيد على التداخل بين علم الأدارة وعلم الأقتصاد , أذ تم عرض عدد من الأفكار والمواضيع والمشاكل التي لها تفسيرات مزدوجة إدارية وأقتصادية بعبارة أخرى أن هذا الأتجاة العلمي المتمثل بأقتصاديات الأعمال هو بمثابة عملة واحدة بوجهين وكونة يتضمن عملية أحتواء للتفسيرات الأدارية والأقتصادية في آن واحد وبالذات مشاكل محددة تستمد من الواقع العلمي للمنشئات الأنتاجية .

وما هذا الكتاب إلا محاولة أولية لوضع لبنة فى بناء علمى وختاماً فإننا نرجو أن يحقق هذا الكتاب النفع المرجو وأن يكون إضافة مكملة للمؤلفات التى تم إصدارها فى نفس التخصص، ونرجو من الله العلى القدير أن نكون قد وفقنا فيما نصبو إليه من وراء إعداد هذا الكتاب ٠

والله ولى التوفيق

                                               المؤلف

دكتور/ حسن صبحي أبوحسين

                                          استاذ الاقتصاد المساعد

                                        و القائم بعمل رئيس قسم الاقتصاد

                                          بجامعة سوهاج

[1] هو فيلسوف ألماني من القرن الثامن عشر (1724 - 1804). عاش كل حياته في مدينة كونيجسبرج في مملكة بروسيا. كان آخر الفلاسفة المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة. وأحد أهم الفلاسفة الذين كتبوا في نظرية المعرفة الكلاسيكية. كان إيمانويل Kant آخر فلاسفة عصر التنوير الذي بدأ بالمفكرين البريطانيين جون لوك وجورج بيركلي وديفيد هيوم.  طرح إيمانويل كان منظورا جديدا في الفلسفة أثر ولا زال يؤثر في الفلسفة الأوربية حتى الآن أي أن تاثيره امتد منذ القرن الثامن عشر حتى القرن الواحد والعشرين. نشر أعمالا هامة وأساسية عن نظرية المعرفة وأعمالا أخرى متعلقة بالدين وأخرى عن القانون والتاريخ. أما أكثر أعماله شهرة فهو كتابه نقد العقل المجرد الذي نشره سنة 1781 وهو على مشارف الستين من عمره. يبحث كانت في هذا الكتاب ويستقصي محدوديات وبنية العقل البشري ذاته. قام في كتابه هذا بالهجوم على الميتافيزياء التقليدية ونظرية المعرفة الكلاسيكية. وأجمل وأبدع مساهماته Kant في هذا المجال بالتحديد. ثم نشر أعمالا رئيسية أخرى في شيخوخته, منها كتابه نقد العقل العملي الذي بحث فيه جانب الأخلاق والضمير الإنساني, وكتابه نقد الحكم الذي استقصى فيه فلسفة الجمال والغائية. و اعتقد Kant أن بالإمكان إصلاح وتهذيب الميتافيزيقا الكلاسيكية عن طريق تطبيق نظرية المعرفة . حيث زعم أنه يمكننا باستخدام هذه الطريقة مواجهة الأسئلة التي