شهدت مصر بعد ثورة 25 يناير 2011م عديدًا من السلوكيات التي لم تكن موجودة من قبل، والتي أثرت على النسق القيمي للفرد والمجتمع، كما أفرزت هذه الثورة جملة من النتائج والتداعيات الخطيرة على الدولة والمجتمع، منها: تراجع هيبة الدولة، وتآكل سيادة القانون، وحدوث حالة من الانفلات والفوضى في المجتمع، فضلاً عن استشراء الفساد السياسي والإداري. ومن هنا جاء هذا البحث للكشف عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وآثارها في انتشار السلوكيات المرفوضة من الشباب بالمجتمع المصري.

وقد استخدم الباحث المنهج المقارن، ومنهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة (450 فردًا من بقرية القلعة مركز ومدينة قفط بمحافظة قنا)، ومنهج دراسة الحالة. واستخدم الباحث صحيفة الاستبيان والمقابلة ودليل دراسة الحالة.

وتوصلت الدراسة إلى عديد من النتائج من أهمها: أن 98.2٪ من أفراد العينة الكلية يشعرون بوجود أزمة قيم أخلاقية فى المجتمع المصرى، وأن من أهم مظاهرها انتشار الفساد بأشكاله المختلفة. و أن 90.4٪ من أفراد العينة الكلية يرون أن هناك تفاوتاً طبقياً بين الناس داخل المجتمع المصرى فى الوقت الحالى متمثلاً في ضعف الأجور، سوء توزيع الدخل القومى، الخصخصة، انتشار الفساد، إثراء بعض الناس بطريقة غير شرعية، هجرة الشباب إلى الخارج. وأن 83.8٪ من أفراد العينة الكلية يشعرون بانتشار جريمة العنف وتعاطى المخدرات. وأن العوامل الاقتصادية انخفاض الدخول، ارتفاع الأسعار، بطالة الشباب، الفقر، سوء العدالة فى التوزيع ، كانت سببًا في حدوث أزمة القيم الأخلاقية.