مدينة بخارا

 

التعريف بمدينة بخارا وموقعها

- معنى كلمة بخارا :-

إختلف المؤرخون فى أصل هذه التسمية حيث ذكر بارتولد فى دائرة المعارف الإسلامية مادة بخارا أنها من بخر وهى صيغة تركية مغلية للكلمة السنسكريتية " فهارى " ومعناها صومعة أو دير , وذكر أيضا أنه كان للبوذيين معبد فى بخارا أو فى ما جاورها من المدن .أما لغة الذند فقد ورد فيها لفظ بخار بمعنى "الحكمة والعلم" . ويدلنا هذا أن بخارا لم تكن فى الأصل اسم علم لذلك المكان ولكنها صفة , وليس من المستبعد أن يكون للمجوس فى تلك البقعة معبد يختلفون اليه للعبادة والعلم ومناقشة المسائل الدينية ويقوى هذا المعني أن كلمة "  بهار " وهى قريبة من بخار معناها معبد البوذيين . وعلى هذا تتفق التفسيرات جميعها فى أصل معنى كلمة بخارى وبتقدم الزمن أهمل الناس اسم المكان الأصلى واكتفو بصفته وبقيت لنا بخارا وذال الاسم القديم.([1]) وقد ذكرأحمد بن محمد بن نصر فى تهذيب كتاب النرشخى أن أسماء مدينة بخارا كثيرة حيث ذكرها فى كتابه باسم نيمجكث وعاود ذكرها فى موضع آخر باسم بموسكت.([2])

 

- موقع مدينة بخارا :-

تقع مدينة بخارا فى منطقة الصغد الواقعة ضمن إقليم ما وراء النهر وتعتبر مدينة بخارا  من أكبر مدن إقليم الصغد . ويحد إقليم ما وراء النهر من الشرق التبت ومن الجنوب خرسان ومن الشمال والغرب قبائل تركية تعرف بأسم الأتراك الغزية والأتراك الخرخلية .([3]) ومدينة بخارا – بومجكث- من أجمل مدن إقليم الصغد فيما وراء نهر جيحون وتقع على المجرى الأسفل لنهر زرافشان يصفها ياقوت الحموى بأنها كثيرة البساتين واسعة الفواكه ليس بما وراء النهر وخرسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم منهم.([4]) وتميزت مدينة بخارا من بين مدن ما إقليم وراء النهر بجمالها وخضرتها حيث ذكر الإصطخرى أنه لم يرى فى الإسلام بلد أحسن خارجاً من بخارا لأنك إذا علوت قلعتها لم يقع بصرك من جميع النواحى الاّ على خضرة تتصل خضرتها بلون السماء . ويحيط ببخارا وقراها ومزارعها سور قطره عشرة فراسخ فى مثلها كلها عامرة ولها مدن داخل حائطها وخارجاَعنه فأما داخله فتوجد مدن "الطواويس وبمجكث وزندبه ومغكان وخجارة"وخارجه توجد مدن "بيكند وفربر وكرمينية وخديمنكن وخرغانكث ومديامجكث.([5])

 

مدينة بخارا تحت الحكم الإسلامي

 