تطرحها الميتافزيقا, والأهم من ذلك أن نعرف المصادر التي نستقي منها معرفتنا وأن نعرف ماهية حدود المعرفة التي يمكن الوصول إليها. اقترح Kant أنه بعد أن نفهم ونعرف مصادر وحدود المعرفة الإنسانية والعقلية يمكننا طرح أي أسئلة ميتافيزيقية والحصول على أجوبه مثمرة. وسأل كانت سؤالا خطيرا هو هل للأشياء والمواضيع التي نعرفها خصائص معينة سابقة على تجربتنا وعلى إحساسنا. وأجاب على ذلك بأن جميع المواضيع والأشياء التي يمكن للعقل معرفتها تتم بطريقة يختارها العقل. ويضرب مثالا على ذلك انه إذا استعد العقل للتفكير قبل أي موضوع واختار العقل التفكير بطريقة السببية فإننا بالتالي نعلم قبل ان نتعرف على أي موضوع ان الموضوع سيكون إما سببًا أو نتيجة. ويصل Kant إلى نتيجة مفادها أن هناك مواضيع لا يمكن للعقل معرفتها عن طريق السببية. ونتيجة أخرى هي ان مبدأ السببية هو طريقة في التفكير لا يمكن ان تستقل عن التجربة والإحساس. ولا يستطيع مبدأ السببية الإجابة عن جميع الاسئلة. ويضرب مثالا للتوضيح هو هل العالم أزلي ام له مسبب. وبالتالي فإن أسئلة الميتافيزياء الأساسية لا يستطيع العقل الإنساني الإجابة عنها. لكن العقل يفهم ويعرف ويجيب عن أسئلة العلوم العادية لانها تخضع لقوانينه. ابتدع ايمانويل Kant نظاما مبتكرا في نظرية المعرفة هو مزيج بين المدرستين التجريبية والعقلية. فأهل المدرسة التجريبية يرون أن المعرفة لا تكون إلا من طريق التجربة لا غير. اما أهل الطريقة العقلية فيرون ان نظام الشك الديكارتي وأن العقل وحده من يمدنا بالمعرفة. خالفهم كانت في ذلك حيث يرى ان استخدام العقل وحده دون التجربة لا يقود إلى المعرفة بل يقود إلى الأوهام. أما استخدام التجربة فلا يقود إلى معرفة دقيقة ولا تعترف بوجود مسبب أول الذي يعترف به العقل المجرد. كان فكر ايمانويل Kant مؤثرا جدا في ألمانيا أثناء حياته وبعدها. فكانت نقل الفلسفة إلى مكان اخر ارفع من المناظرة والمجادلة بين الفلاسفة العقلانيين والفلاسفة التجريبيين. تأثر به الفلاسفة الألمان بعده. مثل يوهان جوتليب فيشته وفريدريك شلنغ والفيلسوف الكبير هيغل وآرثر شوبنهاور. وأسس هؤلاء ما عرف بالفلسفة المثالية الألمانية. كل هؤلاء الفلاسفة رؤوا في أنفسهم مصححين وموسعين ومطورين للنظام والفلسفة الكانتية. وهكذا ظهرت نماذج مختلفة من الفلسفة المثالية الألمانية . استمر تاثير كانت وامتد ليكون مؤثرا أساسيا في الفلسفات التي جاءت بعده. فقد كان له تاثير كبير على الفلسفة التحليلية والفلسفة الأوربية القارية.

