تعيش المجتمعات الإنسانية الآن عصر تفجر المعرفة ، وتستشرف المستقبل عن طريق تضمين سياساتها التعليمية نظم الاعتماد وضمان الجودة والرقابة على التعليم ، إلى جانب توظيف التكنولوجيا في الأنشطة التعليمية وصولاً لتأسيس مجتمعات تعلم معاصرة تؤدي إلى تطوير العملية التعليمية  والتغلب على مشكلاتها .

    وبالنظر إلى واقع الأنظمة التعليمية في الوطن العربي ، وإرهاصاتها المستقبلية ، يمكن القول إنه على الرغم مما حققته من إنجازات ، إلاَّ أنَّ الطابع الكمي يغلب على معظمها في أكثر الأحيان ، وإنَّها لا تزال قاصرة عن تحقيق الطموحات تارة ، ومخيبة للتوقعات تارة أخرى ،  وهذا كله يتطلب التطوير الشامل لكافة عناصر العملية التعليمية بدءًا بمدخلاتها ، ومرورًا بعملياتها ، وانتهاءً بنواتجها التعليمية .

    لذلك تضاعف اهتمام القائمين على أمر التعليم في مصر بتبني عديداً من الأفكار والمفاهيم الجديدة  والذي نتج عنه ما يطلق عليه اليوم ثقافة التغيير والتطوير ، وقد أفادت تلك الأفكار في تحديد الخطى المستقبلية للتعليم ، وخصوصاً التعليم قبل الجامعي  من خلال إحداث مجموعة من التحولات التعليمية هدفها الجودة والاتقان .

    ولقد أصبحت المؤسسات التعليمية تحت مجهر المساءلة المجتمعية وبدا البحث في تقدير مخرجاتها التعليمية ، والمرجو والعائد منها مجتمعيًا ، إضافة إلى أن تزايد التنافس بين الشعوب مع انخفاض ثقة المجتمعات في ممارسات بعض المؤسسات التعليمية المعاصرة كل هذا أنتج طلبًا ملحًا ينادي بتوفير متطلبات مهنية من أجل أن تصبح هذه المؤسسات التعليمية – المدارس - مجتمعات تعلم