إن مفهوم العولمة من المفاهيم التي تزامن ظهورها مع نشأة ما عرف بالنظام العالمي الجديد، وعلى هذا الأساس تدور الدراسة في طرح إشكاليات جديدة حول زيادة المخاوف من بعض تأثيرات القيم الوافدة عبر القنوات الفضائية على القيم المصرية الأصيلة، والتي تعد من أهم القضايا المطروحة على الساحة الفكرية والأدبية، ومما يدعم هذا التخوف أن للاتصال الفضائي قوة لا يستهان بها في التأثير على الثقافة، ومن ثم على القيم الاجتماعية والثقافية في المجتمع الريفي في ظل حركة العولمة.

وقد استخدم الباحث منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة (جزيرة شندويل بسوهاج)، وأداة صحيفة الاستبيان، والمقابلة، والملاحظة بالمشاركة.

وقد توصلت الدراسة إلى عديد من النتائج أهمها: أن مشاهدة القنوات الفضائية أثرت على بقاء الفرد في المنزل في القرية، ورغم ذلك لم تؤثر على علاقته مع بقية أفراد أسرته، كما أن مظاهر الترابط والمشاركة في الاحتفال بالمناسبات والمواقف المختلفة لأبناء العائلات في القرية مستمرة، وأن هناك بعض القيم التي ما زالت باقية، وجاءت منقسمة إلى قيم إيجابية مثل: وجود الترابط الأسري والعائلي بين أهل القرية، وتوافر العديد من العادات والتقاليد الفعالة في المجتمع، وتوافر العديد من القيم الاجتماعية الإيجابية التي كان لها دورها في تماسك الأفراد في القرية، أما بالنسبة للقيم السلبية فقد جاءت في افتقاد كثير من القيم التي كانت موجودة من قبل، والاعتماد على قيم زواج الأقارب والزواج المبكر، وظهور بعض المواقف العصبية والتي تدعم فكرة القبلية، والتمسك ببعض العادات السيئة من أجل المظهرية في القرية.