[2] الليبرالية هي فلسفة سياسية أو رأي سائد تأسست على أفكار الحرية والمساوة وتشدد الليبرالية الكلاسيكية على الحرية في حين أن المبدأ الثاني وهو المساواة يتجلى بشكل أكثر وضوحاً في الليبرالية الاجتماعية .يتبنى الليبراليون مجموعة واسعة من الآراء تبعاً لفهمهم لهذين المبدأين، ولكن وبصفة عامة يدعم الليبراليون أفكار مثل حرية التعبير، حرية الصحافة، حرية الأديان، السوق الحر، الحقوق المدنية، المجتمعات الديمقراطية، الحكومات العلمانية والتعاون الدولي. رزت الليبرالية كحركة سياسية خلال عصر التنوير، عندما أصبحت تحظى بشعبية بين الفلاسفة والاقتصاديين في العالم الغربي. رفضت الليبرالية المفاهيم الشائعة في ذلك الوقت من امتياز وراثي، دين دولة، ملكية مطلقة والحق الإلهي للملوك. غالباً ما يًنسب لفيلسوف القرن السابع عشر جون لوك الفضل في تأسيس الليبرالية باعتبارها تقليد فلسفي مميز. جادل لوك بأن كل إنسان يملك الحق الطبيعي في الحياة، الحرية والملكية ، وأضاف أن الحكومات يجب ألاّ تنتهك هذه الحقوق وذلك بالاستناد إلى العقد الاجتماعي. يعارض الليبراليون المُحافَظة التقليدية ويسعون لاستبدال الحكم الديكتاتوري المطلق في الحكومة بديمقراطية تمثيلية وسيادة القانون. استخدم الثوريون البارزون في كل من الثورة المجيدة، الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية الفلسفة الليبرالية ليبرروا الإطاحة المسلحة لما رأوا أنه حكم استبدادي. بدأت الليبرالية بالانتشار بسرعة خاصةً بعد الثورة الفرنسية. شهد القرن التاسع عشر تأسيس حكومات ليبرالية في دول أوروبا، أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية. في هذه الفترة، كان الخصم الأيديولوجي المهيمن لليبرالية الكلاسيكية هو المُحافظة، ومع ذلك نجت الليبرالية من تحديات أيديولوجية كبرى من معارضين جدد مثل الفاشيةوالشيوعية. خلال القرن العشرين، انتشرت الأفكار الليبرالية أبعد من ذلك حيث وجدت الديمقراطيات الليبرالية نفسها على الجانب المنتصر في كلتا الحربين العالميتين. في أوروبا وأمريكا الشمالية، أصبح تأسيس الليبرالية الاجتماعية عنصر رئيسي في التوسع في دولة الرفاهية. اليوم، تستمر الأحزاب الليبرالية بامتلاك سلطة ونفوذ في جميع أنحاء العالم . وخلال القرن السابع عشر الميلادي، أو خلال ما يُعرف بعصر التنوير، تجلت الليبرالية كحركة سياسية مستقلة حيث أصبحت شائعة جداً بين الفلاسفة وعلماء الاقتصاد في العالم الغربي. اعترضت الليبرالية على أفكار شائعة في ذاك الزمان كالمزايا الموروثة، تدين الدولة، الملكية المطلقة، وحق الملوك الإلهي. يُعتبر المفكر الإنجليزي جون لوك المؤسس لليبرالية كفلسفة مستقلة، فقد كانت فلسفته تقول بأن للفرد حق طبيعي في الحياة، الحرية، والملكية الخاصة، ووفقاً لنظرية العقد الاجتماعي، فإنه يتوجب على أي حكومة ألا تضطهد أياً من هذه الحقوق الطبيعية للفرد. كان الليبراليون معارضين للفلسفة المحافظة التقليدية وسعوا إلى استبدال الحكومات المطلقة بالديمقراطية، الجمهورية، انتهج قادة الثورة الأميركية والثورة الفرنسية المنهج الليبرالي، ورأوا فيه مبرراً للإطاحة بالحكومات الدكتاتورية الطاغوتية -على حد تعبيرهم-. كما أن القرن التاسع عشر الميلادي شهد قيام حكومات ليبرالية على نطاق أوروبا وأميركا الشمالية. في تلك الفترة، كانت الفلسفات المحافظة الكلاسيكية في صراع مع الليبرالية. وفي القرن العشرين، انتشرت الأفكار الليبرالية بشكل أوسع، وخصوصاً أن