استهدف البحث الحالي التعرف على واقع الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني بمدارس التعليم الأساسي ومحاولة توجيه أنظار المسئولين عن الإشراف الإلكتروني بالدولة إلى الاهتمام بتطوير الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني، من خلال توفير المتطلبات البشرية والاقتصادية والسياسية والتقنيات الرقمية التي تساعد في تطويرها، واستخدم الباحثون في هذا البحث المنهج الوصفي من أجل جمع وتحليل المعلومات حول موضوع البحث، كما تضمن البحث إطاراً نظرياً ركز على أبعاد الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني بمدارس التعليم الأساسي وواقع تحقيقها بها، وطبق الباحثون استبانة من إعدادهم على عينة من المعلمين والمشرفين التربويين بمدارس التعليم الأساسي بمحافظة سوهاج وتم تحديد خمس إدارات تعليمية وهي إدارة طما لتمثل شمال المحافظة، وإدارة البلينا لتمثل جنوب المحافظة، وإدارة سوهاج لتمثل وسط المحافظة، وإدارة أخميم لتمثل شرق المحافظة، وإدارة جهينة لتمثل غرب المحافظة .

وقد أسفرت نتائج البحث عن وجود قصور في الاهتمام بتطوير الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني بالتعليم الأساسي، وضعف المتطلبات البشرية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لتطوير الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني، وضعف وعي المعلمين والمشرفين التربويين حول الأفكار والمعتقدات والقيم التربوية اللازمة لتطوير الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني، وضعف الإعداد الأكاديمي للمشرفين التربويين حول توظيف التقنيات الرقمية بالإشراف الإلكتروني وقلة الدورات والندوات المقدمة للمعلمين والمشرفين التربويين حول توظيف التقنيات الرقمية بالتعليم وتطبيق الإشراف الإلكتروني، فضلاً عن الدور السلبي لوسائل الإعلام فيما يتعلق بنشر ثقافة التحول الرقمي وتطوير الأفكار والمعتقدات التربوية للإشراف الإلكتروني وزيادة الوعي العام بأهمية تطبيق الإشراف الإلكتروني، وكذلك ضعف ثقافة الحوار بين المعلمين والمشرفين التربويين وقلة الوعي العام حول آداب التواصل الإلكتروني.

وفي ضوء نتائج هذا البحث قدم الباحثون تصورًا مقترحًا لتطوير الثقافة التربوية للإشراف الإلكتروني بالتعليم الأساسي في ضوء متطلبات العصر الرقمي مع توفير آليات للتنفيذ.