رقم البحث (5)

المراقب المحايد "بحث في منطق الحكم الأخلاقي"

د. مصطفى عبد الرؤف راشد احمد

مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربوية – كلية الآداب جامعة القاهرة (فرع الخرطوم) – العدد (27) – يوليو 2020م

ملخص:

انبثق مفهوم المراقب المحايد في تاريخ الفكر الفلسفي بوصفه مصدرًا للحكم الأخلاقي لدى الفيلسوف الأسكتلندي "فرانسيس هاتشيسون"(1694-1746م) من خلال فكرته عن الاستحسان والاستهجان؛ فالموافقة على أفعال الآخرين أو رفضها تتوقف على استحساننا أو استهجاننا إياها، ثم تبعه بعد ذلك "ديفيد هيوم"(1711-1776م) بفكرته عن التعاطف.

غير أن هذا المفهوم لم ينضج بشكل دقيق، إلا على يد الفيلسوف الأسكتلندي وعالم الاقتصاد المشهور "آدم سميث"، حيث أعطى هذا المفهوم بعدًا آخر، وذلك بإضافته ثلاثة عناصر أساسية؛ هي: التعاطف، والخيال، والتماثل، ونص عليه بشكل صريح في كتابه "نظرية العواطف الأخلاقية" (1759م)؛ بأكثر من صيغة، مثل: المشاهد المحايد، والمراقب غير المتدخل بشيء، والمشاهد المنتبه، والمراقب عديم الاهتمام.

ثم بدأ فلاسفة القرن العشرين الاهتمام بهذا المفهوم اهتمامًا واسعًا؛ ففي خمسينيات القرن العشرين نشر "رودريك فيرث"(1917-1987م) مقالة مهمة جدًّا بعنوان: "مذهب الإطلاق الأخلاقي والمراقب المثالي" (1952م)، بيَّن فيها دور المراقب المثالي في تحديد الأحكام الأخلاقية وخصائصه، وبعد نشر هذه المقالة، عكف الفلاسفة على تحليلها تحليلًا دقيقًا، ثم تلاها سيل من التعليقات النقدية للرد على أفكار "فيرث"، وقد ظهر هذا بشكل خاص عند "توماس كارسون"(1950م-  ) في كتابه "الحالة الأخلاقية" (1984م).

يتميز المراقب المحايد "المثالي" بعدة خصائص، من أهمها إنه: أ. كلي العلم. ب. كلي الإدراك. ج. عديم الاهتمام "اللامبالاة". د. متسق مع نفسه. هـ. عديم التأثر بالانفعالات والعواطف. و. حيادي. ز. إنسان طبيعي. وغيرها من الخصائص.