الجانب الليبرالي الديمقراطي كان هو الجانب الرابح في كلا الحربين العالميتين. كما أن الليبرالية ظهرت على فلسفات أخرى متحدية كالفاشية والشيوعية. في أوروبا والولايات المتحدة، أصبحت الليبرالية الكلاسيكية أقل شيوعاً ومهدت الطريق لليبرالية الاشتراكية. حتى مفهوم الليبرالية بدأ بالتغير. وفقاً للموسوعة البريطانية، فإن مصطلح الليبرالية أصبح متوازياً مع الرئاسات الراعية لسياسات الضمان الاجتماعي بداية برئاسة فرانكلين روزفلت، بينما في أوروبا، فإن المصطلح يبدو أكثر استخداماً كمصطلح كلاسيكي يعتقد بمحدودية صلاحيات الحكومة والسوق الحر. ولذلك، فإن الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية أصبحت تُعرف بالليبرتارية في الولايات المتحدة. وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد ما دام محدوداً في دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار؛ فالليبرالية تتيح للشخص أن يمارس حرياته ويتبنى الأخلاق التي يراها مناسبة، ولكن إن أصبحت ممارساته مؤذية للآخرين مثلاً فإنه يحاسب على تلك الممارسات قانونياً. كما تتيح الليبرالية للفرد حرية الفكر والمعتقد. و ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظرية ا مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك. و تطورت الليبرالية عبر أربعة قرون ابتداءً من القرن السادس عشر حيث ظهرت نتيجة الحروب الدينية في أوربا لوقف تلك الصراعات باعتبار أن رضا المحكوم بالحاكم هو مصدر شرعية الحكم وأن حرية الفرد هي الأصل وقد اقترح الفلاسفة توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو  و إيمانويل كانت نظرية العقد الاجتماعي والتي تفترض أن هناك عقداً بين الحاكم والمحكوم وأن رضا المحكوم هو مبرر سلطة الحاكم، وبسبب مركزية الفرد في الليبرالية فإنها ترى حاجة إلى مبرر لسلطة الحاكم وبذلك تعتبر نظرية العقد الاجتماعي ليبرالية رغم أن بعض أفكار أنصارها مثل توماس هوبز وجان جاك روسو لم تكن متفقة مع الليبرالية.  كان هوبز سلطوي النزعة سياسياً، ولكن فلسفته الاجتماعية، بل حتى السلطوية السياسية التي كان يُنظر لها، كانت منطلقة من حق الحرية والاختيار الأولي. لوك كان ديموقراطي النزعة، ولكن ذلك أيضاً كان نابعاً من حق الحرية والاختيار الأولي. وبنثام كان نفعي النزعة، ولكن ذلك كان نابعاً أيضاً من قراءته لدوافع السلوك الإنساني (الفردي) الأولى، وكانت الحرية والاختيار هي النتيجة في النهاية. ولإجمال التطور في الليبرالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، يمكن القول أن حقوق الفرد قد ازدادت وتبلورت عبر العصور حتى قفزت إلى المفهوم الحالي لحقوق الإنسان الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية فيالإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد يكون أهم تطور في تأريخ الليبرالية هو ظهور الليبرالية الاجتماعية بهدف القضاء على الفقر والفوارق الطبقية الكبيرة التي حصلت بعد الثورة الصناعية بوجود الليبرالية الكلاسيكية ولرعاية حقوق الإنسان حيث قد لا تستطيع الدولة توفير تلك الحقوق بدون التدخل في الاقتصاد لصالح الفئات الأقل استفادة من الحرية الاقتصادية. و تقوم الليبرالية على الإيمان بالنزعة الفردية القائمة على حرية الفكر والتسامح واحترام كرامة الإنسان وضمان حقه بالحياة وحرية الاعتقاد والضمير وحرية التعبير والمساواة أمام القانون ولا يكون هناك دور للدولة في العلاقات الاجتماعية، فالدولة