رقم البحث (3)

مفهوم الحظ الأخلاقي وأنواعه

"بحث في مفارقة الحكم للمسئولية الأخلاقية"

                     د. مصطفى عبد الرؤف راشد احمد

مجلة الجمعية الفلسفية المصرية – مركز الكتاب للنشر – القاهرة – العدد (28) – 2019م

ملخص:

تتوقف الأحكام الأخلاقية –في كثيرٍ من الأحيان- على مدى قدرة الفاعل على تحمل مسئولية أفعاله وقراراته، وأن يكون قادرًا على تبريرها؛ فعندما نُقيم سلوكًا أو فعلًا معينًا، ينبغي أن يكون الفاعل مسئولًا مسئولية تامة عن نتائج أفعاله وتصرفاته، شريطة أن يكون مؤهلًا من الناحية العقلية والنفسية، وهذا يعني أنه من الناحية الأخلاقية مسئول فحسب عن الأفعال التي تقع تحت سيطرته.

وعلى النقيض من ذلك، يرى مؤيدو الحظ الأخلاقي أن هناك عوامل خارجية تؤثر في أفعال المرء وقراراته من ناحية، وتوثر في تقييمنا الأخلاقي من ناحية أخرى؛ لذلك ينبغي ألا نطلق أحكامًا بالثناء أو اللوم من دون مراعاة العوامل والظروف الخارجية التي تؤثر في فعل معين أو اتخاذ قرار محدد؛ لأن كثيرًا ما يحدث أن نحكم على الأشخاص بالثناء أو اللوم دون أن يكونوا مسئولين عن نتائج أفعالهم مسئولية تامة.

وبناء على هذا، تكمن إشكالية البحث الحالي في دحض الحجة القائلة: "ليس للحظ أي صلة بالأخلاق"، وهي الحجة التي أسسها الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط""E. Kant"(1724-1804م) في كتابه "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق"، حيث رأى أن التقييم الأخلاقي يتوقف على مبدأ السيطرة، واستهجن كل ما يأتي من الحظ، لذا يمثل الحظ مفارقة بين التقييمات الأخلاقية ومسئولية الأفراد عن أفعالهم وقراراتهم.

وتحقيقًا لأهداف البحث، فقد جاء البحث في ثلاثة محاور وخاتمة جاءت على النحو الآتي: المحور الأول يتضمن الحديث عن مبدأ السيطرة؛ تعريفه وأنواعه وعلاقته بالمسئولية الأخلاقية ومفارقته للحظ. بينما يتناول المحور الثاني تعريف الحظ الأخلاقي والفرق بينه وبين الحظ العادي ومفارقة الحظ للمسئولية، ثم عرض ثلاثة انتقادات قُدِّمت لمفهوم الحظ الأخلاقي، أمَّا المحور الثالث ففيه عرض لأنواع الحظ الأخلاقي، خاصة عن "توماس ناجل""Thomas Nagel" (1973م-   ).