فقد وردت كلمة المصطلح عند القدماء في قول الزبيدي في تاج العروس إنه: "اتفاق طائفة مخصوصة على أمر مخصوص" لكن الملاحظ على ذكر العلماء للمصطلح أنهم لم ينتبهوا إلى دراسة المصطلح في إطار منهجي بل درسوه بطريقة تقليدية، وقد يرجع ذلك كما يرى بعض الباحثين إلى نظرة القدماء إلى المصطلح بأنه جزء من المعجم العام.

وقد آثرت دراسة المصطلح النحوي عند عَلَم من أعلام النحو العربي؛ للوقوف على دلالة المصطلحات الخاصة به، وهو الإمام أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري (ت 328هـ) وذلك من خلال كتاب يعد سفرًا في شرح المعلقات السبع، ألا هو كتاب "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" وهذا الشرح كما يقول عنه محقق الكتاب يعد في قمة شروح القصائد السبع؛ حيث تستطيع من خلاله الوقوف على سعة علم ابن الأنباري؛ فلقد عالج النصوص من زوايا اللغة والنحو والتاريخ والأنساب معالجة كاملة.

ومعلوم أن المصطلحات النحوية البصرية – بحكم سبق المدرسة البصرية- قد نشأت قبل المصطلحات النحوية الكوفية، فعلماء الكوفة قد أرادوا أن يميزوا نحوهم من نحو البصريين؛ فعمدوا - كما يرى بعض الباحثين- إلى أساليب خاصة تكون علامات خاصة بهم تميزهم عن غيرهم، وتكون سمتًا خاصًا لنحوهم، حيث إن الخلاف بين الفريقين لم يقف عند المسائل العلمية بل سرت عدواه إلى التسمية في المصطلحات العلمية الكثيرة جدا، والحقيقة أن ذلك ليس من مصلحة العلم في شيء كما يقول صاحب نشأة النحو.

 

 

وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول.

  • المقدمة: تناولت فيها أهمية الموضوع، وأهدافه، وأهميته، وبعض الدراسات السابقة.
  • أما التمهيد: فعرضت فيه معنى المصطلح، وأهميته، ونبذة عن ابن الأنباري، وكتابه موضوع الدراسة.
  • ثم جاء الفصل الأول: وعرضت فيه المصطلح النحوي عند ابن الأنباري من خلال المرفوعات.
  • ثم الفصل الثاني: بعنوان المصطلح النحوي عند ابن الأنباري من خلال المنصوبات.
  • ثم الفصل الثالث: المصطلح النحوي خلال المجرورات.
  • ثم الفصل الرابع والأخير: المصطلح الصرفي عند ابن الأنباري.

منهج البحث:

يقوم هذا البحث على المنهج الوصفي الذي يعتمد على التعريف بمعنى المصطلح ودلالته، ورؤية اين الأنباري في تناول المصطلح من خلال كتابه " شرح القصائد السبع الطوال الجهيليات"، وتحليل الآراء التي ذكرها ابن الأنباري، وألقاء الضوء على الأثر الدلالي للمصطلح في تكوين دلالات جمالية مختلفة لفهم مستويات الفكر اللغوي عند ابن الأنباري، وأثر ذلك على التوجيه الإعرابي للنص.

أهداف البحث:

  • العمل على تجلية مفهوم المصطلح وعلاقته بالفكر اللغوي، وأهميته عند القدامى والمعاصرين.
  • التعريف بمعن موحد للمصطلح يرتضيه البحث ويعمل على إظهاره.
  • تطبيق المصطلح على كتاب مهم من كتب اللغة والأدب والوقوف على فكر صاحب هذا الكتاب في التوجيه الإعرابي لشرح المعلقات.