الليبرالية تقف على الحياد أمام جميع أطياف الشعب ولا تتدخل فيها أو في الأنشطة الاقتصادية إلا في حالة الإخلال بمصالح الفرد. وتقوم الديمقراطية الليبرالية على تكريس سيادة الشعب عن طريق الاقتراع العام وذلك للتعبير عن إرادة الشعب واحترام مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وأن تخضع هذه السلطات للقانون من أجل ضمان الحريات الفردية وللحد من الامتيازات الخاصة ورفض ممارسة السيادة خارج المؤسسات لكي تكون هذه المؤسسات معبرة عن إرادة الشعب باكمله. ويظهر التقارب بين الليبرالية والديمقراطية في مسألة حرية المعارضة السياسية خصوصًا، فبدون الحريات التي تحرص عليها الليبرالية فإنه لا يمكن تشكيل معارضة حقيقية ودعايتها لنفسها وبالتالي لن تكون هنالك انتخابات ذات معنى ولا حكومة منتخبة بشكل ديمقراطي نتيجة لذلك. لكن التباعد بينهما يظهر من ناحية اُخرى، فإن الليبرالية لا تقتصر على حرية الأغلبية بل هي في الواقع تؤكد على حرية الفرد بأنواعها وتحمي بذلك الأقليات بخلاف الديمقراطية التي تعطي السلطة للشعب وبالتالي يمكن للحكومة أن تحد من حريات الفرد بحسب ظروف المجتمع وتحوّل نظام الحكم إلى ما يدعى بالديمقراطية اللاليبرالية. كذلك يرى بعض الكتـّأب مثل الأمريكي فريد زكريا  أنه من الممكن وجود ليبرالية بدون ديمقراطية كاملة أو حتى بوجود السلطة بيد حاكم فرد وهو النظام الذي يعرف بالأوتوقراطية الليبرالية . و الاقتصاد الحر أو اقتصاد السوق هو النظام الاقتصادي لليبرالية الكلاسيكية التي تكون الليبرالية الاقتصادية مكوّنا أساسيا فيها، وفكرة الاقتصاد الحر هو عدم تدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية وترك السوق يضبط نفسه بنفسه، والليبرالية كما أشرنا من قبل تعتمد بالأساس على فكرة الحرية الفردية، وإذا حاولنا أن نعرّف فكرة الاقتصاد الحر أو اقتصاد السوق بشكل إيجابي فسيكون التعريف هو أن الفرد ولد حرا حرية مطلقة وبالتالي فإن له الحرية في أن يقوم بأي نشاط اقتصادي. أما إذا قمنا بتعريف اقتصاد السوق بشكل سلبي فهو أن على الدولة ألا تقوم بأي نشاط اقتصادي يستطيع فرد أو مجموعة أفراد القيام به. أما الليبرالية الاجتماعية فهي تؤيد تدخل الدولة في الاقتصاد وتعتمد نظام اقتصاد السوق الاجتماعي وتتخذ موقفا وسطا بين الرأسمالية المطلقة والاشتراكية حيث تسعى لتحقيق موازنة بين الحرية والمساواة وتحرص على تأهيل الناس للعمل كما تهتم بالخدمات الاجتماعية مثل التعليم والضمان الصحي. والليبرالية عكس الراديكالية لا تعترف بمرجعية ليبرالية مقدسة؛ لأنها لو قدست أحد رموزها إلى درجة أن يتحدث بلسانها، أو قدست أحد كتبها إلى درجة أن تعتبره المعبر الوحيد أو الأساسي عنها، لم تصبح ليبرالية، ولأصبحت مذهبا من المذاهب المنغلقة على نفسها، مع اتفاق الليبراليين على أهمية حرية الفرد. و مرجعية الليبرالية هي في هذا الفضاء الواسع من القيم التي تتمحور حول الإنسان، وحرية الإنسان، وكرامة الإنسان، وفردانية الإنسان. الليبرالية تتعدد بتعدد الليبراليين. وكل ليبرالي فهو مرجع ليبراليته. وتاريخ الليبرالية مشحون بالتجارب الليبرالية المتنوعة، ومن حاول الإلزام سقط من سجل التراث الليبرالي. وقد اثبتت دراسة حديثة أن الامر موجود في ذهن الانسان حول كونه ليبرالياً ام محافظا وقد اقيمت الدراسة حول مئات الاشخاص عبر تقييم أي الطرفين اكثر احتفاظاً بالصور السلبية والايجابية وذلك بعرض نوعين من الصور امامهما واعادة سؤالهم عن الصور.

