لقد اجبرت انماط الحياة اليومية الفرد العادي على قضاء معظم الوقت جالسا لا يتحرك، وذلك على الرغم من حب الانسان للحركة والنشاط، وقد شجع علي ذلك استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فى الحياة اليومية حيث يطل علينا يوميا الكثير من الاختراعات التى تهدف فى مجموعها الى توفير وسائل الراحة للانسان، وهي بالتالي تقلل من حركة الانسان وتبعده عن الحركة وعن بذل اي جهد بدني لقضاء مختلف حاجاته اليومية.

بنظرة سريعة علي الحياة فى فترة الستينيات والسبعينات نلاحظ ان الانسان خلال تلك الفترة كان اكثر نشاطا وحركة من الوقت الحالي ، وبالتالي فان مستوي اللياقة البدنية العامة وكذلك الصحة العامة كانا افضل بكثير من الوقت الحالي.

على ذلك فالفرد الان فى امس الحاجة الى زيادة معدلات الحركة والنشاط للمحافظة على الصحة واللياقة ، كما ان التمرين الرياضي يفيد الانسان ويقيه من كثير من الامراض، واشهرها مرض السمنة والبول السكري وامراض ضغط الدم، حيث ان العامل الاساسي فى الاصابة بمثل هذه الامراض هو الراحة وعدم بذل الجهد البدني ..

        اللياقة البدنية هي مستوي الحالة البدنية التي يعتمد عليها الرياضي في مكونات اللياقة البدنية الخاصة برياضته والتي يتم قياسها بأجهزة القياس والاختبارات العلمية ومقارنتها بالمستوي الامثل..(1)

اللياقة البدنية هي قدرة الفرد وكفاءته البدنية للقيام بدوره في هذه الحياة دون إجهاد أو تعب..(2)

(1) https://ar.wikipedia.org/wiki/

(2) سهام عفت : اللياقة البدنية للفتيات والسيدات ،الطبعة الاولي ، دار المعارف ، 2011 م

أهمية اللياقة البدنية :

1. الناحية الاجتماعية :

        تتيح للفرد اكتساب الخبرات الاجتماعية التي تساعد كثيرا في تكوين شخصيته، وتشبع فيه شعور الانتماء للجماعة وتنمي القيم الاجتماعية والخلقية السليمة، وتزيد من تفاعله في المجتمع إذا ما اتصف للياقة البدنية العالية. ومن القيم الاجتماعية التي يمكن للفرد اكتسبها من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية: الروح الرياضية، التعاون، القيادة، الانضباط، المتعة، المواطنة الصالحة، العلاقات الاجتماعية، الطاعة، النظام .. .

2. الناحية الصحية :

تعمل اللياقة البدنية على تحسين الصحة العامة، فتزيد من السعة الحيوية للرئتين       تزيد من حجم القلب فيعمل بدقات اقل وباقتصاد، وتطور الجهاز العضلي، وتقلل من الأمراض المنتشرة وخاصة أمراض القلب والإفراط في السمنة.كما تعمل اللياقة البدنية على تحسين القوام والتركيب الجسمي المتناسق والسيطرة على الوزن. وتساعد على بناء شخصية جذابة صحية ..

3. الناحية النفسية :

       تتيح للفرد الفرص المتعددة كي يمتلك القدرة على التعبير عن النفس، وعلى تنمية التحكم في الانفعالات التي تمكنه من حسن التصرف في المواقف الحرجة. كما تعمل على تكوين الشخصية المتزنة والمتصفة بالشمول والتكامل، والاتزان النفسي والسرور والنجاح والرضا ..

4. التنمية العقلية :

       تعمل الأنشطة الرياضية على إكساب الأفراد القيم والخبرات والمفاهيم المعرفية التي تمكن اكتسابها من خلال ممارسة الأنشطة، وتعمل الأنشطة الرياضية على تطوير المهارات والعمليات العقلية المختلفة كالفهم والتطبيق و التحليل والتركيب والإدراك والتصور والانتباه والتفكير ..