بدأ إحتكاك المسلمون بمنطقة ما وراء النهر إثر إنتصارهم على الفرس ودخولهم بلدانهم وخصوصاً أثناء تعقبهم ليزدجرد بعد هزيمته عند بلخ وفراره وعبوره للنهر.([6]) وبعد سيطرة المسلمون على بلاد إيران إتخذو خرسان قاعدة لهم فى هذه البلاد وأخذوا ينطلقون منها للغزو والسيطرة على المناطق المحيطة , ومن هذه المناطق التى تعرضو لها منطقة ما وراء النهر التى رغب المسلمون فى ضمها لنشر الإسلام بها ولتوسعة الرقعة الإسلامية وذلك إلى جانب غناها وثرائها . ومن هنا أخذ المسلمون فى العمل على فتح هذه المناطق ففى سنة 53هـ /672م سار عبيد الله بن زياد إلى خرسان وفتح ما اعترصه من البلاد حتى وصل إلى بخارا وهناك لقى الترك وهزمهم فبعثت اليه ملكة بخارا " خوند خاتون " تطلب الصلح والأمان فصالحها على ألف ألف درهم ودخل المدينة وفتح رامدين وبيكند.([7]) ولمّا تولى سعيد بن عثمان إمارة خرسان سنة 56هـ/ 675م عبر نهر جيحون واتجه إلى بخارا التى تجمعت فيها الجيوش بقيادة الملكة خوند خاتون فهزمهم وأراد غزو سمرقند فطلب من الملكة أن تقدم له رهائن تأكيداً على حسن نيتها فقدمت اليه ثمانين شخصا من دهاقنة وأمراء بخارا . وبعد فراغ سعيد من امر الفتوحات فى سمرقند والصغد وأثناء عودته الى قاعدته خرسان طلب منه البخاريون العودة الى بلادهم وعندما ارجأ ذلك الامر اكثر من مرة وفقد البخاريون الامل فى العودة الى بلادهم هجمو عليه في قصره فقتلوه وانتحرو . وتولى بعده إمارة خرسان مسلم بن زياد الذى سار شرقاً حتى عبر جيحون لملاقاة الملكة التى تجمعت حولها الجيوش مرة اخرى فهزمهم وقضى عليهم . واستمر الامر هكذا بين الثورات من جانب الاتراك واخمادها من جانب امراء خرسان الى ان تولى امارة خرسان قتيبة بن مسلم سنة 86 هـ فقام بحملات عديدة على هذه المناطق حتى استطاع ان يضمها ضم مباشر الى حوزة المسلمين وبذلك دخلت مدينة بخارا تحت الحكم الاسلامى المباشر وانتشر الاسلام بها ودخل اهلها فى الاسلام .([8]) وخلال العصر العباسى شهدت الساحة السياسية ببخارا تطورات مهمة حيث كانت خلال العصر العباسى الأول تابعة لإمارة خرسان وما وراء النهر تبعية مباشرة وذلك بسب قوة الخلافة العباسية فى ذلك الوقت وسيطرتها على غالبية أقاليم العالم الإسلامى واستمرت بخارا على هذا الوضع حتى نهاية العصر العباسى الأول (132-232هــ ) حيث بدأت قوة الخلافة تضعف وتتفلت الأقاليم التابعة لها وتنفصل ومن هذه الأقاليم إقليم ما وراء النهر والذى ضمنة مدينة بخارا حيث بدأ كل حاكم يستقل بولايته وبدأ النزاع والتناحر بينهم , حتى وصلت الدولة السامانية الى سدة الحكم وسيطرت على بخارا .

 

مدينة بخارا تحت الحكم الساماني

بعد سقوط دولة الطاهريين سادت مدينة بخارى الإضطرابات والفتن نتيجة للفراغ السياسى الذى ساد فى البلاد وعدم توفر الأمن للسكان وانتشار أعمال السلب والنهب , وفى أوائل سنة (260هـ - 874 م) استولى الحسين بن طاهر الطائى على مدينة بخارا حيث عاث فيها جنوده الخوارزميين فساداً ونتيجة لذلك ثار عليهم الأهالى وحاصرو الحسين بن طاهر فى قصره مما إضطره للهرب ليلا . فتجددت الفتن والقلاقل مرة أخرى فاجتمع الأعيان وأهل العلم فى مدينة بخارا وعلى رأسهم الفقيه أبو عبدالله بن أبى حفص واتفقوا على أن يكتبوا الى ( نصر بن أحمد ) الذى كان الخليفة العباسى المعتمد قد ولاه بلاد ما وراء النهر , يلتمسون منه أن يرسل اليهم من يضبط الأمور فى بخارا , فبعث اليهم بأخيه إسماعيل بن أحمد الذى دخل بخارا فى أول جمعة من رمضان سنة ( 260هـ - 874 م ) وقرئت الجمعه بأسم نصر بن أحمد وأخيه إسماعيل بعد إسقاط إسم يعقوب بن الليث الصفار .([9])  وهكذا تمكن أسماعيل بن أحمد من السيطرة على مدينة بخارا .

ولقد واجه إسماعيل بن أحمد فى بداية حكمه لمدينة بخارا كثيراً من المتاعب والتى نتجت عن الفتن التى كانت ما زالت مستمرة ولكنه استطاع أن يتغلب على كل الصعوبات التى واجهته فأخمد هذه الفتن وعمل على نشر الأمن فى المدينة , كما أنه استطاع التصدى للإعتدائات الخارجية والتى منها محاولة الحسين بن طاهر من معاودة السيطرة على مدينة بخارا مرة أخرى , ولذيادة التحكم فى المدينة والسيطرة عليها عمل على التخلص من زعمائها وكبرائها وذلك بإبعادهم عنها وذلك عن طريق إرسالهم الى أخيه نصر بن أحمد للتحفظ عليهم لديه الى حين احكام قبضتة على المدينة وبعد ذلك أعادهم الى المدينة مرة أخرى .