 

[3] دافيد ريكاردو David Ricardo؛ (1772 - 1823). أستاذ في علم الاقتصاد وعمل مدرسا في نفس المجال، كما أشتهر بقيامه بشرح قوانين توزيع الدخل القومي في الاقتصاد الرأسمالي، وله النظرية المعروفة باسم قانون الميزة النسبية أو التفقة النسبية، ويقال بأنه كان ذا اتجاه فلسفي ممتزج بالدوافع الأخلاقية لقوله: "إن أي عمل يعتبر منافياً للأخلاق ما لم يصدر عن شعور بالمحبة للآخرين". وهو إنجليزى الجنسية ومن أسرة يهودية تنحدر من هولندا. ولقد كان والده يعمل سمسارا فيسوق الأوراق المالية. والتحق ريكاردو بالعمل مع والده وهو في الخامسة عشر من العمر. وبسبب زواجه من مسيحية طرده والده من العمل معه، فاستقل ريكاردو بعمل خاص أيضا في مجال البورصة وكون ثروة كبيرة وهو في السادسة والعشرين من عمره ومكنته بعد ذلك من التفرغ والإطلاع. وأسس شركة تحمل اسمه جعلته من كبار الأثرياء وهو لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، وقام بشراء مقعد في البرلمان الانجليزى عن مقاطعة إيرلندية وكان عضو بارز في البرلمان. وعندما قرأ كتاب آدم سميث، (ثروة الأمم) تأثر به وشعر بالميل لعلم الاقتصاد. ومن أهم كتبه " مبادئ الاقتصاد السياسى والضرائب "، ويرى ريكاردو أن مسؤولية التفاوت في المجتمع والأزمات الاقتصادية تنصب على ما أسماه الريع، وليس على الربح. والريع هو المكسب الذي يحصل عليه مالك الأرض، أما الربح فهو مكسب الصناعي الرأسمالي، ويعلل ذلك معتمداً على نظرية سميث في إعطاء القيمة للعمل، بأن الريع ليس ثمناً للعمل ولكنه ناتج عن امتلاك مورد طبيعي للثروة. تمشياً مع قانون الأجور الحديدي الذي اقتبسه عن مالتوس يرى ريكاردو أنه: حين يتقاضى الملاك أثمامناً أعلى لوسائل العيش فهم لا يستغلون العامل ولكنهم يستغلون صاحب العمل الذي يضطر إلى أداء أجور عالية لعماله، بينما هو لا يستطيع أن يرفع من أثمان منتجاته، لأنها تتحدد في سوق قوامها التنافس. ويذهب ريكاردو إلى أنه نتيجة لذلك فإن الريع في جوهره عدوان على الربح، وتميل الأرباح في الأجل الطويل إلى الهبوط حتى تصل درجة الصفر، بينما يستولى ملاك الأراضي على الفائض الاقتصادي. فكانت أولى نظريته أن أقنع الرأسماليون الحكومة الإنجليزية بإلغاء القوانين التي سنتها للغلال، وأفسحت المجال لاستيراد الغلال من الخارج، فهبطت أرباح الملاك الزراعيين وكسدت سوقهم، وفي الوقت نفسه انخفضت تكاليف الصناعة كثيراً، واتخذ الرأسماليون من انخفاض سعر الغلال ذريعة لتخفيض أجور العمال، وبذلك ضربوا عصفورين بحجر واحد، ووطدوا مركزهم على حساب المجتمع، فنتج عن ذلك أزمات خانقة ذهب ضحيتها جموع غفيرة من العاطلين والمعدمين. ومن ناحية أخرى تمادى ريكاردو فطالب بتأميم الأراضي أو فرض الضرائب الباهظة عليها، ومن هنا سقط في خطأ غير مقصود، إذ أنه نبه الاشتراكيين الأوائل إلى هذه الفكرة مما جعل نتيجتها تكون على عكس رغبة الرأسماليين ورغبة ريكاردو.

