القناطر الخيرية 

" دراسة أثرية معمارية "

 

 

إعداد : محمود أحمد محمود أحمد

تمهيدى ماجستير

 

إشراف : د / سامى محمد نوار

 أستاذ العمارة والآثار الإسلامية ورئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة سوهاج

 

 

 2007م

-----------------------------------------

القَنْطرة (بفتح القاف وسكون النون): جمعها قناطر, وهي ما ارتفع من البنيان على شكل عقد وجسر متقوس يبنى للعبور عليه. والمُقَنطرة (بضم الميم وفتح القاف): بناء متقوس كالقنطرة, وقَنْطر المريض (بفتح القاف وسكون النون): أي سقاه([1]). وقنطر البناء, أي جعله كالقنطرة([2]).

والقنطرة هي بناء من الطوب أو الحجر بعين واحدة أو أكثر([3]). وقد أطلق اسم "قنطرة" في العصر الإسلامي على كل بناء معقود بعقد من أي نوع من أنواع العقود. وهكذا أمكن إطلاق هذا الاسم على العقود التي تعترض المجاري المائية لرفع منسوب المياه, وتحويلها لجهة معينة بعد تخزينها, ويُعد بناء القناطر الوسيلة المثلى لذلك؛ فهو يقسم المجرى المائي إلى عدة مجارٍ ضيقة بواسطة فتحات العقود, وبذلك يمكن التحكم في هذه الفتحات بفتحها وقفلها. ويتم رفع البوابات وخفضها بواسطة رافعة (وِنش) متحرك, بواسطة أبواب حديدية أو خشبية مصفحة([4])منزلقة رأسيًا, أو بوضع أحجار تكسى بالطين الإبليذ أو بالخشب في بعض الأحيان, ثمَّ تفتح البوابات, وتزال مود سد فتحات العقود عند الحاجة إلى تصريف المياه([5]).

 

وتتكون القناطر من أساسات بعرض الممر المائي الذي تبنى عليه, يطلق عليها "الفرش", ويكون من البنيان أو الخرسانة, ويتفق سطحه الأعلى مع منسوب قاع النهر تقريبًا, وتقام على هذا الفرش دعامات (بغال), والتي تبنى لإقامة العقود عليها, والتي تمر المياه من تحتها, كما تجعل سقف القنطرة([6])الذي يمثل الطريق المستخدم للعبور عليه, وكان لبعض القناطر دراوٍ تبنى فوقها, وذلك مثل التي استعملت في القناطر الخيرية, والتي تم فيها عمل بروزات على هيئة جميلة في الناحية الشمالية من دراوي القناطر, وذلك للجلوس فيها؛ للاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى جسم القناطر الخيرية. 

 

([1]) عاصم محمد رزق: معجم مصطلحات العمارة والفنون الإسلامية, مكتبة مدبولي, 2000م, ص 244.

([2]) المعجم الوجيز, ص 517.

([3]) عبدالرحمن عبد التواب: منشآتنا المائية عبر التاريخ, دار القلم للنشر, 1963م, ص 9.

([4]) سامي محمد نوار: المنشآت المائية بمصر منذ الفتح الإسلامي وحتى نهاية العصر المملوكي دراسة أثرية معمارية, رسالة دكتوراه, قسم الآثار الإسلامية, جامعة أسيوط, 1404 / 1984م, المجلد الأول, ص 325.

([5]) سامي محمد نوار: الكامل في مصطلحات العمارة الإسلامية من بطون المعاجم اللغوية, دار الوفاء, ص 144.

([6]) هـ. أ. هوست: صحيفة مصلحة الطبيعيات "موجز عن حوض النيل", ت: محمد نظيم, المطبعة الأميرية ببولاق, 1946م, ص 63؛ عبدالرحمن عبد التواب: منشآتنا المائية, ص 9.