رقم البحث (6)

الرغبة الجنسية بين الاتجاه المحافظ والاتجاه التحرري

"نماذج منتقاة من الفلسفة الغربية"

                      د. مصطفى عبد الرؤف راشد احمد

مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربوية – كلية الآداب جامعة القاهرة (فرع الخرطوم) – العدد (28) – أكتوبر 2020م

ملخص:

تعد مشكلة الأخلاقيات الجنسية أو التقويم الأخلاقي للنشاط الجنسي، واحدة من أهم القضايا، التي تعالجها الأخلاق التطبيقية؛ نظرًا لتعقيداتها وتداخلاتها المتشابكة؛ ونظرًا لتعدد آراء الفلاسفة واختلافاتهم في تفصيلات دقيقة داخل الاتجاه الواحد. فهناك اتجاهان أساسيان يحكمان الإطار الكلى للعلاقات الجنسية في الفلسفة الغربية، أولهما: الاتجاه المحافظ، ويمثله على سبيل المثال: القديس "أوغسطين" St. Augstine (354 - 430م)، والقديس "توما الإكويني"T. Aquinas  (1225 - 1274م)، و"إيمانويل كانط"I. Kant  (1724 - 1804م)، وثانيهما: الاتجاه التحرري، ويمثله "آلان جولدمان" Alan Goldman، و"فيسنت بانزو" Vinecent C. Punzo، و"برتراند رسل" B. Russell (1972 - 1970م)، و"أرفينج سنجر" I.  Singer (1925 -  2015م)، و"توماس ناجل" T. Nagel (1937-   )، وداخل كلَّ اتجاه تفصيلات متعددة ودقيقة، وقد جاءت معظم آراء هؤلاء الفلاسفة عن العلاقات الجنسية متفقة إلى حدٍ كبير مع مذاهبهم الفلسفية العامة، وهذا ما سيوضحه البحث.

وترجع أهمية دراسة الرغبة الجنسية لدي الإنسان؛ لأن ممارسة الجنس – من وجهة نظري - يمثل مركز الأساس في الوجود الإنساني، سعادته أو تعاسته، تكاثره أو انقراضه، وكذلك تأثيرها بالإيجاب أو السلب على مواقفه الحياتية الأخرى كافة.

وتجدر الإشارة أننا لن نناقش هذا الموضوع من زاوية الحلال والحرام، ولكن سنناقشه من زاوية القبول والرفض، أو الاستحسان والاستهجان.

ويحتوي البحث على محورين  أساسيين، أولهما: الأساس المفهومى والمعياري للنشاط الجنسي، وسأتناول فيه عرضا للاتجاه المحافظ والاتجاه التحرري. والمحور الآخر يتضمن دراسة الأفعال الجنسية الطبيعية وغير الطبيعية "الشاذة".