كان إسماعيل بن أحمد يحكم بخارا تحت ولاية نصر بن أحمد صاحب بلاد ما وراء النهر وكانت العلاقة بينهما جيدة حتى سار أهل السوء بينهما بالدسيسة فأوقعوا بينهما , ووصل الأمر بين الأخوين حدا جعل كل منهما يجيش الجيوش ويذهب لقتال أخيه , وكان الأمير نصر قد جعل على أخيه خمسمائة ألف درهم سنوياً من أموال بخارى وأرسل يطلب هذه الأموال فتعلل إسماعيل بإنفاق الأموال على حروبه وإصلاحاته فى بخارا ولم يقتنع الامير نصر بهذا التعليل وأرسل مرة ثانية يطلب الأموال فلم يرسل اليه إسماعيل شيئاً فظهرت بينهم بوادر الشقاق والوحشة بالإضافة الى بعض الأسباب الأخرى التى دسها الوشاة بين الأخوين . الأمر الذى جعل الصدام بينهما يقع لامحالة وذلك فى يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر جمادى الآخرة سنة ( 275 هـ/888 م ) الذى أسفر عن انتصار إسماعيل ووقوع أخيه نصر فى الأسر إلاّ أن أواصر الأخوة غلبت على إسماعيل حيث أكرم أخيه وردة معززاً مكرماً الى سمرقند , وقال له إنه سيبقى فى بخارا نائباً عنه كما كان ولن يتجاوز طريق تبعيته وطاعته . وبعد ذلك بنحو أربع سنوات ولست بقين من جمادى الأولى سنة ( 279 هـ / 892 م ) مات الأمير نصر بن أحمد وخلفه أخوه الأمير إسماعيل على جميع أعمال ما وراء النهر. ([10]) وقد بدأ إسماعيل بن أحمد حكمه بنقل العاصمة من سمرقند الى بخارا ومنذ ذلك الوقت استمرت مدينة بخارا هى العاصمة للدولة السامانية حتى نهايتها سنة999م

بعد وفاة الأمير إسماعيل بن أحمد خلفه من بعده ابنه أبوالنصر أحمد بن إسماعيل ( 292 – 301 هـ / 907 – 914 م ) وظلت العاصمة فى عهده بخارا حتى قتل ودفن بها . فخلفه من بعده ابنه أبوالحسن نصر بن أحمد السامانى وكان صغير السن حيث كان يبلغ من العمر ثمانى سنوات وقد استصغره الناس واستضعفوه وطمع فى ملكه الطامعون من الولاة والعمال فى مختلف أقاليم الدولة حتى أمراء البيت السامانى الذين ارسلو الى الخليفة المقتدر بالله يطلب كل واحد منهم ناحية من نواحى إقليم خرسان , إلا أن الخليفة المقتدر بالله أقر الأمير نصر بن أحمد على ملك أبيه وقد نجح الأمير نصر فى دحر جميع الخارجين عليه بمعونة كبار رجال دولته وإخلاصهم وبلغت الدولة السامانية فى عهده أوج ازدهارها ونتيجة لميل الأمير نصر الى المذهب الشيعى وخوفه من القتل على أيدى كبار رجال البلاط فقد تنازل عن الحكم لإبنه الأمير نوح , وقد توفى الأمير نصر فى جمادى الآخرة سنة ( 331 هـ /943 م ) وقد بلغت الدولة السامانية فى عهده أقصى اتساع لها ويعتبر من أشهر الأمراء السامانيين بسبب كثرة الأحداث فى مدة حكمه والتى بلغت ثلاثين عاماً .

وكان خلفه الأمير نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل ( 331 – 343 هـ / 943 – 954 م) الذى تولى من بعده قد بدأت النزاعات فى عهده ومن بينها النزاع الذى دار بين السامانيين والبويهيين حيث نجح فى إيقاع الهزيمة بهم وسيطر على مدينة الرى وفى التاسع من ربيع الآخر سنة ( 343 هـ / 954 م ) مات الأمير نوح بن نصر وتولى من بعده ابنه الأمير عبد الملك بن نوح ( 343 – 350 هـ / 954 – 961 م ) والذى أخذت مظاهر ضعف الدولة السامانية تتضح فى عهده بشكل كبير حيث ظهرت النزاعات بين البلاط السامانى , وفى شوال سنة ( 350 هـ / 961 م) سقط الأمير عبد الملك من فوق جواده ومات فى نفس الليلة. وتولى الحكم من بعده منصور بن نوح بن أحمد بن إسماعيل ( 350 – 366 هـ / 961 – 977 م) ويعتبر عصره هو بداية النهايه للدولة السامانية وذلك بسبب الدور الذى لعبه رجال القصر والقواد فى الأحداث على الساحة السياسية , وفى منتصف شوال سنة ( 366 هـ / 977 م ) مات الأمير منصور بن نوح فى بخارا , فخلفة من بعده ابنه الامير نوح الثانى بن منصور ( 366 -387هـ /977 – 997 م) والذى تولى الحكم وعمره ثلاثة عشر عاما وفى عهده بلغت الخلافات بين كبار رجال البلاط والوزراء والقواد أوجها واحتدمت الصراعات لدرجة إستعانة بعضهم بالقوى الخارجية المتربصة بالدولة , فاستعان أحدهم ببغراخان الذى بدأ فى السيطرة على أملاك السامانيين شيئا فشيئا حتى دخل مدينة بخارا وتعتبر هذه هى أول مرة تخرج مدينة بخارا من تحت السيطرة السامانية ولكن تمكن الأمير نوح من إستعادة المدينة مرة أخرى ولقد إستعان الأمير نوح بالزعيم الغزنوى سبكتكين وذلك لمساعدتة على إخماد الفتن التى كانت مشتعلة فى البلاد السامانية .

