من القضايا السياسية المهمة التي كان لها تأثير كبير فى الدولة الإسلامية بشكل عام والدولة العباسية بشكل خاص؛ قضية ولاية العهد التى حلت محل نظام الشورى الذي كان متبعا في بداية العصر الإسلامي. ومنذ اتباع نظام ولاية العهد والشغل الشاغل لكل حاكم توريث الحكم لأبنائه متبعا في ذلك كل السبل الممكنة متحديا كل العقبات التى تواجهه، وفى بداية العصر العباسي فطن الخليفة أبو جعفر المنصور الى أقوى الأجهزة الإعلامية في هذه الفترة (المسكوكات)، لما لها من حضور لدى كل الناس وتواجدها الدائم بين طوائف الشعب المختلفة، لذا فقد ركز جهده في نشر ما يريد من أفكار بين عامة الشعب وبالتحديد في المناطق التى لها النفوذ في الدولة، وأمر عماله بتسجيل دعوته لابنه محمد المهدي على النقود مستغلا أقلها في القيمة الاقتصادية وأقواها في سعة الانتشار (الفلوس) كان ذلك بداية من عام 140هـ، ثم استغل بعد ذلك الدراهم الفضية بداية من عام 145هـ. هكذا استطاع كسب تأييد قاعدة شعبية عريضة لقضيته وهذا ما مكنه من تنفيذ ما يريد.