تتناول هذه الدراسة جانبًا مهمًا في العلاقة بين الدولة المملوكية والعربان في صعيد مصر في عصر سلاطين المماليك الجراكسة، من خلال حملات الأمير يَشْبك من مَهدي الدَّوَادَار على صَعيد مِصْر في الفترة من(873-883هـ/1468-1478م). وقد مهد الباحث للدراسة بالحديث عن التقسيم الإداري لصعيد مصر في العصر المملوكي الجركسي، والوظائف الإدارية التي كانت موجودة هُناك، وما طرأ عليهما من تغييرات من فترة لأخرى. ثم أردف ذلك بالحديث عن توافد القبائل العربية واستقرارها، ونزول قبيلة هوارة في عهد السلطان برقوق وسيطرتها على مناطق  كبيرة بالصعيد، واتساع نفوذها وعلاقتها بالدولة.

  ثم تناولت الدراسة علاقة الأمير يَشْبك من مَهدي بالصعيد، وتوليه وظيفة كاشف الكشاف به، وصدامه المبكر مع قبيلة هوارة، ثم ارتفاع مكانته السياسية في عهد السلطان الأشرف قايتباي، وتوجهه إلى الصَّعِيد في أربع حملات عسكرية، التي اختلفت أسبابها من حملة إلى أخرى، مع إبراز آراء المؤرخين المعاصرين لأحداثها ونتائجها.

  وفي نهاية الدراسة طرح الباحث تساؤلاً مهمًا حول الأسباب التي دفعت الأمير يَشْبك إلى الخروج في كل مرة على رأس الحملات الأربع إلى الصَّعِيد، وهل كان ذلك بدوافع  سياسية أم  دوافع اقتصادية غير واضحة.