يتناول هذه البحث دراسة أوقاف التُّجَّار في دِمَشْق وأثرها في الحياة العامة عصر سلاطين المماليك (658-922هـ/1260-1516م)، وقد اعتمد البحث بشكل كبير على وقفيات التُّجَّار التي سُجِّلَت في دفاتر الطابو العثمانية المحفوظة في أرشيف رئاسة الوزراء باستانبول، مما كشف اللثام عن معرفة أسماء التُّجَّار الواقفين، ومنشآتهم، والأعيان الموقوفة عليها، ومصارفها المختلفة، إلى جانب أنواع الأوقاف سواء أكانت أهلية أم خيرية أم مشتركة.
وتضمن البحث عدة محاور رئيسة: جاء أولها كاشفًا النقاب عن دوافع التُّجَّار إلى الأوقاف في دمشق، وعالج ثانيها الأعيان الموقوفة، ويُقصد بها مصادر الإنفاق على الوقف، والتي شملت القرى، والأراضي، والمزارع، والبساتين، والحقول، والمعاصر، والطواحين، والحوانيت، والقيَّاسر، والخانات، بالإضافة إلى الدور السكنية، وغير ذلك. وتناول المحور الثالث إدارة الأوقاف، حيث تعددت الأعيان الموقوفة واتسعت رقعتها، وكان العمل على صيانتها ودوام عمارتها يتطلب وجود مجموعة من الوظائف تقوم على هذه المهمة على مدار السنة. وخصص المحور الرابع لدراسة أثر أوقاف التُّجَّار في الحياتين الدينية والعلمية، وجاء المحور الخامس الأخير متتبعًا أثر أوقاف التُّجَّار في الحياة الاجتماعية.