 وقد فتحت استعانة قواد السامانيين المتمردين بخانات الترك واستنجاد الأمير نوح بسبكتكين الباب أمام الترك والغزنويون للدخول الى بلاد ما وراء النهر وخرسان حيث كانت نهاية دولة السامانيين على أيديهما . وفى الثالث والعشرين من رجب سنة ( 387 هـ / 997 م ) توفى الأمير نوح بن منصور فتولى من بعده ابنه الامير أبوالحارث منصور والذى كان حكمه صوريا وانتهى حكمه عندما اتفق قادته على خلعه وثملوا عينيه وذلك فى الثانى عشر من صفر ( 389 هـ / 999 م ).([11]) وتم إعلان أخيه أبو الفوارس عبد الملك خلفا له ويعتبر هذا التاريخ هو النهاية للدولة السامانية حيث لم تفلح محاولات أمراء البيت السامانى لإستعادة السيطرة على بخارا وأملاكهم مرة أخرى والتى استمرت حتى سنة( 395 هـ / 1005 م ) وبإنقضاء دولة السامانيين ينقضى عصر بخارا الزاهر ولكن تحتفظ بخارا بمكانتها فترة من الزمن تأخذ بعدها فى الضعف التدريجى حتى تأتيها الضربة القاضية فى مطلع القرن السابع الهجرى على يد المغول إذ نالها فى ذلك الوقت ما نال غيرها من مدن العالم من التخريب على يد هؤلاء المتوحشين.([12])

--------------------------------------------------------------

[1] - د/ طه ندا , مقال بعنوان "بخارا" , مجلة كلية الآداب جامعة الإسكندرية , العدد التاسع عشر     1965 م , مطبعة جامعة الإسكندرية 1966 م , ص 37 .

[2]  -  د / محمد سالم بن شديد العوفى , مقال بعنوان (دراسة حول "كتاب تاريخ بخارى" لأبى بكر محمد بن جعفر النرشخى "286 – 348 هـ / 959 م" )  , مجلة العصور , المجلد الرابع , الجزء الثانى , يوليو 1989 م / ذو القعدة 1409 م , دار المريخ للنشر لندن  , ص 292 .

[3] - شعبان عباس قناوى , مسكوكات الدولة السامانية "279 – 389 هـ / 893 – 999 م" رسالة ماجستير غير منشورة , جامعة جنوب الوادى , كلية الآداب بسوهاج , قسم الآثار الإسلامية 2000 م , ص 9 , 10 .

[4]   -  د / محمد سالم العوفى , المرجع السابق , ص 288 .

[5] - أبى إسحاق إبراهيم بن محمد الفارس الإصطخرى المعروف بالكرخى , مسالك الممالك  , إيران , ازنتشاارات كتابخانه صدر , ص 313 , 314 , 293 , 294 .

[6] -  أبى جعفر محمد بن جرير الطبرى 224 – 310 هـ  , تاريخ الرسل والملوك  , تحق محمد أبو الفضل إبراهيم , الجزء الرابع  , دار المعارف , حوادث سنة 22 هـ , ص 166 – 169 .

[7] -  أحمد بن يحى بن جابر البغدادى  , فتوح البلدان , شركة طبع الكتب العربية 1319 هـ / 1901 م , الطبعة الأولى , ص 417 .

[8]  -  الطبرى  , تاريخ الرسل والملوك  , الجزء السادس  , الطبعة الثانية , ص 439 – 442 .

    -   د / طه ندا  , بخارا , ص 38 -  42 .

[9]  -  الطبرى  , سابق, الجزء العاشر  , الطبعة الثانية  , ص 147 .

    -  شعبان عباس قنارى  ,  مسكوكات الدولة السامانية  , ص 23 . 

[10]  -  الطبرى ,  تاريخ الرسل والملوك  ,  ص 148 .

  -  د /  حسين أمين  , الدولة السامانية  , مجلة المؤرخ العربى , العدد الخامس عشر 1980 م ,  بغداد , العراق , ص 8 

   -  شعبان عباس قناوى , مسوات الدولة السامانية , ص 24 – 25 .

[11]  -  شعبان عباس قناوى , مسكوكات الدولة السامانية  , ص 26 – 55 .

    -  د/ حسين أمين , الدولة السامانية , ص 9 – 12 .

[12]  -  د / طه ندا , بخارا , ص 96 .