أهداف التعليم في اليابان

كان احتلال اليابان بوساطة دول الحلفاء سنة (1945) نقطة تحول رئيسة خاصة بعد الحادث المروع الذي هز العالم كله بإلقاء قنبلتين ذريتين من قبل أمريكا على هيروشيما  وناجازاكي فقد تم تدمير المؤسسات التربوية، ومن ثم النظام التعليمي بأكمله، ونشأ عن ذلك طلاب عاطلون في الشوارع  ومدارس محطمة ثم عجز شديد في أعداد المدرسين وأدوات التدريس . وأصبح التدخل الأمريكي مباشراُ وبخاصةً في الشئون التعليمية، وقد أرسلت أمريكا بعثات الإصلاح، وكان هدفها تصميم نظام ٍتربوي " اليابان السلام " ولكن هذا ساعد اليابانيين على الانفتاح  والاتصال بالفكر التربوي الحديث، وفتح باب الفرص التعليمية أمام الجميع.

أهداف الدول المستعمرة لليابان :

تحطيم القوة العسكرية في اليابان وكذلك تحطيم سلطة الإمبراطور .

القضاء على مبادئ الفلسفة الشنتوية Shinloism واستبعاد تدريسها .

وضع اليابان على طريق الديمقراطية والابتعاد عن الناحية المركزية .

تحويل اليابان إلى النمط الغربي حتى لا تكون مطمعاً للاتحاد السوفيتي  بأيدلوجيتها الاشتراكية الشيوعية  .

أخذت اليابان من النمط الغربي ولكنها فاقت في تقدمها السريع من الناحية الاقتصادية والصناعية إلى جانب التقدم العلمي والتكنولوجي، وعزل أسواق العالم بأجمع مما أثار أمريكا حالياً .

ولا ننسى أن فكرة الانتقام من أمريكا راسخة في نفوس اليابانيين إلى الآن، وأصبح هناك حرباً من نوع آخر هي الحرب الاقتصادية والصناعية التي بدأت تحققها بغزوها للأسواق العالمية والأمريكية بشكل خاص.

الملامح الأساسية للنظام التعليمي :

حتى نلم بكافة أبعاد الدور الذي تقوم به المؤسسة التعليمية في تشكيل حياة إنسان اليابان لعله من المناسب أن نوضح تصوراً عاماً عن النظام التعليمي على النحو التالي(9)

يقوم النظام التعليمي في اليابان والذي يستوعب مائة في المائة من السكان حتى مرحلة دخول الجامعة، على مبدأ المساواة في المعاملة بين التلاميذ دون أية تحيزات ناتجة عن انتماءات طبقية أو خلفيات عائلية أو قدرات ذهنية . والافتراض الأساسي للنظام التعليمي هو أن كافة التلاميذ يتساوون في القدرات ويأتي دور المعلم في تنمية كافة القدرات بشكل متوازن بين الجميع

نتيجة لهذا الافتراض الأساسي بالمساواة فإن الانتقال من مرحلة تعليمية إلى مرحلة تعليمية أعلى منذ بداية التعليم الابتدائي . وحتى دخول الجامعة يتم بشكل تلقائي مضمون فلا رسوب للتلاميذ، ومن يدخل يضمن الخروج منها مع نفس الزملاء الذين دخل معهم،وليس معنى هذا أن التلميذ لا يتعرض للامتحانات  …… والهدف من الامتحانات  الدورية هو التأكيد من أن المعلم قد حقق هدف التوازن في توصيل المعرفة وتنمية القدرات بين مختلف التلاميذ.

عند مستوى التعليم الجامعي يختلف الوضع فيما يتعلق بالمساواة والامتحانات والانتقال من صف لآخر هنا تبدأ المنافسة في الامتحانات والقدرات لدخول الجامعات والكليات  وبالتالي فإن على الطالب أن يختار عدداً من اختبارات القدرات التي تعكس إمكاناته المناسبة لمجالات التخصص الجامعي .