       عموما فان اللياقة البدنية تعتبر القاعدة الواسعة التي يمكن ان تكون بمثابة العمود الفقري لجميع الأنشطة الرياضية وفي جميع المراحل بل ولها من الأهمية بمكان أنها تبنى عليها النتيجة الرياضية أثناء المنافسة والسباقات لتحقيق انجازات رياضية متقدمة   ..

تقسيمات اللياقة البدنية :

يمكن تقسيم اللياقة البدنية الى قسمين : 
1- اللياقة البدنية العامة :
         هي تنمية وتطوير جميع عناصر اللياقة البدنية التي تم ذكرها وهي الاساس الذي تبنى عليه لياقة البدنية الخاصة ..

  1. اللياقة البدنية الخاصة :

          هي تنمية وتطوير بعض عناصر اللياقة البدنية الخاصة في كل شكل من الاشكال الرياضية ، وهذا يعني ان كل لعبة تتطلب نوعا معينا من عناصر اللياقة البدنية وهذا لا يعني تفضيل عنصر تفضيل عنصر علي اخر فمثلا لاعب رفع الاثقال بحاجة الي عنصر القوة ولاعب المسافات الطويلة بحاجة الي التحمل وهكذا .. يمكن تعريف اللياقة البدنية الخاصة بأنها كفاءة البدن في مواجهة متطلبات نشاط معين ..

مكونات اللياقة البدنية :

          كان للعلماء و المختصين في مجال التربية البدنية محاولات عديدة و مجتهدة في تحديد مكونات عناصر اللياقة البدنية ، و مازالت هذه المحاولات قائمة إلى أن جاءت الجمعية الأمريكية للطب الرياضي و الجمعية الأمريكية للقلب بتصنيف حديث يقوم على ارتباط عناصر اللياقة البدينة بمبدأين ؛ و هما : عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة ( التركيب الجسماني و اللياقة القلبية التنفسية و القوة العضلية الهيكلية و التحمل العضلي و المرونة ) و المبدأ الآخر هو عناصر اللياقة المرتبطة بالأداء الرياضي الحركي أو المهاري ( و هي بالإضافة إلى العناصر المرتبطة بالصحة – السرعة و الرشاقة و التوافق و التوازن و الدقة … ) كعناصر مطلوبة لأداء حركي متميز في المهارات و الألعاب الرياضية التنافسية المختلفة ، و للمحافظة على الصحة العامة يتحتم الاهتمام بتنمية العناصر المرتبطة بالصحة كما في التصنيف السابقة، اتفقت العديد من المراجع والبحوث العلمية المتخصصة علي تحديد القدرات البدنية وهي (القوة العضلية ، المرونة ، السرعة ، التحمل العضلي ، التوازن ، الرشاقة) ..

          ويشير محمد صبحي حسانين إلي أن هناك اختلاف بين العلماء علي تحديد مكونات اللياقة البدنية فيري أنها تتحدد في (القوة العضلية ، الجلد العضلي ، الجلد الدوري التنفسي ، المرونة ، الرشاقة ، الرشاقة ، السرعة ، التوافق ، القدرة العضلية ، الدقة ، زمن رد الفعل) ..

         ويشير كمبس وفرنك (1980م) أنه لا يوجد رياضي يمكن أن ينمي جزءا من جسمه دون جزء اخر أو عنصر من عناصر اللياقة البدنية دون عنصر اخر لان من هدف التدريب الرياضي الوصول بالفرد لأعلي مستوي تسمح به امكاناته وقدراته واستعداته وليصل الفرد لاعلي مستوي يجب عليه الوصول الي اللياقه الشاملة او الكاملة ..

        وقد حددت المدرسة الشرقية مكونات اللياقة البدنية فى خمس مكونات أساسية وهى : (القوة ، التحمل، السرعة ، المرونة ، الرشاقة) ..