تدور هذه الدراسة حول بساتين النخيل والفاكهة في طور سيناء في العصر المملوكي في ضوء وثائق دير سانت كاترين الخاصة، أو بالأحرى التي تتعلق بالحياة اليومية للناس ومعاملاتهم، لاسيَّما تلك التي تتعلق ببيع ووقف وإثبات ملكية بساتين وكروم النخيل والفاكهة، وهي على قدر كبير من الأهمية لأنها حَوَت في طياتها معلومات مهمة حول طبيعة المنطقة الزراعية، وحيازة هذه البساتين والكروم، وعمليات البيع والشراء بين سكان منطقة الطور سواء الرهبان أو العربان أو نصارى الطور الملكانيين، بالإضافة إلى مصادر المياه وطرق الري، وأنواع النخيل والفاكهة التي هناك.

  ونظرًا لهذا اقتضت طبيعة المعلومات الواردة بهذه بالوثائق أن يحوي ذلك البحث بين جَنباته طرحا لحيازة وملكية بساتين النخيل والفاكهة في طور سيناء في العصر المملوكي، والتي كانت مُتاحة لجميع السكان، ولم تقتصر على فئة بعينها، فضلا عن كونها ملكية كاملة أتاحت لهم حق التصرف فيها. كما اشتمل البحث على تحديد مصادر المياه اللازمة لبساتين النخيل والفاكهة في طور سيناء وطرق ريها. وفي الأخير عالج البحث أنواع أشجار النخيل والفاكهة في منطقة الطور، والتي أشارت الوثائق بوضوح إلى تنوعها وأمدتنا بتفاصيل مهمة ودقيقة حولها في هذا الخصوص.