السلم التعليمي في المدارس اليابانية

تنظيم التعليم والسلم التعليمي :

كان نظام التعليم قبل الحرب العالمية الثانية يتشعب إلى خمسة فروع بعد ست سنوات من التعليم الأولي :

أهمها الفرع الأكاديمي إذ كان يحظى بمكانة كبيرة لأنه يؤدي إلى الجامعة ومن ثم إلى المناصب الرفيعة في الحكومة والمهن. وكان يتكون هذا النظام التعليمي الراقي من خمس سنوات بعد التعليم الأولي في المدرسة المتوسطة ثم ثلاث سنوات في المدرسة العالية ثم ثلاث سنوات في الجامعة وفي نهاية كل مرحلة كان يوجد امتحان قاس للدخول في المرحلة التالية.

وهناك نظام تعليمي آخر للبنات بصفة خاصة، وذلك لأن الفلسفة الكونفوشيوسية تنظر إلى المرأة على أن مكانتها المنزل كأم وزوجة ومن ثم كان التركيز في تعليم البنت ينصب على ما يتعلق بالمنزل وترتيبه وتزيينه وتنظيم حفلات الشاي والعناية بالطفل وغيرها .

النظام التعليمي الثالث : يستهدف إعداد المدرسين المخلصين للإمبراطور والبلاد،وكانت المدة تختلف حسب الميدان الذي يرغب المعلم أن يتخصص فيه، وكانت الحكومة تدفع نفقات التعليم وفي مقابل ذلك كان على الطالب أن يتعهد بخدمة الحكومة والتدريس في مدارسها لعدد من السنوات .

أما النظام الرابع فهو نظام التعليم الفني لمدة خمس سنوات بعد التعليم الأولي في المدرسة الثانوية يعقبها دراسة أخرى ما بين ثلاث وخمس سنوات في المعاهد الفنية العالية . وكان التعليم الفني يعد الطلاب للعمل في المهن المتوسطة في الزراعة والصناعة والتجارة .

والنظام الخامس هو مدارس الشباب وكانت توفر تعليماً على أساس التفرغ الكامل أو بعض الوقت لمواصلة التعليم الأولي . وكانت تستهدف إعداد الشباب مهنياً ومساعدة العاملين منهم على مواصلة تعليمهم، وكانت مدة الدراسة تتراوح ببين سنتين وسبع سنوات، وكانت الدراسة تتركز حول الزراعة أو الصناعة أو صيد الأسماك . وخلال الحرب العالمية الثانية كان هناك حوالي (15) ألفاً من هذه المدارس في البلاد لا سيما في المناطق الزراعية، وكانت غالبيتها  وحدات إنتاجية للمجهود الحربي، وأثناء تلك الفترة وضعت هذه المدارس تحت إشراف الجيش واستخدمت لخدمة أغراضه.وهكذا كان نظام التعليم في اليابان يعكس النظام الاجتماعي الطبقي شأنه شأن الدول الأخرى آنذاك، وبناءً على توصية البعثة التعليمية الأمريكية  أعيد تنظيم التعليم الياباني على أساس توحيده في نظام تعليمي واحد بدلاً من تعدد أنظمته . وكان التنظيم الجديد للتعليم العام الياباني (بعد الحرب )مماثلاً لنظام التعليم الأمريكي 6-3-3 يأتي بعد ذلك مرحلة الجامعة ومدة الدراسة بها أربع سنوات.(10)

ويبدأ السلم التعليمي بمدارس الحضانة ومدارس رياض الأطفال  ثم تأتي بعد ذلك المدرسة الابتدائية  ومدتها ست سنوات وتنقسم إلى مرحلتين مرحلة ثانوية دنيا ومرحلة ثانوية عليا وكل منهما ثلاث سنوات ويبين الشكل رقم (6) توزيع هذه المراحل.