[4] وليم ستانلي جيفونز  18351882 ) William Stanley Jevons) :  هو عالم منطق و اقتصادي إنكليزي، وأستاذ بجامعتي مانشستر ولندن، وواحد من أوائل من استخدموا المنهج الرياضي في التحليل الاقتصادي، ولم يحرره هذا من الفهم المادي للاقتصاد (الأزمات مثلاً)، وكان في المنطق من أتباع جورج بول برغم أنه أشار إلى المثالية في الحسابات المنطقية عند بول، وكان جيفونز واضع أول وأبسط آلة منطقية، وقد مالت نظريته في المعرفة إلى اللاإدارية.

[5] بول سأمويلسون ( Paul A. Samuelson) (15 مايو 1915 - 13 ديسمبر 2009) ، اقتصادي أمريكي. ولد في جاري إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1915 وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة شيكاغو عام 1935، ودرجة ماجستير في الآداب عام 1936، ودكتوراه في الفلسفة عام 1941 من جامعة هارفارد و حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شيكاغو وكلية اوبيرلن عام 1961 وجامعة إنديانا وجامعة ايست انجليا في عام 1966. ومنح جائزة ديفيد عام 1941 من جامعة هارفارد, وحصل علي ميدالية الرابطة الاقتصادية الأمريكية في عام 1947. عندما كان طالب دراسات عليا في هارفارد نال شهرة دولية لتقديمه مساهمات كبيرة في النظرية الاقتصادية, حيث تمكن من حل بعض التناقضات والمغالطات والتداخلات في لغة الاقتصاد الكلاسيكي، وقد أشار إلى التوحيد والتوضيح في الرياضيات. صدر أول عمل كبير له في أسس التحليل الاقتصادي في عام 1947. كما نشرله كتاب باسم "الاقتصاد: تحليل تمهيدي "لاول مرة في 1948 والذي أصبح أفضل الكتب مبيعا في الاقتصاد علي مر الازمنة حيث بيع منه أكثر من مليون نسخة وترجم إلى الفرنسية والألمانية والإيطالية والمجرية والبولندية والكورية والبرتغالية والإسبانية والعربية. والكتاب الآن في طبعته الخامسة وهذا الكتاب يركز على مواضيع مختلفة لكنها أساسية في علم الاقتصاد الحديث ومما لاريب فيه ان هذه المواضيع قد تتغير مع تغير المشاكل الاقتصادية ذاتها بمرور الزمن. شارك في تأليف قراءات في الاقتصاد التي نشرت في عام 1955 كما شارك في تأليف عديد من الأعمال الأخرى في هذا المجال كتابه الأخير هو البرمجة الخطية والتحليل الاقتصادي الذي كتبه بالتعاون مع روبرت دورفمان وروبرت سولو برعايه مؤسسة راند RAND Corporation. ويرى سأمويلسمون أن الاقتصاد الرياضي هو تطبيق عملي لمشاكل التجارة الدولية والنقل والتسويق والاستراتيجيه التنافسيه في التجارة والحكومة والإنتاج الصناعي والتخطيط الدفاعى. في عام 1940 شغل وظيفة استاذ مساعدفى الاقتصادفى معهد ماسوشتس للعلوم التكنولوجية بأمريكا M.I.T أحد أهم المعاهد العلمية في الاقتصاد علي مستوي العالم وربما علي مستوي التاريخ حيث لم يحصل عالم من علماء الاقتصاد علي جائزة نوبل الا وقد درس في هذا المعهد أو قام بالتدريس فيه أو عمل باحد مشاريعة العلمية. كما شغل وظيفة استاذ مشارك في عام 1944 وكان أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية والدبلوماسية في عام 1945. وأصبح أستاذاً في M.I.T عام 1947, وفى الفترة 1941-1943 كان مستشارا للمجلس الوطني لتخطيط الموارد، وعمل كمستشار لخزانة الولايات المتحدة في الفترة 1945-1952 وكذلك مستشار مكتب الميزانية في عام 1952 وكان عضوا في فرقة العمل الوطنية الاقتصادية من التعليم 1960-1961 وكان مستشارا لمؤسسة راند منذ عام 1949. وهو مستشار غير رسمي للخزانة الولايات المتحدة ومجلس المستشارين الاقتصاديين. وهو أيضا مستشار لدى البنك الاحتياطى الفيدرالى. وكان المستشار الاقتصادي لمجلس الشيوخ، في عام 1965 انتخب رئيسا للرابطة الاقتصادية الدولية.


2018-10-20 12:08:09 | الاقتصاد الرياضى
تدريب 1
1-الموضوعات التي ينبغي تناولها: قائمة الموضوعات عدد الأسابيع ساعات التدريس أولا- مقدمة وتشمل: 1 – التعريف بالاقتصاد الرياضي وأهدافه ، ومراجعة بعض المفاهيم الاقتص... إقراء المزيد

تمارين

2018-09-26 16:32:55 الاقتصاد الرياضى
تمارين للتدريب إقراء المزيد

ملحق 1

2018-10-02 04:59:04 الاقتصاد الرياضى
انظر المرفق إقراء المزيد