تعني كلمة (تَّنقيب) بشكل عام: البحث في باطن الأرض عن كل ما قد تحويه من آثار ومعادن ومياه وبترول .....الخ.

أما التنقيب عن الآثار فله طرقه وأساليبه الخاصة، والتى تتطلب من المنقب مهارات وقدرات ذهنية وجسدية تتناسب مع ذلك العمل الجلل الذي سيقوم به؛ وهو ما سوف نتطرق اليه خلال هذا العرض المبُسط... وفى البداية لابد من التطرق الى تعريف علم الآثار وما يوضحه من عصور وغير ذلك حتى نستطيع معرفة ماهية التنقيب الأثري.

ولأن الهدف من عملية التنقيب عن الآثار؛ كشف النقاب عن الحضارات الغابرة، فينبغي أن نغير المفهوم الخاطئ بأن الآثار كنوز وثروات مادية فقط؛ لأن قيمتها ليست في المعادن أو الأحجار النفيسة فحسب بل هي قيمة أدبية حضارية في المقام الأول ومن هنا يمكننا القول: أن معول الأثري ليس للتنقيب عن كنوز مدفونة بين الأنقاض فقط؛ بل هو وسيلة المعرفة الحقيقية للكشف عن إسهامات الإنسان في صرح الحضارة البشرية سواء أكانت من الذهب أو الطين والعظام أو بقايا الإنسان أو الحيوان.

والتنقيب هو: وسيلة علم الآثار الأساسية في المعرفة، وما تكشف عنه الحفائر هو المادة الخام التي يستمد علماء الآثار منها الجديد من المعلومات في تطور تاريخ البشرية وآدابها وفنونها لذا فإن الهدف الأساسي لعملية التنقيب هو الكشف عن الغث والثمين، فالاكتشافات الأثرية الثمينة مثل: مجموعة توت عنخ آمون المحفوظة حالياً في المتحف المصري بالقاهرة، ومدينة بومبي بكامل عمارتها وآثارها،،،،، وغيرها من المباني الضخمة في مختلف أنحاء العالم، لها مدلولاتها وقيمتها بقدر الجهد الذي بذله الإنسان في تشكيلها، وأن المواد التي استخدمتها ليست سوى درجة من درجات الرقى والرخاء الاجتماعي والاقتصادي. بالإضافة إلى الجانب الفني للأثر فهو يمثل العقيدة التي آمن بها صاحبها، وتحدد بوضوح علاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها والمكان والمجتمع بل والحضارات المجاورة.

---------------------------